الخميس، 27 سبتمبر 2012

ذلّك الحُي


في ذلك الحي الغريب المليء بالفظاعة والأمور التي تجعلك غريباً حدث ماحدث
..

لم يكن الفرح في هذا البيت عارماً منذو ستة سنوات منذو أن تزوج سعد ، هند ..
كل شيء كان ينزوي إلى الحدر ، تاهت الأنظار ،صبروا طويلاً .. كان سعد كلما ذهب إلى السوق ، إلى المستشفى ، إلى أي مكان عام .
يصادف بكاء الأطفال ، أو بسماتهَم .. يرى أماَ تحتضن طفلها الصغير وتقيَه بوضع شال أبيض على وجه من حّر الشمس .. أو أب يهرول خلف إبنه يمازحه .
كان يبتسم ، وفي نفس اللحظة يحترق شوقاً إلى الله ، ويتمنى أن يُرزق بطفل ولو واحداً.

هند أيضا طالما زارت المشايخ ، والعيادات الطبية المتخصصة .. ذكُرت لها مرأه ، أن تشرب قليلا من حليب الماعز . وتأكل الحبة السوداء في الصباح
وبعض الخبز والتمر !
كل دواء شعبي ، أو بديل للطَب ، لم يفلح معها ، يأست ، ثم عادت ونهضت من جديد
وفي يوم من الأيام وكان وجه الشحوب يتلوى صلوات الأمل .. ذهبوا للعيادة ليروى التحاليل .
إبتسم الدكتور وقال دون مقدمات .. هُند أنتي حامل . زاغت أعين سعّد لم يعرف ماذا يفعل ، ذهب للدكتور وأمسكه مع كتفه ، هل صدقاً ماتقول
هل زوجتي هند حامل حق ..
هند في الجانب الأخر في ذهول والدمع يتساقط من عينها كتساقطَ حُبات البرد في ليال شتاءَ تائهة .
لم تدرك ماتقول ، فنهضت رغم كل هذا الصخب ، وخرت ساجدة شاكره للَه ، أتى سعد وسجد بجانبها وعانقهاَ وهما يبكيانَ ، فرحُيين
الدكتور . خرج لم يعرف ماذا يفعل ، خقَنته العبرة .
..
مضت أيام الحُمل والأهتمام والعناء ، حتى أن سعد ترك وظيفته ومازال يقابل زوجُته حرصاً على الجنين الذي بأحشائها
يأتي بأفخر الطعام ، ويأتي بنشويات مُوصى بها من إستشارين متخصصين ..
رزُقوا بمولود .. ذكر .. أسموه بـ عمّر .. ملُت الفرحة هذا البيت الصغير ، المكون من ثلاثة أفراد
كُبر عمر ، وأصبح في سنته الثانية .. وعادت هُند لتحمل بفتى أخر ، وهو عبدالرحمن .. وأيضا حمُلت مرة أخرى بتوأم وهما سامية وجميل .

..
هاهو سعد ينهض باكراً متبسماً ، وينظر لأطفاله ، كلهم ينظرون لـ عمر ، فاليوم هو أول يوم لعمر في دخوله المدرسة ..
نعم أن عمر سيدرس ، في الصف الأبتدائي الأول .

كان سعد متخوفاً لايعرف مالأمر ، لكنه يعرف المدرسة ويعرف أول يوم فيها .. ذهب وأمسك بيده ويخبره ، عن مميزات المدرسة
وأنه سيتعرف على أصدقاء جدُد .رغم أنه مؤمن بأن عمر لن يكون أي صداقات فهو منذو صغره ، رغم أنه الكبير أو البكر
فهو لايتعدأ جنُبي أمه ، طوال الوقت بقربها .. وصامت لايتحدث ، بالكاد يُسمع له نفسه ، ولكن هناك إيجابية وحيدة فيه
فهو لايبكي .ولايشكو أبداً ..

مرُت الأيام وعمر عائداّ وذاهباً للمدرسة .. أصبح الوضع روتينياً ، هُند الأم ، تساعد عمر في حل واجباته ..
رغم أنه كان شاردالذهن بعيداً عن مبتيغات حياته .
كُبر عمر وأصبح في الصف الرابعة الأبتدائي . ، دخلوا أخُوته جميل وساميه وعبدالرحمن المدرسة . فـ عبدالرحمن بالصف الثاني الأن
وجميل وسامية أول سنة لهما في المدرسة .
أصبح الأب سعد مشغولاً بمقتضيات حياته وتوفير الرزق والمعيشة لأبنائه فهو لايكاد أن ينتهي من عمله ، وسفرّه وعودته فأحيانا يغيب عن المنزل
يومين أو ثلاث ..
هند أم لأربعة أبناء في سن التاسعة والعشرون . ، سعد أب لأربعة أبناء في سن الحادية والثلاثون .
..
كان هناك قُرب بيتهم بقالة أو دكان صغير .. يذهب إليه عمُر بعد أن يأخذ المصروف من أمه ..
مرت الأيام ، أصبح اللقاء في البيت غريباً بعض الشيء ..
سعد : يحاول إخفاء أمر معين لا أحد يعلمه . يذهب بعيدا كلما رُن هاتفه ..
يتأخر عن المنزل ، تارة ينام خارجه.ويتعذر بحجة السفر .. والزوجة هند أيضا ، تعلم شغل زوجها فهي مُقدرة
وهي أيضا مشغولة .. بأعمال المنزل وبإهتمامات الأبناء ، لم تُكن متعلمة فقط وصلت مرحلة المتوسطة وتركتها .
..
عمر كان يود أن يقول لأبيه شيء .. لايعلمه .. فهناك في مدرسته ، فتى أطول منه قاُمة .. كان يتحدث إليه ويذهب ويلعب معه
إلى أن أتى يوم وبدأ هذا الفتى بتصرف غريب ، لم يعرفه عمر من قبل ولكنه عادي . قام هذا الفتى بوضع يدُه حول جسد عمر ويلامُسه
ويبتسم له ويقول له هذا أمر عادي أنت بطل أنت فتى ذكي .. لم يكن يعرف مايحدث ..
تُركه ، ورحل إلى بيته ، يفكر ماذا يقول لوالده .. هل هذا أمر خاطيء ، لم يعلم بعد ماهو الخاطيء رغم أنه فتى في سن العاشرة .
مرُت الأيام ، أصبح هذا الفتى مرتادًا لعُمر .. حتى أتى يوم من الأيام ، ومارس مع عُمر الرذيلة ، كان عمر ، فتى لايرى أن هذا أمر مشُين
ولم يعلمه .. ، فأصبح روتينياً ، إلى أن مُرت الأحداث وتتوالاى الأيام ، . عمر يذهب مع الفتى القوي بالمدرسة ، الذي يحميه من الأطفال
عمر رأى أن هذا الفتى يدخن فـ خاف ، يعلم أن الدخان سيء وحرام ، ولكنه لم يعلم أن ممارسة الرذيلة أمر يهتز له عرش الرحّمن !!

..
تخرج عمر من الأبتدائية والفرحة في البيت فأبنهم على وشك أن يكون مراهقاً في مقتبل العمر .

.. أغتنموا العطلة الصيفية وذهبوا إلى أقاربهم هناك في الشَرق ..
كانوا يأتون بعض كل عطلة أو مناسبة عامة في البلاد ..
عائلة قاسم مكونة من . تهاني وأميرة ، وعبدالعزيز والأم نهُلة .
عبدالعزيز كان صغيراً في سنته الأولى ، فلقد رزقت نهله به في بداية السنة .
وتهاني عمرها 11 عاماً ، وأميرة سبعة أعوام .

..

مُرت العطلة الصيفية ، الكل متاحمل ويكره العودة إلى المدرسة ..
كان أول أسبوع مليء بالصخب والغياب ..

ذهب عمر إلى مدرسته الجديدة : حاول أن يكسب صداقات ، فهو أصبح متطوراً فهناك بعض الوجوه التي يعرفها في مدرسته ، وأيضا يوجد ذلك الفتى الذي يحميها
حيُاه وذهب معه . وأصبح يجول في المدرسة ويصول . كان ذلك الفتى القوي يقول لعمر أنتظر ، سأتكلم مع أصدقائي ..
نظر عمر من بعيد إلى أصدقائه .. فلم يعرف كيف لفتى قريب من سُنه ولكنه طويل بعض الشيء يصاحب هؤلاء وهم يدرسون في الثالث متوسط .
..
وزُعت الأسماء وكلن ذهب إلى فصله . كطبيعة الدارسة في تلك البلد .. في أول حصة تعريفية يدخل معلم ليخبر الطلاب عن معنى الدين
وعن أنكم مقبلون على مرحلة المراهقة ،تكلم عن الأساسيات الدينية والألتزام بها والأمور السيئة وذكر كُلمة غريبة لم تمر على مسامع عُمر
كلمة " اللواط " . ضلّ يفكر عن معنى هذه الكلمة ، أراد أن يسأل المدرس فأختشى أن يضحك عليه الطلاب في المدرسة لأن الكلمة متداولة عند الكثير .
..
بعد إن ذهب إلى البيت ، قررأن يٍسأل أمه ، التي كانت بإنتظاره ، فقال لها ، اليوم فعلنا وفعلنا وكان المدرس الفلاني ، وتوزيع الكتب
ثم تذكر كلمة اللواط ، فقال أمي :أريد أن أسألك شيئا .. مامعنى اللواط ؟
صعُقت الأم ، كيف لأبنها أن يسألها هذا السؤال .! ولماذا / فقالت لماذا تسأل : قال ، المعلم اليوم تحدث عن هذا الأمر .
قالت لا أعلم ، أسال أباك ربما هو من يعلمك .
..
كان في فراشه يحاول أن ينام يتذكر كلمات المعلم ، يتذكر فصله الجديد ينظر إلى أصدقاء مازن ، ذلك الفتى الذي كان يلازمه طويلاً .
يرى مازن وعقب السيجارة في فمه .. يرى أولئك السيئون أصدقاء مازن وهم ينظرون إليه بنظرات زائغه كأنه تود أن تلتهمه .
أنقلب على جانبه الأيام ويتذكر شفُتي المعلم وهي تنطق باللواط ، وكيف أن الفصل هدأ وأصبح الدم يفور بأعناقهم .
.. يفكر في موعد ، عودة والده إلى البيت .. يريد أن يسأله ، عن هذا الشيء الذي يعرفه ، الصُبية والأخرون وهو يجُهله .
في الأخير أستسلمت عيُناه للنوم وغرق في قيلولته .
أتى المغرب .. ، كان والده قُرب التلفاز .. كان هناك عبدالرحمن أيضا يحل واجُب القراءة .
وأيضا هناك سامية تريد من أبيها بعض الأقلام والدفاتر .
أراد أن يسأله .. فأستحى فصمت قليلاً ، أنتظر قليلاً .. مُرت أمه ونظرت إليه وهو في حيرة من أمره .. تذكرت سؤاله ..
إبتسمت ، وقالت عبدالرحمن تعال معي .. ، وأنتي أيضا ياسامية فلتخبريني ماذا فعلتي بمدرستك .
ومن هم معلماتك الجدد .
أرأد أن يغتنم الفرصة بسُرعة ، حال ذهاب اخوته مع أمه ..ذهبوا وتركوهمُ لوحدهم ..
أراد أن يتحدث لكن هناك شيء في معدته يؤلمة ، شيء غريب يحرق حتى أمعاءه وأحشاءه ..
والده سعد كان قريبً : يرى تصرفات أبنه، يعلم أن هناك شيء يخفيه .. فقال كيف حالك ياعمر ، كيف أول يوم في مدرستك الجديدة
قال الحمدلله ، جيده ياوالدي . لكن أرغب بسؤالك بشيء ما . قال تفضل ..
ماكاد الوالد يقول تفضل حتى أن ، عمر نزّل رأسه للأرض وقال والدي ماهو اللواط .
زاغت أعين سعُد .. نظر إلى أبنه ، نظر إلى رأسه وهو منحدر .. أطرق دقائق يفكر في أمر ، ما .. أمُر لسُت أعلمه !

قال ، لا تعلم ماهو اللواط يا أبني ! ، ألا تعلم حقاً ، قال لا :
أعتدل سعد " وقال " اللواط يا إبني هو الأتصال الجنسي المحرم مابين الذكرين ، لم يفهم جمُلة من هذا كله إلا المحرم
قال كيف " قال : أن يلامس عضو الذكر الأخر ، مؤخرة الفتى الأخر . . وضل يشُرح طويلاً ..
عمر : كان في حالة ذهول ويسمع حديث والده ، وأن هذا أمر خطير ومحرم جدا ًويحُكى أن هناك ، شابين كانا يمارسان الرذيلة .
فألتصقا ، وقذفوهم من أعلى جبل في المدينة .. وأن هناك عمليات أختطاف وأغتصاب ..
عمُر : لايعلم مايحدث ، ماذا هناك كان زائغ العينين .. تائه العقل ، شريد القلب . خائف جداً كـ قطة مذعورة . ألم فظيع يقطع أحشائه
يتذكر صورة مازن ، يتذكر كيف كان يفعل بها .. ، أ هذا هو اللواط ، رفض الفكرة في البداية .
مرتبك ، تعُب ، خرّع .. جائع ، لا ليس بـ جائع بلَ يريد التقيء !!
قال شكرا ياوالدي . وذهب لغرفته .. أغلق الباب . ينظر إلى الجدران ويفكر ، يتأمل كيف عملُ به كيف خدعه .. لا لا لم يخدعني ربما هو لم يعلم بعد .
خاف كثيرا ، تذكر حديث مازن مع أصدقائه الكُبار ، سأل نفسه هل يعلمون بمازن ، مثل ماعمل بي ، نعم أنهم يعملون به الفاحشة والرذيلة وهو يعمل بها ،
عليه اللعنه ، أنه يعلم .. يا إلهي ماذا فعلت ، هل أنا كافر ، هل أنا شاذ ، هل أنا أبنُ فُحش !!
لم يعرف كل هذه الأمور ، يريد أن يجيب ، لكن هناك الدمع المنحدر ، على عينيه ، هناك الألم هناك رائحة الخوف التي تنتشر بالمكان ، لتعطر معنى الندم !
بكى كثيراً يفكر ، كثيراً .. يتألم ، يلعن صوُرة مازن ، يلعن وجوده ..لقد تمنى الموت مقابل أن يغُفر له .

مضى أسبوع على تلك الحادثة .. عمُر لايكلم مازن ، قال له أرحل لا أريد أن أكون صديقك .. قال له مازن بصوت عالي " لقد كسُرت عينك ، كيف ترفعَ عيونك أمامي "
أراد أن يخبر الأخرين مازن بفعلته ولكنه خائف أن يفصل ، أراد أن يتباهى أمام الطلبة .. ولكن هو أيضا شبيه بحال عمر ، ولكنه راضياً بذلك !
عمر ، مستنفر لا يريد مزيدا من الاصدقاء ، لايريد أحد ، لايعرف إلا ثلاثاً منزله ، والمدرسة والمسجد
حتى أهله لم يعد يريدهم . نشأ وحيداً بعيدا كل مايعرفه هو الكتب ، هو أن يركز على دراسته ..
نعم أن عمر كان وحيداً في صغره ، أراد أن يبتسم للحياة ، فأطعمته إبتسامة من نوع أخر ، لم يعد يثق بها ، فطعنتها عاراً على جبيُنه ربما يحملها في دمُه
كان يفكر كثيراً ، في حياته ، هل تستحق كل هذا ، ويسأل ، إلهي هل أنا مسؤول ، أما والدي الذي لم يخبرني بالأمر ، والدي الذي لايعرف إلا عمله ، أمي الجاهلة !
أما أن هناك لعنة تصاحبني ، هل أنا أبنهم حقاً ، هل أنا الفتى الذي اُنتظر سبعة سنين ليخرج إلى هذه الحياة .. أه ليتني لم أخرج .
..
أصبح يذهب إلى المدرسة وحيداً ، لايتحدث مع أحد كان شرسًا عنفوانياً ، لذلك لم يكن مرغوب به ، لأنه يريد ذلك أيضا فيتصنع كل هذا . لأجل أن يبقى بعيداً
يرى مازن ، خارج المدرسة وداخلها .. يرأها واقفاً قُرب البقالة يشرب الدخان مع رفاقه ، وهناك في عينه إبتسامة لعينة إبتسامة نيّل وسُخرية .

كُبر عمُر وكبر هُمه وألمه .. أراد أن يتخلص منه . كان شكاكاً جدا لدرجة أنه يراقب أخوته ، لايريد لهم أن يخوضوا ماخاضه .. يسألهم أسئلة غريبة يحدثهم في أمور ربما تكون سيئة
يقول لهم أحذروا لاتفعلوا خاصة أنت يا عبدالرحمن .. هل هناك من يضايقك . أو يود أن يفعل بجسدك شيء ما ، كانوا كلهم يجيبون بـ لا .
..
يراقبهم يراقب أصدقائهم .. كان متشائماً جدا ، كان مريباً حتى أنه لم يرغب أن يمضي بعض الأحاديث مع والده ،
كان يتعذر له دائما بـ المراهقة لو سألوه الأخرون مابال إبنك ! فيقول هو في سن السادسة عشر من عمره وفي المرحلة الثانوية إنها المراهقة .
سيتحسن مع الأيام ، وكان يمضي في مشاغله وأموره الخاصة التي يخفيها عن الكثير . يغيب يوم ويومين .. وربما ثلاث ، سفرات خارج البلاد وتارة داخل البلاد . ولا أحد يعلم مانوع هذا العمل .
..
مرت الأيام مابين الشك واليقين ، أصبح عمر في صف الثاني ثانوي أفترق مع اللعين مازن ، فهو يدرس في التخصص العلمي والأخر يدرس في الأدبي كحال المتخاذلين .

..
كان هناك خطباً غريباً في ذلك الحي ، رغم أن هناك عمُر الفتى الذي ضُحك عليها ولعب عليه ، وأستخدم جسده لأرضاء رغبُة جنسية عند فتى أخر
أيضا هناك في ذلك الحي .. بيتين متجاورين جيرآن ، يتعازمون فيما بينهم ، كالأخوة ، حيث النساء والرجال والأمر عادي ..
إلى أن أتت فاجعة ، جعلت كل هذه المحبة والألفة تجعل عقولهم تناسب غرُبة وألماً .
كانت هناك فتاة بسن السابعة عشرة .. تدرس في بيت الجيران مع بناُتهم ، تدرس ما أخذوه اليوم من دُروس .
وكان في ذلك البيت فتّى مراهق .. عاد إلى المنزل ، ولما رأى تلك النظرة وخُيل له الأمر أنه قادرا ، ولم يخفّ من العواقب .
وعلم أن بيته فارغ ولايوجد إلا أخته وصديقتها يتذاكرون .. دخل وبكل قوة جرأه وعدم خوف . وأخرج أخته وأغلق الباب بالمفتاح
وقام بأغتصاب تلك الفتاة ، إلى أن هرعت تلك الأخت إلى جيرانهم لتخبر أن أخوه مغلقا الباب على أختهم ..
هرعوا كل أخوتها وأمروه بفتح الباب ، وهناك من سحب السكين وهناك من سحّب الزناد ليقتله ..
فلما كسروا الباب وجدوا الدم في كل مكان ، وجسدها المُسرد وأظافرها المتعلقة بأجزاء جسد ذلك الفتى .
وجدوها منهارة وهو أيضا مُنهار ، لقد سلبها عذريتها .. فلم يكن بفعل الأب والأخوة .. سوا طعن ذلك الفتى وقتله وأخته تنظر إليه
هربت إلى جيرانهم ، من الخوف ، خوفاً أن يصبح مصيرها كمصير صديقتها ، فالثأر يستوجب ذلك !


أيضا في الشرق هناك بعيداً ، تأتي الأخبار بعد سنة .. عن أكتشاف أم تهاني أن أبنتها أصبحت " بوية " ومستيطنة ومستشيطة على أختها
وتمارس معها مايسمى "بالسحاق " رغم أنفها ، تتشبه بأفعال الصبية ، تدّخن وأيضا تشُرب المعسل .

هناك في حي أخر بالقرب من منزل عمر .. هناك رجل في مقتبل العمر لديه ستة أخوات .. قبضوا عليه الهيئة
بعد أن علموا من الجيران أنه لايسمح لأخوته بالخروج من المنزل ويسمعون الصراخ ، كل يوم إلى أن أتصلوا على الشرطة وأتت وتدخلت ، ورأت الأمر
ولما علمت أبلغت الهيئة ..
هل تعلم ماذا كان يفعل .. كان هذا الفتى هو الكبير ، وكان لديه ثلاثو خوات أصغر منه .. كان عنيفاً ومتشدداً فكان يمارس الفاحشة غصباً
كل يوم مع تلك الفتيات اليتيمات ، وهُن خواته .

كان عمر ينظر إلى تلك الأمور يفكر كثيراً ، هل حقاً جميع هؤلاء الأطفال في مدرستي ، يفعلون ، أو فعُل بهم مثل مافعل بي .
ماسر هذا الأمر ، ماسر الشتات ، أنا الأن أعلم ماهو التحرش بالأطفال ، أعلم ما سبب أنحراف مجتمعي ، هل هو التفكك الأسري
هل هو عدم البداية الجيدة هل هو مشاغل الحياة لماذا كل هذا الصمت ،
هناك كثير من التساؤولات تشغل رأس عمر الكئيب الوحيد الذي يبقى بعيداً عن كل أمور الحياة ولايريد الخروج إلى الدنيا .

الحق أن هناك كثير مشابهين لعمر .. هناك كثير مشابهين لتهاني .. هناك كثير مشابهين لـ الفتى وأبنة الجار ، وهناك أيضا ، الأخو ، والثلاثة فتيات .
هناك في وطني كثير من هذه الأمور التي نسمع بها ونتسترَ عليها ونتعوذ منها ،
لا أعرف سببها ، ربما هي مصيرية ، أو ربما هي شتات ، وعدم مبالاة عالية ، أو كُل في فلك يسبحون .؟
كل شخص ، بعينه يطرد وراء حياته وملذاته . ماسر تفشي هذه الظواهر في مجتمعي ..
لستُ أدري يبدأ الأمر كصمت .. ثم يتدرج إلى أمرين الأستسلام .. أو الرضخ لهذ اللعنة والعيش كما عاش عمر .
ماسر والدي ربما هو مثل حالي ! .. أعلم أن والدي أستغل جهل أمي ، وهو الأن يحادث إمراه مطلقة !


..


هل علمت السبب ياعزيزي القاريء، أي البلدان هذه ، هل هي من صنع الخيال ، أم حقيقة .. تراها حولك !

عُمر ، وتهاني .. والبقية أيضا ، موجودين في وطني كثير .. لكن رحُمة الله وستره عليهم .. ربما هي النعمة الوحيدة التي يؤمنون بها .
أخوتي إفطنوا لهذه الأمور ، أنتبهوا لأبنائكم لأخوتكم ، لأصدقائكم .. فلسُت أدري أن كان هناك شخًصا كُـ عُمر .

لا أدري ، في الأخير أردت أن أسرد الأحداث كغرابة كأنفراط السبحة عند الأنقطاع ، أريد منك أن تتصور كل هذا يحدث ..
كل هذه الأمور في الجوانب المختلفة من الحياة في هذه الأرض أو في أرض أخرى ، تحدث .. ربما ستذهل كثيراً هل يوجد حقاً مايسمى بـ هذا الفُحش الغرائزي اللعين !
من المسؤول ، لماذا ، كيف نتجنبه ، ماهذه الاشياء المقززة .. سأترك لك التفكير بالأمر فأنا مُجرد شخص يروي ليّروآ .


**
إن كُل ماقيل في هذه القصة
شيء مُختلق ، فبعض منُه قد
حدث في مكان أخر
أردت لها أن تكون أحداث متراكبة سرُيعة
غامضة ، تجعلك تفكر فيها وتثير تسأؤلك .
أعتبر هذا الحي هو وطنك !

ربُما ..!!


 
شُكراً