الخميس، 6 سبتمبر 2012

سآرة


وإذا الدٌنْيَا كَمَا نَعْرِفُهَا..
وإذا الأَحْبَابٌ كُلٌ فِي طَرِيق
أيها السَاهِرُ تَغْفُو..
تَذْكُرُ العَهْدَ وتَصْحُو
وإذا ماالتَأمَ جُرْحٌ..
جَدَّ بالتِّذْكَارِ جُرْحٌ
فتَعَلَّم كَيفَ تَنْسَى..
وتَعَلَّم كَيفَ تَمْحُو


،،
إبراهيم نآجي


-

نبُذة :

ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889 وتخرج من المدرسة الإبتدائية سنة 1903. أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب.

التحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطرإلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه.

لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة. اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأديب الفذ مصطفى صادق الرافعي والدكتور العراقي مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن
" بنت الشاطيء " .



مدخل :

سارة .. رواية ليست برواية وانما هي أقرب الي تحليل لشخصية المرأة
سارة .. رمز للجموح وكسر القيود
هند .. رمز للوداعة و احترام التقاليد
العقاد لم يذكر هند الا في أسطر قليلة
أعتقد أنه يفضل المرأة الثائرة المنطلقة.
في فصل من هي ؟ عشقت سارة بعد ما كنت ألعنها في أول الرواية
أدركت أن سارة هي المرأة بعينها , تجمع تناقضات كثيرة في سلاسة
اذا كان لقب العقاد عدو المرأة الأول فأعتقد أن رواية سارة تثبت أنه يعرف عدوه جيداً قصة تحليلية نفسية يصور فيها الكاتب مشاعر الانسان بتجرد . أسلوب بسيط آسر جميل و صور تشبيهية تجعلك تعيد قراءة الكتاب مرة أخرى . قصة الكتاب عادية جدا جدا لكن ما يدهشك في هذاالكتاب هو آراء و تحليلات و أفكار العقاد . بحق يجعلك هذا الكتاب بفكرته العادية باسلوبه البسيط تدرك من هو عباس محمود العقاد المفكر الأديب.

رُؤية شخصية :

ترتيب الحوادث أن تنتهي ثم نكرّ راجعين للسؤال عن بدايتها. وسبيل التواريخ أن تنطوي السير وتنصرم الدول ثم نتقصّى مناشئها وأسباب ظهورها.
فنحن لا نحيد عن مجرى الزمان حين نعرف الساعة كيف تلاقت سارة وهمام، بعد أن عرفنا منذ برهة كيف كانت القطيعة وكيف كان اللقاء الأخير.
هكذا يبدأ العقاد فصل "كيف عرفها؟" بعد منتصف القصة بقليل، وهكذا سار مسيرته فيها.. فيبدأ بالقطيعة ولقائه بها بعد القطيعة وتخلّفه عن الموعد ويعلل هذا بشكوكه ثم منشأ هذه الشكوك، ثم يسترسل في وصفها شكلاً وروحاً وعقلاً، ثم كيف كان اللقاء الأول فالحب والهوى والشكوك فيها إلى أن كانت القطيعة دون يقين واليقين بعد هذا الفراق.. وهذا أضفى تشويقاً وكأنك تجمّع قطع البازل.
بطلا هذه القصة همام وسارة -كما سمّاهما العقاد بعد مرور أكثر من ربع القصة للتيسير - عاشا "حادثة" - كما يسميها العقاد - وليست علاقة حب.. على الأقل بالنسبة لهمام فهو المخدوع.
همام رجل شكوك ذكي مثقف، وسارة امرأة لعوب ذكية وخبيرة بالحياة. بينما محبوبته الأخرى التي أطلق عليها لقب هند فهي محافظة عكس سارة وحيّية وعلى قدر عال من الثقافة.
تلك القصة التي يحكيها طعّمها بفلسفات عن الحياة والحب والمرأة أعجبني أغلبها، وإن ظهر في بعضها تعميم لصفات على جميع جنس المرأة .



مقتطفات :

كل قبلة غير قبلة المرأة التى يحبها الرجل هى تضحية بل هى إن شئت أن تسميها سَخُرية .


إذا ميز الرجل المرأة بين جميع النساء؛ فذلك هو الحب.
إذا أصبح النساء جميعاً لا يغنين الرجل ما تغنيه امرأة واحدة؛ فذلك هو الحب.
إذا ميز الرجل المرأة لا لأنها أجمل النساء، ولا لأنها أذكى النساء، ولا لأنها أوفى النساء، ولا لأنها أولى النساء بالحب، ولكن لأنها هي هي بمحاسنها وعيوبها؛ فذلك هو الحب .


الإنسان قد يتوقع الغش لفرط إشفاقه من الفقد والخسارة، لا لفرط اتهامه وسوء ظنه .


السبب في الحقيقة أنه لا سبب هناك
السبب هو الحيرة الملحُة التي تستحثنا إلى كل عمل مستطاع دون أن نستوضح أنفسنا عن علة معقولة أو نتيجة مأمولة، وكل من حار هذه الحيرة يوماً ًيذكر أنه فعل شيئًا لا علة له ولا هو يقبل التعليل .


لا فرق بين خيانة الضمير وخيانة الواقع إلا التنفيذ .


حواء أخرجت من جنة، وبناتها كل يوم يخرجن من جنات.. فهل المرأة ضرة الجنة تغار منها غيرة الضرائر؟ لا ندري. ولكنها هي المرأة أبداً لا تريد للرجل أن ينعم بغير ما يعنيها، أو يسعد بغير سعادتها، وليس يعنيها أن تفرح معه كما يعنيها أن تكون سبب فرحه وينبوع سعادته دون كل ينبوع. وبما أرضاها أن تكون سبب ألمه وألمها، ولم يرضها أن تشاركه السعادة الوافية، إن كان للسعادة سبب سواها .


منذ الأزل وقفت هذه الفتنة إلى جانب ووقف إلى الجانب المقابل لها حكماء الأرض وهداتها ومشترعوها وأصحاب النظم والدساتير فيها، وقالت هذه الفتنة كلمتها، وقال الحكماء والهداة كلمتهم، ونظرت ونظروا، ووعدت وأوعدت، ووعدوا وأوعدوا. وأمامك الناس جميعاً فاسألهم واحداً واحداً: كم مرة سمعتم هذه وكم مرة سمعتم هؤلاء؟ وأنا الضمين لك أن في تاريخ كل إنسان مرة واحدة على الأقل سمع فيها لهذه الفتنة ولم يسمع معها لحكم الحكماء ولا لشيء من الأشياء؟ .



إن الرجل ليسره أن يستكشف المرأة، ويسره ألا يزال واجداً فيها كل حين ميداناً جديداً للاستكشاف، ويسره أن يراقب المرأة وهي تستكشفه وتتخذ لها منسوباً إلى عواطفه، وترفع من دخائله حجاباً وراء حجاب، ويسره أن يستكشفا الدنيا معاً، والناس معاً، والطبيعة معاً، بروح مركبة من روحين، وجسد مؤلف من جسدين، وضياء كله شفوف وتجديد، وآفاق تنساح إلى آفاق. فإن وقف الاستكشاف ولم يتجدد من جانب الرجل ومن جانب المرأة فقد يكون سبباً للسآمة والعزوف، لا سبباً للشغف والهيام .



إن المرأة في استكشافها الرجل لكمن يجوس خلال الغابة المرهوبة ليهتدي أولاً وآخراً إلى مواطن الرهبة منها ووسيلة الطمأنينة إلى تلك الرهبة، ثم يرتع في صيدها وثمرها ويشبع من مظاهر العظمة والفخامة فيها. وإن الرجل في استكشافه المرأة لكمن يجوس خلال الروضة الأريضة ليهتدي إلى مجتمع الظل والراحة والمتعة والحلاوة بين ألفافها وثناياها. فهو يستكشف ليعرف أحلى ما فيها، وهي تستكشف لتعرف أرهب ما فيه. ثم تصبح الروضة روضة وغابة، وتصبح الغابة غابة وروضة، ويقوم حواليهما سور واحد يشعران به إذا خرجا إلى الدنيا، ولا يشعران به وهما بنجوة منها .


في النهاية ..
ربما حاول العقاد ، جاهداً عندما أنتصف
في الوصف وفي الطريق وأسهب كثيراً
ربما نُسي نفسه .. أو ربما أراد أن يترك شيء خلفَه
شخصيةُ همام وسارة .. هي تحليلَ للعقاد ذاته ..
تحليلاً لُعشقه لحياته ، لجُنون الكّتاب ..
لجنُون الشك وثورته في قلوب العشّاق ..
أراد العقاد أن يخفي الأسرار .. أو ربما
أراد أن ينثر لنا خيوطاً لانراها ، وأشياء نتتبُعها
لقد حصل على مبتغاه في كلتا الحالتين ..


لتحميل الرواية :

http://www.4shared.com/office/H7WMN0Wi/-_online.html

شُكراً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق