الخميس، 4 أكتوبر 2012

بِنت الُربى ..




مايميز هذه الأبيات حقاً .. أنها نادرة ، جداً
ونسبتُ لكثير من الشعراء لكن ، النقّاد والمهتمين في الشعر قالوا
أنها للدكتور غازي القصيبي ..
وهي من نوادر القصائد التائهّ التي لم تُدون بل حفَظت في الأذهان
أو في قصاصَة ورُق ، أو قطعة قماش باليّة .!!


**
أتفهمين إذا قالوا غداً ذهبا؟
أتفهمين إذا قالوا اختفى هربا؟
بلا وداع بلا همس بلا قبل
انسل يحتضن الإعصار والسحبا
مضى وما قال في عينيك قافية
وخلف الكأس تبكي الصيف والعنبا
..

بنت الربى الخضر! أخت الفجر! ملهمتي
تدرين؟ بعدك خضتُ اليأس واللهبا
ما سرتُ من ظمئ إلا إلى قلقي
كأن كل حنان الأرض قد نضبا
ملء الجموع وجوهٌ لستُ أعرفها
وفي الوجوه عيونُ تتقن الكذبا
أود أن أتحدى الزيف ثانية
فأفضح الجرح والإخفاق والسغبا
أقول :إنني أخو حزن...أخو ألم
يودُ لو عاد طفلاً ضج وانتحبا
لو أسلم الرأس صدراً لا يضيق به
وراح يشكو إليه السقم والتعبا.
وكنتِ أمس بقربي.. نخلة نثرت
على هجير حياتي الظل والرطبا
وكنتِ شلال حب... ما شكوت ظمأ
إلا أطل على دنياي وانسكبا
وكنت... ها أبعث الذكرى فتلعنني؟
أواهُ ما أعنف الماضي إذا غضبا
لا تسأليني لما ودعتُ صمتي...ومضى
يومي إلى غده المجهول مغتربا
لعلني خفت من مرأى الربيع على
نهديك... يقفز نشوان الرؤى طربا
لعلني خفت من حب يطوقني
حنانه... كلما ناشدته وهبا
من فتنة... كلما نادمتها هطلت
علي شوقاً...وعطراً مسكراً...وصبا
خفت الينابيع والرمضاء تقتلني
وقلتُ قد يدمن الينبوع من شربا
...
بنت الربى الخضر! أخت الفجر! ملهمتي
حطمت ذل قيودي... عدت منتصبا
رجعت...فستقبليني...جبهة شمخت
على الغبار وقلباً بالهوى اصطخبا
هاتي يديك سنمشي في الدروب معاً
نواجه الناس...والأيام...والتربا


***
غازي القصيبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق