الجمعة، 21 ديسمبر 2012

حُلماً أخضر






رأيت حلماً .. أخضر
عصفوراً يعاُنق غصَن الزيتون
وقلبِ يابًس .. كالأراك ..
إنني رأيت حلماً قرمزياً ..
يميل إلى الأخضر ..
فتُاة كالشمّس الهاجرُة
تجعل أهدابي ترفّ‏ ولعاً لإحتضاُن
عينيَها الداكنتّين ..
وفي سرّاب الخيال المبّتذل
أشعلت حريقاً بجُسدي كيّ ترَآني
أسرفت في الكلمات ..
عاُنيت .. من الشتات ..
ومن ضياع المُفردات ..
عشرون عاماً خلف الخُصر مقّيد
أموت في الفتّك وفي الأفتظاظ ..
والسائل القاتل بين الشفُائف
الحمراء ..
..
ذات مساءً لم أكُن نائماً
حلمتً حلما نائياً ..
أحد ما يأتي‏ .. على عجُل
يرتدي وشاح الُصمت
ولثام الخوف ..
أحد ما يقتّرب ..
وأنفاسه الساخُنة تلتهبَ
أحد أجمل‏ .. من أي يوم مضى ..
وكنت واعياً مع أحد .
أحدًَُ
لا يشبه أحداً، ‏
يسرق شيئاً من قهوة الصباح
كأن الفجر مولودَ بين فمُه والديك والصيّاح
لُه من أمي الشيء الكثير .. كـ رائحتها الخّمرية
ومن غُموض أبي الوفير .. كـ ثوب سرّمدي
ومني .. أنا .. أخذني بكلي أنا .
..
إنه مثل لون السماء ..
وزنُبقة الماء ..
وظلّه الَخفي ... يٌقطن في زقّاق الروح
والقلب والفناء ..
ووجهه‏ .. تاّه الوصف تَاه
خيالاً ، سراباً صيفياً
أو هرطقة وذوّأه
عيُنان تلمعان كالسيف ..
المشحّذ بسُم العشق .
وأنفاً كالطود العتيق خلف أسوار
الأرض ..
وفُمَ يغنيك عن نبيذّ لاتينيَ
معُتق ..
أحد .. ليس كـ أحد
إنه يرتدي مشاعري التي أبحث عنها
يرُتدي سترة قلبي المثقوبة .
ولا يخاف ..
يتمخطّر في حجُيرات القلب
يسّري كالدم في الأوعية ..
يملأ الصدر رُحاب ورقّة
شيء .. يصنعُ مني نرجساً
بعدما كُنت غابّة نكرُة.‏
وإسمه الذي لا أستطيع أن أنطق به
أصبح رمزاً ونجدة وهُدأ ..‏
.. ضاع مني ذات يوم ..
وكنت الميُت في رجاءّ
إستقمت حتى ذّبت
وكنت ملح .. في مُدن وقرّى
كنت لك كفاً .. وفنجان
بمقدوره أن يقرأ بعين مغمضة‏
أو بإبتسامة حب فاسقة .
كل كلمات العشق الخالّدة
لاتعنُي لها شيئاً ..
هذه المدينة الباردة ..
ليس لهُ شأن بها ..
كان يتململَ ، يسرق الليل
ويسرقنّي في خفاء ..
بلا تخاذل،‏ ينادي
فأجيب النداء
الدمع كان عوناً
و أوفى الأصدقاء .
شريكاَ لي في محُبتهِ.
سراً صغيراً بيننا أو منأجاة .
.. في ساعة الغروب الأبدي
رأيت حلماً .. كان الحلم
أنا .. وفتاة
كان الشتاء .. دافيئاً بالهجر
أكثر ممِا مُضى
كم أفتقد ثلوج الشتاء .
كان .. وكان
وفجأة ضاع في الزمن ..
حّل اللون الأخضر .. ومات
غصن الزيتون ..
وأصبح القلب رطّب
وإنتعشت الحياة ..
وشُمس الشتاء كسولة
من خدرها تجّور علينا
فلا تأتي إلا بعد
خمر الدموع المنسكب
و آنّات العُشاق والضحايا
وسيد الغّرام في الظلام
لاينير .. أخذه الغياب بعيداً
وطُد الأمتعة .. والقلوب موّطدة
خصبّ هو الحزن ..
كافراً هو الليل ..
والأمل .. كالوردة النتّنة الذابلة
جميلة في المبُهى والمنظر
تأسرك ..
لكن لا رائحُة لها ..
..
وأخيراً أشرقت الشمُس
بعد عناء .. وصراع
ثوّرة .. على الجسد .. والأحلام
لننام ..
ونصحوً مع قمراً أخر
أو ليلاً بلا ألوان ..
ليلاً أخضر أخر .
وحلماً .. أخر .


هِبة








قّرب فوهةّ الهواء .. أختنق
وتحت رحمة البشر لا أود ولا أتفق .
غريبًا أنا .. حتى في ثكنّات الموت
لي رسالة .. صفاء أخيرة
هبّة ..
من أين أتيتِ .. كيف قتلّتي كل هذه السنابل
كيف أحرقتي قلبي في موسم الحصّاد
من أين .. لك ..
لم يعد ذلك العود في عيّني
لم يعّد ..
غضًُك الأخضر .. أحرقتها رياح الهجر
وتبخر بفعل نيرّان الخوف .
فسهاّم الذكرى كالماء ..
وعيُناك الرمّاة
في الليل الخائف .. أنا خائفَ
حبّطً .. ودمي يُشتمني ..
وأعضائي من خشيتها تتبرّم
البشر يتنصلون أحاديثهم دون إقتراف
والمساءات مؤذية .. فكم من لسانِ
يتغّنى بك .. ونار الغُيرة تشعل
كهوف مظلمة في أضلعّي
البحر .. جفّ من قدميك ..
والجندول الصغير .. ثقبتها الأحلام
فغّرق ..
الحياة غادرت .. بعد عامَ أصفر
عام الموت الأبدي ..
هبّة .. أريد أن أغرق بك
أريد أن أحُبك ..
إقطفّيني ياهبة فموسّم حصاد الموتى
قد حآن .. مارسي الطقوّس علناً
وأرسمي للقمر .. أية خالدة
..
أختالَ بك .. فالنساء حولي كثير
والكّراهية في عدم الإمتلاك ..
تسبق العين في الرؤية
نّدى الصباح .. في تلك الوجوه ساكّن
وأنا أيضا لازلتُ ساكن
هبّة .. قوديني إلى الجنون
إلى مابعد الجنوّن ..
إلى الشوق الفاضح
تحت غصن الصدى
أصرخ بإسمك .. فأقطف
ثمارّ الردى
وجسدّي لايزال ساكن ..
تحت دياجيرَ الظلام
أناجي السماء بإسمك ..
فتسقط بين يديّ نجوم متلألأة .
وفمكِ ساكن .. والغرُبة مؤذية
هنيئاً لذلك الوطّن .. والتراب
هنيئاً لأرض تباركت بخطواتِك
سيدّتي .. التي لاسيد لها ..!!
أنا لم أعُد شخص "ساكن"
قتلوني ودفنونّي
في أرض سبخّه ..
وجراحي مثٌُخنة .. ظنواّ ..
إنهم أنتزعوني ..
ظنوا إنهم إنتهوا وأنا إنتهيت.
وبعد قرون مديدة.
أنبتت الأرض شجرة
الحب اللانهائي ..
شجرة تدعى بـ "هبّة "
تموت إن سقوها الماء ..
وتعيش إن نثروا الملح
فوق جراح جذّعها النازف ..
فتأتي العصافير إليها
من شتّى بقاع الأراضي البعيدة
لتقطف ثمّراً يانعًا وتعود
تصدح بالأكوان ..
هبُة .. هبِة .


عائشّة










عائشة .. إن الحياة فِي الشرق كألهة الخوف بين أعين فتاة دمشقية صغيرة.
ذهب صوت الرصاص بإبيها .. وسحق دفء الأُمومة في مرفقيها ..
إن رياح التغيير تحُث جسدي على الموت البطيء
ضمور الخافَق . يجعلني أستوطن الثرى .. وأُشعل فتيل الولع من رماد ..
عائشة ..
إن الحياة تٌنقضي كأربعيُنية الولادة ..
يأتي يوم ليودع يوماً أخر ويوَصيُه القدر أن لايترك فيني مقدار أنُملة من صبر.
ومن خّمر الأيام .. تم نفّي وحرماني .. من نقمّة الحق ولقمة الرغد ..
كأن الصحائف خُطت من أجل أن تكتب لي شقاءاً بالنعيم
والتلذذ بالشقاء .. حتى صوتي ..بالاّكاد أسمعه
سخطي ياعائشة بات قُرين لي ..
أصبحت أتوهج كالنار المستعرة في وحدتي
وأحيك من الظلام نوراً لسريرتي ..
عائشة .. عائشة .. أين أنتي ياعائشة ..
الصبر يقتلع عُشي المكنون
ورائحتك بدأت تُنشف !!
وصمتكِ بدأ يخدر ..
الأرض غُير مباركة ..
جفاف .. الأرواح يؤرقني ..
أمطار اليأس كالسهام الوابلة .
خبيَئني ..
أنا خائف .. ياعائشة .


مُثقّلاً






تشرعُ بِي الحياة في كل وجه .. عابر
إنْ صّب الوجد لازال فِي عيُني مسافر،
يطُالع النجم ويقتل كل شفَقة
ورموز الأستعباد في وجَنتيه كالقنديل
.. يٌقتل الألباب .. دون أن يِشعر
وإذ بكُى صاحت الأرض لصياحه
تداعّت الصخور والبراكين من فجواته
غرُيمه الأزلي .. الزمن
والشمُس محبوبتة الساخنة الهائجة
تصحو مُدينته البعيدة .. على قطُرة مطر
من عينه البريئة .. الوديعة
والُرق في شَفتيه
يأتون من كل فوج .. مُن هنا
من هُناك .. وتارة من بين أحضان الأرض
حُفاة .. يقطعون الأرض مشياً بلا إدراك
مقيديّن بالنظر .. بروح وعُطش
وعشق وصبر. .. السراب يطُردون
والأبجدية الخالدة منها يرّفلون
يدثرون بعُضهم بشيئاً من الأحرف
وكم في صدورهم نقشَا من ثراء
تُيبست الحياة في تلك الأفواه .
لايعرفون من الألوان .. إلا لون الألم
ويصلون كل فجر .. لـ لون الأمل
فيأتي المساء .. وهم هُناك عاكفين
على التلاوة .. على النجآة
وفي الفراغ .. نبُذت من بينَهم
تعديت عشقٌهم الخّرف
ونقشَت وشمًا على عُذرية الماء .
تحدثت كثيراً ، إلى السماء .
ونُمت .. من التعب .. بلا وعيَ
وأثناء النوم .. أفقُت في حلُمي
وظل يقودني .. حتى تّاه
والبرد يقتل كل الٌقرى التي أزورها
وحصاد الأرواح يفتك بالموت حين أدُيرها
لا أحمل القمح معيَ ولا الزاد ..
فقيرُ صّب .. ليس معي إلا
بضع قصائد " درويُشية "
ومساءاتَ .. وشيء مِن عتّآد
ونًصيب الأرض منِي كفن ..
والريّح تعصف بعقلي بلا هُوآد
شعوري بات ممُكن ..
كل شيء أصبح بارد .. حتى ذلك العضو الدافيء
خلف الغطاء .. خائفاً في الأحشاء
ينتظر مُوسم الحصاد ..
ربما سنبّذر روحاً في هذه الأرض
ليولد من جديد ..
نعيقاً وبلونه الأسود ..
كائُن غريب .. يسُمى
بـ الغُراب .


الجمعة، 14 ديسمبر 2012

إمكُثْ




إمكثْ أيها المستغَفي، فإننا متعبون،
متعبون .. وأتعبنا هذه الأرض من جّراء
تخبطاتنا وطيشَنا
كم لعقنا أصابع الريحَ
وشرعنا بوابات الصمت .
أطبقنا هذه السقوف المثقله
فوق صدورنا ..
وزرعنا لليأس لغة خالدة في الأحشاء
ورغم ذلك ، تعود بنا الذاكرة
تأتي كسرعة الرصاصَ لتخترق كل هذه الحواجز
لتُنبش القلب لتحرق المضغة .. لنهَلك
إمكث أيها الرفَيق . الفجر يتملمَل على شرٌُفتك
والسحاب الأسود لاينجلَي بين عينيَك
حروب عثمانية مديدةَ .. ومنارات سمُرقند العتيقة
ورحلة طويلة .. لأيجاد القارة المفقودة ..
شَفتيك .. الكلمة بينَها سَيف بلا غمد
وحديث اللسان .. بحَرا مُزمجر بالوعيد
والناس كالناس .. سائرين بُقربك .. وسهامك
لازالت مُنتصلة بكل شخص فتَكت به
حرٌرْنا، فإننا نثرثر .. حررنا فإننا نلهَث صبرًا
ونحتسي علقم الجزع ..
في هذه الرتابة القاتمة التي تطوف حولنا
إمُكث .. فلم يعد هناك وطن ..
إمكث فهذه الأيام خاوية
وكلنا إلى الله ، وهذه الدنيا سفّر وعِبر
إمكث .. فأصوات الريح تُناديك بحيادية
ياعنًصرية الوقت .. ما أشهاك
إرسمِي للنجوم شيء من وهم
سحاباً .. سديم .. ركاماً طافح
علي الرقعة البيضاء .. يمتزج بين قبتّيك
حرٌِرْنا، فثَمٌ واحد وحيد فينًا
حررَنا بُقبلة .. بمُس وسحِر
فلك .. تباركت الأرض ممشّى وبساط
وكان حديث الرمل للماء .. إنعتاق
مكثُت أنا من ميلاد المسيح .. إلى يومي هذا
قرأت المعرفة وعاكفاً عليها شغوف
كل شيء .. يحدث بصدَق
وإرتعاشة خريف ونغم ..
فلا التاريخ .. يستقيم بك
ولا الشمس .. تشرق فيك
خفيًا عن الأعين حين تأتي ..
فلا نراك .. وسميناًك ماشئنا
بالمسميات .. فأنت تقطن هُنا
بين الألف والياء .. لك من الدُنى
روايات ..
وصفك في كلمتين .. دانيات
أنت .. لَي ..
مُعيّن لاينضّب .



عندئذِ



علًنا أمُارس شعائر الخيُبة
مشغوفاً أنا بكل شيء يُثير
الحياة في دواخّلي ..
مقتولاً بين أمسّي ، وجسدي لازال
سابحاً إلى المستقبل ..
أحمِل كل كلُمة تعذّبت بـ فاهِ
شقُي .. كل خّمر تجرعه النسيان
من ألم خاصرة الصبابة ..
ماضياً إلى حيث أنتمي ..
كثيرون همَ من رتلوا لنا أيات الصّدق
ومن خشُيتنا الزائفة ..
وضياعنا المحتدم ..
فارقناهم دون أن نلقي تحيُة الوداع .
نهرب ، ونهرب
نتعلق بالحياة أكثر وأكثر ..
نحيك بعض أيات التُمني والفراق
نستشّفي بالزمن ، وننسب له العواقب
ولدناّ ، ولاشيء لنا إلا الخواء ..
فنحن غيٌض من فيض
وهم نقٌيضا من شتات
.. يمُشون كالعراُة . يحملون النعش
والرفات ..
لنصُيغ الحكاية .. ونُعرف الرداء .
هذا أنا ، ظل رجل شّرقي
وحنيّن ، وتلف دمّاغ
وطرق لاترى إلا الظلام .
وُثمة نور في الخلفَ
نعُيش للذاكرة ، ونتلبس
الوجوه .. حياتي وحيُاتك
بار قديم .. موجّع
وموسيقى هادئة ..
ونحيب ..
وأمل وألّم .


Frozen







You only see what your eyes want to see
How can life be what you want it to be
You're frozen
When your heart's not open

You're so consumed with how much you get

You waste your time with hate and regret
You're broken
When your heart's not open

Mmmmmm, if I could melt your heart

Mmmmmm, we'd never be apart
Mmmmmm, give yourself to me
Mmmmmm, you hold the key

Now there's no point in placing the blame

And you should know I suffer the same
If I lose you
My heart will be broken

Love is a bird, she needs to fly

Let all the hurt inside of you die
You're frozen
When your heart's not open

Mmmmmm, if I could melt your heart

Mmmmmm, we'd never be apart
Mmmmmm, give yourself to me
Mmmmmm, you hold the key

You only see what your eyes want to see

How can life be what you want it to be
You're frozen
When your heart's not open

Mmmmmm, if I could melt your heart

Mmmmmm, we'd never be apart
Mmmmmm, give yourself to me
Mmmmmm, you hold the key
If I could melt your heart

**
Madonna

..

لهذه الأغُنية .. لغة أخرى
حديث ذوّ شجُون ..
سُفن باكية في مرآفيء
لاتصغُي .. وقلوب مكنونة برحيل
مُبرح ..
متُجمدُ يا أنا ..
يا أنت ..


من أكون .. ؟









نهٌضت مبكِّـراً و جلستُ مقلوباً رأساً على عقب
أحُدق في النافذة ،
وأرمق المُارين وكيف الضباب يخُفيهم
رويدًا رويدًا كـ سرَاب ، فـ ودُدت أن أكون
ذلك الذي إختفى .. وأنطفّى وبقي رماداً
هشيمًا تذروه الرُياح بكل أسّى .
الأن ، أنا عاري .. لاشيء بيني وبين الشمُس
فقد زال الليل .. وأتضحت معالم النسيان
وبقي مابقيّ ، وأنا هُنا أحترق من حر الشتاء !!
لاشيء معي .. لاشيء
إلا .. أنا .
أنا يا أنا .. من أنا
من أكون .. ؟


..

إرتحل ما كان .. وتاه الكلام
وإذ بِـ فتاة تبتسم لي ، وأنا لم أكُن
على دراَية بالذي حصل أو ماجرى
فإنتبهت وغطُيت سوّءتي وبقايا من بقايا وجهي المخدُوش
والحياة .. التي لازالت تعصف بيَ . ولوحت بإبتسامة غباء
أهلاً أيتها الحسناء ..
فظلت تحُدق بي وأنا أسمع حفيف الأشجار من حولها
حتى تجاعيد النهر إستقامت لها ،
والنساء من حولها .. كالذباب كالّوطر .
والذي أدهشني أكثر .
إنني لا أستطيع أن أمُيز الأخرين .. في الضباب
وهي كالقٌُطن كالأقحوان كالزبّد
ساُلت حتى وصلت مشارف اللحظَ
وفتكتُ كل عذرية في عيَني . وقلبي.
بدأت تمشي ، وتقترب من بقٌُعة سوداء ..
وأختفت .. فأنشقع الضباب
وتاه الأصحاب ، وأخذ الناس يدوون في الأصوات
في رعُب وإكتئاب .. مرض غريب
تُوه العٌشاق والأحباب ..
وأنا لازلت أبحث عني
أفتِش في الذاكرة .
نعيقي شؤوم .. يجلب الأضطراب
من أنا .. من أكون
يافتاة الضباب ؟



..

الأن كل شيء بدأ ..
أرتديت بعُض من ستر
وأختشيت من فتُنة الهوى
قفزت من النافذة .. فرأيت شيء أحمر
طعم الموت كالعلقم في فمّي
وبلمُحة ماقبل السلام ..
أصبح كل شيء مفهُوم
الأشجار ، النهر .. والموسيقى
ومابيُننا وبينهم حجَاب
وتلك الساق الجميُلة ..
وأذني مصغُية لأصوات المدينة ..
فهذه شقة الفتاة الحزينة ..
والكحل في عيَنيها
أحرق الغابة والجديلة ..
فكل شيء فيها يدعو للترحم والأسى .
وهُناك .. ذاك الهُرم الخُرع
ينتظر شيئاً من جزع
ممسكاً بوشاحً قديم
لأبنه المتيم بالنسّيم ..
ربما أخذوه للحرب وأقتادو إليه الصبر
والنعش .. وأسقوه شيئا من وهم ..
وأثناء السقوط .. رأيت من الفتايات ما رأيت
وبعد الأرتطام .. بكاء وصرخات وئام
ياللمسكين .. إنتحر !! مالسبب
يبدو أنه جُزع ..
والله مًصغي لهم
وأنا كالوتد . صُلباً في عناقي مع الأرض
وحرارة الدم في جسدي تتدفق . وأصوات الذاكرة
بدأت تنسحب ، الناس من حولي يشربون الخمور
والأمل من قبلي .. يعانق سرً جديد
إنتهيت .. ولم يبٌُقى مني
إلا النسيان .. وأنا
وبدُمي فوق شوارع الصًمت
كان هُناك نبأ .. وشيء مُبهم
فكتُبت ماكتبت .. وأتت الغربان
لتلعُق الجسد والدم ..
وسرقت رسالَتي الأخيرة .. وجُل ماكتبت
فعندها .. بعد فوات الأوان ..
وإلى الأن .. من أنا
من أكون ؟
وفي ذّرى الموت .. يتسالؤون
من الفتى الذي سُحِق .. من يكون ؟
فأجاب الكل :
شخُص بائس .. وتارة يقال
شخُص الدنيا لم تنصفه ..
فرد ذلك الهُرم .وقال :
هذا وغد .. مُدمن
مجنّون ..


 

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

تناقُض 9


ترنيمُة :

يداك خمائل ولكنّني
لأغني ككلّ البلابل
فإن السلاسل تعلمني
أن أقاتل أقاتل أقاتل
لأني أحبّك أكثر


**
محُمود درويش
مارسيل خليفّة


..
( أ )


أعجز دائماً عن وصف الأشياء التي تتعلقّ بما يحوُيه فؤادي وعقلي
ودائما ما أستطيع أن أتغلغل في أعماق الأخرين . وأنبش في ذكراهم
حتى أخر رمقّ

( ب )

بعد أن تهربْ الشمس .. تبدأ شمُس أخرى في أعماقنا بالكسوف..
ونبحث عن شيء ما .. لنغطي كل هذا العُري الذي يمزق مشاعرنا ويبخرنا
كالسراب ..


( ت )

تعايش مع حياتك .. إذا رغبت بالعُيش .. لأن القدر لايخطيء
لكن نحن البشر مجبولون على الهوى والعصيان .. والنسيان
والتمرد ولكن ريثما تُسحق مشاعرنا نعود إلى
ربٌَ علّي يفهمنا ويدرك شكوآنا .


( ث )

ثوُرية البعض وتهجمه المطلق .. ربما يكون صحيح من باب المنطق .
لكن دائماً مايناضل الإنسان لأجل شيء سامي أو شيء لايعرفه .. وينتهي
بشيء من البكاء ، والرغبة في مسح الخطيئة التي تعانق الجبين .



( ج )

جئتُك من كل منافي العمّر .. أنام عُلى جسدي من تعبّي .


( ح )


حرية الرأي .. في وطني تحتملين أمرين .. إما أن تقول مايعجبني فأرضى
أو أن تلقمّ قفأك .. وفي كلتا الحالتين أنا راضياً .


( خ )

خّذني .. أينما تُريد
فأنا مازُلت أرغب بالمزيد
من ألمك .. من وعود
صفراء ..باهتة .
فقط
خُذني أينما تُريد ..


( د )

دائماً ماتموت أرواحنا من أجل تحقيق حلم .. وبعد أن نبصر
لعُنة الحظ .. وسوء التقدير والظن .. نعود نحكي للأخرين والأجيال القادمة
درساً عن .. أن لانتمادى في الأحلام .. أكثر مما ينبغي .


( ذ )

ذكرياتي مؤذية .. ودائما ماتسبح في جسدي كالعار .. أحاول أن أرتدي
كل أقنعة السفر .. لإبقى بعيداً عن حديث القافلة .

( ر )

رياح الشتاء .. تقيدنا بنوع واحد من الحنين ..
نحُن دائما لأولئك الذين تقاسمنا معهم ميثاقنا الهُش
وزرعنا في أرواحنا الصراع والنضال من أجل .. أن
نكون لهم جسد .. ويكونون لنا أرواح .



( ز )

زورّقي .. لم يعدُ هناك شيء يريد التجديف من أجلّه
فلقد أتسعت فيه الثقوب ، لم يعد بالإستطاعة شيء أكثر ..



( س )

سعادة بعٌض الإناث .. الوهمية .. والأمال المُبنية
. مكُبلة غالباً .
ببعُض من ألاعيب وكذب الرجال ..


( ش )

شرقُت بك وغررُت .. حتى باتت كهوفي لاتضاء
إلا بنوراً من دمُيمك ودماُثة خُلقك ..



( ص )

صعب أن تجد .. أنُثى تعيش بقلبِ قوي وفارغ
وهي في كل أيام الغياب ترتدي وشاح الدعاء
خوفاً من غياب .. يزُهق أنفاسها الفاترة .


( ض )

ضحُيت بكل ما أملك من أجلك ..
فجزُعت من جنوني .. وتركتني أُبحث عن
أشلائي المبُعثرة .. لأعيد ترتيب روحي من جديد ..
أهِ يا أنت .. !!

( ط )

طريقي غامض .. حتى أنا أجهل أين أٌضع خُطآي
أسير دائماً .. حيث ماتنسحب الحياة ..
وأتعايش فقط مع من يهُؤون الألم . هناك وطّن .


( ظ )

ظلم .. يُمارس علنا دون إستحياء .. كـ مائُدة "عرُبية" صٌنعت من عرق جبين الطوائف والفقراء !
هذا هو واقع العُرب .. كتُف تؤكل من نّاب .. وفي الأرض كثيراً من خُماص وغلّآُب .



( ع )

عائشة .. إليك وإلى الطفل الذي في قلبك
والرضيع .. الأخر فِ صدرك . منأجاة .. إجهاُض فاشلة .
بالأمس ..
عادت إليّ الحياة .. عندما عانقُتك ..
بصمتي ، و وحدتّي وبؤسي ..
أتخيلك فأجادل طيفاً تلبّس عينك خفّية عن عيني ..
وجهكُ البشوُش يُخطف الكلّ مني ويعود بي إليك ..
يجعلّهم هيامًُى لـ قبلة تختصر التفاصيل بإسمك المعتلي هامةٌُ الأصغاء ..
لا الأطراء ..


( غ )

غيثاً أغيثوني أيها الغُرباء
تحيُة إليكم من الفناء .. من العدم
تحية .. الإتين من سفر البلاد البعُيدة
متحاملين على السقم والداء ..



( ف )

فداء قٌلب إليكم .. ياعُشاق ..
إستروا عرّاء أرواحكم ، بشيء من وعّر
وأرتدوا أقنعة الزيف والسكينة
.. خير لكم من هذا الأمر
أرتقوا وأرفلوا ، قلوب الأخرين ..
واحتموا بوجوهكم خلف أقنعّة الصبر

( ق )

قلْبي يُحدّثُني بأنّكَ مُتلِفي ..
روحي فداكَ عرفتَ أمْ لمْ تعرفِ

( ك )

كل فصول الكون في هذه الإرجاء تاهت ..
فذاك الصيف .. تبخر من حُره
وذلك الشتاء مات في أحشاءه من زمهريرُه
وروح الخريف تساقطت من الأرق
وبقيّ الربيع .. يخوض في تيهّ ولعب

( ل )

لا تزرعوا في قلب فتاة .. أملاً لايعرف الأجهاض..
لا ترتلوا لهُن أيات العذّرية في العشق وفي قلوبكم إشتهاء..
لا تطلبوا أجراً على جُسد الفاتنات من هُباء،
لاتحرقوا أفئدُتهن بالهجر .. وأتقوا الله أن قلوبهن هواءّ


( م )

مابين العُتمة والهوان .. سري المفضوح
تُاق لعينيك كثيراً .. جدّ لي بعناق
أصنع من روحي خزفاً .. أشعل
فتيل الوصل .. فلم يعد لي
بعدّ رحيلك ملاذ ..


( ن )


نداء .. إلى شفتيك وتعظُيم بالقسم :
عيناك زمرُدتا الماء ..
ولشعركِ سنابل الليل ..
ينسدُل ستاراً من العتّمة .. كي أمُوج ..
بتفتح الليلكِ حين ذرّوة بهآئك ..
لأغتسل بالفرح .. لمعانّقة أهدابك
.. للتحليق كالفُراش حول
نور عتَمتك وبهاءك..


( هـ )

هنا في بوادر الصحراء .. وإن عبثت بها الغيوم
تظل أصوات النسور ، ونعيب الغربان
تصف لك، جثمان المُوتى في عقور الدار
وإنتظار أم .. لقبر إبن .. ربما دفن في الإبار .


( و )

ومايُلقاها إلا الذين صبروا .. وما يلقاّها إلا ذو حظٍ عظيم ..

( ي )

يامُجهدين اللب .. في حياة أو مُضجعي
أنتم حدٌيث الروح .. والأمل المتقطّع ..
سلوان .. إليكم في كل ساريٍ
وقلبُ صب .. وبقايا حريق في أضلعي .

..


لدٌيسمبر حكايات
مؤُلمة .. وقدُرية الترتيل ..
لجمُيع سكان
هذه الخرّعة ..
.

أيوّب



" وطني رائحة الجُوع البشري مُخيف ".

..

أخرج من كل دّاء والتعب لازال ظلاً لي يلازمني كالموت الخُفي .. كـ لفافة تُبغ ..
سبعون عينًا تحدق فيّ، تأكل ملامحي، وتمحو تفاصيلي، أهرب إلى الشمس ، وأشعر بطعنات الهواء في ظهري .. ولكن لا بأس! لربما الأيام أكتفت بشيء واحد
وهو كيف لها أن تبدد أحلامنا الهُشة وتغرس في قلوبنا معنى سامياً لليأس ، بـ قصص وعُبر أظناها الإنتظار لتصل إلينا، حسنا لأمنحها ظهري ، ولا أرحمهم وأرف بهم من قسوة ملامحي وتُيه بصري، وصرامة نظراتي، ولأبقي على البقية الباقية من ماء محياي قبل أن تتشربه الأعين الخائفة ، والجائرة .

فأنا لا أملك الأن إلا بقايا من بقٌايا .. وشيء من دعاء .. وصوتي الذي لايزال يسخر مني
أوازن بين صوتي والحياة وأقرا كل شيء حولي فيصبح نشازاً ، أو أعطوني شيء من مزامير داؤود .. أو قيثارة السماء القديمة ، لاتطلبوا منا شيئاً ، خُلقنا على النقص من أجله .!

واليوم تأكلنا الحياة رويداً كالنار الهادئة تأكل الأعشاب اليابسة .. وتبدأ بالصغير وتدع الكبير على الزمن والنار يطهو ، ويطهو حتى ينصهر .. إن حياتنا مثيرة للشفقة ، دائما ماننظر للأخرين وأخطائهم ..
نرسل إليهم إشارات غريبة ، نحكي فقط في شكواهم .. كأن الله جُب الأحاديث عن الدنيا وأمرنا ديننًّ أن نتحدث بهم ّ!
كهُل أنا .. جرفتني الايام .. فتهت تارة في وادي القثاء والُرمض .. وعايشت مرضى بحالة الحُرض .. والأن ومازلت ..
محارِب أنا وحدي على الجبهة! إرادتي متمرسة خلف الحصون، وصوتي الخادر .. يحارب خلف الكون ، يحارب خُلسة بشيء من خفُية ودعاء ..

تركوني وحدي، وحدي أنا في الميدان.. أعطوني بعض الخبز .. وعروني من كل شيء .. وقالوا لي أمامك أسود ضارية .. ونأمرك بشيء واحد ... لاتموت !!!

سقوني ماء مُخضر .. وقالوا الدين يأمرنا بالزهد .. منحو فتايات عاهرات في بلدان المسلمين ، من أجل الرقص والتعري والمجون .. منحوهم الأمل والمال .. وقالوا هذا ياوطن من باب الأخاء . فأصبروا وأحتسبوا لتنالوا الأجر . "لتنالوا الفقر "
لتنالوا الشماتة والإساءة للأسلام .. من أرض الأعداء .

فقط أريدهم أن يثبتوا شجاعتهم، وينزلوا إلى وسط الميدان، و في قلب المعترك، وليقرروا ، من منا يريد أن يعيش .. من منا لايريد الهناء .. من منا لايريد الأنصاف والأختشاء .. أسقيتمونا المرارة .. تجرعنا خلفكم كل علقم ، أظهروا الأن ، أنزعوا كل هذه الأقنعة
وأبسطوا أيديكم .. هيا لنتعارك وجهاً لوجه لايفصل بيننا الا الله ، والموت .
جميع من كان يسكن بأرضكم أصبح حيوان مطيع .. و((أنا متأسفاً للحيوان على اللفظ هنا والأساءة له )) .. فلقد أصبحنا جميعنا حيوانات مشُتركة في أداء الفرٌضيات والقيود والتشريعات التي ما أنزل الله بها من سلطان .
كلما تفعله يا صديق في أرض الوطن .. هو هدُية لمخلوقات أخرى .. هو مجرد أن يجبرك الأخرين على القيام به أنفك مرغم بالتراب أن عارضت ... أنت مُهان .. أ تدري لما .. لأنهم يحكمونك "بالأستسلام " لا الأسلام .

لاتبحث لاتعيد ترتيب الأمور ، كلها أصبحت جرداء .. قطعة القماش الرديئة، لا يخرج منها ثوب مبدع. هي ذي الحقيقة، التي أؤمن بها. وهذه معادلة التوازن في طبقات الحياة التساهمية والعصُرية والأشتراكية
ولكن لأننا الحلقات الأضعف في المجتمع .. ولأننا الأفواه التي ولدت بألسن .. و وجدُت فوق أرض الحياة. . خُرساء ! .. يتهامسون بالدين أمامنا .. في كل حادثة أو إستلهام ونداء .
نحن ، صمُ بكمُ عمّي .. ضعفاء ، خائفين من الموت .. واللهِ إن لهذه الحياة موت .. وأشد من الموت وطأة .. الذُل أرتضيناه فخراً ، والصمت أبتلعناه سقماً .

لتبقى الذاكرة مكُبلة بالقيود .. حتى هُنا الخيال أمر محرم ممارسة طقوسه .. علناً ! يازنديق ألم تسمع أنه حرام !ّ ويحك ، أ أعرضت عن ذكر الله ؟

من أنا؟ أريد تعريفًا، توصيفًا؟ يحل لي هذا الإشكال، أصبت بالفصام منذ ألف عام.. ولم يجبني أحد.. ، أصبت بالأكتئاب والضجر .. من وطن .. من سُّكنى وعراء
وحيداً أرنو كيفما أشاء .. هل أخُشى ومالمجُدي من الخشية والرهبة ؟

خيُبة الحياة كانت ملازمة لي .. تساؤلات يا عنفوان الأيام .. هل هذه حقاً أمة الإسلام ..
هل أنا متهور .. ربما ! هل أنا أسف .. لا وربي وألف لا .. هل أنا خائف .. ؟ أكتُب ويداّي تعانق شيئاً من البرودة والموت .. والحُرية
وبكل هدوء وثقة عمياء في وطن الغرباء .. أجابنُي صمتي قائلاً .. أنت متذمر ومحبُط ..!
والحقيقة فقط أنا أغرف لكم من بحر الإحباط الذي يموج بي وحولي، لأضعه في إناء وأقدمه لكم بعد أن أضع فيه بعض أسماك الصدّف
التي تنغز عليكم هذا الواقع المجرد للأعين ..
أبصروا أيها العميان .. !!

وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فأنا باقٍ أهديكم أسماك القٌرش ، تعكر كل أجواكم
وتأكل كل جُرح دامياً في أحشائكم وأفئدتكم المرتعدُة المستوجمة الراهبة .
وحتى .. أختفي أختفي .. في منُفى العمر .. وأتغطرس بين تُيه الأحرف
ومن هناك بعيداً ، بين أحضان الُشمس .. بلهبا الساطع
أعوي .. وأصرخ بصوت عالِ
..


" وطني هل حقاً أنت بلاد الأعداء ... " !


شُؤوم






Le piano du pauvre
Se noue autour du cou
La chanson guimauve
Toscanini s'en fout
Mais il est pas chien
Et le lui rend bien
Il est éclectique
Sonate ou java
Concerto polka
Il aim' la musique

Le piano du pauvre
C'est l'Chopin du printemps
Sous le soleil mauve
Des lilas de Nogent
Il roucoule un brin
A ceux qui s'plais'nt bien
Et fait des avances
Ravel ou machin
C'est déjà la fin
Mais v'là qu'y r'commence

Le piano du pauvre
Se noue autour des reins
Sa chanson guimauve
اa va toujours très loin
Car il n'est pas chien
Toujours il y r'vient
Il a la pratique
C'est pour ça d'ailleurs
Qu'les histoir's de cœur
Finiss'nt en musique

Le piano du pauvre
Est un joujou d'un sou
Quand l'amour se sauve
Y a pas qu'lui qui s'en fout
Car on n'est pas chien
On le lui rend bien
On est électique
Jules ou bien machin
C'est déjà la fin
Mais v'là qu'on y r'pique

Le piano du pauvre
C'est pas qu'il est voyou
La chanson guimauve
On en prend tous un coup
Car on n'est pas chien
On a les moyens
Et le cœur qui plisse
Quand Paderewsky
Tir' de son étui
L'instrument d'service

Le piano du pauvre
N'a pas fini d'jacter
Sous le regard fauve
Des rupins du quartier
Pendant qu'les barbus
Du vieil Institut
Posent leurs bésicles
Pour entendre au loin
Le piano moulin
Qui leur fait l'article

Le piano du pauvre
Dans sa boîte à bobards
S'tape un air guimauve
En s'prenant pour Mozart
S'il a l'air grognon
Et joue sans façons
Des javas perverses
C'est qu'il est pas chien
Et puis qu'il faut bien
Fair' marcher l'Commerce

**
Léo Ferré

..

مزاج سيء ..
وتلويح شوؤُم جديد في السماء
قريًبا سينتصف الحلم
ويصبح تحقيقه .. مجُرد
أضغاًث ..
نتوسل .. ثم نُحرم
ثم نزجّر .. وفي الأخير
ندُرك معنى
أن تكون حيَ
أو ربما نتذكر .. سرًا
من أسرار الموت
الأزرق ..
في فمّي ماء ياَ أبي
في فمّي ماء .
متى أصبح نقيّا كالعذراء
متى .. أغوص من أجل محار الحيّاة
متى أنوب .. متى أتوب
هُنا .. والشتاء وحده
يغنّي بإحساس الشيّطان
يجري في جسدي ..
كالنهرّ الجارف
يسحق كل .. الأفكار
ويسرق ماشاء من مفاصليّ
نعيّقي بات .. هاديء
نسوري .. لاتبتغيّ شيئاً من الجُيف
سمائي . أصبح لها حدود
تعابير وجهي .. شعائر
من الحضارة البابلية
كم من عُبوس
تمنى أن يمُضغ أحمر الشفاّة
في شَفاتك ..
وكم أرى من كاّتب
عانق القلم .. فبّات
يصرخ للأنثأه التي لاتراه
وكم من فتاة .. تصلي لـ لُقيآه
أنا الأن ..
قلُب مهرُطق . مُقفل
سكوني أصبح .. رمز
وأنا باقِ كما عهدت
وأمطار اليأس خلّف صدري ..
مازالت تهطل كالموت الُمحكم .
وأغفل عن زمنّي .. فيمُضي
فتسرقني الأيام وأنا لم أضع
خطوة في الدرب .. لمّ .
صامداً في صدُى صوتك ..
ومازلّت .
هُنا ممسكاً بالمُرسم
ورسائلك أضمها وأزرعها
في جسدي .. فتعرّيني وتكسيّني
في آن واحد .. وتسرق كل شهُوة
في جسّدي المبُهم ..
فأصبحت لعيّني ، وقلبي
كالُوشم ..

العهّد





أيها الحزين اليائس
من فراق عاشق ..
وصبّ زائف
ودمعاً منهمر
كالمطر لايمّل
وحرارة الأشتياق ..
تُلوع الأفاق ..
وتضمر النيران
في صدرك الولهان
وعينك الحزينة
تهرب من المدينة
خشّية اللقاء
أو ماجرأ
للصباح الوليد ..
في شتاء قلبك المُريد
مرارة سقوك ..
والوصل حرموك
فعاثوا فيك فساداً
وغاصوا في أعماقك
وشربوا منك كل مّشرب
وفجأة أقتنصوا
فرصة المهُرب
فأين أنت أين ..
وهم ، وكيف
غدروا بالوفاء وهو ديّن
.. أبسط يدي بكفك
تعال لنغني معاً :
..
تعرّى و لا تخف !
لا بأس ..
في كل هذه الوجوه العابرة
من سناءَ فضتك ..
لاتخفَ ،
ليس هناك شيء يدعو للجزع
فقط ..
أقترب لترى حجم المسافات البعيدة
أقترب لترى حسُن الظن في إعتقادك
وأنفر عندما تدرك سوّء وضعف إيمانك
أقترب من حافّة الإنهيار .
. فأنت لم تسقط بعد
أبكِ وأشكَي وأصرخ في كل وجه عابس
فجر ينابيع الأمل .. والبعث من جديد
أصدح بالاكوان .. وأشرق .. وأشرق
فليس معنى الحزن .. أنك وحيد
وليس الكأبة . تجبرك على التحدث للغريب .
إسقّي الأخرين .. شيئاً من حياة
وأمنحهم صدقاً و وفاء ..
وأبتسم للفقير .. فافي التبسّم وصل وعطاء
وأدعو كل خائفاً للصلاة ..
فنور الهداية والعبادة في الصلاة
وأدعو للهِ في ظهور الشفق
وأسجد له .. إن غط البشر في غفّق
وأسكن لروحك .. شيئاً من رمق
ولاتحزن ولاتيأس .. فهي الدنيا هكذا
.. صغار نأتي ، وبعد الهرم نودعّ
ولا عزاء ولا لقاء ..
فكل شيء يدعو للتفاؤل في الصباح
وكل شيء في الليل هو صياحّ
فعد لُرشدك يا تائه
فأن الحياة وحدها .. تخبرك
سراً مستلهماً بالصفاء
إن غادرتك .. فذلك الموت
والفراق والعراء ..
فقررَ لنفسك السكينة
ولتجبر القدر
على منحك فرصة جديدة
لتبعث النور
لإطراف الجزيرة
وتسقي الناس هُدأ
وشيء غُنى
فلتمَضي ياصديق
و نسلك الطريق
ونبدأ من جديد
نعاهد الله بالحياة
والفعل السديد .



الخميس، 29 نوفمبر 2012

رسائلُ إلى أمّي






ما أشقى الإنتظار ..
ياسلام الله في
الأرواح والأبصار ..
أمي يافاكهة الشتاء ..
ياترانيم الحياة ..
ياطائراً لايضيق بهِ الأفق
جناحُه يرفرف للأمل ..
وبالصبر يتّملق
سلام عليك أيتها العجّوز ..
ليلعّن الله كل داء .. صابك
ويشفيك من سقّم و وباء
سلام عليك ياقطعّة الجنة ..
سلام عليك ياحلوّى الأعياد
..
هذه الشمس التي تمدنا بالحياة
إنتصبت من قلبك وأشرقت من جبيّنك
ولازالت تعطرنا بأشعة التألق والصفاء
وهذا السحاب .. الذي يحمل دموع الفرح
مطراً وبُرد وصّب ..
ليغمر دارك .. ليعانق سجايا فؤادك
إه ما أشهى ذلك الطيف العابر في مُبسمك
يداعبّنا بتلاوات للحياة .. مُبهرة
تمليّء للأخرون دروساً ، وشموخاً ومفخّرة
بالأمس مرّوا من قربنا سيّارة
قالوا .. عجوزاً في الشرق ماتتّ شوقاً
لولدِ لايزال .. أنين يتخبط العشواء
في كل صدر وكل عيّن ..
ويصعد الأهوال كالناطح ..
ويعود لينزل كالحادرة
كم .. من جفّون تستجير بك
كم من شقاء .. تنعّم بمقلتيك
لاتقلقّي يا أماه .. فالفتى
غضاَ وإن الدهر عاداّه
أخبروني .. بأنك دائماً ماتسرقّين
فرحة الليل .. وترتلين لملكوت السماء
دعاءاً وعهد .. وعيُش وسعّد
روأك تارّة
بثوبِ مهتريء قديم ..
تزجّرين السارق اللئيم ..
وتطعمين البائس الفقير
بخبز أو حليب ..
أو شيء من دّميُم
..
وأنا هُنا يا فدّرة قُلبي
في عتمة الليل الحانية
أدعو الله سراً وعلانية ..
متجهاً صوب قبلتك الداّنية
فأنا أخالكِ من .. قصب
وريحانة .. وعوداً مُنتشع مُنتصب
يا أمي .. الحبيبة ياراحّتي
ورائحتي العبقة اللطيفة
قد زرع الله في قلّبي حبك
وجبًا على قلُيب جُبك
سئمت .. الوصفْ في سهول عينيك
فوقعت من علُي .. لأقبل قدميّك
أدعوك يا أمي إلى الُسبات والخلود
فأبنك العاصي .. الجاحد المكبوت
لازالّ طفلاً .. يرى فيك الحياة والصمود .
يتعلم منك درساً .. إنسانياً نبيل
كيف نسقي الماء .. للطيور
ونطعمها شيء من حنطة وبّر
وكيف نفتح صدراً للمسيء
فيحرق بالاحشاء ماأسٍود وما أخُضّر
هذا هذياني يا أمي .. كالنُشيد
تلاوات .. صابرة .. لأمي
أرتلها من جديد ..
فأنا .. شخُص منزويّ
في الركن لي حياة ..
وفي صمتي أرتوي
لاشيء مؤلم كالتفكير يوماً بالفراق
وإن للحياة .. في مماتك .. فراغ
فكيف التنفٌس وأنت الهواء ..
وكيف العيش فيك .. وأنت سر الإختناق
دعواتي .. إلى الربَ العُلي
أن أموت قبل أن أراك
في حُلة من بياض
يسفّ على وجهك الثرى ..
فأنا كما عهدتينيَ
راحلاً مسترحلاً لايهوى البشر
غضاَ بغيضاً .. يعشق السفر
لايقبل العيش بالأنصاف ..
ولايرضى التأقلم .. ولا الأجحاف
حلمي المنشود بات قّريب ..
تدفق الدم بالشريان ...
أصبح صعُيب
والعين مبُصرة ..
بعد أن أموت في حلمي ..
سأعود يا أمي
سأبعُث من جديد
لأحلم فقط .. أن نعود
كالماء في الغيّم
كالشتاء الوليد ..
كالربيع المزُهر ..
وأن نهرب بسرّعة
من كدر الحزُن المضطرب ..
ونسرقالوقت ونعود للكوخ الخّرب
وبالجانب .. يشدُو البلبل
يغني أيات التباشير
وربما "الغراب "
يصرخ .. اليوم عيد
اليوم عيّد ..
فهيهأت ، هيهأت
للوعيّد .. قد ذبل
ومات و أندمّل
وتلك ..
حديقتنا الصفراء
في الخريف ..
ماتت .. بلا ستر
ماتت في العراء
وأطلبك شيئاً من جديد
لاتوقظيني في الفجر الوليد
فرائحتكِ ندُية
وبأنفاس الكون ..
تخُتلط فتولد عذراءَ
صافية المشُرب ..
والهواء .. نقية كـ قلبك
كـ فستانك الزهيّد
..
دعيني أنام في خُدرك يا باهيّة
فلقد ذقت من السير .. التعب
وعدت بلا زاد .. وروحيّ سُرقت
في بحراً يتأجُج وكل شيء منِي نُهب

فلست أملك .. إلاك ..
أنت وحدك في البدايات ..
أنت نور وخاتُمة النهايات
أنت وحدك ذلك الضوء الذي لاينطفَيء
أنت السراج .. أنت القنديل
دعيني أنام .. مغلق الذهّن
ناسياً منسيا .. وفي أحضانك
قوافل .. عائدة
وتجرد . وسفّر وحنين .


حديثُ الأموات






بعد ليل عاصّف في وجوه الإناث
وإستحياء على مضَض
وخوف من رحيل .. أو سُبات
سألتّني من أنت أيها الثاوي
وكان أحمر الشّفاه .. قد
هوىّ من عُلاه . فكان كالخّمر
وغداً .. أّمر
وكان الشتاء .. يحُتضن الطرقات
والأرصفة .. ودموع السماء
تلُطم وجوه العابرين .. بكل شغفّ
ورأفة ..
ونورّ الشمس يختفي بين السحُب
كـ جد يداعب عيّنا حفيدُته الطفلة
فقلت .. واللهّ يسمع :
نحن قوم .. لانرتدي الأقنعة
لانخشّى الذل .. بل ندفع ثمن المرُتعة
نحب دائماً أن نجلس قرب الأموات
نتأملهم ونسمع أحاديثهم الجزعّة
نتشبث بالغائبين .. صياماً أملا
أو بكاء و أنين .. نعشق الإبحار
في دنيا الغرابة والأنكار ..
لانبتغّي رؤية الأخرين ..
والحاضرون نهملهم
كـ خردة .. كـ رث قدّيم..
ونذّرهم للرياح السافية
تلوث أحشائهم الدافّئة ..
على الأصابع .. نمّشي ونتكّئ
نبتغي الوصل .. مع الماضي
المنشق .. لذلك الموتى هم
لنا أهل وأحبة . ويعاملوننا بـ رفقّ
فلا تشفّق علينا .. لأنك ستهلك
وجحيمنا سيعريك .. ويجعل منك أية ..
أيامنا محسوبة لنا لا عليّنا ..
لكن مهما طالت .. وأعجبتك الصورة
فهي في نظرنا .. تبدو قليلة
لانريدكم .. لا نرغب بكم .
فقط أرحلوا وأتركونا مع الموتى
نجالسهم ونحكي الأسرار ..
ونمضّي بالرسائل .. لعالم العشّاق
فكم هناك من ماتً حياً .. لم ينّل
وفي الركن الأخر .. فتاة تغّني للصبر
وشيء من حنين .. وحدثّ ولا كللّ
فدعّنا من رحيل .. مطُبق
كـ صوان يريد أن يضوّيء .. فيخُفق
لنرفع اليدين . ونسأل الملاك
أن يعزف الناي . في وطن الهلاك
وفي عيوننا البخيلة ..
تموّت الصورة ..
والروح الأصيلة
وأبقى هُنا وتبقى هناك ..
كـ سيدة فاتنّة
للُب . قبل الأنظار
خاطفّة


قلبُ مشّرد



إهداء :
هذه الكلّمات منسوجة من خيّال لفتُاة
هنا أو على الضفة الأخرى ..
لّسيدة عشّرينية خُرقاء
ترتدي الصمت وشاحاً وحياء .






..
كان الأمس ماضياً لامحالة
أستوقفته قليلاً فـ أّبى
وكان هناك قمّرين ..
وجه . أمي
وعيّناك الذابلتين
وشجرةٍ وحيدة .. وفأس وحيد
وروحك الخاّئفة .. وشوقك الفّريد
وعالماً صغير ،
وحلماً فريد
.
مضّى الليل إلى ماهو ماضٍِ
فأصبحت في تيّه
لست أدري من أحكي أو أقاضي .
فتعريت كالوليد .. أفتش
عنك في الأعضاء
أبحث في جسدي
عن آثارَ شفتيكِ
وعن مناهل السخاء .
أتى الفجر وينبوع الحبّ
لم تغُلقه خاصرتك ..
كان كل شيء .. يدعو للبهجة
في فجر الله ، وحديث النجّمة
ولازالت عاكفاً على قراءة الماضي
أردد شيء من أسّى
وأرتق ما أستطيع من أخلاقي
وإذا بكفِ .من . حنين
تنزع من قلبي .. الأنين
وأنا في سراب
وبقية العمر .. كان تُراب
فغبت عن الوجود ..
وكنت الحاضر المفقود ..
ومالّ الأخرين .. وتُهت
فيك ثلاث سنين ..
وها أنا إذا أعود إليك من جديد
بليل كئيب .. وكأس من عملّق
في روحي .. والمبّسم
وزنُّبقة الماء .. تناديك
بكل إستحياء ..
جٌُد لي بعناق .. وشيئاً ظلام
وأسرج في القلب نور .
وأكشف المستور ..
فكل خافيّ في رئتي .. هو أنت
وكل أمسي والأمل .. وصبر الغد
أنت .. يا أنت أنا ..
أه منك يا أنت
.
عدت بالوفاء ..
أحمل إليك أوراقاً من أحلامك .
وشيئاً من نحيب . وحّسرة
فتعود مع النسائم رائحّة تُشبهك
فألاطفهّا ..
بـ راحّة يدّي .. وأشتمُها
كـ بنفّسج من شُمع
مع الموت صار .. أحمر
وأنا والصبر نّحترق
وأنت في صفاء
تنتُظر ..

.

ليلّ بوجهين ..
وسماء فيها قمرّين .
يا وجه أمي ..
والشّفتين ..
لك من مناطّ القلب
ملاذ .. وفيك الهروب
وإلى الله .. منك اللواذّ
وأنا هنا أقترب
رويداً .. رويداً من الأعتراف ..
ذات مساء رأيتك ..
وبعيونك العسلّية
.. أرسلت سهاماً مخُملية
فأخترقت قلبٍ شبّه مُيت
والأن . قمران ً في ليل ..
وعينان كالأبر ..
نسجُت وغزلت
في قلبّي
تعاويذ ..
حبك الباهّي
وتفاصيل
وجهك المهُندم .

 

نِدآء







نداء يأتي
من داخل القلب، ويأخذ شكلَاً من أشكال التوحد
يرتدي .. وشاحاً صوفيًا كالموت .
أشعر بجزع الخيانة .. وداء الرُيب
أرّى النخيل في هذا الصباح ..
تُراقص أقدام الطيور أجنحتها . وتشدو للكفآح
هلموا .. بالصياح .. رعّاة عرّاة .. كالأطفال
في المهد .. كسرّك المفضوح أمام الله .
ويحين الغروبُ، وأنا لم أحّن بعد ..
على شواطيء الروح .. يخُضر شيء
ويميلَ للصفرة .. ويعانقَ شيئا من الشّفق
أشعر بالرغبة .. في الأنحدار .. إلى ظلِي
أود أن .. أعطر أنفاسي بذّكر العظيم ..
وتُنهض أمي مسّرعة لتغسل قلبي بشيئاً
من رؤيتّها المفرحة ..
أشعر . بإستهلال المواليد
أسمع . أصوات الفقراء في قلبي ..
أرى . ملائكة النور تزيّن حُلة الشهيد
أخشى . ظل الشيطان مكبلاً بالعتاد والعتيّد
كل شيء أصبح ممكن منذو أن رحلنا .
رحلنا .. أنتِ .. وقلبي. وبقيت أنا ..
وتركتِ بين عيّني وعين أمي
رسالة الوداع الأخيرة
فكانت تلاوتها أشبه بالرثاء .
..
إنني أحترق
وأغرق .. وأنفجر كينبوعَ
كـ حجر وكَف وأنبجس ..
ويجري دّمي .. كبُركان في عنّقي
ويغلّي رأسي .. وُينحل جسدي فتموت أمنّتي ..
إنني أنفصلْ .. وأبقى وحيدًا محض الأرادة
فكّيف بقوم .. أستلهموا مّنها أيات الُنصح والأحياء
وأنكروها .. وأنصفوا من ليس له حق بالأنصاف والثناء ..
ألا يخُشون الله ..
وهو قال من عّلاه ..
" وهل جزاء الأحسان إلا الأحسان ".
فبئس مافعلوا وبئس الجزاء .
رغم هذه المسافة البليدة التيّ أشرقت
في صباحّاتي الضئيلة ..
رغم طيفك الذي
يرتحل .. بلا قيود في مملكتّي
وفي أزقة القّلب المعتمة .
ينُبش ماشاء .. وينهب ما أتخذ .
يا أمّي . هل خانت الوطن ..
بسبب الجزع والفنن .
هل سيدة المقام ..
من أسرت قلوب الأنام . خانت الأمانة
ونكثت بالعهد والوعد .
وأتخذت من غيرَنا
مالاً و ولد ..
لعلّ المسافات تزداد بعدًا، يا فؤادي
أَمُّد يدي إلى السماء ..
لأداعب ذّيل الُشهاب الراصد ..
وأسرق ماشئت من النجوم ..
وأدعو الله سرًا وعلانية
أن يفضح قلوب دنيّئة دانُية.
وأنت في وطن .. وأنا في إغتراب وطن
يزاحّمني الأخرين على كفن
والعين غاب عنها الوسنْ
فأخبرني إذا ..
كيف هناك نتّصلْ .
وما المجّدي من الوصل ؟

..

أنا الأمس الذي لايحن ..
شيخاً لصباه
غُراب ..
أطير إلى عشٍّ تعودتُ فيه الحياةَ،
وفي عيّنيك مبتغَأه
يا فانيًا هوأه
تهُنا وضيعّنا الأمام
فنسينا أمور الصلاة.
فكانت التحيات .. عبارة
عن مناّسك إنتهاء وختام .
وهناك من وصفّني بالزندقة
ويرأ أن جميع ما أكتب
ماهو إلا هرطقَة .
فأكف عنهم الطرف
وأبدا إليك بالوصف.
وبعد الهذيان :.
تأتي ريحًا من الغرب
لتنغص ماّخفي وماتّاه
وأنت كـ جبلً شامخ .. كـ روح الأنبياء
بالطيف ترتمي للحياة .. وتسدل ستار العتمة
فكم لك حياة وبُؤس في وجوه الأشقياء
قنوطاً إلى .. مخدّع صدرك
فكم هناك من لذة .وحياء .
فأخبرني إذا ..
هل في جناحيّ .. قنديلاً
أو شيء يُبتغى ..
ضياعاً في وصالك
وشقاء.
أو سراب من خيّال ..
وهدُأ ..
وخلف أضواء القمر
في الليل في سرّه المحُتضر ..
تهدينيّ ترانيم الصبر
وتطلب مني الصيام .. عنك
وعن الكلام
وأنا أرى فيك الطعام ..
فكيف لي بالسلوان .. وأنت القّوت
قلبِي منفطر ، وضجراً على ضجر
وهذه رياح الغبّار تلوث أجواء المدينة
والسكة القديمة ..
ولايزال جناحيَّ يرّفرف إليك
وفي قلبي حزن إمراة ..
شربت من كأس الخيانة ..
أسقوها المهّانة .. ولم يعلموا بالذي جرأ
ولم يتكبدوا الحرارة .. في الشفقة والمرارة .
سقوهاّ الألم .. وماتت في الوهم
ويفسقون في حش وٌفحش
والذنب منهم مستّغفر
والله وحده يرأف بها ..
فهو عليّم مُبصر .

..
وأعود كالعرجون ..
ميتّا ممنون .. فلست أبتغى الوصل
ولست أرضّى بالعذل ..
حياءاً أحيّا ..
و النور أخشى ..
ففّي أعين من عطُبت أرواحّهم
لا أمل يجُزي .. ولا النسيان يأتي
وأعود أسالك .. هل مازلت
لك . ممّتلك ؟
فلتنّسى وأنا سأنسى
أو .. أتدري ..
والذي هدأني إليك
سأنسى
هذا النص .
وأنت ستبقى
كما أنت
أو كما رغُبت وشئت .
 
 

السبت، 24 نوفمبر 2012

أحيّا






أحيا ولا أحنو على أحدٍ، ولا أحزنْ
ولا أجني على وردٍ،
كشحمٍ أسودٍ لزجٍ على عجلٍ مُسنَّنْ
في بطن ماكنةٍ مُمَكْننْ
كل ما فيَّ، عصافيرٌ من المطاط، في قفص من الرمل الملوَّنْ
ووجهيَ نافورةُ ماءٍ في الشتاءِ،
يسيلُ،
وبردٌ جديدٌ في الهواءِ،
أميلُ،
إلى حيث ترمي بي «القوى»: نحو ذكرى
من المدن القديمة، أو نحو مخزنْ
من الكلمات التي تشبه بارًا يضيء، وفيه جازٌ،
والزبائن ناموا على الطاولات، عليه أمرُّ، وفيَّ
مرارةُ ظلٍّ، وعينايَ من مللٍ ومعدنْ

**
حُسين البرغّوثي



إلى اللهِ







إلهّي أعاهدك عهدً وثيق .
. بأنني لن أخوض
أية جدال .. سأبقى صامتًا كما عهدّتني
لا أجيد التحدث إلا لَمن يرى
شيئاً ورُثته في صدره
وزرعتها قنديلاً يضيء للأخرين .
إلهي إن الرزايا تنتابني وأنا في خوف
أرى وجوهًا لا أرغب برُؤيته.. فهناك
من يعتقد أنهُ ظفّر بالكلم وإقتادني إلى القصاص
وتالله يارب .. إنني مستعد أن ألقّمه قفاَه
ولكن لأنك عفوً رغبت .. بكل شيء مرٌُتضى
سأرتدي وشاح الصمت عن الوجوه البغضاء
وأدعهم في حرقة قلوبهم ..
ولتكويهم الشحناء ..
وسأعود شيخًا كهلً في العشرين من عمره
يرتل أيات الصّفاء
لقوم .. يريدون العسل لا الحنضل والداء
وسأبقى سراً صغيًرا في وجوه الأطفال
والفقراء .. أناشُدك بـ مغفرة
أو رحمة أو جنةَ خضراء
ترتقي لها روحي وتسكُن جوار قّداسك
وتعظُم فيك المحبة والولاء
صدقًّا إلهي .. أجرني
فرئّتي تختنق
وليس لي غنُى عن باب فضلك
والهواء ..
إستسلمتُ لك ربي ..
وإليك خير الحياة
والعشيّة والغُدّاءة


عن هّاجس





بوركتَ من سفرٍ بين العيونِ وبين القناعِ
من قدرٍ لوحظتَ وجها-لوحةً بالفحم يأملُ
أو يتأمل تمثالا لوردان

لوحظتَ، أو جملا يعلك الشوك وتعلكه الجُمَل
لوحظتَ تخسرُ، حينا، وتكبرُ، يوما،
وتسهرُ، بين الحطامِ الجديدِ،
وتنضجُ دوما، وتذكرُ:
كفّاكَ قارورة عطرٍ قديمٍ،
ووجهكَ قاربٌ فذٌّ، ويبحرُ،
بحرُهُ: تتكررُ الاشياءُ..
.وأرجاؤهُ المستقبل.


فأستدرت الى خاتمٍ-حجرٍ
حُفرت خريطةُ الكون عليه،
عليك الدورُ لتلعبَ لعبتهُ
كي تصيرَ عليه حفرا آخرَ،
بوركتَ، منتحرا كنتَ،
أم في غاية الحكمة تسألُ، أو تنقصُ،
مثل هلالٍ، أو تكتملُ
مثل صليبٍ من خشبٍ من شجرٍ
يكسرهُ البرقُ أو يحتمل...

لكَ رؤياك وحلمكَ،
قاتلت على مصدرٍ للمياه -
شرب الكلُّ، نصيبك قطرة-
"وعقدت عقائد في الاله واستكنت
لحفرة في باب جنتك الصغيرة..

**

حُسين البرغّوثي


إليّك






ظُلك المُتعجرف .. يقّلقني
وحياؤك الطاهر .. أراه ..
أراه يَصفف لي جديلّتي
وقناع الكبرياء في عينيَك سقط ..
ظلّك الماثلّ بين زواياَ هذه الجدران
عُرى القلب إستشأطْت ولعاً وتحنّانا
لصومعُتك المنسيّة ..
رائحُتك المعلٌقة كـ تمائمّ تُسعف
أنّات صدري .. وأنفاسي الملُتهبة
المضطُربة .. خُشية عدم لقُياك
أه .. لو تعلم مدى ضعفّي
أضنّاني الهوى ، وجلّادة الصبّابة
في مفاصيلي تّسير كالحمى . ..
إسٌقط .. وتهّأوى .. وتدحرج
فوق عشّب الحب الأصفر
وأسقّى الجدائل .. من أنفاس
وغّنى .
فـ المجد قدّسته عينيّ بك
وأصبحت لا أعرف شيئاً في الحياة
ولا جمالاً إلا وأرتبط بك .. وكنت الخيّط
والسُمط والعقد .. واللوز
والحديقة القديمة والأرجوحة الوردية ..
وسراب الصّيف .. وحنين الأمس
وبكاء اليوم .. وأمل الغد
وإليك .. إليك
عندما أصل وبالوصّل
نتُصل ..
إذا فأنا قد
إنتهيت من أحلامي
وشرعت أبواب النعيم
وبَالحياة .. "بك"
إبتديْت .



تجّرد






إستُبحت وحدة المكان ..
من غيرّ خوف ولا وجل
.. بعيداً عن الليلّ ومن يُسهره الأن
أنا الأن .. في حديثًا لك ..
أغُازلك علناً .. ولا أخشّى
شيئاً ، أو أمراً يكون .. أو ربما كان

ضجيج الوقِت والّذكرى ..
في تموج جسدك المقُدس
في كلّ مرة أتاملك .. وأنسجك من خيال ..

يسقُط فمك عثرَة فِي طَريق اسْتِيعابي ..
تسْتجيبُ كلّ ذّرة في جسُدي

لرغبّة الأنسكاب .. أو لحريٌقاً يسُبقه فتيلّ الأشتعال..
أود المقاومة .. أنتحلّ شيئاً من روْح الأساطير وأبقى

صامداً أمام عيُنيك..
و أُجود في مبُسمي بتأتّئة

وشيء ساّخن يجول ويصول ُقرب اللسان
وألم ينتزع الأحشاء وعتّمة في الأطراف .
وسوائل في الجسد تاُهت تود ولو
شيئاً يسيراً من ..... و ...َ
أو ربما ....
.


وفي كلّ مرّة تُخبِرُني أُمّي أنني رجّل شاحب
رجل مليّء بالصدوع .. ليس هناك أرض صفصفاء
في سراديب روحّه . أو إنبساطات عاطفته .
أُنهرّها بُصمت .. وعنفوان الأمّل وأقول
هناك يا أمي عاصمة .. لأجلي
بلّد يستوطنّني .. مهلاً يا أمُاه..
أرسّل الطرف إليك في أثناء الحديث
هناك في حدود ذاكرت وخّيالي الذي
لا أملُكه بل يملكنّي ! ..
و أغمِسك في قلبي الراكِن في بحارك الٍسبع ..
وأدعّ الله يُمتع هذا البصر

بأنثى من تفاصيل البيَاض
أو شمُعة لروح البنان .. إمتزجت
بطهر العاطَفة وحسّنة المنال ..
فألمس كفّي أنذاك وأشُتمه ..
فهناك شيء من رائحُتك بعد عناق .. طويل
مع الذاكرة ..
فكم وددت أن أُقبل كل موطأ في جسّدك .. كل تفاصيله
من باحّتك الخلفية لـ عرإء خصرك الذي ضاق به الأفق
حتى جحيّم شفتيك الذي .. أعتنت بهِ الشياطين ..
وأعود لأتذكر حديث أمُي
وهي تقول : أنت فتّى مجنون ..
ربما لأنك عاري .. أو لأنك مفتون !
ربما الأخيرة يا أمي .. فأنا فُتنة
بلا عيّون ..
وأعيد الغلّة بك من جديد
وأحكي للأخرين شيئاً من نّشيد
وترانيم طائر أسود مشؤوم
بروح رجل شرقيّ كئيب
وأبقى في الحسبان ..
أن خرّوجي من الباب الضيق ..
بات أمراً غير مستبّعد
فأسدل الستار عليك وأخفيك في العّين
وأدعو الله .. أن ألقاك يوماً
ولو طيفًا عابر ..
أو .. لعّل الله يُؤجلك
إلى حيّن ..


الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

وجْع



ترنيمّة :

إصبروا عليَّ لأجمعِ نثري.
زيارتُكم عاجلة وسَفَري طويل
نظرُكم خاطف وورقي مُبعْثَر
محبّتُكم صيف وحُبّيَ الأرض.
مَن أُخبر فيلدني ناسياً
إلى مَن أصرخ فيُعطيني المُحيط؟
صــار جسدي كالخزف ونزلتُ أوديتي
صـارت لغتي كالشمع وأشعلتُ لغتي،
وكنتُ بالحبّ.
لامرأةٍ أنهَضتُ الأسوار فيخلو طريقي إليها .

**
أنُسي الحاج







.ذلك العائد من سفره البعيد أتاني ويحمل الأسى في عينه ،وبصوت خجول
دبّ في ضواحي .. روحه .. وأزقّة مخُيلته المجُهضة ..
قال:
أيها الغافي دعني أقصص عليك شيئاً من نوادر الحديث .. وماخطُته الأصابع
من تعب الأيام .. ومن فرح الدّنى .
وترانيم الطهر في دجُى اليأس


ومن بوح مراهقة ملحُدة .. لـ كهل أذعُنت لمطلبه
.. وخذ بعضاً من أوراقي المتهالكة .. وشيئا من الحاضر القادم

وبقايا من بقايا .. وكأس شاي بارد .. .. ورغيفة خبز ساخنة ..
وأدخلها في جوّفي .. كـ نوعاً من الصبّر

كلامها كان .. أكسير الحياة . وشواطيء الأغريق المتهالكة .. وعذريّة بوسيدون

إبنة ألهة البحر .. وأطفالها التسّع ورقّة قلبها التي أتسعت لكل عّباد وعشاق الألهة أنذاك
في أساطير الأساطير وطائر الرخ القديم الذي شّرفته الألهة
أو عانق المزُمجر .. خيالاَ من خيِال

جميل حقًا،

أن يكون هناك طيفاً يواعدك ..ويأتي كيفما تريد منه أن يأتي .. ولا يأتيك على حين غرة .
هذه الفتاة التي كانت .. منسوجة من حرير العبودية .. وترتدي قميص الأنسان . بكعب عاليّ لا يبالي
أخذت شيئاً من قلبي.. ومنحته لعيني وقالت إقرا ..
فقرأت إبداعًا سابقًا لعصري
إبداعاً يحكي ليلة مخّمورة برائحة الشُرق
.. وشيء من ماضي أبي ،
ليست المرة الأولى التي أتلقى إبداع الأخرين فيها
.وأخذه على محمل الجدُ
أعتليت أجنحة الذهاب والعودة . وأنا في رد وصّد
وفجأة .. في عين الظلام وحده ، سرقت مني كل شيء
بقيت بعيداً عن الوجود .. لاثالث لنا .. إلا الله ..
الشيطان .. أختٌشى أنذاك وتاه في خطأه وبقي بعيداً يمُني النفس
بخبث البشّرية والحسد .

في اليوم الثاني بمجرد أن رأيتها ناديتها ..
رغم إنها بعيدة بعيدة . خلف قضبّان الذاكرة

وكانت شبه عارية .. قلبي يا فّتنة
فأختشيت وأغضضّت البصر
بادرتني بالسؤال، هل أعجبك ما قرأت يا غرّاب ..
أرى في عينيك نوعاً من الهيام والضعف
والأستسلام .. عجباً أنا من ألحد في الغموض حتى بات قرين له ..
أنا من تاُه في عرّاه .. فُستره الله بشيء من الماء .
فكيف تقرأني فتاة مرُاهقة على كفٍ من مهلَ
: قلت: مدهش أكثر من رائع ، وكنت وقتها أود أن أخفي سراً يجري في تجاعيد الوجه ،
ينافي عقيدة التوحيد .. يحكي لها أوقات الأمل والضبابية في سفٍر بأوراقها وعينها التي لاتكاد أن تراني
واستدركت ..
وأنا أتظاهر بالذكاء: أحقًا أنتِ .. من عانق هذه الوريقّات ..
فردت عليً بصوت يملُئه الطمأنينة ..
لم تكن أوراقي يا غّض .. هذه قلوصًا من كبدك ..
عراك من مشاعرك .. ياحياة الشمس
إنك جاهل .. في أتفه أشيائك..
كم أنا مشُفقة عليك أيها العربي
كل هذه السماديّر و هذا السواد الذي إستطال هالة قمر
تحت جفنّيك وأهدابك .. عبارة عن موت حيّ
يسرد قصة البقاء .. لهذا الوجود الذي جُبل على فتنة الدهشة والغرابة والفظاعة .

سحقتنيّ بحديثها ، أود التصديق والنفور .. أرغب بالأنسحاب .. تراجعت خطوتين إلى الوراء

أريد الأختباء والأختفاء .. فأمسكت بمعصمي وقالت لاتخف يا "...."
أنا جُزء منك .. جزء من روحك التي تنكرها
أنا تلك الخفية التي ولدت في أول أيام الكريسمسّ
وفي منتصف الحرب ..
أجهضتني أمك في الذاكرة .. أنتزعوك مني
سرقوك من روح الجُند البواسل
وزرعوك في أعقاب ربّات المنازل .
فغصًت في أعماقك بخُتم من ألهة النذُر عند الشرق
لاتخف يا فتّى .. أدُنو وأقترب
..
وشيء كرعشة الخوف .. كـ مُخاض الولادة
قد إستسلمت له أحشائي
ألم يسّري في معدتي .. يُقطعها إرباً إرباً
كأنه أول لقاء .. مع الأحلام
أو عناق لـ طيف فتاّة ..
.
أطبق الصمت علينا وخيّم ماخِيم .. وهي تضع الحنّاء في يدها
كأنها الهُدى على مهد الأيام ستُزف لذاكرتها الراحلة .
وتعافيت من جرأ الصدمة .. وقلت بوجهِ
مرتمي إلى أسفل ذّرة في نواة الأرض
أخشى أن أرمقها فترى يأسيّ وضعفي
وقلت : هلّ لي بالمزيد من تلك ..
فبدأت بالضحك .. وصوتها يعلو .. كم كنت كريهًا أنذاك
ولكن للهِ الحق أن ضحكتها .. شيء من الفردوس
شيئاًَ من دهُاق الجنّة
..
ملأني البحر بماءه .. فغُصت في أعماقه
وحنجّتري تغرغرّ بهِ .. وجسدي دّب فيه النحّل.
أشارت إلي وقالت فلتنتظر قليلاً سأغتسل
وسأسلب العذرية ماتبقى لدي من وفاء ..
وأسرق من عين الشمس . إنتظار من رياء ..
دعني أمرُغ جسدي في وحلّ الروح
وإذا بها تتلاشى كالسراب .. وتبتعد
وتبتعد وأنا أمد لها اليد .. خوفاً من الغد ،
فإذا بالصدى .. ينادي يا "..."
أنت هُنا في جوارحي ـ هنا خلف غطاء الصدر
وستذّكرني وتخشاني ، فأنا هدية الله
أنا عاقبتك الحسناء .. أنا خبايا
وسجايا روحك الضعيفة .
بين عينيك ، إنتصبّت
فكانت أيامك عبارة
عن ضجيج في أطراف الدنى
وسُبل سلبها الوجع
ورحيلّ ، ومفترق طرق .


23







بعد سفري في وجوه الأخرين
وحيّاة الله متأملاً متدبرا
.. قبّيل أخر ساعة من الزوال
إنتصبت الشمّس في عيني كـ محراب
حينها أصبحت متجرد من الشعور ..
لا أذكر مُنه إلا بعض الرمق . والسم
وفي بّرهة .. توقف قلبي عن النُبض .. وعاد
ليثرثر .. من عنق الزجاجة وهوُى
فيني الشعور سبعين خريفاً .. فأمسيت في حّاجة
كماء ثجاج .. كُسم رجيّن
..
أشعر أنني أود القيام بكل شيء
وأشعر وكأنني عاجز عن الحراك
وفعل أي شيء ..
أشعر أنني مسلوب الظل ..
حتى أخر رمش في عيني .
أتناقص تدريجياً.. كغاوية
مثل تجّار الرق الفاسدة .. بين المشرق والمغرب
شاب بقلب كهل .. وفؤادي مليئَا بالصمت
لا أفهم كيف أنا .. غالباً
ما أسدل ستار الأخلاق .. وأنسى تشريُعه
في كل صّب فجر بارد ..
أكتشف جفافً يزاول جسّدي
ويُنهش . عواطفي..
ليزرع للأخرين .. أرواح صابرة أو
خزانة من الكّم في مشاعري بالمتاجرة .
وأقول: إذا أتى الليل .. سأنحني إجلالاً للحياة
وأكشف عورات قلبي .. وأحاول
أن أرفلّ قدر المستطاع
..
يأتي الليل بنسيم الذكرى والعابرين
ويثقبني فإذا " بالخرق إتسع على الراتق "
وليس لي حولاً ولا قوة ..
فقيراً دميمً في الوصل
بخيلاً سافياً في الهوى
أرتضيتُ الحياة.. سُكر
وشربت صبرْ العشّاق
كماء البحر ..
فأخبرني من أكون
هل ترتَضي شغفاً
بالحادرة .
لست إلا مهاجراً
بلا زاد ولا ركب ..
أمضي في أمل الله
وأنهل من قذأ
وكل عذب
.

 
 

الاثنين، 19 نوفمبر 2012

زمُردة الماء







،،
أقسمت للربَ العلي ذات مساء
أن أكون صافياً كالدمع كالماء .
وأشدو في الدُنى ، خيالاً وهُدأ
وأعظمت بقًسمي في رجاء
أن أكون لكِ .. كما تُريدين .
فزرعت في قلبي بذرة
الوفاء .
وأشُعل فتيل صدري .. نيران لك
من وهج الشتاء .

فلكِ أن أعيش ما أتمنّآه
كلوحُة أرسمها لوجهك .. بريشّة الأمل
عيناك زمرُدتا الماء ..
ولشعركِ سنابل الليل ..
ينسدُل ستاراً من العتّمة .. كي أمُوج ..
بتفتح الليلكِ حين ذرّوة بهآئك ..
لأغتسل بالفرح .. لمعانّقة أهدابك
.. للتحليق كالفُراش حول
نور عتَمتك وبهاءك..
من سرور الملائكة في وجنُتيك
إلى إبتهالات .. الأم في شفتيك
قُرب واحة الصبر .. في ذراعيك
كم هُناك .. من وليد وُفقيد
وجدي عليك َشتى
ورحي لـ أمل بِك
.. أضنُاها الغياب
فُعد ، باللهِ عَُد
فالعين لازالت على الوعَد

ففي وصلك .. نعيم .. وهناء
وهُنا في جسدي ..
في رئتي لك حيَاة
وفي تراتيل الكون
إنتظار .. و نداء


 

وتريّات










جاءت تحمل الأواني .. وظل الُشمس
على كفّ من مهلَ ..
فاحت فتاة الليل من صباح الزيُتون

فتاهّت في عيون التين ..
وأخضر العُشب والليمون

وكان الثمر يحكي سراً صغيراً
للنخيل

يعطُره بـ ..
تحية الآتين من سفرٍ البلاد البعُيدة
فُخضعت تلك الوجوه شقائقاً
لخُصر ، يضيق بالأحداق

ويسلب النحور ، وماتكن الصدور ..
..
قمراً على الباب القديم العتيق

في كهوف النسيان .. لعالم الأرواح
لعالَمٍ نسي الحديث ، الدين ..
وراح يلوُك الشعر دون إشتهاء
ليصف ثغر الفتاة والشذّى
المذابَ مع ارتخاءِ الشفتين
لوهج يسلب أهل االهوّى والأفئدة
أولَ ما ظهرْت ..
خسفت العُيون ب بديع الدُررّ
سلوّا عن الصبر .. فنسوا ،
نسوا التطلعَ للقمرْ .
ومالسماء والأرض ، وما السحّر
أمتدت على الأنامل .. مد البصرْ.

أتت روح الليل ، حاملة الخبزّ والخمر
أثارت في قلوب الأخرين فتٌُنة و موالا ً،
وأهازيج الصوف .. وعبّاد الصلُيب .

ومالت للحديث فأزهرتْ .
فواعجّبي كأنه هذه الصحراء

لايوجد بها إلا الحجُر !!
قرأت كتاب الله وأمتثلت للكلمات .. وأيات الطُهر
ففاضت عينُاها دمعًا يحكي للنجم سر التأمل والتدبّر
حدُيث القمر .. للهِ . دمعتْ ... مشتْ .. على صّبر
إمُتطت خيول النور في دروب الله وأينعت
للصمت ، بحديث مُختصر:
قالت ، مالنور .. مالأمل .. مالصبر

أيها الراحلون شغفاً بنار الشهوُة
لا النُذر ..

إستروا عرّاء أرواحكم ، بشيء من وعّر
وأرتدوا أقنعة الزيف .. خير لكم من هذا الأمر
أرتقوا وأرفلوا ، قلوب الأخرين ..
واحتموا بوجوهكم خلف أقنعّة الصبر ..

..
أخذها النصُيب بالسهر .. وأتاها التعب
بقيد الأسى.. ليذكرها بأمسٍ وبرُعشة خبر
.. أطال الليل ألتحافهُ ، لخُدرها
فوضعت يديها فوق أعتاب السماء
لتُلاطف عنق الشمس ، وتخبرها بقّدر الضجر
سر إنعتاق الابجدية ، أحتفل بمولد شفتيها في الأحرف

فأسترسلت بها ورضُخت لذاكرة الأمس ..:
لا تزرعوا في قلب فتاة .. أملاً لايعرف الأجهاض..
لا ترتلوا لهُن أيات العذّرية في العشق وفي قلوبكم إشتهاء..
لا تطلبوا أجراً على جُسد الفاتنات من هُباء،

لاتحرقوا أفئدُتهن بالهجر .. وأتقوا الله أن قلوبهن هواءّ .
مازال في الدنيا ... ضجيج و وصَل
فأنزعوا اليأس .. والحرمان و أوفوا بالنٌذر
تذكروا بدايُة المدينة .. وسورها القديم

وذاك الطريق .. والحانة القديمة .. والمُبسم الجميل
وروح الطفلة . وعيناها البريئة . وسرك الصغير
ونارك الدفٌُينة .... كم للوصل أنذاك في
أوراقك المسكينة ..
.. أهِ من نارك الدفينة ، غرست في ظهر الرهينة

ألف طعنة سكين ، وهّجر
..
طال الحديث فكان سدى
ورأسها بين قدميها ، تذكارً لما مضى
هذا هو القبطان .. سيد الأركان
أميراً لروحي .. وتاج على الأوطان..
قد خان الوصية وإستباح حُرمة الأمان
..

ومازال طفل الذّكرى يلوك فمها .. ويحرك شفتيها:
لاتقسوا على الزمان ، فهو ليس بـ سلطان
ودعوا الوصل للحُمامة ، فالذكرى ندامة
كفاكم أسى على ُأسى

لنرتب أوراق المدينة
فؤادي الذي مات قبل أن يولد
وروح أمي التي غاصت في أزقة الفناء ..
فأمطرت في الصحراء . شيئاً من أمل الله
وأنهارت في البكاء ..

وليس في الأرض شيء أنذاك من الولاء .
..
هنا في بوادر الصحراء .. وإن عبثت بها الغيوم
تظل أصوات النسور ، ونعيب الغربان

تصف لك، جثمان المُوتى في عقور الدار
وإنتظار أم .. لقبر إبن .. ربما دفن في الإبار .
..
دُخلت الباهية في أرواح الساهُرين من أجلهم ..
وجدت رماداً في خاصرُتهم ..
رماداً ، يناشد الوطن بالأسئلة ..
وفي منفى الوطن وإغترابه .. لا يملكون أجوبة.

روح الأم .. منعتقة على أبواب الذاكرة
طيف الأخ .. سمسارًا في الرابية ..
وظل الأخت وجدتهُ نخيلا ً واقفاً على الباب منحنياً
وجداولَ الروح كـ بيت من الطين
كان كل شيء يبكي في صفاء ..

الفأس ، له عويل .. والشجر حّدث ولا مُراء .
لا أمان في أرض الوطن لا أمان ..
ولا مكان لنا في المنفى لا مكان
فأشاحت بوجهها إلى النافذة

فإذا الدمع . مطراً وريحاً سافية
تلُثم التجاعيد والعيون الدافئة .
ومن تعُبها نامت .. وهي واقفة
وعادت بالذكرى إلى الشرق

حيث الشُمس والأرواح التائهة
فصاحت المدينة ، ومفترق الطرق القديمة
على رحيل الفاتنة
فصرختْ.. صرختُ ..
وكانت الدنيا وعيونالبشرية في سبات ..
هيهأت لك هيهأت
وأسرف الوقت في النسيان ..
وعاد إلى التحنان
وفتنة الليل مازالت ساجُية ..
فعانق الماء قدمها ، وكشفت عن ساقيها
فصُحت .. أختشي .. يابلقيس الزمان
فلستُ نبيا ولا أملك عزيمة سليمان ..
وأنتشّى القلب فرحاً ، لشيء خالجه
وأعتقت جزء في كبدي من جوع لذلك

الرُمان ..
..

تاهت الفصول خلف أرجاء الكون
فذاك الصيف .. تبخر من حُره
وذلك الشتاء مات في أحشاءه من زمهريرُه
وروح الخريف تساقطت من الأرق
وبقيّ الربيع .. يخوض في تيهّ ولعب ..
خلعت جسدي .. لـ أرتب مصابيح الروح
وأنسق بقايا الأحشاء .
يا بلاداً في مداخلي .. ماسر الحّراك
ماالثورة .. مالنور ، مالعراك
فأختشت روحي .. من جوفي
وصُنعت لي خرُدة من جلد جُثة هامدة
وتين الله .. لم يُنضح بعد
في النوايا الساكنة .
وفي منفاي
أرتل لوطنّي شيئاً من بقاء
أه .. ويالهفي على وطنٍ يغادرنا
بسبب قبّح الطائفُية وعناصره.
وطنُ أرتقى بالدين .. شيئا من محاسنه
ياوطن الخُلد ، شغلت بك عن تلك الراحلة
أعد لنا حُصة التوحيد .. وشيء من الذاكرة
وخذ هذه الوصُيات الخمسّ عن لقمان
وأنشر في البلاد .. بعضاً من اللطف وأيات القرأن
ودعهم يصنعون من أم القرُى حجة للبقاء ..
أما أنا والفاتنة والليل ، والوطن .

وأنت أيها المنفى
فلنعانق روح الدُين
وننام على أجسادنا السافّرة
..
ودعُت الليل
تلك المُنسية بروح الطفلة
بروح الشُقية
وكانت تستذكر ملامح الشطّأن
وتقرأ بحرص مايُرتله القبطان
فتأمر السفينة ، برحلة لعيُنة
في أعماق الأفتتان ، بروح الشيطان
لتعلّم ، العشاق ، وصية الأنسان
.. فجاهدها التعب .. وغزاها الُشيّب
تعبتْ من البحث الطويل .. في جوانح اللُب
تعبتْ من الركض الذي يمتد من فرح الكأس

وينتهيّ بشهيد أو بـ يأس
وانطلاقات الجذور العصبية ..
إلى انحناءات الكهولْ العنصرية
تعبت من الوطن البخيلْ. الذي يسرف في وصف الأتقياء

ويمدح شيخاً أتى بشيء من الأستفتاء ..
وطنٌ سرابْ أو وطن من ماء
عانق الخُرافة ، فأصبح مقتاً للظرافة
فأنا أبن الثوري .. لا أشعر بالأنتماء

ولدت في عداء .. وموتي نكاحاً في العراء
وطنٌ في تجاويف روحي
وإبتهالات الصلاة
في ظل الله ، أطلب الستّر .. خوف الأملاق

وخشية فقر أخلاق البشر ..
وتُسقيني الأيام جُمرة . على صبرًا وغُمرة
وتعود روحي للفاتنة لتفتشّ عن خُباء
تفتش عن غرابْ.
وطنٌ ترابْ
وروح من عزاء
..

للمطر هناك ونُة
وفي مفترق الطرقات .. سر الكُهنة
إن تدرك الأطراف

فلا مشاعر تأتي إلا
بـ حّنة .. و أنّة
فأغمس روحك لروح الأمس
وحُن لأيام الموج اليأس
وليكن الغيابْ ... فهو أجمل
أختبيء خلف غابات الصدر المهُرطقة

وأتلو شيئاً من الطلاسم المعتقّة
لا أرض في وطني .. الذي يطعمني الملح
لا إبن لي في وطن .. يسقينيّ الزعاق
وطن الضياع ..

ووطنٌ الضبابْ
ياملعب النسور وعشّ الغراب
طلبتْ مداداً من العون

لأنثناء قلبي في ترابك الدافيء
فأرغمت أنفي مذعناً أنفا على غضب
يا ... صرخٌُتك اليائسة .. إستسقت لها المدينة

دمعتها استحالتْ قطرةً فـ فاضت لها أنهار الأرواح الثورية
..
كانت تلك ثرثرتها الصامتة

وعناق الشمس الذي طال إنتظاره
شعاع الأمل الذي سرًى في جبينها
وأنا أذعنت لأنُسها

فأبقيت يدي متلحفة أوراقها
خوفاً من ريح شتُوية عاصفة ،
فأذعنت لسفينتها وأبتعدت ..
فكفتْ الدنيا عن التجديف بيَ
في بحر الغاوية ..
بقيت هناك .
والسماء ترقمني بخُزي .
وكانت عيّني تموج ذلك الجسد بحُنان

الأمُ . وشفتّاي . قد يبست ..
فجَادت لي بشّذى من مبسُمها ..
فعدت عصفوراً .. أسود
يتغُنى كالزرياب
نُحِبُّ ..الظلم لأننا أولاده
نُحِبُّ الهجر .. لإننا أحبابه
نحُب الله . لأنه خالقنا ..

وهو منجدنا .. ومن يمسّس قلوبنا
بشيء من النبل والخلاص والراحة .
نحن الصرخة الأولى .. لطفل وليد
نحن الطلقّ الأول لّأم .. باكية
أنا الأمس .. أنا من قرأ الفاتحّة
هي البحر .. وشياطينّه الساكنة


..

قبل رحيلها وهبُتني شيئاً
خفياً للمساء
رسالة النداء .. والأستنجاد
ونعيماً ، خدُش وغلّف بالحياء .
ففرحتَنا .. بأساءها
فأحببت اللحظة في موت اللحظة
ودفء الوصل . في شتاء الزهُرة
فـ ذقت طعم الأمل ممزوجاً بالرُمل
وأطعمّتني من زيتون عيناهاَ

ما أخُضر وما كان أسود ..
ومن بستان روحها . ومن خُمرة الفّآه
فأدركت أن لله سراً في تلك الباهية
فكان اللقاء ..
هي ..
وكانت غُصن
عذّق ..
وصلاة خُتام ..
وتحيات مباركة
.


الخميس، 15 نوفمبر 2012

تعوُيذة ..






كُنت في منتصف عمرك

أسيُر على عّجل

وكانت شمسً الله ، تهرب للغروب

فأمطرت سماء اليأس على مضغُتي

فأصبحت أمشي وأقطع الحدوُب

أتى دون علمي يجُرد خُطآه

أتى .. الليل بلبُاسه الخّفي .. العاري

يرتل أصدق أيات الكروب ..

وأتى الفجر يعانق الخطُى

يحُرض أنفاس الصبح .. على الدروب

وأتت النسمة حامُلة .. زفيرك

فتا الله ما أعتق الشمس .. من لهّوب

سرت النُشوة في جسدّي فمُت

وخشُع قلبي بسر الأفتتان بك

مُضيت مستعجلاً ، والشجر يرُمقني

والأرض تبتسمُ .. لضجرُي وحزني

تلك المنَاهل .. أرتعش خُشيتها

يافاتنة الهُوى ، قتلني نفسّك ، فكيف لحُظك

إن مرّ بهذا الأرق والسهُد

أطعميني خُبز قلبك .. خمر شفتيك

فأنا والروح في عُطش إليك ..

هذه الأشجار تندب حظها العاثر .. فيك

هذه الأرض التي تخشع لخطأك

هذا أنا .. هذا صباحي الذي يستهديك

هذه طيور الله في فجر الأمل .. تغُنيك

يافاُتني .. كم حُننت إليك

كم مُت كبداً .. وخوفاً منك فيك .عليك

كُن رقيقاً بهجري .. ومامضغتي إلا أنت

خذ .. أوراق الأحلام هذه .. وأسردها واقعاً

لـ جنين في الحياة .. لا يستغُفي إلا بك

خذها أيات الخُلد .. لروح تغُذت من عاطفتك

رتل لروحُه أيات السلام .. والإستسلام

وأذعن لمطلبهِ ، فما في الدُنى خيرُ من الوئام

إن هذه الطيور .. في فضاءات الله ، تصلي لأرواحنا

تعانق سماء الُبعد .. فتكره ضعفنا ..

أيها الطُير الباكي .. خذ مقلتي وأسقني قراح

أهِ يامنحدرات الروح الجارفة ..

.. أيها الحقول الجافة

رتلُي للأمل .. ترانيم الطُهر

وأغسلي فؤاد الطفل .. وماتبقى من قّهر

وكم لله ، في هذه الحياة ... معنى للمحبة

والأماني ، والأفراح الباهرة ..

سلام عليك .. أينما حللُت

سلام عليك .. أينما شئت

أيها المهاجر .,. سلام عليك

أينما طاب لك غصنُ .. تلوذ بظله

سلام عليك يا رفيق الشجر ..

عين الله وسلاُمه إليك ..

أينما إرتقّيت .