الجمعة، 14 ديسمبر 2012

من أكون .. ؟









نهٌضت مبكِّـراً و جلستُ مقلوباً رأساً على عقب
أحُدق في النافذة ،
وأرمق المُارين وكيف الضباب يخُفيهم
رويدًا رويدًا كـ سرَاب ، فـ ودُدت أن أكون
ذلك الذي إختفى .. وأنطفّى وبقي رماداً
هشيمًا تذروه الرُياح بكل أسّى .
الأن ، أنا عاري .. لاشيء بيني وبين الشمُس
فقد زال الليل .. وأتضحت معالم النسيان
وبقي مابقيّ ، وأنا هُنا أحترق من حر الشتاء !!
لاشيء معي .. لاشيء
إلا .. أنا .
أنا يا أنا .. من أنا
من أكون .. ؟


..

إرتحل ما كان .. وتاه الكلام
وإذ بِـ فتاة تبتسم لي ، وأنا لم أكُن
على دراَية بالذي حصل أو ماجرى
فإنتبهت وغطُيت سوّءتي وبقايا من بقايا وجهي المخدُوش
والحياة .. التي لازالت تعصف بيَ . ولوحت بإبتسامة غباء
أهلاً أيتها الحسناء ..
فظلت تحُدق بي وأنا أسمع حفيف الأشجار من حولها
حتى تجاعيد النهر إستقامت لها ،
والنساء من حولها .. كالذباب كالّوطر .
والذي أدهشني أكثر .
إنني لا أستطيع أن أمُيز الأخرين .. في الضباب
وهي كالقٌُطن كالأقحوان كالزبّد
ساُلت حتى وصلت مشارف اللحظَ
وفتكتُ كل عذرية في عيَني . وقلبي.
بدأت تمشي ، وتقترب من بقٌُعة سوداء ..
وأختفت .. فأنشقع الضباب
وتاه الأصحاب ، وأخذ الناس يدوون في الأصوات
في رعُب وإكتئاب .. مرض غريب
تُوه العٌشاق والأحباب ..
وأنا لازلت أبحث عني
أفتِش في الذاكرة .
نعيقي شؤوم .. يجلب الأضطراب
من أنا .. من أكون
يافتاة الضباب ؟



..

الأن كل شيء بدأ ..
أرتديت بعُض من ستر
وأختشيت من فتُنة الهوى
قفزت من النافذة .. فرأيت شيء أحمر
طعم الموت كالعلقم في فمّي
وبلمُحة ماقبل السلام ..
أصبح كل شيء مفهُوم
الأشجار ، النهر .. والموسيقى
ومابيُننا وبينهم حجَاب
وتلك الساق الجميُلة ..
وأذني مصغُية لأصوات المدينة ..
فهذه شقة الفتاة الحزينة ..
والكحل في عيَنيها
أحرق الغابة والجديلة ..
فكل شيء فيها يدعو للترحم والأسى .
وهُناك .. ذاك الهُرم الخُرع
ينتظر شيئاً من جزع
ممسكاً بوشاحً قديم
لأبنه المتيم بالنسّيم ..
ربما أخذوه للحرب وأقتادو إليه الصبر
والنعش .. وأسقوه شيئا من وهم ..
وأثناء السقوط .. رأيت من الفتايات ما رأيت
وبعد الأرتطام .. بكاء وصرخات وئام
ياللمسكين .. إنتحر !! مالسبب
يبدو أنه جُزع ..
والله مًصغي لهم
وأنا كالوتد . صُلباً في عناقي مع الأرض
وحرارة الدم في جسدي تتدفق . وأصوات الذاكرة
بدأت تنسحب ، الناس من حولي يشربون الخمور
والأمل من قبلي .. يعانق سرً جديد
إنتهيت .. ولم يبٌُقى مني
إلا النسيان .. وأنا
وبدُمي فوق شوارع الصًمت
كان هُناك نبأ .. وشيء مُبهم
فكتُبت ماكتبت .. وأتت الغربان
لتلعُق الجسد والدم ..
وسرقت رسالَتي الأخيرة .. وجُل ماكتبت
فعندها .. بعد فوات الأوان ..
وإلى الأن .. من أنا
من أكون ؟
وفي ذّرى الموت .. يتسالؤون
من الفتى الذي سُحِق .. من يكون ؟
فأجاب الكل :
شخُص بائس .. وتارة يقال
شخُص الدنيا لم تنصفه ..
فرد ذلك الهُرم .وقال :
هذا وغد .. مُدمن
مجنّون ..


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق