الجمعة، 14 ديسمبر 2012

إمكُثْ




إمكثْ أيها المستغَفي، فإننا متعبون،
متعبون .. وأتعبنا هذه الأرض من جّراء
تخبطاتنا وطيشَنا
كم لعقنا أصابع الريحَ
وشرعنا بوابات الصمت .
أطبقنا هذه السقوف المثقله
فوق صدورنا ..
وزرعنا لليأس لغة خالدة في الأحشاء
ورغم ذلك ، تعود بنا الذاكرة
تأتي كسرعة الرصاصَ لتخترق كل هذه الحواجز
لتُنبش القلب لتحرق المضغة .. لنهَلك
إمكث أيها الرفَيق . الفجر يتملمَل على شرٌُفتك
والسحاب الأسود لاينجلَي بين عينيَك
حروب عثمانية مديدةَ .. ومنارات سمُرقند العتيقة
ورحلة طويلة .. لأيجاد القارة المفقودة ..
شَفتيك .. الكلمة بينَها سَيف بلا غمد
وحديث اللسان .. بحَرا مُزمجر بالوعيد
والناس كالناس .. سائرين بُقربك .. وسهامك
لازالت مُنتصلة بكل شخص فتَكت به
حرٌرْنا، فإننا نثرثر .. حررنا فإننا نلهَث صبرًا
ونحتسي علقم الجزع ..
في هذه الرتابة القاتمة التي تطوف حولنا
إمُكث .. فلم يعد هناك وطن ..
إمكث فهذه الأيام خاوية
وكلنا إلى الله ، وهذه الدنيا سفّر وعِبر
إمكث .. فأصوات الريح تُناديك بحيادية
ياعنًصرية الوقت .. ما أشهاك
إرسمِي للنجوم شيء من وهم
سحاباً .. سديم .. ركاماً طافح
علي الرقعة البيضاء .. يمتزج بين قبتّيك
حرٌِرْنا، فثَمٌ واحد وحيد فينًا
حررَنا بُقبلة .. بمُس وسحِر
فلك .. تباركت الأرض ممشّى وبساط
وكان حديث الرمل للماء .. إنعتاق
مكثُت أنا من ميلاد المسيح .. إلى يومي هذا
قرأت المعرفة وعاكفاً عليها شغوف
كل شيء .. يحدث بصدَق
وإرتعاشة خريف ونغم ..
فلا التاريخ .. يستقيم بك
ولا الشمس .. تشرق فيك
خفيًا عن الأعين حين تأتي ..
فلا نراك .. وسميناًك ماشئنا
بالمسميات .. فأنت تقطن هُنا
بين الألف والياء .. لك من الدُنى
روايات ..
وصفك في كلمتين .. دانيات
أنت .. لَي ..
مُعيّن لاينضّب .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق