الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

تناقُض 9


ترنيمُة :

يداك خمائل ولكنّني
لأغني ككلّ البلابل
فإن السلاسل تعلمني
أن أقاتل أقاتل أقاتل
لأني أحبّك أكثر


**
محُمود درويش
مارسيل خليفّة


..
( أ )


أعجز دائماً عن وصف الأشياء التي تتعلقّ بما يحوُيه فؤادي وعقلي
ودائما ما أستطيع أن أتغلغل في أعماق الأخرين . وأنبش في ذكراهم
حتى أخر رمقّ

( ب )

بعد أن تهربْ الشمس .. تبدأ شمُس أخرى في أعماقنا بالكسوف..
ونبحث عن شيء ما .. لنغطي كل هذا العُري الذي يمزق مشاعرنا ويبخرنا
كالسراب ..


( ت )

تعايش مع حياتك .. إذا رغبت بالعُيش .. لأن القدر لايخطيء
لكن نحن البشر مجبولون على الهوى والعصيان .. والنسيان
والتمرد ولكن ريثما تُسحق مشاعرنا نعود إلى
ربٌَ علّي يفهمنا ويدرك شكوآنا .


( ث )

ثوُرية البعض وتهجمه المطلق .. ربما يكون صحيح من باب المنطق .
لكن دائماً مايناضل الإنسان لأجل شيء سامي أو شيء لايعرفه .. وينتهي
بشيء من البكاء ، والرغبة في مسح الخطيئة التي تعانق الجبين .



( ج )

جئتُك من كل منافي العمّر .. أنام عُلى جسدي من تعبّي .


( ح )


حرية الرأي .. في وطني تحتملين أمرين .. إما أن تقول مايعجبني فأرضى
أو أن تلقمّ قفأك .. وفي كلتا الحالتين أنا راضياً .


( خ )

خّذني .. أينما تُريد
فأنا مازُلت أرغب بالمزيد
من ألمك .. من وعود
صفراء ..باهتة .
فقط
خُذني أينما تُريد ..


( د )

دائماً ماتموت أرواحنا من أجل تحقيق حلم .. وبعد أن نبصر
لعُنة الحظ .. وسوء التقدير والظن .. نعود نحكي للأخرين والأجيال القادمة
درساً عن .. أن لانتمادى في الأحلام .. أكثر مما ينبغي .


( ذ )

ذكرياتي مؤذية .. ودائما ماتسبح في جسدي كالعار .. أحاول أن أرتدي
كل أقنعة السفر .. لإبقى بعيداً عن حديث القافلة .

( ر )

رياح الشتاء .. تقيدنا بنوع واحد من الحنين ..
نحُن دائما لأولئك الذين تقاسمنا معهم ميثاقنا الهُش
وزرعنا في أرواحنا الصراع والنضال من أجل .. أن
نكون لهم جسد .. ويكونون لنا أرواح .



( ز )

زورّقي .. لم يعدُ هناك شيء يريد التجديف من أجلّه
فلقد أتسعت فيه الثقوب ، لم يعد بالإستطاعة شيء أكثر ..



( س )

سعادة بعٌض الإناث .. الوهمية .. والأمال المُبنية
. مكُبلة غالباً .
ببعُض من ألاعيب وكذب الرجال ..


( ش )

شرقُت بك وغررُت .. حتى باتت كهوفي لاتضاء
إلا بنوراً من دمُيمك ودماُثة خُلقك ..



( ص )

صعب أن تجد .. أنُثى تعيش بقلبِ قوي وفارغ
وهي في كل أيام الغياب ترتدي وشاح الدعاء
خوفاً من غياب .. يزُهق أنفاسها الفاترة .


( ض )

ضحُيت بكل ما أملك من أجلك ..
فجزُعت من جنوني .. وتركتني أُبحث عن
أشلائي المبُعثرة .. لأعيد ترتيب روحي من جديد ..
أهِ يا أنت .. !!

( ط )

طريقي غامض .. حتى أنا أجهل أين أٌضع خُطآي
أسير دائماً .. حيث ماتنسحب الحياة ..
وأتعايش فقط مع من يهُؤون الألم . هناك وطّن .


( ظ )

ظلم .. يُمارس علنا دون إستحياء .. كـ مائُدة "عرُبية" صٌنعت من عرق جبين الطوائف والفقراء !
هذا هو واقع العُرب .. كتُف تؤكل من نّاب .. وفي الأرض كثيراً من خُماص وغلّآُب .



( ع )

عائشة .. إليك وإلى الطفل الذي في قلبك
والرضيع .. الأخر فِ صدرك . منأجاة .. إجهاُض فاشلة .
بالأمس ..
عادت إليّ الحياة .. عندما عانقُتك ..
بصمتي ، و وحدتّي وبؤسي ..
أتخيلك فأجادل طيفاً تلبّس عينك خفّية عن عيني ..
وجهكُ البشوُش يُخطف الكلّ مني ويعود بي إليك ..
يجعلّهم هيامًُى لـ قبلة تختصر التفاصيل بإسمك المعتلي هامةٌُ الأصغاء ..
لا الأطراء ..


( غ )

غيثاً أغيثوني أيها الغُرباء
تحيُة إليكم من الفناء .. من العدم
تحية .. الإتين من سفر البلاد البعُيدة
متحاملين على السقم والداء ..



( ف )

فداء قٌلب إليكم .. ياعُشاق ..
إستروا عرّاء أرواحكم ، بشيء من وعّر
وأرتدوا أقنعة الزيف والسكينة
.. خير لكم من هذا الأمر
أرتقوا وأرفلوا ، قلوب الأخرين ..
واحتموا بوجوهكم خلف أقنعّة الصبر

( ق )

قلْبي يُحدّثُني بأنّكَ مُتلِفي ..
روحي فداكَ عرفتَ أمْ لمْ تعرفِ

( ك )

كل فصول الكون في هذه الإرجاء تاهت ..
فذاك الصيف .. تبخر من حُره
وذلك الشتاء مات في أحشاءه من زمهريرُه
وروح الخريف تساقطت من الأرق
وبقيّ الربيع .. يخوض في تيهّ ولعب

( ل )

لا تزرعوا في قلب فتاة .. أملاً لايعرف الأجهاض..
لا ترتلوا لهُن أيات العذّرية في العشق وفي قلوبكم إشتهاء..
لا تطلبوا أجراً على جُسد الفاتنات من هُباء،
لاتحرقوا أفئدُتهن بالهجر .. وأتقوا الله أن قلوبهن هواءّ


( م )

مابين العُتمة والهوان .. سري المفضوح
تُاق لعينيك كثيراً .. جدّ لي بعناق
أصنع من روحي خزفاً .. أشعل
فتيل الوصل .. فلم يعد لي
بعدّ رحيلك ملاذ ..


( ن )


نداء .. إلى شفتيك وتعظُيم بالقسم :
عيناك زمرُدتا الماء ..
ولشعركِ سنابل الليل ..
ينسدُل ستاراً من العتّمة .. كي أمُوج ..
بتفتح الليلكِ حين ذرّوة بهآئك ..
لأغتسل بالفرح .. لمعانّقة أهدابك
.. للتحليق كالفُراش حول
نور عتَمتك وبهاءك..


( هـ )

هنا في بوادر الصحراء .. وإن عبثت بها الغيوم
تظل أصوات النسور ، ونعيب الغربان
تصف لك، جثمان المُوتى في عقور الدار
وإنتظار أم .. لقبر إبن .. ربما دفن في الإبار .


( و )

ومايُلقاها إلا الذين صبروا .. وما يلقاّها إلا ذو حظٍ عظيم ..

( ي )

يامُجهدين اللب .. في حياة أو مُضجعي
أنتم حدٌيث الروح .. والأمل المتقطّع ..
سلوان .. إليكم في كل ساريٍ
وقلبُ صب .. وبقايا حريق في أضلعي .

..


لدٌيسمبر حكايات
مؤُلمة .. وقدُرية الترتيل ..
لجمُيع سكان
هذه الخرّعة ..
.

أيوّب



" وطني رائحة الجُوع البشري مُخيف ".

..

أخرج من كل دّاء والتعب لازال ظلاً لي يلازمني كالموت الخُفي .. كـ لفافة تُبغ ..
سبعون عينًا تحدق فيّ، تأكل ملامحي، وتمحو تفاصيلي، أهرب إلى الشمس ، وأشعر بطعنات الهواء في ظهري .. ولكن لا بأس! لربما الأيام أكتفت بشيء واحد
وهو كيف لها أن تبدد أحلامنا الهُشة وتغرس في قلوبنا معنى سامياً لليأس ، بـ قصص وعُبر أظناها الإنتظار لتصل إلينا، حسنا لأمنحها ظهري ، ولا أرحمهم وأرف بهم من قسوة ملامحي وتُيه بصري، وصرامة نظراتي، ولأبقي على البقية الباقية من ماء محياي قبل أن تتشربه الأعين الخائفة ، والجائرة .

فأنا لا أملك الأن إلا بقايا من بقٌايا .. وشيء من دعاء .. وصوتي الذي لايزال يسخر مني
أوازن بين صوتي والحياة وأقرا كل شيء حولي فيصبح نشازاً ، أو أعطوني شيء من مزامير داؤود .. أو قيثارة السماء القديمة ، لاتطلبوا منا شيئاً ، خُلقنا على النقص من أجله .!

واليوم تأكلنا الحياة رويداً كالنار الهادئة تأكل الأعشاب اليابسة .. وتبدأ بالصغير وتدع الكبير على الزمن والنار يطهو ، ويطهو حتى ينصهر .. إن حياتنا مثيرة للشفقة ، دائما ماننظر للأخرين وأخطائهم ..
نرسل إليهم إشارات غريبة ، نحكي فقط في شكواهم .. كأن الله جُب الأحاديث عن الدنيا وأمرنا ديننًّ أن نتحدث بهم ّ!
كهُل أنا .. جرفتني الايام .. فتهت تارة في وادي القثاء والُرمض .. وعايشت مرضى بحالة الحُرض .. والأن ومازلت ..
محارِب أنا وحدي على الجبهة! إرادتي متمرسة خلف الحصون، وصوتي الخادر .. يحارب خلف الكون ، يحارب خُلسة بشيء من خفُية ودعاء ..

تركوني وحدي، وحدي أنا في الميدان.. أعطوني بعض الخبز .. وعروني من كل شيء .. وقالوا لي أمامك أسود ضارية .. ونأمرك بشيء واحد ... لاتموت !!!

سقوني ماء مُخضر .. وقالوا الدين يأمرنا بالزهد .. منحو فتايات عاهرات في بلدان المسلمين ، من أجل الرقص والتعري والمجون .. منحوهم الأمل والمال .. وقالوا هذا ياوطن من باب الأخاء . فأصبروا وأحتسبوا لتنالوا الأجر . "لتنالوا الفقر "
لتنالوا الشماتة والإساءة للأسلام .. من أرض الأعداء .

فقط أريدهم أن يثبتوا شجاعتهم، وينزلوا إلى وسط الميدان، و في قلب المعترك، وليقرروا ، من منا يريد أن يعيش .. من منا لايريد الهناء .. من منا لايريد الأنصاف والأختشاء .. أسقيتمونا المرارة .. تجرعنا خلفكم كل علقم ، أظهروا الأن ، أنزعوا كل هذه الأقنعة
وأبسطوا أيديكم .. هيا لنتعارك وجهاً لوجه لايفصل بيننا الا الله ، والموت .
جميع من كان يسكن بأرضكم أصبح حيوان مطيع .. و((أنا متأسفاً للحيوان على اللفظ هنا والأساءة له )) .. فلقد أصبحنا جميعنا حيوانات مشُتركة في أداء الفرٌضيات والقيود والتشريعات التي ما أنزل الله بها من سلطان .
كلما تفعله يا صديق في أرض الوطن .. هو هدُية لمخلوقات أخرى .. هو مجرد أن يجبرك الأخرين على القيام به أنفك مرغم بالتراب أن عارضت ... أنت مُهان .. أ تدري لما .. لأنهم يحكمونك "بالأستسلام " لا الأسلام .

لاتبحث لاتعيد ترتيب الأمور ، كلها أصبحت جرداء .. قطعة القماش الرديئة، لا يخرج منها ثوب مبدع. هي ذي الحقيقة، التي أؤمن بها. وهذه معادلة التوازن في طبقات الحياة التساهمية والعصُرية والأشتراكية
ولكن لأننا الحلقات الأضعف في المجتمع .. ولأننا الأفواه التي ولدت بألسن .. و وجدُت فوق أرض الحياة. . خُرساء ! .. يتهامسون بالدين أمامنا .. في كل حادثة أو إستلهام ونداء .
نحن ، صمُ بكمُ عمّي .. ضعفاء ، خائفين من الموت .. واللهِ إن لهذه الحياة موت .. وأشد من الموت وطأة .. الذُل أرتضيناه فخراً ، والصمت أبتلعناه سقماً .

لتبقى الذاكرة مكُبلة بالقيود .. حتى هُنا الخيال أمر محرم ممارسة طقوسه .. علناً ! يازنديق ألم تسمع أنه حرام !ّ ويحك ، أ أعرضت عن ذكر الله ؟

من أنا؟ أريد تعريفًا، توصيفًا؟ يحل لي هذا الإشكال، أصبت بالفصام منذ ألف عام.. ولم يجبني أحد.. ، أصبت بالأكتئاب والضجر .. من وطن .. من سُّكنى وعراء
وحيداً أرنو كيفما أشاء .. هل أخُشى ومالمجُدي من الخشية والرهبة ؟

خيُبة الحياة كانت ملازمة لي .. تساؤلات يا عنفوان الأيام .. هل هذه حقاً أمة الإسلام ..
هل أنا متهور .. ربما ! هل أنا أسف .. لا وربي وألف لا .. هل أنا خائف .. ؟ أكتُب ويداّي تعانق شيئاً من البرودة والموت .. والحُرية
وبكل هدوء وثقة عمياء في وطن الغرباء .. أجابنُي صمتي قائلاً .. أنت متذمر ومحبُط ..!
والحقيقة فقط أنا أغرف لكم من بحر الإحباط الذي يموج بي وحولي، لأضعه في إناء وأقدمه لكم بعد أن أضع فيه بعض أسماك الصدّف
التي تنغز عليكم هذا الواقع المجرد للأعين ..
أبصروا أيها العميان .. !!

وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فأنا باقٍ أهديكم أسماك القٌرش ، تعكر كل أجواكم
وتأكل كل جُرح دامياً في أحشائكم وأفئدتكم المرتعدُة المستوجمة الراهبة .
وحتى .. أختفي أختفي .. في منُفى العمر .. وأتغطرس بين تُيه الأحرف
ومن هناك بعيداً ، بين أحضان الُشمس .. بلهبا الساطع
أعوي .. وأصرخ بصوت عالِ
..


" وطني هل حقاً أنت بلاد الأعداء ... " !


شُؤوم






Le piano du pauvre
Se noue autour du cou
La chanson guimauve
Toscanini s'en fout
Mais il est pas chien
Et le lui rend bien
Il est éclectique
Sonate ou java
Concerto polka
Il aim' la musique

Le piano du pauvre
C'est l'Chopin du printemps
Sous le soleil mauve
Des lilas de Nogent
Il roucoule un brin
A ceux qui s'plais'nt bien
Et fait des avances
Ravel ou machin
C'est déjà la fin
Mais v'là qu'y r'commence

Le piano du pauvre
Se noue autour des reins
Sa chanson guimauve
اa va toujours très loin
Car il n'est pas chien
Toujours il y r'vient
Il a la pratique
C'est pour ça d'ailleurs
Qu'les histoir's de cœur
Finiss'nt en musique

Le piano du pauvre
Est un joujou d'un sou
Quand l'amour se sauve
Y a pas qu'lui qui s'en fout
Car on n'est pas chien
On le lui rend bien
On est électique
Jules ou bien machin
C'est déjà la fin
Mais v'là qu'on y r'pique

Le piano du pauvre
C'est pas qu'il est voyou
La chanson guimauve
On en prend tous un coup
Car on n'est pas chien
On a les moyens
Et le cœur qui plisse
Quand Paderewsky
Tir' de son étui
L'instrument d'service

Le piano du pauvre
N'a pas fini d'jacter
Sous le regard fauve
Des rupins du quartier
Pendant qu'les barbus
Du vieil Institut
Posent leurs bésicles
Pour entendre au loin
Le piano moulin
Qui leur fait l'article

Le piano du pauvre
Dans sa boîte à bobards
S'tape un air guimauve
En s'prenant pour Mozart
S'il a l'air grognon
Et joue sans façons
Des javas perverses
C'est qu'il est pas chien
Et puis qu'il faut bien
Fair' marcher l'Commerce

**
Léo Ferré

..

مزاج سيء ..
وتلويح شوؤُم جديد في السماء
قريًبا سينتصف الحلم
ويصبح تحقيقه .. مجُرد
أضغاًث ..
نتوسل .. ثم نُحرم
ثم نزجّر .. وفي الأخير
ندُرك معنى
أن تكون حيَ
أو ربما نتذكر .. سرًا
من أسرار الموت
الأزرق ..
في فمّي ماء ياَ أبي
في فمّي ماء .
متى أصبح نقيّا كالعذراء
متى .. أغوص من أجل محار الحيّاة
متى أنوب .. متى أتوب
هُنا .. والشتاء وحده
يغنّي بإحساس الشيّطان
يجري في جسدي ..
كالنهرّ الجارف
يسحق كل .. الأفكار
ويسرق ماشاء من مفاصليّ
نعيّقي بات .. هاديء
نسوري .. لاتبتغيّ شيئاً من الجُيف
سمائي . أصبح لها حدود
تعابير وجهي .. شعائر
من الحضارة البابلية
كم من عُبوس
تمنى أن يمُضغ أحمر الشفاّة
في شَفاتك ..
وكم أرى من كاّتب
عانق القلم .. فبّات
يصرخ للأنثأه التي لاتراه
وكم من فتاة .. تصلي لـ لُقيآه
أنا الأن ..
قلُب مهرُطق . مُقفل
سكوني أصبح .. رمز
وأنا باقِ كما عهدت
وأمطار اليأس خلّف صدري ..
مازالت تهطل كالموت الُمحكم .
وأغفل عن زمنّي .. فيمُضي
فتسرقني الأيام وأنا لم أضع
خطوة في الدرب .. لمّ .
صامداً في صدُى صوتك ..
ومازلّت .
هُنا ممسكاً بالمُرسم
ورسائلك أضمها وأزرعها
في جسدي .. فتعرّيني وتكسيّني
في آن واحد .. وتسرق كل شهُوة
في جسّدي المبُهم ..
فأصبحت لعيّني ، وقلبي
كالُوشم ..

العهّد





أيها الحزين اليائس
من فراق عاشق ..
وصبّ زائف
ودمعاً منهمر
كالمطر لايمّل
وحرارة الأشتياق ..
تُلوع الأفاق ..
وتضمر النيران
في صدرك الولهان
وعينك الحزينة
تهرب من المدينة
خشّية اللقاء
أو ماجرأ
للصباح الوليد ..
في شتاء قلبك المُريد
مرارة سقوك ..
والوصل حرموك
فعاثوا فيك فساداً
وغاصوا في أعماقك
وشربوا منك كل مّشرب
وفجأة أقتنصوا
فرصة المهُرب
فأين أنت أين ..
وهم ، وكيف
غدروا بالوفاء وهو ديّن
.. أبسط يدي بكفك
تعال لنغني معاً :
..
تعرّى و لا تخف !
لا بأس ..
في كل هذه الوجوه العابرة
من سناءَ فضتك ..
لاتخفَ ،
ليس هناك شيء يدعو للجزع
فقط ..
أقترب لترى حجم المسافات البعيدة
أقترب لترى حسُن الظن في إعتقادك
وأنفر عندما تدرك سوّء وضعف إيمانك
أقترب من حافّة الإنهيار .
. فأنت لم تسقط بعد
أبكِ وأشكَي وأصرخ في كل وجه عابس
فجر ينابيع الأمل .. والبعث من جديد
أصدح بالاكوان .. وأشرق .. وأشرق
فليس معنى الحزن .. أنك وحيد
وليس الكأبة . تجبرك على التحدث للغريب .
إسقّي الأخرين .. شيئاً من حياة
وأمنحهم صدقاً و وفاء ..
وأبتسم للفقير .. فافي التبسّم وصل وعطاء
وأدعو كل خائفاً للصلاة ..
فنور الهداية والعبادة في الصلاة
وأدعو للهِ في ظهور الشفق
وأسجد له .. إن غط البشر في غفّق
وأسكن لروحك .. شيئاً من رمق
ولاتحزن ولاتيأس .. فهي الدنيا هكذا
.. صغار نأتي ، وبعد الهرم نودعّ
ولا عزاء ولا لقاء ..
فكل شيء يدعو للتفاؤل في الصباح
وكل شيء في الليل هو صياحّ
فعد لُرشدك يا تائه
فأن الحياة وحدها .. تخبرك
سراً مستلهماً بالصفاء
إن غادرتك .. فذلك الموت
والفراق والعراء ..
فقررَ لنفسك السكينة
ولتجبر القدر
على منحك فرصة جديدة
لتبعث النور
لإطراف الجزيرة
وتسقي الناس هُدأ
وشيء غُنى
فلتمَضي ياصديق
و نسلك الطريق
ونبدأ من جديد
نعاهد الله بالحياة
والفعل السديد .