الجمعة، 2 نوفمبر 2012

صوت الفقّر



undefined

هُناك في مملكُتهم الموجودة في ذات الأنسان
هناك خلف غطاء الصدر .. خلف الستار
في شتاء القلّب الحارق
بعد أن ضاقت الأرض من الأرض
وأشتدت عواصف الروح ..
وبدأ النهار يهذي ويهذّي ..
أتى الليل بعباءته السرمدية ..
يجّر أذيال الخُيبة والحسرة ..
يمر قرب البيّوت التي تضيء الشموع ..
يجعلها كـ نارُ مستعرّة .. نار مجوسية ..
تغلق أذنيك من هوُسك
ترى خُطى الأخرين من قبلك .. ومن بعدك
الطريق يحتضَنك .. والبكاء يُرحب بك
والدموع كّبحيرة هناك .. لا لون لها ..
مصُابة بالقثاء .. والأرق ..
يسهر الليل وحده ليّعانق مواجعّهم
في العمق .. أو في نقطة الأرتكاز ..
ترى الدخّان يتعالأ على الجميع ..
يعّمي الأفئدة . والأبصار .. فلتّبكِ
عليهم .. مغتنمناً فرصة أن الدخان
أسال دمعّ عينيك ..!
لا رحُب طاهر هُنا .. لا صفاء
لا نقاء .. أقنعّة نرتديها لتهُرب الحقيقة
ولنخفيّ جل الكلمات الصاخبة بالوجع والحياة
.. أرتضّينا الخيُال نعيماً وحياة .. وهرُبنا من واقعً أصم
واقع مفروض علينا ، نكزناهّ ، وحاربنآه بكل ماتبقى لدينا من دماء
رفض ، القدر أن يغّير مساره .. أن يلتمس لنا مسلكًا أخر .
. . .
تحُذرك هذه الوجوه .. والشوارع
وهذه السماء .. وأصوات الليل المخُيف
وصلوات النُسك العابدّين .. والحيارى والمظلومين .
تنّاديك .. بهُمس .. الويل لك .
إحذر .. إحذر
إياك أن تعبر .. بيننا كالمشّفق
نكره أن يرانا الأخرون بتلك الأعين
ندعّي من شدة قسوة الحياة وظلمها ..
أن يٌصاب بالعمىَ
أحلامنا .. الوعرة ، أوقاتنا المليئة بالنداء
صلواتنا .. المريبة ، وحشّمتنا المفتقرة ..!
نعاّني لأنفسنا مايعانيه الأخرون . كل هذا ياصاح
في أسوار المدُينة ..
عُد أدراجك لاتدخل .. أنجّ بنفسك
أرحل .. أرحل
فالله منحك شيء أجمل ..
قيل مُرة أن هناك نسراً .. رأى شامتاً
مُر بجانب هذه المحّرقة ..
فهجمّ عليه بجناحيّه الأسطوريين وأقتلع عينيهَ
عد قبل أن تفقد عينيك .
عد قبل أن تكون واحداً منهم ..
لاحياة هُنا ..
فقط إنتظار ..
النهار القادم .. الذي
يحمل الكافور والمسك 
.. و الكفّن
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق