السبت، 8 سبتمبر 2012

الروح لإبن القيم


تأمل وتدبر :

‏{‏وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً، وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً، إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا‏}‏ ‏[‏سورة الإسراء‏:‏ الآيات 85-87‏]‏‏


نبذّة :

من أعلام الإصلاح الديني الإسلامي في القرن الثامن الهجري. ولد في دمشق من أبويين كرديين ودرس على يد ابن تيمية الدمشقي الذي هو ايضاً من ابويين كرديين وتأثر به. كانت مهنته الإمامة بالجوزية. التدريس بالصدرية وأماكن أخرى. التصدي للفتوى والتأليف. اتصاله بابن تيمية اتفقت كلمة المؤرخين على أن تأريخ اللقاء كان منذ سنة 712هـ وهي السنة التي عاد فيها من رحلاته إلى دمشق واستقر فيها إلى أن مات بدمشق سنة 728هـ.

مشايخه له عدد كبير من المشايخ جمعهم الشيخ بكر أبو زيد وذكر منهم خمسة وعشرين ونذكر بعضهم : قيم الجوزية: والده. ابن تيمية. ابن عبدالدائم: أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي مسند وقته. أحمد بن عبدالرحمن بن عبد المنعم بن نعمة النابلسي. ابن الشيرازي: ذكر في مشيخة ابن القيم ولم يذكر نسبه فاختلف فيه. المجد الحراني: إسماعيل مجد الدين بن محمد الفراء شيخ الحنابلة. ابن مكتوم: إسماعيل الملقب بصدر الدين والمكنى بأبي الفداء بن يوسف بن مكتوم القيسي. الكحال: أيوب زين الدين بن نعمة النابلسي الكحال. الإمام الحافظ الذهبي. الحاكم: سليمان تقي الدين أبو الفضل بن حمزة بن أحمد بن قدامة المقدسي مسند الشام وكبير قضاتها. شرف الدين ابن تيمية: عبدالله أبو محمد بن عبدالحليم بن تيمية النميري أخو ابن تيمية. بنت الجوهر: فاطمة أم محمد بنت الشيخ إبراهيم بن محمود بن جوهر البطائحي البعلي، المسندة المحدثة .

مدخلَ :

"هل تعرف الأموات زيارة الأحياء وسلامهم؟
هل تتلاقى أرواح الأموات وتتزاور؟
هل تُميز الأرواح بعد مفارقة الأبدان بعضها البعض؟! تلك التساؤلات وغيرها الكثير تجد إجابتها في هذ الكتاب القيم لابن القيم "

قبل قراءته كنت هائماً في كثير من التساؤلات حول الروح ،
وكيفيتها وماهيَ ، وتساؤلات وشكوك ، تؤدي بـ الإنسان إلى الضياع ..
حدثوني عن كتاب الروح لأبن القيم ، خفّت كثيراً فكنت في سنُ لايسمح لي بقراءة مثل هذه الكتبَ ، لم أتزود بعلُم أو بحصانة ثابتة .. فغامرَت وقرأته
توقعت بأن لغته أصعب من أن أفهمها، ولكنه جداً خفيف، وموثق بآيات من القرآن و بأحاديث صحيحة، وقصص أشخاص ثقات.
الكتاب يضم عدد كبير من المسائل التي بحث فيها الجوزي،لحاجة العالم اليوم لذلك بعد
أن أصبح يدخل في الإسلام أجناس متعددة، كانت خلفيتهم تعتمد على حضارات سابقة
من المسائل التي طرحها: أن الأرواح بعد أن مفارقة الأبدان إذا تجردت بأي شيء يميز بعضها من بعض حتى تتعارف وتتلاقى؟ وهل تتشكل إذا تجردت بشكل بدنها الذي كانت فيه وتلبس صورته أم كيف يكون حالها؟
لمن يريد معرفة جواب المسألة عليه بقراءة الكتاب
الكتاب يشبع الفضول، ومفيد جداً ..


نظُرة عن قُرب :

ما هي الروح ..؟؟ ماذا يحدث بعد خروجها ..؟؟ هل عندما نموت ننتهي من الدنيا أم سنتزاو كآرواح مع الأحياء ..؟؟
كتاب رائع بكل معنى الكلمة .. استمتعت بقراءه عدة مسائل منه
كمسألة التزوار وتلاقي أرواح الأموات سوية أو الأموات مع الأحياء وقت النوم، وما تخللت به من قصص رائعة حدثت لأعلام الأمة لترسخ المعنى و تأكده
و المسأله اللي تفرق بين الروح والبدن و أخرى بين النفس والروح
وايضا المسألة التي تتحدث عن الخطوات التي تحدث بعد الموت فورا من خروج الروح والقبر، مستدلة بأحاديث المصطفَى عليه الصلاة والسلام .
كتاب من وجهه نظري .. جعلني أؤمن أكثر وآكثر بل وأوقن بحياه البرزخ وهي حياه الأرواح فبالموت لا تنتهي الأرواح بل تنتهي الدنيا بالأبدان فقط، ولكن الأرواح باقيه تعامل على ماكسبت في السويعات الدنيوية .. فيا هنيئاً لمن كان قريبا من المولى بدنياه بقرب روحه منه بالبرزخ، ويا حسره على من بعُد بالدنيا فتكون في أسفل السافلين بالبرزخ .. وهكذا نكون باقين كأرواح حتى يأذن المولى بالنفخ بالصور لتقوم الساعه فتردّ أرواحنا للأبدان للحساب والجزاء فإما جنه وإما نار ..
جعلني الله وإياكم من الأرواح الطيبة لنكون من أصحاب النعيم .
..
فصّل كثيراً في الفرق بين الروح والنفس .. ثم عرّج على عالم الأرواح في حياة البرزخ وذكر قصصاً كثيرة .. أسند بعضها لمن هم في نفس المرحلة التاريخية .. وصدّق عليها ..
كتاب الروح بقي الكتاب الأساس لعالم الأرواح عبر القرون المتلاحقة .. الكثير يستند لآراء الإمام ابن القيم في الكتاب .. رغم عدم جزمي بمرحلة تأليف الكتاب ونحن نعرف أن ابن القيم رحمه الله مرّ بمرحلة تصوّف في بداية حياته وألف بعض كتبه في تلك المرحلة .. وتكلم الكثير من العلماء أن هذا الكتاب وغيره من ضمنها ..
يبقى لابن القيم روحه ونفسه وطريقته في السرد وفي إعطاء المعلومة بشكل جذاب .. وله إسهامات في بداية الصحوة بكثير من الكتب النافعة ..
تأملاته عميقة رحمه الله .. وله تأثير قوي في تكوين شخصيتي في بدايتها ..




جانب من الكُتاب

هنا سأعرض سُتة مسائل يتحدث عنها إبن القيم ، ويجيب عليها
..


المسألة الأولى : هل تعرف الأموات بزيارة الأحياء وسلامهم عليهم أم لا ؟

الجـــواب : قال صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فَيُسَلم عليه ، إلا رد الله عليه روحه ، حتى يرد عليه السلام" فهذا نص في أنه يعرفه بعينه ويرد عليه السلام . وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول المسلّم : " السلام عليكم دار قـومٍ مؤمنين" وقد تواترت الآثار عن السلف بأن الميت يعرف زيارة الحي له ، ويستبشر به. ويكفي في هذا تسمية المسلِّم عليه زائراً ، ولولا أنهم يشعرون به لما صح تسميته زائراً ، فإن المزور إذا لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال : زاره ، هذا هو المعقول من الزيارة عند جميع الأمم. وكذلك السلام عليهم أيضاً ، فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسَلِّم محال ، وقد ثبت في الصحيح أنالميت يستأنس بالمشيعين لجنازته بعد دفنه .

المسألة الثانية: وهي أن أرواح الموتى هل تتلاقى وتتزاور وتتذاكر أم لا ؟

الجــــواب: الأرواح قسمان :
1 - أرواح معذبة والعياذ بالله ، فهي في شغل بما هي فيه من العذاب عن التزاور والتلاقي .
2- أرواح منعمة ، وهي مرسلة غير محبوسة ، تتلاقى وتتزاور وتتذاكر ما كان منها في الدنيا ، وما يكون من أهل الدنيا. فتكون كل روح مع رفيقها الذي هو على مثل عملها ، وروح نبينا صلى الله عليه وسلم
في الرفيق الأعلى ,قال تعالى﴿يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي﴾ أي ادخلي في جملتهم وكوني معهم. وهذا يقال للروح عند الموت. وقد أخبر الله تعالى عن الشهداء بأنهم ﴿ أحياء عند ربهم يرزقون﴾
وهذا يدل على تلاقيهم من ثلاثة أوجه :
1 - أنهم ( أحياء ) والأحياء يتلاقون .
2 - إنهم إنما يستبشرون بإخوانهم لقدومهم عليهم ولقائهم لهم .
3 - أن لفظ ( يستبشرون) يفيد أنهم يبشر بعضهم بعضاً

المسألة الثالثة : كيف تتعارف الأرواح بعد مفارقة الأبدان ؟

الجـواب: أنها بعد مفارقتها الجسد تأخذ من بدنها صورة تتميز بها عن غيرها ، فإنها تتأثر ، وتنتقل عن البدن ، كما يتأثر البدن وينتقل عنها ، فيكتسب البدن الطيب والخبث من طيب النفس وخبثها ، وتكتسب النفس الطيب والخبث من طيب البدن وخبثه .

المسألة الرابعة : هل عذاب القبر يكون على النفس ؟ أو على البدن ؟ أو على النفس دون البدن؟ أو على البدن دون النفس ؟ وهل يشارك البدن النفس في النعيم والعذاب أم لا؟

الجـواب: مذهب سلف الأمة وأئمتها أن الميت إذا مات يكون في نعيم أو عذاب ، وأن ذلك يحصل لروحه وبدنه ، وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن منعمة أو معذبة ، وأنها تتصل بالبدن أحياناً ، ويحصل له معها النعيم أو العذاب. ثم إذا كان يوم القيامة أعيدت الأرواح إلى الأجساد،وقاموا من قبورهم لرب العالمين. وعذاب القبر ثابت بالكتاب والسنة ، ومن كان مستحقاً له ناله نصيبه من العذاب سواء قبر أو لم يقبر،فسواء أكلته السباع أو أحرق حتى صار رماداً ونُسف في الهواء ، أو صلب ،أو غرق في البحر،وصل إلى روحه وبدنه من العذاب ما يصل إلى القبور،بقدرة الله عز وجل .

المسألة الخامسة : وهي: هل عذاب القبر دائم أو منقطع؟

الجــواب: أن عذاب القبر نوعان :

1- نوع دائم : يدل عليه قوله تعالى: ﴿النار يعرضون عليها غدواً وعشياً﴾، وقوله صلى الله عليه وسلم في الذي يعذب: "فهو يُفعل به ذلك إلى يوم القيامة" رواه البخاري. وقوله صلى الله عليه وسلم في قصة الجريدتين اللتين وضعهما على قبري من يعذبان : "لعله يُخفف عنهما ما لم ييبسا" فجعل التخفيف مقيداً بمدة رطوبتها فقط. فالأصل أن عذابهما دائم .
إلا أنه قد رويت بعض الأحاديث تفيد أن العذاب يخفف عنهم ما بين النفختين، فإذا قاموا من قبورهم قالوا: ﴿يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا﴾ .

2- نوع يبقى إلى مدة ثم ينقطع ، وهو عذاب بعض العصاة الذين خفت جرائمهم، فيعذب بحسب جرمه ثم يخفف عنه .
المسألة السادسة : وهي: أين مستقر الأرواح ما بين الموت إلى يوم القيامة؟

الجــواب: قد اختلف العلماء في هذا اختلافاً كثيراً، ولكل واحد حجته، فمنهم من قال: هي في الجنة ، ومنهم من قال: هي عند باب الجنة، ومنهم من قال: هي على أفنية قبورها، ومنهم من قال : هي مرسلة تذهب حيث شاءت، ومنهم من قال: هي عند الله ، ومنهم من قال: أرواح المؤمنين عن يمين آدم عليه السلام وأرواح الكفار عن شماله .
والصواب: أن ( الأرواح متفاوتة في مستقرها في البرزخ أعظم تفاوت فمنها: أرواح في أعلى علِّيين في الملأ الأعلى وهي أرواحُ الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وهم متفاوتون في منازلهم كما رآهم النبي صلى الله عليه وسلمفي ليلة الإِسراء .
ومنها: أرواح في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت وهي أرواحُ بعض الشهداء لا جميعهم ، بل من الشهداء من تُحَبسُ روحُه عن دخول الجنة لدَيْن عليه أو على غيره ، كما في المسند أنَّ رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ، ما لي إن قُتلت في سبيل الله ؟ قال " الجنة " ، فلما ولى قال: ( إلاَّ الدَّين ، سارني به جبريلُ آنفاً . ومنهم : من يكون محبوساً على باب الجنة كما في الحديث الآخر: ( رأيتُ صاحِبكم محبوساً على باب الجن . ومنهم: من يكون محبوساً في قبره ، كحديث صاحب الشملة التي غلها ثم استشهد ، فقال الناس: هنيئاً له الجنة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إن الشَّملة التي غلَّها لتشتعل عليه ناراً في قبر .
ومنهم: من يكون مقره باب الجنة كما في حديث ابن عباس الشهداءُ على بارق – نهر بباب الجنة – في قبة خضراء، يخرج عليهم رزقُهم من الجنة بكرةً وعشية).رواه أحمد.وهذا بخلاف جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه حيث أبدله الله من يديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء .
ومنهم: من يكون محبوساً في الأرض ، لم تَعْلُ روحُه إلى الملأ الأعلى فإنها كانت رُوحاً سفلية أرضية، فإنَّ الأنفسَ الأرضيَّةَ لا تجامعُ الأنفس السماوية ، كما لا تجامعها في الدنيا، والنفس التي لم تكتسبْ في الدنيا معرفةَ ربِّها، ومحبته وذِكْره والأنس به، والتقرُّب إليه، بل هي أرضية سفلية، لا تكون بعد المفارقة لبدنها إلا هناك .
كما أنَّ النفسَ العلويَّة التي كانت في الدنيا عاكفةً على محبة الله عزّ وجلّ وذكْره ، والتقرُب إليه والأنس به تكون بعد المفارقة مع الأرواح العلوية المناسبة لها، فالمرءُ مع مَن أحبَّ في البرزخ، ويوم القيامة ، والله تعالى يُزوِّجُ النفوس بعضها ببعض في البرزخ ويـوم المعاد كما تقدَّم في الحديث ، ويجعل روحه – يعني المؤمن – مع النسيم الطيب؛ أي الأرواح الطَّيبة المشاكلة، فالروحُ بعد المفارقة تلحق بأشكالها وأخواتها وأصحاب عملها فتكون معهم هناك .
ومنها: أرواح تكونُ في تنّور الزُّناة والزواني ، وأرواح في نهر الدم تسبح فيه وتلقم الحجارة ، فليس للأرواح سعيدها وشقيّها مستقر واحد ، بل روح في أعلى عليين ، وروح أرضية سفلية لا تصعد عن الأرض ).



..

في النهاية :

الكتاُب قيَم كـ عقل صاحُبه
جميل جداً يحدثّك عن الزُمن وعن مآهية الروح
كيف خلقت ،ولما ، وأين مستقرها ، وكيف ترحل وكيف تدنو
هناك تساؤلات .. عميقة في مخيلَة الأنسان يظن أن نطق بها
فقد هلك ، خصوصًا عن الأرواح .. فـ إبن القيَم
أتى بالسهل الممتنع . ليجيب على كل تلك الأسئلة التي طالما تؤرقنآ .

الكتاب طويلً ومفعم بالجماليات والأسهامات والأسهابات والتعابير اللطيفة
البسيطة السلسّة التي تدخل إلى ذهن الباحث أو القاريء
أنصح بجميع الأخوة بقراءتهَ لما فيه من خيرَ وفير
وعلمَ غزير حول الروح وأسرارها .
.

لتحميل الكتّاب
عن طريق 4shared
http://www.4shared.com/office/uM4SsdC0/___.html

_
عن طريق mediafire
http://www.mediafire.com/?m875jvx9ax43cwz


شُكراً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق