الخميس، 1 نوفمبر 2012

جئُتك ..









جُئتك كالأرنب الخائف .. من
بنادق الصيادين .
كأرواح الناس المهزومين .. ،
جئتك من كل منفّى و فّوج
جئتك من حيث المعتقل .
أحمل قلبي على كفّي ..
أنام على جسدّي من الرهّبة
أنظر لغدّي لعلني أجد شيئاً من أمسي ..
في خاصرّتي ، بعضُ من الرماد ..
وفي عيني .. دموع أمي .. والسهّاد
إشتقت لعناق .. الأرق
رأيت الشجر يلوح لك ، والسماء لاتعكس
إلا صورتك ..
ياصاحّ يامجُهداً ذاتك .. يامنفّى الأرواح
يامستقر الأبرياء .. والرٌُضع الأشقياء ..
هل حقاً أنت عاكفاً على قراءة خطُب ما ..
لـ ترّتع .. فليس في هذا الوجّد شفاء ..
روّح ، بلا روح .. وبعضاً من الخمر
والصمت .. والريح ، والخوف ، والعري والماء ..
صمتك المطبق ، عنفوانيّتك الهِشة .. غموضك المترٌُاكم
أحشائك البريئة .. عاطفتك المختبئة ..
كلها ، هباء ..
فلا تسألني من أنا ، من أكون .. ماذا حل بي
أنا وجع السنين في كل تجاعيد الحياة ..
أنا أم النار .. وأخت الشيطان .. ورُبة المنزل
و الرجل الذي يجدف بقاربه نحو العاصفة ..
أنا السكينة ، والطمأنينة .. والأغنية البائسة
أنا الظلام .. والنحيب .. و الولادة .. والموت .
أنا .. لست أدري من أنا ..
فلا ترهق نفسك بمعرفتي ..
فإن كل ماتبذله أيها المعنُأ
ليس إلا هباء .. في الظمأ
أو حتى في الحياة ..
عد إدراجك ، إن هذا الكتاب الذي تقرأه
ليس بهِ إلا الرموز والأسرار .. التي لا لغة لها
بلا كلمات بلا مدائن ، بلا أرض ..
وليس فوقهم سماء .
جئتك تعباً .. أريد النوم
وفي وطنّي على جسدي نُمت .
من ِشدّة الأعياء ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق