الاثنين، 29 أكتوبر 2012

إنُظرينآ

undefined


في الصباح
كنت أستفيق على صمتِ الليل الخّرف !
وفي الليل كنت أموت من أجل الصبّاح .. المترنح الثمّل .
يا أنسة هل رحلتي ،
ولن تعودي لتعطري هذه الأماكن برائحتك وجمال قهوتك
لولا خشيّتك وظُنك وسوء مرتقبك وتربصك ، وغرابتك . لولا تسرعي وضياعي وتيهّي وخوفي من
ذاتي ومن عشوائية الأمور ..
لمن أحمل القهوة الأن ، لمن نسير خلف هذه المواكب المليئة بالأقنعة
ذات بُرهة . ذات أمسِ ، ذات عيد ..
كُنت سائراً بين المارُة أنظر في تلك الوجوه علّني أشفي غليلي بـ طيفاً يشابهك
أرى أرواحاً تعانق الصباح بنفحاتها ، وأرى ذبولي يموت قرُبي دون أن يودعني حّتى !
ربما خلف الغيوم في السماء الخضراء ، توجد هناك سُفن في مياهَ حمراء
تسير محمُلة بالعواطف المنسكبة على قلوب هؤلاء المبتهجّين ،
ياسفينة .. لحظة ، لقد نسيتِي شخص أخر ، شخًصا من العموم .
تخطتّني السفينة ولم تسأل تنظر إلي وتبتسم وكأنها لاترى شيئاً
إلا صوتاً طفيف !!
، هل هذا من البشر ، أم خُلق من مكان أخر !
ربما أنا وليداً منّسي .. لا ماء ، لا ثمر ، لا نور ، لا أمل .. لا صرخة
نحن يامعشر الأشقياء ، لا نتغّنى إلا بلغة الألم ، والمأساة .. لأننا ولدُنا بألسنة لاتنطق ولاترتل
سوأ تلك الأيات واللغات الخالدة . لا لغة أخرى لنا ..
يا أنسة يامبهّرجة ، يا خيالا " عذبْ " مالذي غير الحال
وجعل المال ، للمال ، والداء يشفي من سقم الدواء ..
تغيرت الأمور كثيراً ، كسيرة أنتي ، أم حزينة أم هناك شيء خفياً تخبئه رئتك
إن إبتسامتك الخلابة التي فطرت قلوباً هُنا تماثلت لك ، ليست كما ترّين
فهناك كما يقول أبو الأدب الانجليزي ، شكسبير خلف الأبتسامات كثيراً من الخناجر .
لكن إن وقع صمت ابتسامتك على أسئلتي المفعمة بالغموض ، تجعلني أهدأ ، أسترخي ، أموج .. أذوب ، أتماثل للشفاء ، أتماثل للسقّم ، أغوص ، أندفع ، أنجرف ، أُسّحق ، أغضب ، أتمنى لو كنت ماء . خمر ، ريح ، شجر ، ورقة ، جذع .. نور .. ظلام ، نور .. ظلام
..
إن إبتسامتك كالعاصفة ، تجعل كل هذه الأمور ممكنة خلف غطاء الصدر ..
وشحنات القلب المهّرطقة ، طلاسمي .
..
أضنّاني تعبي ، وتعبك .. السائد .
أرواح المتأوهين في صدرك ، تبكي من أجله الأناث المّوتى
.. ياصرختي .. أنجدي صرختي .. فلا هُناك بحرًا
يستطيع أن يحمل سفينتيَ ..
مازلت أغرق في فيض الأمل
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق