الجمعة، 24 أغسطس 2012

الصُخب ..


هناك الضياء وهناك الهواء يسير قرب الأشجار ليصدر صوتاً أخر ، كـ ناي يعزف من تلقاء نفسه
صوت المطر يوحي بأن هناك شرًا أو خيرًا قادم
لم تكن الحياة هناك في الشرق سواء .. شمسُ وقمر وليالياً سرمدية ، وكانت هناك أحياء بسيطة وكل حي يعرف بأسم خاص ، من ضمن تلك الاحياء هو حي الصخب
وسمي بذلك نتيجة مرور شبكة قطارات قرُب منه تحمل الفوسفات والأسمنت ومواد البناء ، وغالبا ماتكون تلك المنطقة السكنية سيئة بسبب هذه المواد الكيميائية
كان هناك عائلة تقطن في بيت يتألف من دور واحد ، وباحة خلفية فيه شجرة الزيزفون ، متهالكة وميتة وأوارقها مصفرة وإنما بقيت على هذه الحال لتقيهم من حر الشمس صيفاً
كانت العائلة تتألف من ثلاثة أبناء وفتاتين وأم وأب ، الأب كان عاملاً في مصنع الكيمياويات الذي يشتهر به الحي ، كسائر الرجال ، وأسم الأب هو حيدر خان
والأم لم تكن إلإ خياطة في مركز درينثا ، وأسم الأم كارلا نسبة إلى المنطقة التي تسُكن بها ، الأبناء ، الأكبر رجيب ، والثاني مؤتمن والثالث مسُلم ، أما الفتاتين فالأولى شيرانا والأخرى ماريا .

، هذه العائله المكونة من سبعة أشخاص جميعن يدينون بالأسلام ، ولكن على الطريقة التبريزية ، أي الفارسية فهم متشيّعون ومتصوفين في آن واحد
ليس هناك فرق بين الأخوة بعد ولادة مسلم ، وكان يبلغ من العمر ست سنوات
كان مسلم هو الوحيد في العائلة الذي يُتلزم الصمت وليس إلا من حياة أخرى ، مسلم ولدّ خلاف أخوته فقد كان أعمى ، وكان جميع من في البيت يٌلبي أحتياجاته
فكان لايتكلم ولايتذمر يعيش حياته ضمن التطبيقات اليومية التي يسمعه من أمه على أخوته شيرانا وماريا ، ماريا هي القريبة من سنَ مسُلم كانت لاتخشى شيء بحيث أنه واسطة العقد في الأبناء وهي الصغيرة وما أصغر منها إلا مسُلم
فكانت دائما ماتترك أعماله المملؤه عليها في المنزل وتجلس بقرب مسُلم لتصف له هذه الأشياء
فكانت تقول لشجرة الزيزفون بالباحة الخلفية ـ شجرة الشيطان لأنتحال ألوانها إلى الأصفرار وأسوداد جذورها وخشُبها وساقها ،
كان المطر دائماً مايسقط هناك وكان مسلم يجلس قرب الباحة ويضع كوب صغيراً ويتسائل هل المطر ، مثل الماء . أريد أن أتذوقه
أريد أشرب أريد أن أمحي كل ذنوب هذه الحياة من عُمى ووجع وكبد ب قطرة من المطر ! أريد من الله أن يمنحني قوة أخرى غير تلك التي ُحرمت منها لأبصر مافي القلوب قبل الأعين .

ريثما كانا جالسين قالت ماريا إن الأرض قريبة من الأخضرار ، فسألها .. ماريا هل تعرفين ماهي الألوان ، وماسرها وكيف هي ، هل تشعرين بشيء عندما تنظرين إليها
فلم تتماسك نفسها . صغيرة في سن التاسعة لم تعرف ماتقول له ، لاتعرف هل للألوان حياة أم أن العُمى سلبه الحياة فلم يعد يعرف أي شيء ،
قالت له ، أن الألوان هي سر الجمال في هذا الكون الفسيح ، فأبتسم قال صفي لي هذه الألوان . فقالت الأخضر هو العشب هو أوراق الشجر في ساعات الصباح الأولى
والأصفر هو لون الذهب لون الاقحوان ولون عباد الشمس عند أرتشاف النحل مُنه رحيقا ، والأسود هو لون الأسى ، لون العنب في كارلا " كانت كارلا منطقة تشتهر في جنوبها بالعنب الأسود " ، والأزرق هو السماء والماء . وكل شيء جميل من حولنا
بينما كانت تصف الألوان ، أخضر أزرق ليلكي ، وردي ... كان هو سارحاً في خياله يتخيل تلك الألوان ، فلم يعرف ماذا يتخيل وماهي هذه الألوان لايعرف شيء لايعرف ماهو الأسود ماهو الأبيض
لم يرى ، لم يعرف قط .
لكي لايحزنها قال لها شكرَا لك هي بنا نعود إلى الداخل لنأكل العنب الأسود وأبتسم ، نهضت وهي مدركة أنه لايعرف عن ماقالته شيء .
ذهبت إلى المطبخ وجلبت العنب فأكل وأخذ يبكي . فسألته لماذا ، قال ليس عدلاً أنتم تنظرون وأنا لا .. لا أعرف ماذنبي ، لا أدري لا أستطيع مواصلة الحياة هكذا فأخذت تبكي بقربه وتواسيه
في حين البُكاء أتت الأم وفي يدها فطيرة التفاح .. وقالت مسلم أنها فطيرة التفاح اللذيذة التي تفضلها ، فرد بصوت خافت وهو يضع رأسه بين قديمه ، ولم تعي الأم مابهم ، فلما رأت
عينيَا ماريا الخضرواتين ولون الدمع قد تحول إلى كهرمان يسيلَ منهما كالذهب مع ألتماع ضوء الشمس القادم من الباحة الخلفية
أدركت الأم أن هناك خطباً ما ، فأشارت إلى ماريا بالخروج .

جلست قرب الأبن وقالت . مسُلم أعلم أن الأمر سيء ولكن الله يأخذ منُنا أشياء نرغب بها ، ويمنحنا أشياء ليست عند غيرنا
فالله ُمنحك الصبر وقوة البصيرة بقلبك لتعرف أشياء لانعرفها كفراسةَ .. لم يتذمر لأنه يحب أمه كثيراً قال أمي أريد أن أنام
فحُزنت لأجله وقالت " ألا تأكل .. فأبتسم وقال لأ أريد ليس لدي رغبة أريد أن أنام فقادته إلى سريرة ..
فسألته أمه هل أطفيء المصابيح لكي تنام .. وصمّتت ،
تعلم بأن الأعمى لايهتم للمصابيح المنارة ولا للظلمات المتواجدة حوله ولاحتى الكون الفسيح الذي يعج بالحياة قرب بيتهم ولاصوت القطار الصاخب الذي يمر بجانبه ،ولا حتى الألوان التي كان يسمُع بها ولايميزها ولايراها
ذهبت الأم على حين عجلة
لكي لأيحدثها بشيء يؤلم قلبها ، كان مسُلم لايشعر بشيء أبدا يعلم ثلاثة أشياء في حياته .. قلب أمه الذي يحوي هذا الكون بمن فيه من شدة طيُبته ، حنان والده عليَه رغم قسوته على أخوته
عطف أخوته بعدما أتى مسُلم بحالته هذه "

. بعد حلول المساء أتى الوالد حيدر من العمل ، رأى الشحوب في وجه ماريا وهي جالسة على الأريكة قرب النافذة تنظر إلى الشفق الأحمر وهو يغادر عنهم بعيداً
فسلم وخلع حذاءه ومعطفه ، أتت شيرانا وأخذت الحذاء والمعطف وجلبت الماء الساخن ، وتغسل يديّ ورجليَ أباها وتقبلهم ،
أتى رجيب ومؤتمن يتاهتفون لأبيهم ويصرخون أبتي أبتي ـ لقد نجحت وكانت نظرات الفرح تعلو سماءهمَ .. فقال الأب لقد أحسنتما صنعُا
فألتفت من حوله وقال مالي لا أرى والدتكم ، ومالي لا أرى مسُلم .!

خيُم الصمت على المكان بعد هذا السؤال .. فأجاب مؤتمن . إن مسلم يا أبتي ، وقرصَه رجيب ! فسكت ، فنظر الأب وقال مالكم هل القط أكلم ألسنتكم ..
فأجابت شيرانا أن مسُلم نائم ! قال الأب نائم الأن ، هناك خطباً ما
ذهب إلى الأعلى فمر بغرفة مسُلم فلم يعرف أ هو نائم أو صاحي .. سمع صوتاً خافت شحيب يأتي من غرفة زوجته
ذهب هناك فوجد كارلا تبكي ، فأتى مسرعاَ وضمها وقال مالخطب ماذا هناك ، قالت مسُلم بدأ يتساءل بعد يعرف كل شيء
رؤيته تؤلمني حقاً .. ليس عدلاً أن يكون لديه أخوة يروأن ،ويدرسون ويمرحون مع الأطفال ..
ضُمها بصمت .. وقال سيأتي الله بكل خير ..


مضت الأيام ،
وأصبح مسُلم في سن الثامنة ويجب أن يتعلم ، ذهب به والده إلى المشايخ فلم تُكن هناك مدارس عمومية للأطفال العُميان في حي الصخب ، كانت هناك في المدينة فقط في جاكرتا توجد مدارس أهلية .

كان مُسلم متفائل ولايعرف ماهو الطريق الذي سيذهب إليه ، نهضاً نشيط وأفطر من يدي أمُه قام وتوضأ ولبس كنزته وحذاءه وأستعد للذهاب مع والده
أثناء ذهابهم للشيخ . يستأءل ويقول والدي هل الشيخ يعرف الرياضيات ، وماهي الرياضيات
هل الشيخ يمتلك لحية إلى سُرته هل الشيخ يلبس العمامة والقبعة السوداء ؟
هل هل ، كثيرة هي التساؤلات التي كان يطرحها ،
إبتسم والده وقال : سترى يامسلم فليس هناك أجمل من القرأن الكريم يجب أن تتعلمه

كان متوتراً عندما توقفوا أمام باب يخرج منه الهواء البارد ورائحة شجرة الليمون تفوح قرب الباب ، أبتسم والده وقال أخلع حذاءك يامسلم فلقد ، وصلنا إلى مقصدنا
دخلوا المسجد وسموا بالله ، أتى الشيخ مهليئاً بالأب وبـ مسُلم
فقال هذا أبني مسلم ولقد أخبرتك بأمره وأنت عليم فكن به رحيم وأخرج لنا شيخاً يحفظ القرأن ليتلوه علينا بالمساجد وفي البيوت لتطمئن قلوبنا .
أبتسم الشيخ ، وقال لك ذلك والله هو الولي وإليه المصير .

مرت الأيام ومسلم يذهب إلى الشيخ ويعود ... كان متحمساً في البداية يتسأءل ربما غداً أتعلم القراءة ، ربما غداً أكتب ، ربما غداً .. وربما وربما

ذهب إلى المسجد ذات يوم وهو محملاً بالأسى واليأس لم يكُن يعلم شيء ، لايريد شيء فقط يريد أن يقضي ماعهده لأبيه من وعد .
جلس قرب الشيخ وقرأ القرأن كالعادة .. وأنتظر حتى صلاة المغرب .. فصلى وأتى والده وأخذه .
وهما عائدين إلى البيُت .. قال والدي لا أريد أن أتعلم القرأن فقط أريد أن أدرس مثل أخوتي ، أريد أن أتعلم بأي طريقة أخرى
نهُره والده وقال ويحك أ يوجد هناك أعظم من القرأن .. كان يسمع تلك الكلمات ولم يشعر بها قط لايعرف ماهو القرأن لايعرف من هو الله
لايعرف ما الألوان لايعرف مالحياة لايعرف أي شيء عن سبب وجوده
عن كيفية الخلق ، صغيراً ولكن لايعرف ماهو الصغير ولايدرك سر قلب الكبير .
فقط يدرك شيئاً واحد هو أنه لايرى شيء ولايشعر بأي شيء
.. إبتسم لكيلاً يغضب أباه ، وقال حسنا يا إبي سأفعل ماتريد

أتؤ إلى المنزل جلس ، وينادي ماريا ماريا .. أريد أن أخبرك شيء أتت مسرعه فلم تكن تكترث لشيء سواه .. قال دعينا نلعب لعبة ما .. فكرت فكرت وقالت ليس عندي
إلا اللعبة المعتادة . ورقة ومقص ، أبتسم وقال لك ذلك .. كان مبتسماً دوما حتى والده لم يدرك سُر الأبتسامة ، والدته كانت سعيدة جداً
أخوته يراقبونه ويراقبون تلك الضحكات الصارخة التي غابت عن المنزل منذو ولادته لايعرفون مالأمر مالقادم .. كل شيء يسير بخير إذا حسناً لايوجد إلا الخير
قال أختي ، أشعر بالتعب أريد أن أنام قالت أنتظر العشاء وأصعد ونّم ، قال أمرك .
فتعشى مع أخوته وقبل جبين أمه وأباه ولمس يدُ أخته وقال شكرا ً على كل شيء يا أختاه .


صعد لينام .. أحس بشيء في قلبه هناك شيء جديد لم يعهده شيء يجعل قلبه يطير من شدة الفرح ،
قال وهو يبتسم ويشُد اللحاف على جميع أجزاء جسده . ربي أن لي أمنيات كثيرة
أما الأن لا أريد مُنها شيء
أريد فقط أن أرى وجهّ أمي وأختِ ماريا .. وأن أعرف ماهو الضوء !

.. نام ،
نام ،
ولم يستيقظ .. أتت أمه تدعوه لكي يصحو ويذهب إلى الشيخ .. لم ترى شيء في ظلمه الغرفة إلا إشعاعاً
يخرج من جانب السرير الأيمن ..
فإذا بوجه مسُلم يشع .. وشفتاه تحولتا للون الأزرق . بكُت وصرخت علمت أنه مات
علمت أن قاريء القرأن الصغير ، قد رحل عنهم
.. كان دوره بالأمس يضحك ليسعدهم . والأن دورهم لكي يصرخوا عليَه ويسمعونه شيء جديد
وهو الأنين والبكاء والصخب .. في حي الصخب ! .

كان هناك كل شيء يجعل الحياة صامته
كل شيء يجعل الأشياء لاتسير وفق الأنظمة والأنصياعات والتغيرات الكونية
كل شيء يتغير فيما عدا الزمن يبقى صباً غضاً لأنه يحترف النسيان
وفيما عداه فأن كل شيء ستدركه الشيخوخة ،
التي هي في الأصل أصابع الزمن
الزمن الذي يبدو كسفينة بلا نهاية
لاتذوب ولاتغرق ولايضيرها من هبط ومن صعد ، من بقى أو من رحل
تبدأ من هنا ومن هناك
من أي نقطة على الأرض
" وكل مافي الوجود محض نقاط متناثرة "
حتى تصل إلى الكف القابضة على أصل الخيط
الله ، هناك فقط ينتهي الزمن ، لأن الله العظيم
لايرضى أن يقترن بشيء ، حتى هذا الفسيح الملٌقى
تحت كرسيه الخالد


تم


مجرد قصة صغيرة
ومجرد كتابات بسيطة
أحاول أن أجسد شخصيات خيالية
وأن أكتب ، فتركت القلم يخطُ
ما أتلوه عليه
..
جميع الشخصيات والقصة والسرد
كلها من خيال
،
Crow

الثلاثاء الرابع عشر من أغسُطس
الساعة الثانية : وأربعون دقيقة
صباحاً

عيَش وُ عيشَ

مقٌتنع تماماُ إنها أمُنية مستحيلٌة التحققَ !

أن تعيش في ظُل الصَمت بسلامُ وهدوء عارم ..


أن تعيش للسلام فقطَ .. لاغني و فقير ، وحياة وصخب


كل ما أرُيده يترتب في خاطري على وجوه متعددُة


أريد أن أخرج إلى العمل باكراً وأسمع أصوات القطار وحافلات المدارس


وأرتشف من قهوتي الخالية من السُكر .. وأحليُها بمايجول في خاطريَ من ذُكرى أو طيف عابر !


في الحقيقة لم أكن أفضل القهوة الخالية من السكُر .. لكن في ظل جوانب الحياة لابُد من التغييرَ .


أمي عندُما كنُت طفلًا . أعتقدت إن الأمهات لايموتون ولايضمحُلون أبداً .. ولكن في الحقيقة أدركت أن أنفس الاشياء وأثمنها لايجب ُأن نملكها ونتعلق بها .


كانت تجُبرني أمي على إحتساء كوب الحليب باكراً لكَي أبدُو قوياَ وأتغلب على الضعف ، ولكنَ قلبي يا أماه .ماذا أستطيعُ أن أطعمه !


و لكن مع مرور الأيام يا أمي ، تأكدت أن الضعف هو سر البقاء ، فلم يغُني كوب الحليب شيئاً


أبي كُنت أظن هذا الرجل بحراً لا مُتناهي من الغموض .. وقوي جداً في وجُه الصمت والنحيب !


لكُن كل الأنحناءات والتعرجات في وجُه دليلاً على أن عُده التنازلي بدأ يأخذ مُساره.


بعد دخوله الخُمسين .. أصبح لايكترث لشيء ، الصمت هو من يجاوره ، يذهب ليصلي ، ويعود ويسترخي على الأريكة قرب النافذة


ينتظُر شروق الشمسَ ، ليُدعي لنا ، ففي الصغر .. أخبروه أن ساعات الصباح الأولى فيها بُركة !


كل شيء لايدوم تلك هي القناعة التي أريد أن أعتلي صهوتها ..


شبابي ، أو جمالي ، روحي .. ومالي ، حزنَي وترحي ، قلبيَ وعقلي .. كل شيء سيضحمل ويتغيرَ !


حتى هذا البحر الذي ُيعم ليله بالهدوء .. ليطمئن المسافرين العشاق ، والشاكين الباكينَ فيسمع منُهم تارة ..


ويصدر بكاء أمواجه ، سيغضب دون أن تعلم سبب غضبه ويثور ُ ويتفجرَ ، فيُغرق ، ويغرق من يناجيه !


تلك النجوم في السماء لهُ عمر زمنيَ .. مهما أستمتعناُ بالنظر إليها فهي لاتدُوم ستصبح جرما سماوياً محترقاً وستسقط في مُكان ما وتموت !


حتى هذه السماء المليئة بالمعجُزات والصرح اللأمتناهي .. من ما تحُمله من أشياء يعجز العقل عن أدراكهُأ . ستأتي يُوم لتنشق وتتفُتح كما تتفُتح الوُردة !


كل شيء سيأتي حينه ويرحل كل شيء سيأتي أواُنه ويضَمر .. فلا شيء يستحق الأهتمام ولاشيء يستحق الذكر ..


فقط .. فقط .. فقط


اللهَ جُل في علاه .. هو الدائم المُديم .. المتصرف في شؤون الخلق فـ تعالى سُبحانه في علاه .


في المآء ..

يا فضة أيامي الأولى هـاتي

أخذت بيدي ويدي تتكون في يدها كالطيف

وحد السيف

تعال أباهي بك أيام الليل

أريك الوهم

أسمي فيك الحلم الآتي

كنت تريد وتحلم تهجس كنت

متى

لا أذكر أني كنت أريد وأحلم أهجس

لا أذكر أني كنت

لا أذكر أني

لا أذكر

هذا الريش الناعم

هذي الفضة لم تفهمني

فأنا ما كنت هنا ما كنت هناك

الآن أصير و أعرف

أدخل فدخلت

كان الماء جميلا كان كأن الماء أنا وكأني أعرفه

فاجأت الماء وفاجأني

ولهجت بحبٍ قبلني

أنت تعال تعال

تعبت من النطرة

كيف تأخر فيك الوقت تعال

دنوت وشيء في قلبي كالريش النائم يصحو

فاحتفل الماء وشرع لي أبواب القلب دخلت

دخلت دخلت وكان الماء جميلا

كان بلادا تعشق زوار الحب

وجهز لي مائدة القلب شهقت

فقال الريش الناهض قال

جلست وكان عشاء الماء يموج

فقال الريش الهائم

هذا الدم الثاني يعرفك الآن

أتذكر من أين

من أين سأذكر هذا الماء اللاهج أعرفه

من أين سأذكر

هذا الماء الشامخ يفهمني

فأنا من أين وكيف

تعال يقول السر إليك

تعال يقول الماء

دنوت فمال علي الماء وقال

غسلت القلب هو الفردوس يقول

وكدت أتيه

الماء يحط يديه على كتفي والماء يقول

سمعت سمعت سمعت سمعت

قال كفى فصرخت

الماء أنا وأنا عطش

فتعال كفى وبكيت

الشيء الحلو الراكض في جسدي يصطخب الآن

كفى وتعال تعال

رأيت الماء بكى كالماء وعلمني

فبكيت بكيت ولهج القلب يضج

مشيت وسر الماء معي

أخذت بيدي وسر الماء العاشق في رئتي

ارتاح وقال أراك

رأيت يدي في الدم وماء الدم

فهمت .