السبت، 17 أغسطس 2013

حنينُ ..







سرتُ خلف السراب أنظرهُ
وعيني تَعانق هدُي الغمامٍي

رأيتك جهرًا في صحراء قاحلة
فخُفت من عينيك والموت يغشانٍي

صرخت بهذا الوهج مرتعدًا.. إرحل
لن تستبيح في مكامني حرماني

فطنت إلى مقلتيك في وهمًا
فكدت أرضخ أو أشُن يا تراني

هممًت إلى الدنيا ومافيها 
بمحجر خُدعة وبريق كالأقحوانٍي

وشمت على جسدي حرف صورةً
فيه نقوشاً من حُسنك الفتانٍي

وإذا بك ترحل خلف الأحشاء رويداً رويدًا
وتستبيحني كما يستبيح اليأس ، الأماني

من عينيك تسقط صلاَة وسهُوي
وكم في الشفتين من وجد وآنِي

أهات العمر أقطعها فيك ركضَا
كـ أهَ من الجسد المُخصر والدلاليَ

حُنين مالُ عينيك تشكو وجعًا
قد جرحتها النوى بالسقامٍي

حنينَ ماهي الدنيا بك فاعلة .
في خريف من اليأس والأمل يتمزجاني

حنين وهل كنتِ لي قابلة ..
أو تلاقينا ذات يوم في الاحلامي

تلاقينا ذات فجر وكنتِ ..
بهيُة كالعذق والخمر المدامٍي

فتحدثت إليك كطفل صغيرًا
يتمتم أمي ، أه لاتناميَ

وأسترقنا من الوقت ماشئنا ورضينا
في خلسة من وهُن وصخب ومرامٍي

وأفترقنا على أمل اللقاء
ذات يومٍ بعد أن تجمُعنا الأسامي

ورحلتٍ تطردين الليل وحشُته
وردًة أزهقتها تباريح الأمالٍ

كُأن الله قدر لـ عيني وعيُنك
أن تلتقيا ساعة ، ويرتحلانٍي

فكان اللقاء مجرد إختزالاً
وبوُح إلى السماء وإلى الأنامٍ

كأن بُعثنا من الموتٍ في لحدَ
وهل تلتقي الشفتيُن بالأكفانٍي

يسيُر بي القدر دون أن أشتهيهَ .
ولا مفر من ضياعي ومن عوَأمي

حُنين وإني لـ في الفجر أحيُكُ
من شعاع النور خيطًا للظلامٍ

قد أعود بالوقت وراءً قليلاً
وأكسر كأس العلقم التي سقاني

وأنسج من ضياء الشمس ، سرًا
عشيقاً توارى  خلف الدخُانٍ

وأحرق في قلبي كل صبَ باكٍي
وعين  الله في الأرجاء ترعاني

حُنين قد نلتقي يوم غداًوأسألكِ
أ الشمس أجمل أم في شفيتك دوآني

تاهت الأرض في من تخُبطي سعياً
علها تجد ماتكيل به الأوزانِي

أ أحصد ماقد زرعتَ يدا غيري
وغيري بالزرع يجني الثمر الدواني

يائساً ولي قلُب يعذبني
إني آنُ ، وتلج الأرض بالضخامٍ

يا وجه أمي وزند أبيَ 
ياحنين الفُتوة ، وبغُى المستهآمِي

كالأنهار أنتي ثجاجةَ الهوُى
لا شكل لكِ يعُرف ولا ألوانٍي

سكرت روحي في لقاءَك مرُة .
علَ بعد الوصل أشفى من السقامي

دب الهوى في مفاصليَ وراح يُصرخ
جسدي ياله من سِب أستوحشت له عظامي

زرقاء كالسماء معُلقة ، خضراء
كالارض .. قرُمزية  ك دمَ الحمامٍ

من رأها شف وجدًا وإمتطى صهوة الأمل
يبارحها ويقطفها من حوض الأرجوانيَ

حنُين من أين جئتَ غادرَة ؟
هل ساقكِ المولى من حُطامي

حنين وعينيكَ بالدمع نضاخةُ
يانهر ساقه الله من أعالَي الغمامٍ

أهطلي على قلب مُشرد فقيراً
بات يرجو اللقاء ولو بهِ العدُامي

لستُ أدري كيف أوصفها .. قد 
خانني الوصف و وكفتُ وأنحبس لساني

وأصرخ في جبين الشمَس تارة ..
عانقيني أحرقي وبددي كل الأماني

ياقدراً سقط ذات يوم سهُواً منيَ
هل تعود الصُحف لتخط لي الجنانٍ

حنُين وهانحن قد إقتربنا ..
من ساعة الزوال ومعانقة الظلامٍ

قد نلتقي برُهة ذات يوم
وأسال شفتُيك .. هل تعرفاني

يامُدرج الشمس تجري حتى مستقرها
يا خالق الهلال ، يا مجُري الركامي

أرحم عبدًا بات يهذي من شدة كربهِ
اليأس أمُها .. وليس لها من الدنيا مرامٍي

قد يخلق الله من الحُسناوات مايرضى
وقد رسم الله في عيني حنين الزمانٍي

نتفرق الأن بعد طولَ هزجًا ومزجًا
ونشيداً للبُكاء وللحطامٍي

إن كان لي بكم ياوجديَ شغفاً
ومضغة ترجوا رضاكم والحنانٍي

فأرحموا يرحُمكم المولى من عليًا
وأرضخوا للأقدار فمالُها ثانٍي .








الخميس، 15 أغسطس 2013

لعنّة





ترنيمة :

في حلُمي
فجأة إستيقظت معك .. كانت الساعة لم تصل إلى الثالثة بعد
توقفت سحابة في عيني .. سحابة الفراق ..
يقولون : القلوب عند بعضها .
هل حقًا تشعر مافي قلبي
ومايحيط بجوانحي !


..

الرواية :


لم تكن على علم بالذي سوف يجري كان الحديث متنمقاً كعادتهِ ، إلى أن فاجئها وقال .. أخبريني عن حياتك . أريد أن أدون لدفتري نمطَا فريدا عنك ..
فملاحظاتي ليست بالكفء .. دون عينيك البرئيتينَ .
صمتُت مطرقة مذعنة وأنصاعت في التفكير في تلك الحياة .. أ حقاً سأخبره ، أ حقا سأقول له ماكنت ، أو ما أنا ...
لكيلا تُزيل الموضع بسرعه ، رددت وقالت سأخبرك في وقت أخر سيحتاج الأمور كثيرا ولكن هناك مشكلة وحيدة ،
الخوف من أنك سُتنكرني .. سترحل بعيداً تعانق خيبات الخديعة ، ظُلت تسترسل قبل أن تقول له شيئاً
فكرت في ماذا تقول وظلت تهذي وتقول ..ستشعر أنك الوحيد في هذه الدنيا .. ستُظن أنك الأضعف ..
أنك المُكبل .. أنك المغفل الذي خدُعته إمراة حسناء .. كّحال البقية من إخوتك العّشاق المساكين .
..
أتى اللُيل .. كانت وحيدة .. ربما الليل وحده من نستطيع أن نتعُرى له ونكشف أسرارنا .
أخذت قلمها وهي تحُثه على الكتابة .. شعّرت بالضعف لاتقوى على المصافحة والصدق .. ربما لأنها غاصت في بحُيرة سواد الكذب
حتى أصبحت للوحلَ دائرة في عنقها .. 
قالت سأخبرك بتجرد : في البداية يؤسفّني أن أخبرك بإنني كاذبة وكاذبة كبيرة جداً ، بما يتعلق ببعض شخصُية حياتي الواهمة التي أخترتها
وعشتها لإخفاء عقُدي وعدم إتزاني .
سأخبرك سرّي وأبوح إليك لا لك . أعيش بشخصُية مزدوجة واحدة ، ما أنا عليه الأن ،ماهو إلا الرياء والنقيض ، أنا الأن وحياتي بين يديك ورُهن مطلعك
فكل الأيام التي عشُتها معك .. عشتها بجسد الكاذبة .. لكن والذي فطر قلبي على حبك ، عشتها بقلب الصادقة عندما عانقت أهدابي عيّنيك .
أريد أن أكتب ولكن الخوف يمنعني ، أعلم أنك سترحل لامحُالة ، كما قلت لك أنا تلك الفتاة التي أطلقت على نفسها مُسمى " هُدى " وأخبرتك تلك الهدى . أن عمُرها عشرون ربيعًا . 
ولكن كل هذا كان تظليلاً لأنآ الحقيقَية لأنآ التي أرتدت قناعَ الوهم طويلًا ، حتى أنها كرُهت ذاتها وأنكرت من هي .
كان التظليل في بداية وجود الأنترنت في حياتي .. والكذب بشأن حقيقتي فكان متنفس لغضبي وأكتساب عادات وُقوى أكبر في ممارسة الأختفاء والتملقُ .
..
سنعود ونأتي من بعيداً .. ربما سترى طفولتي وتشفق ، ربما ترى ماهو حالي فيكون لي نصيباً من عطف قلبك .. ولست أبالي بنظرات الشفقة أو السخرية 
كل النظرات .. هي نظراتك ، فلك منِي ماشئت . مؤمنة بكراهيتك لي بعدُها :
لكنني الأن وبعد سؤالك بالأمس قررت أن أواجهه نفسي بحقيقتي . يكفي ماعشُته من عمر في فستان التبجح المُهتري . وقناع الزيفّ المنكسر .
حان وقت التحرر .. لست أدري ربما سأواصل ما أنا علُيه .. أو ربما سأتوقف هنُا وإنتظر أمرًا من الله .
فأنا أمارس حياتي كيفما يكون منقادة . بشكل مخُزي وضعيف .

في الطفولة :
أنا من مواليد شهر 7 ، يوم 21 ، بتاريخ 1402 .. ترتيبي الثانية من بين أخوتي يكبرني أخ ، أرتبطتُ به بطفولتي وكانت بيننا علاقة وثيقة.
تُخبرني أمي كعادة الأمهات .. أن حملها كان بي أصعب وأشد الألام التي واجهتها ، عكس أخوتي البقية .
وُلدت فتاة ببشرة ناظرة وعينان عسليتان وشعّر يميل للأجعد قليلاً، ومؤخرًا أكتسب تموجات غجرية ، وأكتسب السواد أكثر وبعَضا من بياض الوٌهن .
طفولتي ! خالية تماماً من مايسمى بالدلع ، أو عقد الفتاة المدللة . لكن لأنني أنذاك كُنت الانثى الوحيدة فلقد كان والدي يفضلني كثيراً
والاباء أصدقاء جيدون دائما لبناتهم ويقعون في صفهم مهما كان السواد الذي حوُلهم ، فهم يتخطونُه .
فعنده بالتحديد ، كان ما أرغب به ، مُجاب بلا حساب ولا عقآب .
أعود لأمي : أمي تزوجت من عمي شقيق أبي ، قبلًا .. ورزُقت منه ثلاثاً من الأبناء . ولد ، وبنّتين .
لكن وافته المنيّة وقضى نحبه بحادث على طريق السفّر .. عائدًا إليها .
وأبي نزولًا عند رغبة ، أبوه وأمه ، فلقد أخذ أمي وتزوجها ليربي أبنائها .وكانت أمي أول عناق له فرضخ للأمر وتزوجها ليتسر ويعول أبناء أخوه
ويرضي رغبة أبوه وأمه .
بعد زواج أمي أنجبت من أبي خمسًا من الأبناء ، فتاتين ، وثلاثة أولاد .
معُيشتنا سيئة كحال البائسين الضعفاء في مدُينة التمور . عشَنا معيشة قروية تفتقر لأهم مكونات الحياة . فأقل الأشياء بساطة 
يجب أن نسافر لنجلبها من الأسواق ، بعيدين منعزلين عن الأفاق . جدي يمتلك مزرعتينَ .
كانت المزرعة ممتلئة بالأرواح الساكنة .. فهناك جدي وجدتي وأبي وأمي وأخوتي ، وعمتي الأرملة وبناتها اليتيمات .. كانت الحياة لاتخلو من الفرح
في الصباح .. صوت العصافير في الأشجار .. أو تخلخل الشمس وهي تشرق من بين أوراقها .. كان شيء جميلاً بريئًا ربما كان هذا ريفنا !!
قضيت طفولتي ومراهقتي بصحبةُ الفتيات كنُا مسيطرين والأكثر والأوفر غلبة .. كحال الفتيات نجتمع ونلعب ونلهو . مضت الدنيا فكبرت .
أصبحت مراهقة .. وهُن بمثل سني تقريبًا ..
وكان هناك حدًثا مميزاً .. أبن عمي الأخر سيأتي من مدينة متقدمة .. كان هذا هو الحدث الجميل في المزرعة . فكل فتاه تضمد وسادتها الوثيرة
ولتحلم بذلك الفتى . رغم أنه أصغر مُنا بقليلا .. لكن هكذا الحال عندما يرى الأنسان .. شيئاً مختلف فأنه سيجذبه لامحالة .
كُنت متعلقه به رغم أنه جبُان ويهرب من كل شيء ويخاف كثيرًا .. لكن أنا مثله لقد تقاسمت خوفي مع خوفه عناق الأرواح لا إلتقاء الجسد .
عشُت للأوراق كثيراً أكتب له رسائل لاتصله أخبئها عندي .. ربما هي الطريقة الوحيدة لبُث غرائزي والعيش كأنثى في الصحراء .
ربما أهل الصحراء أوفر منُنا حظ فلهم نقاط ألتقاء .. ونقاط أفتراق .
كانت طفولتي هي أمتع جزء في حياتي نقية ، وطاهرة وصادقة وهذا هو الأهم . بالرغم من أن طفولتي كانت سوّية وصحُية فلما تلوثها أجواء المدينة .
إلا أنني أخاف حتى من ظلي ،أخاف ولا أعرف سببًا أخر غير الخوف .

في المدرسة : ألتحقت في المدرسة وكانت تبعد عننا قرابة العشرة كيلو . أول يوم دراسي لي ، بكيت كثيراً ومع بكاء الأطفال كأنك في وسط كنيسة كاثيوليكية يبأنون ولادة طفل قادم ، ولد بجناحين !
بكيت وكنت دائما ما أبحث عن أختي الكبيرة التي ألتحقت بالمدرسة قبلي وهي بالصف الرابع . كنت أبحث عن مصدر قوة فكانت لي أنذاك .
كنت أكره فصلي كثيراً لأن هناك فتاة عيناها كبيرتان بشكل بارز .. ومنظرها يصيبك بالفزع من أول وهُلة.
ربما هي أول معانقة لي مع عالم أخر ، فطيلت 6 سنوات وأنا لا أعرف إلا المزرعة وأخوتي وبنات عمومتي .
ومع ذلك رغم أنني بيئية مُختلفة عن الأخريات .. كنت الطالبة النجيبة وقدمت مستويات مهُبرة في الأبتدائية حتى أنني تخرجت منها وأنا المتفوقة .
بعد دخولي في مرحلة المتوسطة أصحبت أحب القراءة .. والسبب في حبي لها بدأ بعد عودة بنت عمي .. بعد رحلة طويلة من العلاج . كانت فتاة جيدة وجميلة وذكية لكنها أصبحت معاقة بسبب حادث
جرى لنا ونحن عائدين إلى المزرعة .. كُلنا لم نٌصب بشيء .. وهي وحدها من أصيبت ، بشلل نصفي ، قدر الله وماشاء فعل .
والأن هي مقعدة منذو الصف الخامس للأن كانت هي قدوتي كبداية أحببت القراءة منها ، مضيت كثيراً وأنا أقرا ، قرأت كثيراً فهي الطريقة الوحيدة الجديدة المتعارف عليها
في تلك المزرعة البائسة فلا حياة هناك .. ربما لو تقرأ كثيرًا ستعتبر ذلك نجاة .
بدأت الأنتكاسة في الصف الثاني متوسط . عندما تأصل الخوف وتعمق في قلبي أكثر ، أصبحت مهؤوسة بالخوف مريُضة إلى حدِ ما .
أصبحت مصابة بنوع من الأنفصام في شخصيتي الحساسة والمتخوفة . وأيضا تعرضت لحمى الضنك فكُنت شبه غائبه عن الوعي والأدراك ..
في تلك القرية كان كل شيء غريب ، يستثير العيون فبعدها ربما ستكون مختلاً أو تكون مريضاً ، فالحمدلله بعد أن غبت بسبب الحمى عن الدراسة
عدت لأجاول على أسئلة قديمة فكانت أعين البنات هناك كالسهام ترشق ولاتخطيء ، فأصبحت مريضة نفسية أكره الدراسة .
كنت أبكي كل مساء ، أرجوكم لا أريد أن أدرس لا أريد أن أتعلم ، هذا يكفي .. لم يكن هناك صوًتا رحيُما يُجيب .
نحلت وضعفت ترُدت الحال أكثر , ربما لأنهم يؤمنون بمعتقداتهم أكثر .. شعروا بوُهني .. لست أدري ماسبب هذا كله ، هل هذا بسبب تلك الطالبة القابعة في مؤخرة الفصل
ربما لأنها مسكونة بالجن .. لا لا ، لا أعلم .
تركت الدراسة .. وأصبح حالي حال المقعدة أبنة عمي .. فكُنت قريبة منها وقريبة من الأطفال .كنت حبيسة للمنزل وليس هناك لدي ما أفعله
فأصبحت أهتم بهم أكثر من آمي . كُبرت وبسبب الروايات العاطفية التي كُنت أقراها تعلقت بأبن عمي أكثر ، عندما أنتقل وأصبح بيننا .
أصبحت أرمقه ، أتخيُله .. رغم أنه قريب جدًا والمزرعة كبيرة ، وأستطيع أن أقضي كل وقتي معه خفُية أو علُننا .. لكن خوفي يمنعني . أو ربما نُظرته لم تكن لي .
متلهفة لخطواته ، مطرقة بالنظر إليه مذعنة مُنصاعة .. قلبي الصغير كان لايخفق إلا به . حتى أتى ذلك الوقت وفي إحدى الليالي أكتشفت بأنه على علاقة عاطفية مع بُنت عمتي اليتيمة . كان يحبُها
وأيضا تبادله نفس المشاعر .
خيبـة ، وصدمة أتعرض لها .. ألمها فظيع .. أنياط القلب تتقطع حُسرة وكبدأ أهرب بعيدًا .. أبكي وأناشده خفيُة ، ليتك تعلم ليتك تعلم .
مهؤوسة به ، مع هذا كله ألتمس له الأعذار .. وأراقبه وأراقب حديثهم تصرفاتهم لطالما تخيلت تلك الفتاة أنا .. ندبُت حظي .. 
حدث أمر مفاجيء .. أخي الكبير مصآب بشيء من الأنفصام وأمراض الهيام .. كان فاقدًا للعقل كلي ، يمشي كالأطفال لايفكر إلا بشيء واحد ، تلك المرأة
نعطيه الطعام ونأكّله .. نلُبسه .. رغم أنه كبيرًا جدًا .. إلا أنه ينام بقربي كالأطفال ، كنت خائفة من تصرفاته .
كان مثالًا للفتى المتيم .. كان والدي يذهب به للمشايخ والمستشفيات فمنحوه بعضاً من المسكنات والأدوية المهدئة للنفسية .
بلغ العشرين من عمره ، ذهب إلى الرياض ليدرس .. لكن الله والقدر .. لم يرغبون بذلك . كان حادثاً مروعاً وهو في طريقه ليعيش حياة أخرى ، حياة مختلفة .
دخل المستشفى وكان في غيبوبة تامة لمدة ثمانية أشهر ، ثم توفآه الله .

حزنت عليه كثيرًا كان أنعم من يصّل بي ، كان خيطًا من حياتي ، خيطًا ورديا .. وأنقطع !
عشت حياتي كما هي رتيبة مليئة بالسأم ، كالأخرين من حقهم أن يتمنون ، فتمنيت تلك الأمنيات الزاخرة . والبسيطة .
عندما كُبرت وأصبحت في سن السادسة عشر . ومع موت أخي ، وفقدان كل هذه الأمور ، ربما أراد الله لي إختبارا أخر .. أرد أن يحرمني شيء أخر
أبي أقرب الناس وأحبهُم .. ذلك النهر المعطاء .. ذلك الخالي من الشوائب .. أتُانا بخبر رهيب بكاء أمي يعلو ونحيبها يُسمع . هل أنا قصرت بحقك ، ماذا فعلت لك .
أتيت لأسمع مابهم فاجئني وقال سأتزوج !!
ماذا تقول ستتزوج ، لماذا ؟ وقمت بأعلاء صوتي عليه ، لأول مرة في حياتي . ونهرّته وتكلمت عليه كثيرًا .
وكان هادئاً جدا ، مبتسمًا .
لاندرك له سراً أخر .
أرتديت ذلك الفستان لا أذكر ما لونه .. ذهبت لأحضر زفاف أبي ... أي متعُوسة أنا .. 
أرى أمي هناك تبتسم للنساء .. يعلمون حرُقة قلبها وألمها لكنها لاتريد شيئا ، تريد السلام وكفى .
كنت أرقص وانظر إليها أبحث عن ذرة تشفع لها .. كُنت غيورة ليس على أمي ، بل على منصبي عند أبي !
لا شيء يبقى على حاله ، حتى أؤلئك الذين نحُن من أحشائهم .. سيأتي يوم ليكفوُن عنا ويرغبون بالأخرين غيُرنا !
كان فقد أبي لي .. أشبه بأنتزاع المسمار من باب قديم .. من رثّ .. من حجُر صلب .. خلّف مكان الفقد . فتحة بإتساع حدقة العين .
مرت الأيام .. عدت إلى قرية التمور وتلك المزرعة الكيئبة التي تشبه .. مثلث برمودا .. ربما هي المثلث وأختلفت الأسماء . !
لا أصدقاء .. لا أحد .. الوجوه التي تخبرها صباح الخير ، والسلام وكيف الحال . هي نفس الوجوه بعد أسبوع ستراها على نفس الحال .
أفتقاراً لأبسط أِشياء الحياة . رغم التطور والتكونولوجيا .. فلم يكُن هناك حتى خط هاتف أو تليفون . للتواصل . أشبه بالمعزولين .

تعلمت من أبنة عمي ، فأصبحت أقرا أكثر من السابق .. قرأت روايات أجاثا كريستي المترجمة وألغازها الغريبة .
قرأت رواية عبير السخيفة ، ولكنها أنذاك كانت أجمل رواية في عهدي ! ربما بسبب عدم إطلاعي على الواقع .
لم أنظر لملامحي كثيرًا في المرآة حتى أنني لم أدرك أن لي قدرًا أخر !ّ
السابعة عشر من عمري . فتاة بعمر الزهور .. عيناه عسليتينَ ، شعرها أشقر أجعُد .. بيضاء ، صارخة في البياض .
كل أمُ تزورنا أنذاك . في القرية تجدني الفتاة المناسبة لأبنها .. كثروا المتوددين فبعضهم أعرف ، وبعضهم لا أعرف لا أدرك سُر إتيانهم
حتى أخبرتني تلك المقعدة بالشيء الذي لا أعلمه ولا أفقههَ ..
فلما علمت بالأمر ، تغيرت حياتي قليلًا حلمت ، وبقيت أحلم .. فأصبحت متُزينة ومهتمة كثيرًا .
فكنت الأوفر حظًا لكثرة المعارف. وكُنت أرى نار الغيرة في أعين بنُات عمومتي وأخوتي رغم أنني أصغر من بنات عمومتي .
أختي الكبرى تزوجت منذو المتوسطة . ، وأخبرتني بأن خالتي ترغب بي لأكون الجميلة لأبنها .
لم أشئ أن أفكر به حتى أدنى ذرة وأن أعطيه
كل همي كان هو أبن عمي .. هل سيراني هل سيشعر بهؤلاء بحضورهم .. هل يتلفت لي أخيراً ..
كسُرني وكسر تلك اليتيمة الضعيفة .. عندما أعرض عني وعنها وأصبح يتودد هو وأمه لأبنه الجيران .
مضت الأيام وأنا في الثامنة عشر .. أكملت ثُلاث مراهقتي على خير . بعيدًا عن تخبطات هذا العصر .
تقدمت إلي خالتي وناشدت أمي وقالت لي .. أخبرتني هي و والدي بالأمر .. سمع أبن عمي بالامر وأتى مسرًعا ليقول أنا أريدها .
كرغبة بالأنتقام منه . وافقت دون تردد على أبن خالتي .
كان يلتمس الاعذار يناشد الرحمة يطالبني بالأرجاع لم أكن حتى أنظر إليه .
حدث الأمر سريعًا .
مرت الأيام أنا الفتاة الأن .. سأصبح متزوجة عما قريب .
فكرت كثيراً يالك من مجنونة كيف تأخذين ذلك الرجل ، أنتي لاترغبين به لاتريدينه يالجنونك الخدّاع .
أخذوا الأمر سريعًا
وترتبي حفل زفافي بشكل مثير . الأمر كان كالوميض . أتى بسرعة متناهيُة .
أصدرت المراسيم .. في ليلة ما وجدتُ نفسي بفستان أبيض .. فستان يغطي أضعاف أضعاف حّجمي .
مضت الليلة بهدوء بنظرات مصوبة إلى الأرض . طيلُة تلك الساعات
زفوني إليه .. رفعت بصري لأنظر له .. هل تغيرت ملامحه .. من هذا لا أعرفه ، هل هو حقا إبن خالتي !
مالذي فعلتي ياهدى ! من هذا هل تعرفينه حقا .. هل هو رجل . أي جنون سقتي نفسك إليه ، لم أكن أعلم ماشعوري حينها لكن متأكدة من شيء واحد
حينها .. سؤال : هل سأكمل بقية حياتي معه : وأصرخ بـ " لإ مستحيل " لا وألف لا .

نظر إلي ولم ينطق .. قال بصوت خافت .. عندما رفت أجفُانه لي . بلا أرادة منه ، قال أنني أفوق وصف أمه وأخته كثيرًا .
لم أشعر أبدًا بالسكن عليه ، رؤيته تجعلني أشعر بالغثيان والتوعك .
مضت الأيام ولم أستطع أن أتحمل ، قلت بأندفاع في أول أسبوع بعد زواجنا أخبرت الأخرين أيضا .. لا أريده ، أنا لا أريده بشكل صريح وقوي !!
لكن لم يشأ أحد أن يلقي لي بالاً ويصدقني .. مالعيب فيه . شخًصا مرتاح ماديًا رسُام ومتمكن والأكثر من ذلك يعشقها .. ! فكيف لها أن ترفض .
ربما فتاة طائشة لاتعرف مصلحة نفسها .
وأتوا النساء والأخرين من كبار السن ، وشكوا وحللوا الأمر وأخذوه على عجلة تامة ، هذا أمر يحصل كثير
أمر طبيعي فتاة جميلة ورشيقة القوام وتزوجت من شخص مغُتني وشبه كامل .. لاشك أنه الأمر .. نعم أن هدى بها مُس أو عين أصابتها .
أخذوني لم يقرروا هل أخذوني طوعًا أو كراهية . ربما أنا من وافق لكي أبقى بعيدة عنه ، متحملة روائح أفواه المشايخ الكريهُه وبصقاتهم ..
فتارة يرشق علي ماء زمزم .. وتارة يعُلي في القراءة بصوته النشاز .. وأذكر أن واحدا منهم قد بللني وبلل جسدي ببصقه فنهضت وجن جنوني علُيه
وثُرت كالمجنونة على أمي وأخوتي أبتعدوا عني .. كرهت تلك المرحلة تمنيت أن تسقط سهوًا من قدري !
كرهت حياتي أنذاك .. هل هذه ضريبة الأنتقام . أه ليتني كُنت تلك المقعدة التي لم يفكر بها أحد .. تعيش حياتها بخير
لم تتطرق للأخرين لم تفكر حتى كيف ينامون أو يتصرفون . تعيش بصفاء وسلام . فهي تأقلمت مع الألم .
عدت إليه .. بعد أقل من شهر .. ربما شفُيت من تلك العين . عدت إليه كارهه .. أكره تلك النظرة والبسمة في شفتيه .. تمنيت أن تنشق الأرض وتبلعني
فكر كثيًرا ولأننا لم نمضي أسبوعين مع بعض .. قرر أن نخرج لشهر عسل . وافقت كانت رحلة جيدة ، إلا أن السوء وحده كان قربه مني كم تمنيت أن أقطع الأعضاء
التي يلامسها جسُده في جسدي .
بدأ الأمر الجدّي بعد عودتنا من السفر .. ذهب إلى الغرفه وعاد حاملاً المسدس بيده وقال وهو يضحك ويصوبه إلي .. ما رأيك أن أنهي حياتك وحياتي وأنهي هذا الألم .
زاغت أعيني . أردت أن أصرخ لم يكن هناك شيء يشجعني على الصراخ ، خارت قواي تعبّت .. ولأنني أخاف جدًا ، أغمي علي ، نهضت .. ولم أجده خيلّ لي أن الموقف كان حلماً ..
ولكنني أتذكره كيف كان مصوبًا إلي .. بكيت وبكيت كثيرًا حتى توُرمت عيناي .هربت من البيت وأعادني ، ضربني .. تقيّأت من شدة البكاء والخوف ، مصابة بالأرق ، مغلقة باب الغرفة مضت الأيام وأنا على هذه الحال
خاف هو أن يتسبب في شيء ما .. وبعدما نظر إلى حالي ، ورأى أن هناك حجرًا في البيت لأ أنثى قرر أن يعيدني إلى أهلي ربما تتحسن أوضاعي
أخبرني بذلك فخرجت سريعًا لم أرتب شيئًا ، أخذت ملابس قليلًة كتبيين له بنيّة عودتي ربما ، مشُي الأمر عليه .
عدت إلى المزرعة .الموحشة ، التي كانت أشد نقاء وبياضاً في حُلكة الليل .. أشد بياضَا من قلبه . 
.. جلُست هُناك أخبرت أمي وأخوتي وأبوي وكانوا كلهم بصفي .
عدت طليقًة أركض بأجواء المزرعة من شدة الفرحة .. لقد أنتصرت .. أه ليتك تتخيل حجم السعادة التي فرحت بها .. لكن كان هناك شخص فرحًا لسماع الخُبر بأنني عدت
وأن الأمر حدث .. هل تعلم من هذا الشخص ، هو أبن عمي الذي رفضته .
ذهبت إلى أريكة خضرأء أشتراها أخي .. جلست وأمتديت عليها أنظر للسماء أنظر لكل شيء حولي ، ما أجمل الحرية والهواء الطلق .. الهواء يتغلل بقلبي لا برئيتي أنذاك !
بقي الأمر سنتان ولم يفكر بالطلاق ، بقي يحاول يتربص يناشد أهلي يعطيهم وعوداً ، والدي .. والبيت كله لم يتدخل : فأخبرتهم بشئياً واحد لو أتى لي بالدنيا كلها تحت أقدامي
لن أعود إليه .. فلما رضخ للأمر الواقع .. أصبح يرسل أشعارًا ، أوراق ، يرسمني على جدران المنزل يرسمني بأوراقه ، في كتبه في دفاتره .. تعُست حالته .. ولم أرقّ له أبدا ياللقساوة قلب إمراة تشعر بالخوف !
أتُت ورقة الطلاق وكأنها هديُة .. كأنه النجاح .. شعور رائع عّم أرجاء المنزل كالأستقلال كالأنتصار . !

شاءت الأقدار بعد وفاة جدي وجدتي أن ننتقل لمدينة قريبة .. من أجل أخوتي أن يدرسون ويتعلمون ويواصلون تعُلمهم ويكملون .. في مواصلة التعليم العالي .
قررت بعد هذا الزخم والحياة .. وبما أنني مازلت شابة أن أكمل دراستي .. فعدت من حيث توقفت .. منذو الثالثة متوسطة وخلصتها .. وخلصت الأولى ، لما كُنت بالثانية من المرحلة الثانوية .
قرر أبن عمي أن يشتري لأختها المقعدة كمبيوتر .. ياه ماهو الكمبيوتر لم نعرفه حقًا .. فكان سحرًا لنا وعلى طبيعتنا القروية .
الكل كان يترصد حول الكمبيوتر ، ماهذا كيف يعمل .
فطبيعتها الذكية والنجيبة تعلمت عليه سريًعا وأنا أتعلم منها فأقتنيت واحدًا .
من هُنا بدأت أتدحرج ، لبست أقنعة كثيرًة .. فدخلت المنتديات ، والمواقع والتصفح وشاركت كثيرًا ودخلت عالم الشات .
فكان الناس منبهرين بِي ، كيف لفتاة بالمرحلة الثانوية وبالتحديد في الثانية تمتلك هذا اللب وهذا العقل والفصاحة ..
كُنت حدثًا مهُما لهم .. كنت مختلفة ولأنني لم أشعر بشيء يسقط نحوي أو يتهاذى ويُمت بصلة لي .. تركت الأمر كما هو فعجبني الأمر وراق لي .
تعرفت على كاتب خواطر .. ربما في بلادي ينقضون أمره فهو على مذهب أخر . كان متمكناً ، أستلطفني في البداية ولكن لأنني كطبيعة الأخريات
لا أعرف شيئا عنهم ربما أعتقد أنهم وحوش بسبب هذا الكم .. الهائل من الحديث عنهم والأساءة لهم والترصد ، تركته وشأنه ورحلت عنه .
معانقة مع الشاتات .. رأيت هناك في عيون الهائمين حولي .. هناك من يترصد قدومي .. هناك من يفكر فيني يريدني إليه.. يبحث عني .
تركتهم ، ياه ما أعجب الوقت . الأنثى دائما تحب أن يكون خلفها سرُبا من القطيع .. خصوصًا من كانوا بحالي ..
فكان هناك خلفي من يتأثرون بي ، لم أشعر بهذه الأمور سابقاً ، حدثًا غريبًا عجيبًا ، ما أروع الأمر .
أستمريت على هذا النحو .. حتى ألتحقت بالجامعة .. تخصصت في قسم الشريعة ، كنت أجلس على سماع المحاضرات .. الدينية 
وفي الليل يركضون خلفي الرجال . تدهور معدلي كثيرًا ، ساءت أحوالي فقررت التحويل لقسم أخر ، فتحولت للغة العربية ..
رغم أن ليس لدي رغبة ، لكن لم تكن لا شريعة ولا لغة عربية ، لكن حسب المتاح .. فهُنا ليس مهما ماترغب به المهم ماهو يطعُمك ويبقى معدتك ممتلئة !
..
شاءت الاقدار أن أصادفك كل هذا من حياتي الذي تقرأه .. يعلم ربي لا أهتم له .
رأيتك أه ما أبهاك .. رأيتك وكأنني لا رأك .. نورًا ، شمسًا ، قمرًا .. سبحان من خلقك بهئيًا كعادتك .. في البداية شدني حرفك كثيرًا
لم أيُقن بأن هذا هو أنت .. حسبتك كالأخرين . كان لقائي بك أول أرتجاف أِشعر به أو ربما لا أفقه ماهو شعوري . بكل صدق وبكل شيء . ستخبُرك الكاذبة التي أمامك ، أنك حُب عمرها الذي يؤرق منامها وجفنها ..
خائفة طوال تلك الأيام أن تعرف أمري وحقيقتي .. سأخبرك أيضا .. أنني لسُت مخطوبة كما قلت لك .. أنا متزوجة الأن مرة أخرى
من إبن عمي الذي رفضته .. ها أنا الأن بين ماضي الأنتقام وبين حياة الأنقاذ .. أعيش حياة بائسة معه قبل أن أعرفك .. فقط إمراه .. كالباقيات .. تاهت كثيًرا ورضخت لقيد الزمن والقدر .
لا أعلم لماذا أستمريت بالكذب ، حياتي بليدة جدًا معه .. يعشقني وأدرك هذا ، لكن حُبه في قلبي أضمحل لست أدري مالسبب ..
لا أشعر بشيء إتجاهه .. أعيش معه فهو يعمل في العاصمة وأنا سُاكنة هنا بالمدينة .. قُرب أهلي .. أفقي ضيق فلا يسمح لي وقتي أن أراه الا في الاسبوع مرُة أو مرتين .
كان زواجي الأخر ، هو مهمة إنقاذ من نظُرة مجتمع دونية لفتاة عشرينية مطلقة والأن وأنا في مقرُبة من سن الثلاثين .. ورغم الفارق السني الكبير بينُنا ..
إلا أن هذا القلب العطب الذي عاش قرابة الجيل ، من دونك .. والله كأنه لم يخُلق إلا لينبض بك .
عندما تعرفت عليك كنت أحمل في أحشائي روحا .. تغذّت من روحي ورزٌقت بمولود .. عاش من صلب رجل أخر .. لكنه تغذأ من عاطفة إمراة متيُمة بك .. فلهو النصيب من عاطفة أمه .
يبلغ الأن ، أربعة شهّور .. كالماء . ووحيدة الأن أنا وإيآه .. بعيدًا عن صخب الدنيا .. كل ليلُ أحكي له حكايتك الصغيرة وعن عيناك .. أصلي لله أن يكون مثلك .. كملامحك ربما سأعشقه !
..
يا أيها الفاتن الطروب : الأن أخبرتك سري ، أستطيع أن أقطع كل هذه الأوراق التي كتبتها .. أستطيع أن أرحل بعيدًا وأعيش معك الفتاة العشرينية .
فلقد عشت كثيراً في هذا ، وتدربت جيدًا وأستطيع أن أواصل عليه .. ولكن لأنك عينيَ التي أبصر بها .. أردت لك أن تعرف سر المرأه الخائنة ..
أرى وجه التشابه بيني وبين " آنا كارنينا " في رواية تولستوي التي تحكي لي عنها كثيرًا تشابه كثيرا حتى .. ظُنيت أنني أنا بصورة إعرابية !
ستعترف لك هذه الماثلة بين أسطر الرسالة والأنكشاف .. بعد رحيل القمر من أرضنا .. وأصبحت السماء مشتاقة .. ومقفرة بلا نجوم .. عدت لتضيئها .
سأروي لك ، سُري المفضوح أمام أعين الله ، والمكتوم عن أعين العباد .. أنت ، أنت وحدك .. سري ولّي .
هذا أنا ببساطة وشفافية وحقيقة تامة بلا زيف ولارياء .. سقطت كل الأقنعة .
أعلم تماماً إنني سأفتقدك ، وسأفقد إختياري الأول الذي أتى بلا ضغوطات .. أو خيارات ، أو إنقاذ أو إنتقام ، أو لعُنة قبيلة مقيتة .
سامحني أرجوك . أن كُنت لاتغفرلي ، فأغفر لهذا الصغير الذي صلينا لله لكي يشُبهك .
ولأن أقدارنا إختيرت لنا .. لمِا َ! أشعر بأنك قدري الذي سقط سهواً من صحائف كتبي .


في النهاية
هذه الرواية أو هذه القصة .. ربما عانقت شيئًا من الصحُة
ربما متجسدة في أنثى .. ما.. أو ربما كانت قليلاً من تلك الأنثى
لك أنت من تقرر هي خيالاً أم واقعًا !
المدن ، والأسماء والمسميات .. خيالية .

السبت، 10 أغسطس 2013

وخّزُ حَرفْ



ألوانُ الطيف واللغُة التي تُحدثنا بها هذه الأرض .. من أبجدية الخُلود فهي تحكي لكل حرفِ صورة وللرسم أيضًا حكاية ..



" أ " .. الوقوُف على عتَبة الباب .
" ب " .. الرغيفُ الساخن والجوع
" ت " .. الدعُاء المعلق بين النحر والعُنق
" ث " ضحَكة الشيّطان المُتربص .
" ج " الركوُع في مُستنقع الأمنيَات .
" ح " دموُع فتاة لم تشربها الأرض بعَد.
" خ " سجُود .. أمام قمَة شاهقة .
" د " الموتُ إن أصابك جُزء منَه .
" ذ " تعوُد بنا إلى الجحيم .. أن أتَت .
" ر " تمُر بالجسد كإنتفّاضة الحياة .
" ز " لونّ .. جسدُ .. وحلم صامَت .
" س " مُترنح بين اللذَة والخوف .
" ش " فتّاكة ، مؤذية إن كانت حمراء
" ص " مُغري .. لأقطفه أكثر 
" ض " تتراقصُ الحياة بِخصّرها .
" ط " رغبة .. وزيارة مُفاجئة ..
" ظ " .. خلاُسية .. مُنسكبة كالممطر .
" ع " رهبّة .. وسكينة وطريق طويل .
" غ " عِتقُ .. وتصديحُ أذّان ..
" ف " ضوضّاء ..
" ق " .. تجاعيّدُ هلال .
" ك " لسانُ يدي الذي أتحّدث به .
" ل " ظِلي الذي أهرُب منه .. إليَه .
" م " رسالة صغيرة أبعثّها للسماء
" ن " أبحثُ عنك كثيرًا .
" هـ " أنا أنت .. وأنتِ خُرافة للأبجّدية .
" و " أحُبك خضراء ، ممزوجة بالغضّب والماء.
" ي " الخُروج عاريًا من الباب الصغّير .