الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

عُري ..





undefined


كانت تلك الأيام تداولنا ،
تأخذنا بعيداً .. نحو الشواطيء المّهجورة
وفي دياجير الظلام الخاشعة .. ترّمي بنا ..
وهناك ، أجد بعضاً منك في الماء في الأمواج
في نبَضي ، وأسالك ، هل من مزيد يافتّنتي ..!
وبعد طول غياب عن ليلي ومائي .. وغير مرتقب
يهرب الوقت بك بعيداً وأرى بوادر الفجر .. من بعيد
كأنه يبتسم لي بسخرية ويقول : عدتُ لأشعشع في قليماتّ
أحلامك وضوامر صدرك ..
أهرب وأركض خلف الليل وظلمته .. أسالكّ العودة أيها الليل.
عدّ عدّ .. لا أريد العيش سواك ، أو ربما أجبرّت على العيش معك
حتى تأقلمت فلا أستطيع الثقة إلا بك
أصرخ والموج يصرخ ، بصوتي .. تمهل ..
لكن الفجّر المبتهج بنوّره البسيط
أتيٍِ لا محالة .. يغني لي بأصوات أعشقها
ليكسب ودي ..وتحناّن هذا القلب المجوَف. ..
فلنهدأ ، ولنستكن إذا .. فليس لي حولاً ولا قوة
فالنور قادما لا محالة ليطّرد هذا الظلام المتوج في العتمة .!
سأتوقف عن الهرّوب من زمُني ومن قدري
سأعيش متربصاً للقدر أنتظر ، متى تأتي النصّال
إن لي مسارات كثُيرة وكم هناك من قطار ركُبته
وكلها .. عادت إلى نفس المحطة .. التي هي أنا !
لماذا نتعجل ، فلننعّم بهذا .
فليس لأرواحنا إلا الموت يحصدها ،
وليس للوقت إلا عقاربهّ التي لاتتوقف
وهذه الشواطيء ربما ستجّفف الشمس سيوفها
ويبقى لنا الملح .. لنتذوق أسرار أولئك الذين أهدوأ البحر
جُل مبتغآهم وعيشهم وفناءهم .
لنّعش كما نريد ، ونرفض العيش كما يُتبغى .
فجميعناً سنجف يوماً .. وسيأتي الأخرون لينقبوا عنا
ليكتشفوا .. إن في هذه الكهوف المظلمة
بحّار ، ورجل ، وأمنية .. وفجر ، وليل
وسرداب طويل .. يحويّ عناصر الحياة البائسة .
فلنهدأ ، لندع الأمر ..
ونسلمه لدفّة القدر .
فهو كفيل بالإضمار والتوجيه
وأنت يا أنا ، فقط يجب
أن نسلك المّسار .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق