الخميس، 15 نوفمبر 2012

أنُثى و ليل ..




ضِجر الليل لحالها
فألقى بها في سرادُيب جثمانه ..
و الأخرون في جحيم صمُتهم أو ربما يناجون وحدتهِم
أطرقت لنافذتها .. وهي مُؤصدة الفؤاد عن العالمين
ليس هُناك بين الجوانح .. إلا رجل وقُبعة ..
بّكت . وكانت الغرفة .. أيضا تبّكي قربها .
بُكت وأشتد البكاء .. حتى إستطال السواد في وجنتيها
..
بعد أن هدأّة عينيُها .. وسقطت أخر دمعة تحُتضر من جفُنها
وأغلقت أهدابها .. بدأت تراجُع وتستّذكر ماحصل
قالت بصوت داخلي مٌضطرب
لم أكن أعلم إنني أملك قدّرة لا أعرفها ..
لم أفكر قط .. إن بأمكاني إستحضارك متى ما أستعصّى
هذا الجؤُوم على قنطرة فؤادي ..
ونّواة لبُي . وخاصرتي ..
فـ بالأمس كُنت منسّية الكون .. وبحضورك في أطراف الذاكرة
عادت إليّ إشراقة الحياة .. وإرتعاشة الخريف
بصمتي ، و وحدتّي وبؤسي ..
أتخيلك فأجادل طيفاً تلبّس عينك خفّية عن عيني ..
وجهكُ البشوُش يُخطف الكلّ مني ويعود بي إليك ..
يجعلّهم هيامًُى لـ قبلة تختصر التفاصيل بإسمك المعتلي هامةٌُ الأصغاء ..
لا الأطراء ..
..
و اليوم أعيد التأمل والتفكير فأجد ولُوج النور إلى خدري
بات مستحيل .. باتت تبدُدنا النجوى ..
كل الذي نملكه .. بقايا من بقايا أمل
ورماداً .. وبعضاً من خّمر الأحرف
وبُضع كلمات علٌقت في نحّري
والذاكرة .. فأصبحت مابين نّحر وعقل ..
والأن ياصاح تتجلّى لي كـ حلُم
كـ ماء منُدفق .. مُنحٍسر ..
كـ روح هائمُة في عالم الأرواح الخفّي ..
أود النظر إليك .. لا أراك .. لا بل أراك .. وكيف لا أراك
وأنت النور .. والعين والحدقّ والمقلة .. وماء العُين وصفوها ..
أهِ ما أبهاك ..
صدرّي ونفسّي يئّن ..
صرخات أضلعي ، تصلي
إستهلال روحي . يسُتشهد ..
كل شيء كان هباءاً .. رماداً ... تراب
كل شيء بالامس مات .. في صمت المحراب
طعم الفرح الذي عانق السراب .. بدد الكلل وصاح
عجُب .. عُجآب !!

..
أتخيّلك ..
أصابعك تنُاسب بين أصابعي ..
أناملك التي تحكي لي أسرار العودة
تعاويذ روحك التي ترتل للشيطان أيات الُطهر
فأغمض في نعيمّ خيالك .. هرباً من جحيم صدّري

..

تحت أشعة الشمس .. خلف غطاء النور
مابين العُتمة والهوان .. سري المفضوح
تُاق لعينيك كثيراً .. جدّ لي بعناق
أصنع من روحي خزفاً .. أشعل
فتيل الوصل .. فلم يعد لي
بعدّ رحيلك ملاذ ..
أمنحّني من خيالاً .. أو من دلال
أمنحني وأزرع في ذاكرتي
شيئاً من تفاصيل .. جُرح دافيء
من تفاصيل .. شفتيك وعنقك ..
أرحل أيها الطيف المتعفف المستّغفي
وأيها الشوق الذي لايهُمد ..
أرحل أين ماتريد وكيفما شّئت
وإسقنا من كأس هجرك المقدّس ..
أنزع وأطرح .. وأقتل فيناّ ما أصبت
إسقني .. هجراً
أو أزرعُك طيفاً يصّل .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق