الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

خوسيه موخيكآ



خوُسيه موخيّكا 13497346421.jpg

رأي حزب التيار الديموقراطي العراقي :

في العالم وخلال السنوات الطويلة قدم لنا الكثير من العظماء دروساً في العطاء والايثار، وعلمونا كيف نكون انسانيين حقيقيين لا أدعياء، وكثير منهم بقي درسه خالداً تتوارثه الاجيال ليتعلموا منه ، ولذلك لم يتوقف الدرس عند احد ما ، لكن ساستنا في مجتمعنا العربي والعراقي، لا يريدون استيعاب تلك الدروس لانهم تشبعوا كثيرا بالدروس الميكافيلية التي من خلالها يبحثون عن المال والسلطة ، لا المجد الانساني.
في الايام الاخيرة قدم لنا احد رؤساء دولة فقيرة قياساً لبلد مثل العراق درساً بليغاً في الايثار والعطاء والتواضع والانسانية فقد اصبح يتصدر قائمة اكثر زعماء العالم فقراً فهذا الرئيس ذو التربية الشيوعية والذي يرأس دولة اورغواي ، قدمت له دولته راتباً مقداره اثنا عشر الفا وخمسمائة دولار امريكي، لكنه رفض ان يستلم اكثر من الف ومائتين وخمسين دولاراً فقط، حيث يتبرع بباقي الراتب لفقراء بلاده، ويؤكد في كل احاديثه على ان الـ (1250) دولارا تكفيه لأن أغلبية مواطني الأوروغواي يعيشون بمرتب أقل»، وهذا الرئيس يمتلك منزلا متواضعا للغاية وسيارة (فولكسفاغن) لا تتعدى قيمتها الألفي دولار، وقد استخدم اجنحة القصر الرئاسي كمأوى للمشردين لعدم كفاية المراكز الموجودة في العاصمة.
هذا مافعله (خوسيه موخيكا) وهو الشيوعي الماركسي ، في حين ان من يتشدقون بالدين ويتحدثون كثيراً عن التعاليم السمحاء للرب والانبياء والائمة والاوصياء والمراجع، هم من يتكالبون ويتناحرون من اجل المال والعقارات والاطيان، وليتها عن وجه حق بل من خلال طرق فساد متنوعة، برعوا فيها وقدموا للعالم دروساً مخزية باشكالها والوانها، قافزين ومتجاوزين كل القيم والمبادىء، فساستنا يستلمون رواتب تفوق الخيال، ويأخذون امتيازات خرافية مقابل تدميرهم العراق ويحرصون كل الحرص على اقتناء أحدث السيارات المصفحة وغير المصفحة، ويشترون العقارات في العواصم العربية والعالمية، ولم يفكروا يوماً بيتيم او مشرد او ام ثكلى او ارملة او مطلقة، بل كانوا ومازالوا وسيبقون فارغون تماماً من انسانيتهم، وغير مبالين بغير مكاسبهم ومغانمهم وصراعاتهم التي لا تنتهي من اجل الكراسي ، فمتى نرى او نسمع عن سياسي عراقي يقتدي بالرئيس الاورغواني ويتبرع ولو بربع راتبه من اجل اليتامى والمساكين الذين يتباكون عليهم في العلن ويسرقون حقوقهم في السر والعلن ايضاً ؟.


وفي ركُن أخر من الصحافة :
معدودون الذين سمعوا بخوسيه موخيكا Jose Mujica رئيس الاورغواي الزاهد الذي تسنم رئاسة الجمهورية منذ سنتين كأول رئيس يساري لها عن تحالف يسار الوسط بعد ان رزحت البلاد 150 عاما تحت حكم العسكر اليميني والذي سقط عام 2005.
وكان موخيكا قد قضى 13 عاما في سجون الدكتاتورية العسكرية, في سجن انفرادي وتعرض اثناءها للتعذيب باعتباره قائدا انصاريا واحد مؤسسي حركة التوباماروس Tupamaros, حركة التحرير المسلحة التي كافحت الدكتاتورية المدعومة من الولايات المتحدة الامريكية.
الحياة المتقشفة التي اختارها, زادت من شعبيته وجعلت فقراء الاورغواي يسمونه Pepe تحببا. فقد تخلى عن السكن في القصر الرئاسي وسكن ببيته الخاص . ويستعمل سيارة فولكس فاغن قديمة يقدر ثمنها حاليا 200 دولارا.

لانريد لرئيس جمهوريتنا جلال الطالباني ان يعاني حياة التقشف هذه, فالعراق على كل حال بلد غني ولايمكن مقارنته بالاورغواي الفقيرة التي كل ماتصدره " على حد قول احد الظرفاء " الموز والببغاوات, بل كنا نتأمل ان يتحلى بشيْ بسيط من روح المبادرة والغيرة التي يتحلى بهما رئيس الاورغواي في تقديم العون للفقراء من ابناء شعبه.

فقد بادر الرئيس خوسيه موخيكا الى التنازل عن مخصصاته السنوية والتي بلغت 5و2 مليون بيزوس اي مايعادل 125 الف دولارا لصالح بناء مساكن شعبية للمواطنين الاشد فقرا في مختلف مدن البلاد وبمساهمة رجال اعمال ايضا ب200 الف دولار, حسبما جاء في المجلة الشهرية بوليتيكاس Politicas. هذا المشروع يأتي كمحاولة من الدولة لمكافحة ظاهرة التشرد, وهي تجربة مأخوذة جزئيا من النموذج البرازيلي في حل مشكلة التشرد والفقر من جهة واعطاء افقر السكان فرصة الحصول على عمل لتحسين حياتهم المعيشية من جانب آخر.


صحافة أهل الخليج :
( خوسيه موخيكا ) ... كانَ شاباً ثائراً ، إلتحقَ بالحركة المُسّلحة قبلَ عقود ، وشاركَ في النضال المُسّلَح ، ضدَ الحُكم الدكتاتوري الفاشي في الأوروغواي ... وجُرِحَ أكثر من مرة في المعارك .. وتَحّملَ الكثير من المصاعب والاهوال هو وعائلته والمُقربين منه لسنوات طويلة .. شأنه شأن الكثير من المُكافحين ضد الحكومات الظالمة .. الى أن إنتصرتْ الثورة ، وتبدلتْ الأوضاع .. ووصلتْ الأحزاب التي كانتْ في المعارضة المُسلحة .. الى الحُكم .. عن طريق الإنتخابات .. وقبل فترة قصيرة .. أصبحَ هذا الثائر القديم .. رئيساً لجمهورية الأوروغواي .
لو تجاوزنا .. حقيقة ان التغيير في العراق .. حدثَ بِفعل الإحتلال الامريكي والتدخُل العسكري المُباشر .. فأن الحُكمَ بعد التغيير في 2003 .. أصبحَ في مفاصله الرئيسية ، بِيد الاحزاب والحركات المُسلحة ، التي كانتْ في السابق ، تُناضل ضد الحكم الصدامي الفاشي ... وفي أقليم كردستان كذلك ومنذ 1991 ، صارَ قادة الثوار البيشمركة الذين حاربوا الدكتاتورية .. صاروا هُم حُكام الأقليم . إذن هنالك أوجُه تَشابُه .. بين الحالة الأوروغوانية والعراقية .. لاسيما ، في جُزئية .. وصول قادة أحزاب المعارضة المسلحة السابقة الى الحُكم ! . لكن المُشكلة .. ان " التِشابُه " ينتهي هُنا .. وتبدأ " الفروقات " الجوهرية الكبيرة ، بين الحالتَين ! .
فالبيشمركة والمُناضل ( خوسيه موخيكا ) .. بعدما أصبحَ رئيساً ، وضعَ معظم أجنحة القصر الجمهوري ، في خدمة دوائر الرعاية الاجتماعية التي تُوّفِر مأوى للمُشردين .. أشرف البيشمركة موخيكا ، بنفسه ، على جَرد المُشردين في الأوروغواي ، وقارنَ بين الاماكن المتوفرة عند المؤسسات الحكومية ، لإيواء هؤلاء .. فوجدَ انهم بحاجة الى مزيدٍ من الاماكن .. فقرَرَ ان يقيموا في القصر الجمهوري ، الى حين إيجاد مأوى مُناسب لهُم .. بدون ضَجة .. بدون دعاية .. وقامتْ إحدى الصُحف الامريكية بنشر الخبر ، بعدَ أشهُر !. البيشمركة النظيف الشريف خوسيه موخيكا .. راتبه الشهري ( 12500 ) دولار .. يُبقي لنفسهِ ( 1250 ) دولاراً ويتبرع بالباقي للفقراء والمحتاجين .. ويقول ، مادام معظم الأوروغوانيين لهم موارد شهرية في حدود الألف دولار ، فيجب عليه ان لايختلف عنهم ! .. البيشمركة القديم ( خوسيه موخيكا ) لايُقيم في القصر الجمهوري .. بل في منزله المتواضع جداً ! .. ويمتلك سيارة فولكسواكن قديمة لايتجاوز سعرها بضعة آلاف دولار .. الرئيس الببيشمركة موخيكا .. ليسَ له حمايات تُذكَر ولا خدم وحَشم ... ولا يظهرُ في الإعلام إلا ما ندر . هو ليسَ إستثناءاً نادراً .. فالرئيس السابق ، قبله ( تاباري باسكس ).. كانَ أيضاً بيشمركة قديماً .. مُناضلاً نظيف اليد متواضعاً . الرئيس البيشمركة ( خوسيه موخيكا ) قريبٌ تماماً الى شعبهِ وهموم الناس البُسطاء .


الرأي العربي الأجمع :
يجسد رئيس دولة الأوروغواي خوسيه موخيكا الحاكم القريب من مشاعر الناس وقيم التضامن التي تبقى في وقتنا الراهن وخاصة في العالم العربي نوعا من 'اليتوبيا' وإن كان التراث الإسلامي يزخر بأمثلة من الماضي، ويرى مراقبون عرب مقيمون في امريكا اللاتينية ان ظهور موخيكا في الاوروغواي يمثل ظهور الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز في عصره حتى لقب بخامس الخلفاء الراشدين.

واشتهر الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز بعدله وحلمه وتضامنه الإنساني المطلق مع الشعب، وحياته مزيج من أفعال الخير تبلغ مستوى الأسطورة. وكم من شعوب إسلامية تمنت عودة روح القيم التي تحلى بها هذا الخليفة، وفي الوقت الذي كان البعض يعتقد في عودة مثاله للعالم العربي إذ يبدو أنه ظهر في أمريكا اللاتينية رغم الفارق الزمني والروحي.

فخلال نهاية الأسبوع، كتبت وسائل الاعلام في أمريكا اللاتينية أنه مع اقتراب فصل الشتاء الذي سيكون باردا للغاية في أمريكا الجنوبية ابتداء من الشهر الجاري، عرض رئيس الأوروغواي خوسيه موخيكا الذي يوجد في الحكم منذ سنة 2012 على المصالح الاجتماعية في حكومته استعمال بعض أجنحة القصر الرئاسي المعروف باسم 'كاسا سواريث إي رييس' في العاصمة مونتفديو لتوفير المأوى للمشردين في حالة عدم كفاية المراكز الموجودة في العاصمة.

وجاء قراره بعدما اطلع على جميع مراكز الإيواء ونسبة المشردين، وتبين له أن بعض المشردين سيبقون دون مأوى.

وهذا ليس من باب المبالغة السياسية، فقد سبق له يوم 24 ايار (مايو) الماضي أن احتضن في قصره امرأة وأبناءها المشردين حتى وجدت لهم المصالح الاجتماعية مأوى.

ويعتبر القصر الرئاسي مبنى فخما بكل المقاييس، لكن منذ وصول اليسار الى الحكم مع الرئيس السابق تاباري باسكس بدأ يتخلى عن هذا القصر، واكتفى بإقامة عادية باستثناء عقد بعض اللقاءات الرسمية مع قادة الدول الأجنبية. ولما وصل خوسيه موخيكا الى الرئاسة اتبع نهج سلفه بل وعمل على مزيد من التقشف.

وإذا كانت المجلة الأمريكية 'فوربس' تنجز ريبورتاجا عن أغنى ملوك ورؤساء العالم، فموخيكا يتصدر لائحة أفقر حكام العالم، فهو يحصل على راتب شهري قدره 12 ألفا و500 دولار أمريكي ولكنه يقدم للأعمال الاجتماعية 90' من هذا الراتب ويحتفظ فقط بـ 1250 دولار شهريا، ويملك منزلا متواضعا للغاية وسيارة فولكسفاغن لا تتعدى قيمتها ألفي دولار.

ويؤكد موخيكا '1250 دولار للعيش تكفيني لأن أغلبية مواطني الأوروغواي يعيشون بمرتب أقل'.

ولا يتبنى موخيكا الذي كان في الماضي منتميا لحركات اليسار المسلح أسلوبا شعبويا في سياسته بل يقوم بهذه الأشياء بهدوء تام وهو قليل الظهور في وسائل الاعلام ولكنه يوصف بالرئيس العملي الذي يصنف بالأكثر قربا من شعبه في العالم. وتطلق عليه الصحافة 'أفقر رئيس في العالم ورئيس الفقراء' بسبب تواضعه المطلق، إذ رغم رئاسته للبلاد، فهو يقيم في منزله المتواضع.


في النهاية :
ويبقى التساؤل، هل يمكن للحكام العرب المسلمين من المحيط الى الخليج أن يقلدوا رئيس الأوروغواي موخيكا بفتح قصورهم للفقراء ويتبرعوا بـ 90' من ثرواتهم للمحتاجين؟ بطبيعة الحال لا وألف لا، لأنهم فقدوا بوصلة التضامن منذ فترة تاريخية طويلة.
من حق جميع المسلمين في هذه البقاع أن يحلموا برئيس مشابه لـ خوسيه موخيكا
رغم إنه لايؤمن بوجود الله وملحد ، لكنه شخص عادل ومنصفَ ..
لانريد شيء سوا المساواة والأخاء والأنصاف .. لأننا تعبنا من "الوعاظ" الذين يهيمون في كل دين ويتصيدون لأخطاء الغير ويتخفون فيهم ، ويحرمون ويحللون فقط مايتناسب مع ماقاله " الشيخ الفلاني " الأنقياد والطاعة العمياء .
ربما يأتي شخص متحامل على نفسه ويقرأ كل هذا فينتبه لمقولة واحدة " ملحد " فيبدأ يطعن في المقالة ومافيها ويبحث عن الحشو الذي لايستطيع عقله الصغير أن يفهمه ..
سؤال أيها المفكر : ماذا فعل الموحدون والعابدين لله .. في أرضكم ؟
كم هناك من مُشرد في أرضك ، كم هُناك من جائع بائس .. كم هُناك من مظلوم !؟
..
بإختصار لقد سئمتَكم ياقوم ..

..

شُكراً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق