الجمعة، 26 أكتوبر 2012

صديق المّارة






أنا المستبعد، الخارج على القانون،
الملعون الذي لا يستسلم !
أنا البطل الذي يموت في الصفحة الأولي !
أنا القط الأعور الذي لا تريد أي عجوز أن تداعبه !
أنا الحيوان الخائف من رهاب الماء
الذي يعض اليد الممدودة بالرحمة !
أنا سوء الفهم الذي يؤدي إلي الشجار !!
أنا الشيطان الذي هرب محبرة لوثر !
أنا شريط الفيلم الذي ينقطع في ذروة الحدث !
أنا الهدف الذي أدخل في مرماي في الثانية الأخيرة !
أنا الطفل الذي ينخر ردا علي تعنيف الأم
أنا خوف العشب الذي على وشك أن يجزوه
لست أدري ما إذا كان البحر يصنع الأمواج
أو يتحملها !
لست أدري ما إذا كنت أنا المفكر
أم فكرة عارضة !!

**
كلاوديو بوتساني
 

عجّز



undefined

آه، لا تلمني إن لم أعد قادرا على كتابة شيء آخر !
تطلع إلى مرآتك،
وسوف يطالعك على صفحتها
وجه يتجاوز بجماله ابداعي الشعري الفقير !!
يخسف بما سطرته،
ويجعلني أتوارى خجلا !! أليس من الخطأ إذن أن أحاول إصلاح شيء
فأفسد ما كان جميلاً من قبل ؟
لأن قصائدي لم تكتب لأي غرض آخر
سوى الإشادة بشمائلك وجمالك وعطاياك؛
وأكثر من ذلك،
أكثر مما يمكن لقصائدي أن تحتويه،
تراه ظاهراً على صفحة مرآتك حينما تنظر فيها !


**
شكسبير .

نافذة .. مؤصدة



بكت بعد أن أشتّد فيها الوهن لم تعد قادرة على
حمل كل هذه الأجرام السماوية المتساقطة قُرب أرضها الخضراء..
أحرقتها النيران بإنجرافاتها ، بكاء الأرض واللهب الساخن
يجعلّ من وجنتيها شمًس ، شمس لم تشرق أبداً .. شمس تحترق !
قالت بعد كل هذا الفناء والعزاء ..
آه، لا تلمني إن لم أعد قادرة على كتابة شيء آخر !
مازلت تتطلع إلى مرآتك، إلى صخُرة قلبك .. إلى النور الذي
لم يعد ينتصب في عينك ..
سوق تحترق هذه الأوارق الصفراء .. لا ماء لا ثلج لا مُراء ..
أمالت بصمت مطُبق ثمَ أعاد الفكرَ إليه وقالت ..
وجه يتجاوز بجماله ابداعي الشعري الفقير !!
يمّزج ، خيطَ الله بالجمال يحرك أفئدة الأشقياء التعسين .
كيف لهذا المحيأ أن يجعلني أغّفل يجعلني أغرق في مستنقعات الذل والخّجل ليس لي قدرة على السيطرة وليس لي حاجة إلى الكتمان ..
خُذني عذراء الأم ، وليدة الروئ ، طاهرة الملمس ، غصن البان
و دودةّ الدُنى ، وشمعة التقَى .. فأفسدني يا صاح
لأن هذه التراتيل لم تكُتب لشخص أخر .. بل سطرها القدر لأجلك
إبقْ مرتكزاً هناك خلف التل ، في ذلك الكوخ المتهالك
أوصد أبواب قلبك ..
أشعل نيرّان حزنك .. أندب حظك الطفل
إبكِ ، وإشكِ
.. لكن ثق أيها المرتحل ..
يوما ما سيأتي طيفي عائداً إليك
ليس لأنه أعمى بك ..
بل لأنني سأصرخ حتى أفقد ماتبقى لدي من
أحبال صوتية ..
حليّلتك الناسكة ..
صلواتك الطاهرة ، شهوتك الخفية
توعككّ الندي ..
إدنو وأقترب .. لا مفر
لا مفر من سهآم القدر .

أحدُ ما






الليل وحده كان يموج في شوارع المدينة ..
الشتاء الحزين والقلب المثلّج .. هناك على ضفة النهر
كان هناك فقط قلبّ يئّن
قلب تائه ، يسير حيث يرى ذلك الطيف أو الشبح
. يعانق النجم تارة .. ويلتحف الصمت والخّدر تارة
أنهكته الحمى ، والعري ، والفقر والشحّ .. وبكاء الموتى
وحنين الغيْاب .. صاح ، صاح هيهأت ، مايجدي الصياح .
حلّ من التعب ماحل .. فأستلقى دون وعياً منه ونـام
وأخذ أطيطه يدوي في المكان كـ جرس لندن ، كـ بوق
كـ روح تصرخ في أذن وطن بعيد ، بعيد المنال .
رأى حلماً في منامه ، شيء غريب
يتوهمّه .. لا لا بل يراه .. ماهذا يبدو مموج يبدو غائم
يبدون خمر منُسكب .
توارى له بين جنح الليل والظلام .. والبرّد وقال :
أحبك . مثلما تحُب الأمور الغامضة إثارة المنطق .. وفلسفة الجدّال
ونزاع الصراع ، سأخبرك ..
سراً أزرق .. سراً كالوريد .. سراً كالشفايف الذابلة
أنا ..
أحبك مثل النبتة التي لا تزهر .. لأنها عقيمة ..!
فتحتفظ بعذريتها خوفاً من ملك الزهور أن يرمّي عليها بقلب الفُحش
فتهاجمها ملكات النحل . لينتزعوا عذريّتها العبقة ..
لاتعد لنا .. إبقٍِ تائهاً .. أنا خائفة بك .. وخائفة بدونك
وخائفة معك .
أن هذا الليل الكئيب وحده من يشعرني بالأمان .. رغم تلك القصص
الطويلة التي تحملها أسرار الليل وأجنحته المفعمة بالنشاط الزائل .
إن هذا الأمل الوليد في أحشائي .. يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة .
عشّ كما أنت .. بائساً فقيراً مرتحلاً عوداً غضا ..
وأنا سأتبعك في كل أوديتك التي تهيم بها .
فأنا ..
أحبك دون أن اعرف كيف !، أو متى أو أين ؟!
أحبك بلا مواربة، بلا عقد وبلا غرور !
أحبك رغم هذا الجُبن التي تعلوه هامتي الصغيرة ..
أحبك رغم التماثل للموت ، والتماثل للحياة .
هكذا احبك لأني لا اعرف طريقة أخرى
غير هذه، دون أن أكون بحاجة لقربك التائه أو لروحك
أنا لازلت قريبة .. قريبة هُنا ، هُناك .. بعيداً أدنو وأرنو
قريبة حتى أن يدك على صدري ..
على عنقّي على عينيّ وأحزاني
قريبة حتى أغفو حين
تداعب النجوم عينيك لتغفو طويلاً ..
إصحّ .. فالنور لم يسطع بعد .
..
ذلك الرجل التائه البائس .. لم يكن نائماً
بل إنها أصعب طريقة للأحتضار تؤرق
شحوب هذا الليل ..
لم تكن المدينة تفتقد شيئاً أخر ولاتقوأ على ذلك
بُكى ذلك الرصيف .. الشارع . عمود الإنارة ..
الثلج المتساقط ، البرد .. النهر المتجمد ..
لم يكن ذلك الطيف أو الشبح ، إلا ملاكاً
داعب مقلتيه ليسعده دقائق معدودة قبل أن يذهب
لعالم أرواح غيبّي .. هناك حيث الله ،
حيث الخلاص والراحة الأبدية .

إقرا ..



undefined

بعد أن كُنا في ذروة النقاش بسبب معتقداته حول القراءة
كان يصرخ بأذني ، لم يعد هناك حاجة ، ماسة لها
فكل شيء أصبح متوفراً في متناول اليد تستطيع أن تحصل عليه
حاولت جاهداً أن أقنعه .. حتى أتت لحظة وقال لي وهو لايرفع بصُره
خشيت أن أوبخه .. قال لم أعد قادراً ياصاحب النعيبّ السيء ..
لم أستطيع أن أكتب ولو حرفاً واحداً .. قلت ربما هي نعمّة لأنقض عليك بكل ما أؤتيت من قوة
ولا أترك لك مجالاً ، خذ هذه الأحصائيات يا أيها الناطق ..
إن مجموع ما يترجمه العرب سنويا يساوي خمس ما تترجمه اليونان، ولم يترجم العرب سوى 11,000 كتابا منذ العصر العباسي (منذ ألف سنة) وحتى وقتنا الحاضر، وفي أسبانيا وحدها يتم ترجمة أكثر من 11,000 كتابا في العام الواحد! أما متوسط القراءة لكل فرد في المنطقة العربية فهو يساوي 10 دقائق في السنة
.. بمعدل ربع صفحة مقابل 11 كتاب في السنة للفرد في أمريكا و7 كتب في بريطانيا.
هل تعي ماهذا يا شريكي هُنا ..
العرب متأخرين كثيراً في كتابة بعض الأمور التي لانفع لها يجيدون الحكم على الأخرين
والثرثرة اللامتناهية ، أتذكر مقولة مارك توين
وهو ينظر لحال الذين يجيدون القراءة .. ولا يقرأون
والأمييّن ، فقال :
لايوجد فرق بين الأمي والشخص القاريء الذي لا يقرأ ..
وهناك من يقول أن الشخص الذي لايقرأ ، ليس إلا هو حيوان ناطق ..
لأن الله أمر الأنسان في أول كلمة بالقرأن العظيم ..,
قال : إقرا ..
وكما يقول المتنبي :
أعز مكان في الدنُى سرجُ سابح ..
وخير جليسِ في الزمانِ كتابُ .
..
لتقرأ يافتى ، فأنت في فتوّتك وقوتك وشبابك
إقرا وأنظر لحال أمتك ، أقرا وتعلم .. أقر وأكتب
وأصدح وأشدو .. فأنا مثلك ميتاً علناً لكن لي لسان
لا شأن له باللغة ، ولكن لي عينين تترجمَ لـ اللسان شيئاً من الحُسن
والفصاحة واللب ، وكل هذا أتّى بعد القراءة .. لازلت أقراء ..
فأنا حيّ الأن ، وأن أكتفيت عن القراءة .. وظننّت أنني بدأت الحديث
فأعلم ياصديقي أنني بدأت أجهل ، وأدخل مسلكًَ أخر .
أبتعد عني ، أن سلكت هذا المسار .
وأبحث عن صديق يقرأ لا يُثرثر كثيراً ..

تهنِئة .. لك


جميّل
ربما أكون غير متحررَ من ناحية التراكيب العقلية
لكن هُناك شيء مُختلف من جانبين
العامل المقابل ، والعامل المؤثر
سنكون كـ ص ، و ض ..
نختلف في النطق ياصديقي ولكن لانختلف في الشكل ،
فهناك قبعّة واحد .. سترتديها أنت في الشتاء .. لأني دمي بارد
وسأرتديها في الصيف لأن دمكّ دافيء .
عانقنّي كـ روح .. يا يافع
فالحياة لازالت .. تأتي بصغّار يموتون . وكباراً يسقمون
لنُكن .. حديثّي الولادة .. ومنحنا الله شيئاً من الأتقاء والأنعتاق
 

الخميس، 25 أكتوبر 2012

والدي وأصدقائُه


ترّتيل :

ذلك العهد لن أحنّ إليه..
إنه عن مناهلي ارتحلا
صرت حراً.. بلغت جنة دنياي..
وجفني بنورها اكتحلا
إنها نعمة أقطّع فيها العمر.
. مستغفراً ومبتهلا
إعف عني ياربي.. بدد همومي..
فلقد عشت مرة رجلا

-
عمر أبو ريشّة

..
كنت متثاقل الخطُى .. فأنا منذو زمن لم يدعوّني والدي إلى مجلس أصدقائه ..
أتيت بخطّى متكاسلة .. وأعينُ تحكي واقع الفتى الذي يريد أن ينهر أباه ويخبره
أنا لا أريد .. لك دينك وليّ دين !
إبتسمت وقلت حسنا يا أبي سأفعل ما تريد .. جلست بعيدًا عنهم ممسكاً
بـ "الدلة " وأسقيهم من خمّرهم المحبوب المشروع .
بدأو يتحدثون وأنا متملل منهم أشعر برغبة في الأنفجار .. أقترب من الساعة
أصرف النظر عنها فأعاود الكُرة . كأنها لاتتحرك .. كأن الزمّن نائماً في بحُيرات الشيطان
أنتظرت .. حتى بدأ شخصً أخر يريد أن يخُرج فحوأ صدورهم .

..
سألهُ وقال أبا خالد ما رأيك في الكُتب الحديثة في هذا العصر ، وكُتب هذا الجيل ؟
ردَ عليه بصوت يملؤه التبّرم وقال :

الكتاب العربي الحديث هو مرآة المستوى الفكري العام في العالم العربي، والتقليد يكتنفه من جانبين، تقليد للسلف في الكتاب الديني، وتقليد للغرب في الكتاب غير الديني، أو الكتاب المتغرب في الفكر وإن كان يناقش قضايا دينية أو غيرها.

قاطعهم والدي وقال :
مرجعية الكاتب تتراوح بين الأمرين، ولا نستطيع القول مطلقًا بالتقليد، ولكن هذا هو الغالب.
وهناك كتب إبداعية لا شك ولكنها قليلة جدًا إذا ما قورنت بالكم الهائل الذي يطبع. وقد تستغرب من استخدام كلمة ديني وليس كلمة إسلامي كوصف لبعضها، لأن بعض الكتب التي تلبس لباس الدين يمكن أن تسميها دينية ولكنها ليست بالضرورة مما يصلح أن تقول عنها كتبًا إسلامية، فالكتب التي تروّع الناس من الدنيا، وتقسم العالم قسمين، وتحتقر العامة من الناس، وتحتقر البدن، والشهوات، ولا تعترف إلا بالروح فقط؛ أنى لهذا المزاج أن نقول إنه إسلامي؟!

رد السائل على سؤالهَ وعليهُم وأسترسل قائلاً :
هذه كتب دينية فقط، ويمكن أن تكون جريمة في حق الدين، تحترم الآية التي فيها والحديث، ولا يمكنك التسليم بصحة وجهة نظر جامعيها ومصففي نصوصها، ثم يقوم المحققون من مفكري الإسلام وعلمائه بالتمييز إلى أي دين تنتمي تلك الكتب. والترويج لمجرد الكتاب الديني مشكلة أصابت الأمة، فحب الناس لدينهم أوقعهم في التسليم لكل من دخل أو أدخل تحت عباءة الدين ما ليس منه.

وكان هناك شخصًا في المجلس أراد المشاركة فدخل من الباب الضيق وقال :
هكذا الكتاب التقليدي الغربي كارثة أخرى، ينتهك مجتمعًا مغلوبًا، يشوه حقيقة المجتمع المنقول عنه، لأنه يمثل غالبًا طرفًا في مجتمعه، ويجعل نصوص الشهوات، وشواذ المذاهب، ومصائب الغرب والشرق هي الثقافة وهي المعرفة، ويسوق الفكر الغربي سياق النصوص المعصومة، والكاملة.

وفي ختام الحديث رد أباخالد وأطرق متزود بحديثه عن ذكرياتُه وأيام دراستَه الجامعية :
أذكر أنني في أول مناقشة ثقافية استطعت أن أناقش فيها مثقفين غير مسلمين احتججت بكتابات كولن ويلسون، وقبل عشرين عامًا كان فاكهة زماننا، فهو مؤلف المنتمي واللامنتمي، ومؤلف: سقوط الحضارة، وكتبٍ غيرها كثيرة، وكنت أتوقع أنه الكاتب الذي يصدر عنه الجميع، فهو شيخهم الأول والأخير ولكن لم يعرفه أحد ممن في القاعة! فذهبت للمكتبة ووجدت أنه ليس له فيها آنذاك إلا كتاب واحد هو رواية من روايات الرعب! وليس له كتاب بعنوان سقوط الحضارة ولكن الناشر اللبناني اخترع العنوان ليبيع الكتاب! ومرت سنين حتى رأيت كولن ويلسون وقد خطفته الخرافات والسحر وأصبح نسيًا منسيًا. فالوسطاء يستطيعون أن يجعلوا الشعوب التي تقرأ الترجمات تعيش خارج الثقافة مع من لا قيمة لهم ولا أهمية، وتغيب بالمقابل أعدادا كبيرة قادرة؛ والنتيجة تقليد في تقليد. ولا ألوم من يقول إن كانت المسألة تقليدًا للغرب فقلدوا رجالنا ولا تقلدوا غيرهم. فالتقليد لا ينفع ولا ينقذ المقلد، وخير منه الاقتداء، والمقتدي عارف ومنتقد، يأخذ ويترك.

..
بعد إنتهاء الحديث . إبتسم والدي وهو يرّى مدى تعلقُي بما قالوا .
قال لي أذهب وأجلب الأواني وأطفي الأضواء .. فربما ستكون هناك ليلة أخرى غداً
أتريد الحضور .. فكرت ربما أريد ، مع أختلافي ،وأجتذابي لطريقة تفكيرهم في الاحاديث
..
قلت حسًنا ربما .
ردً قائلا .. هؤلاء أصدقائي .. فمن هم أصدقائك !
..
حقًا من هم أصدقائي ؟
يالا تساؤلات أبي المفعّمة بالشحُناء الغامضة .
منهّم أصدقائي ..
منهمَ ..
مُنهم ..
الحقيقة أنني لا أملك أصدقاء .. في الواقع
لا أملك ، إلا الموسيقى والكُتب والنقاشات السقيمة مع الذات
و وجوه لم أرُها
نعيش من وراء حواجز كثيرة .. أنا شخصّ
رفضُت الواقع . فرفضّني ..
فبقيت أحاربه خفيّه .. وخلٌُسة ..
لا أصدقاء لدي يا أبي .
هنيئاً مريئاًَ سحاً غدقاً مجلجلاً
لك بأصدقائك .



،،

شُكرًا

الاثنين، 22 أكتوبر 2012

تناقٌض 6



بعد غيابِ طويلا أعوّر ..
أعود لصفاء محملًا بعبق الخدور ..
وأحمل قلبي على كفِ ودود ..
عدتُ أُسابق خطوات الزمن
شوقاً لنسّج ماتبقى من فنُّن.
..
Crow


قبل البدء ..
المزاج : مرتفع إلى حدِ ما .
الموسيقى : الثٌلاثي جبران
.



( أ )


أخبرني الشيطان سرًا صغيراً قائلاً :
عليك أن تخشى ثلاثة أكثر مما تخشآني .
أولاً صديقك المبتسم دوماً ولاينهاك ولايلومك على أفعالك .
ثانيًا قدركُ الذي تبني أحلاما على أعقابه
ثالثاً.. عاشقة قدُيمة عادت منُتقمة .

( ب )


بريئة أنتي .. كلما رأيتك .. لاحظت معانقُة الشفق لشفتيّك ..
أ حقًا سيجود زمّني وماءي وخُمري .. يومًا بلقياك .
إنني على حافة الأنتظار أحتضر .


( ت )

تأتي الذكرى دائماً على هيئة جسد عاري .. ترى سرك المفضوح هُناك
ترى عورّتك النكراء .. تحاول أن تميل برأسك يمُنة ويسرّة هرباً من ألمّ ينزل
بأحشائك ، وفجأة إذا بذراع قوية تخنق عنقك .. فلا تستطيع التنفس ولا التفوه بحرّف
وعينك بالدمع تجوّد . الله لكم يا معشّر العٌشآق

( ث )
ثرثرة بعض البٌشر ، تجعلك تشعر بالأشمئزاز والرغبة في التقيء ..
تريد أن تخُبره أن يصمت .. أن يقضم لسانه .. فأي حديث يتفوه به وأي عقل هو يملكه
لكن ، دائماً مانجبر أنفسنا على الأنصات والأنصياع ، لم نتعلم يوماً من ذويُنا
كيف أن نبدي أراءنا . مُلجمون منذو الصغر .. فماذا تنتظرون منا !!


( ج )

جئتِ على حيُن غرة لم أشعر بعودتك .. كُنتِ من خيالاً واليوم أراكِ واقعًا
هربتِ بعيدًا .. أحاول أن أستئصلك من ذاكرتي .. بسببك لعنتُ ذاتي .
صلُيت للفقّد ، تضرعت للنسيان .. !

( ح )

حينمُا يكون الهواء سبباً للأختناق، دعنا نتنفس اللاشيء ،
نتنفس الصمت ، ربما هناك خلف أسوار القلب والعقل شيء يسمى بالحياة فلُتعش مجهض الذاكرة. .



( خ )

خائف .. ولا أعلم سببي خوفي
خائفًا .. منيّ
خائفًا من نفُسي
خائفًا من عينيكِ ..
خبّيئني .. أغمرُيني بهما ..
عانقيّ مقُلتي ..
كلما أحتاجه ، عّناق ..



( د )

دارت الأيام .. وعدُنا إلى نقطة البداية .. لانريد الخوض من جديد
محُملين بزخمّ كبير من شرفات الألم . أعتلينا منُصات الأرق
شربنا كأس الأمل .. ولم نرتوي بعد .. كم نطمّع بك !
وكم أنت في فناءك هاربًا طريد .. شُريد .


( ذ )

ذنبي الوحيد أنني ،
مازلتُ حيُاً !!


( ر )


ربًِ إني لما أنزلت إلَي من خير فقير

( ز )

زفيرّ أمي .. يجعلني .. أنتُشي كالثمّل أترنح بين أرواح الهائمين محُبة لها .

( س )

سامحني ياوطني .. فصوتي أضعفُ من أن يصل ويلامس أسياجكُ
وحدودك .. يعانق حبُات رملك .. يصرخ في أذن مليّكك ، يلتمس غفران سماءك .
دعوتًُ الله أن يمنحني ألافًا من الأحبال الصوتيُة .. لأفعل ذلك ..
إني أنتظر .. لازلُت أنتظر .

( ش )

شقيتُ بك .. وتغربت كثيرًا .. طالبت بك حتى قطعوا بي وريدًا كان يسري عائد بك لقلبي ، لمضخُتك الكبيرة
لحّجرك الدافيء .. ، أسقمتني بهّجرك .. كلما أشرقت الشمس من دياركم .. أختبئت خوفًا أن أشمُ رائحة جسدك
تحملُها أشعتها .. وترسُمها على لوحة من سماء .

( ص )


الصراحة أو الحقيقة ، دائماً ماتكون مؤلمة ومؤذية ..
لذلك يسعى البشر جاهدين دوماً لقتلها وإنكارها أو إخفائها مع الأحتفاظ بها .

( ض )

ضمُيري المتُبرم يصرخ فيني قائلاً : أريد أن أتعرى كطفلاً وليد، أريد أن أمشي حافّي القدمين ،
لا أرتدي تلك الهراءات ولا الأقنعة ،لا وشاح الكذب ،لا تصٌنع أهل المرتعة ، أريد أن أحيا

( ط )

طال إنتظارها . وهي ممُسكة برداءهِ
تضعهُ قرب أنفها تارة وقرب فمها وخدها تاُرة أخرى ..
أتى الليل وهي تردد :
الحياة على مقدار الألم .. لإ .. الأمل !

( ظ )

ظمأ . أيها الظمأ .. ياظامياً سأخبرك سرًا خفيًا
إقترّب .. حتى نهرب ، ونرحل لكي نستكّن فنحن قومُ لانملك أفئدة تركناها خلفنا في مكان ما ،
مكان لا زمن فيه ، لانخاف النسيان ، لأننا النسيان ذاته.


( ع )

علمتني أمي درساً إنسانياً نبيل .. هو أن نحمل بساتين الأفراح لأولئك الذين يحملون الشوك لنا
لأنهم ولدوا في أرض سبخة لاتنبت إلا الشوك ، ونحُن مّن الله علينا فولدنا بقلب أمِ .. مزهرة دوماً .

( غ )

غرُيمي .. يامن توّد أنسحابي من الحياة .. أنت وأنا نعرف أن كل شيء سينجّلي ،
كل شيء كاذب سيختفي ويضمحل ، آن الحقيقة حتى ولو ألجُمت ، ستنطق بصوت القوة ، حتى لو دفنت ستنبت من تحت الأرض.

( ف )
في ليلة باردة رفعت عيني للسماء وقلت : إلهي سأكون راضيًا بأن أعيش غبيا قنوعا وحيدا،
ولا أود أن أعيش أحمقا متبعاً ثرثارا في كل وادي أهيم بلا حسيب ولارقيب متطلعاً متى ينظر إلي الغير


( ق )

قسمًا بمن خلقك فسواك فعدلك .. فزادك حُسنًا
وزاد قلبي شجون وهيام بطيفك . ورحاً تجتذب وتحيا لروحك
أنني أحُبك وأهواك من صميم قلبي يا " حُسين " .


( ك )

الكاتب أو الشاعر هو الكائن الوحيد الذي لايخاف من التُيه
أو الظلال .. لأنه ولد و وُجد لهذه الدنيا تائهاً لايعرف شيء غير الكتابة .


( ل )

لاتدعوا الخوف يسكنكم ، تحدثوا عن الاشياء الحسنة في حياتكم لمن يّود سماعها ،
إن هذا العالم وهذا الكون بأسره في حاجة لسماع أصوات فرحكم تعلوا .

( م )

من أراد العبور إلى حياة جديدة ويحتفظ بقليل من الحياة القديمة ،
ستنهشه أنياب الذكريات في كل ليلة لٌتنزغ عليه هناء حياته الوليدة وصفحته البيضاء


( ن )

نعيبُ الغرآب يجعلني أهتف وأشدو طربًا
من منكم يريد أن أمنحه شيئاً مختلفًا في هذا الصباح ..
المليء بالصُخب وعودة الحياة .. وفسقّ قلُب صغيرَ لازال يؤُمن بالله ..

( هـ )

ها أنا ذا أقترب من النهاية..
الموسيقى ياصاحبي خيط من النور إمّا أن نلمسه بعمق فيُعمق إنسانيتنا،
وإمّا أن نمرّ بجانبه بغباء ،فنتحمل الظلمة التي يورثها بعد ذلك.

( و )
و مانيل المطالبِ بالتمني ، ولكن تؤخذ الدُنيا غلابا ..


( ي )

يجب أن نكتب لكي نجعل من جنوننا أمراً ممكناً خارج
أجسادنا التي لم تعد قادرة على تحمّل كل هذه القساوة.
حتى لا نجنّ حقيقة ولا ننتحر ! .


**

تمّ

في النهاية ..
عدُت من الباب الصغيّر
أرتل أيات النُسّك ..
عدت هائماً محتاراً ما أكتُب
صوت الأمس ينّادي .
"تنآقض " .

،،

الأثنين
الثاني والعشرين
من أكتوبر
التاسعة صباحاً .

-
شُكرًا