الجمعة، 26 أكتوبر 2012

إقرا ..



undefined

بعد أن كُنا في ذروة النقاش بسبب معتقداته حول القراءة
كان يصرخ بأذني ، لم يعد هناك حاجة ، ماسة لها
فكل شيء أصبح متوفراً في متناول اليد تستطيع أن تحصل عليه
حاولت جاهداً أن أقنعه .. حتى أتت لحظة وقال لي وهو لايرفع بصُره
خشيت أن أوبخه .. قال لم أعد قادراً ياصاحب النعيبّ السيء ..
لم أستطيع أن أكتب ولو حرفاً واحداً .. قلت ربما هي نعمّة لأنقض عليك بكل ما أؤتيت من قوة
ولا أترك لك مجالاً ، خذ هذه الأحصائيات يا أيها الناطق ..
إن مجموع ما يترجمه العرب سنويا يساوي خمس ما تترجمه اليونان، ولم يترجم العرب سوى 11,000 كتابا منذ العصر العباسي (منذ ألف سنة) وحتى وقتنا الحاضر، وفي أسبانيا وحدها يتم ترجمة أكثر من 11,000 كتابا في العام الواحد! أما متوسط القراءة لكل فرد في المنطقة العربية فهو يساوي 10 دقائق في السنة
.. بمعدل ربع صفحة مقابل 11 كتاب في السنة للفرد في أمريكا و7 كتب في بريطانيا.
هل تعي ماهذا يا شريكي هُنا ..
العرب متأخرين كثيراً في كتابة بعض الأمور التي لانفع لها يجيدون الحكم على الأخرين
والثرثرة اللامتناهية ، أتذكر مقولة مارك توين
وهو ينظر لحال الذين يجيدون القراءة .. ولا يقرأون
والأمييّن ، فقال :
لايوجد فرق بين الأمي والشخص القاريء الذي لا يقرأ ..
وهناك من يقول أن الشخص الذي لايقرأ ، ليس إلا هو حيوان ناطق ..
لأن الله أمر الأنسان في أول كلمة بالقرأن العظيم ..,
قال : إقرا ..
وكما يقول المتنبي :
أعز مكان في الدنُى سرجُ سابح ..
وخير جليسِ في الزمانِ كتابُ .
..
لتقرأ يافتى ، فأنت في فتوّتك وقوتك وشبابك
إقرا وأنظر لحال أمتك ، أقرا وتعلم .. أقر وأكتب
وأصدح وأشدو .. فأنا مثلك ميتاً علناً لكن لي لسان
لا شأن له باللغة ، ولكن لي عينين تترجمَ لـ اللسان شيئاً من الحُسن
والفصاحة واللب ، وكل هذا أتّى بعد القراءة .. لازلت أقراء ..
فأنا حيّ الأن ، وأن أكتفيت عن القراءة .. وظننّت أنني بدأت الحديث
فأعلم ياصديقي أنني بدأت أجهل ، وأدخل مسلكًَ أخر .
أبتعد عني ، أن سلكت هذا المسار .
وأبحث عن صديق يقرأ لا يُثرثر كثيراً ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق