الاثنين، 27 أغسطس 2012

تناقض 1


الفكرة عبارة عن أحرف ، وبعُض كلمات ، ربما تكون محقّة وربما تكون متناقضة
فلسفَة بسيطة " مجـُرد ثرثّرة "


(أ)

أ جارتنا أننا غريبان هآهنا ... وكل غريب للغريب قريبُ .

(ب)

بعد رحيل المساء هل .. آن الأوان لراحة الجسد . ولكن ياصديقي العزيز ، هل ستأتي لترتاح تلك
القلوب وأشجانها .

(ت)

تركت خلفها النافذة مفتوحة وذهبت إلى المرآءة ، كان ذاك في الثامنة صباحاً . فقالت بصوت يعلوه الضجر
لما كل هذا الضوء مسلطاً علي ، ولم تدرك أن الجو غيُم .. وأن الضوء ماهو إلا بريق لمعانَ عينيَها .

(ث)

ثمُة ثرثرة ، بالأمس كان يضحك ويتشدق ( نحٌن قوماً لانهاب في الحرب والسُلم ) . واليوم رأيت الخوف في عينيه
الفزع والرهبة والخشيُة تكاد تنطق بتعابير وجهه .

(ج)

جائت الأخبار من أقاصي البلدان ، أن الحرب ستفيق ربما أنت ، ربما أنا ربما أنتم من الضحايا
كأنني أشُم رائحة الدم ، والأشلاء ، وأرى المنكوبين والعويل والموت .. كلهم قادمون .

(ح)

حنُين وضجر .. سماء بعناقيد العُنب الأحمر .. طيفك يهرب ويدنو ينفرَ ويستكن ، شمسكَ متى تُشرق !

(خ)

خيانة!! خيانة!! .. أراك يا شقيقي تتفوه بها كثيراً ، ولم تعي حقاً أن الخيانة الأم هي خيانة العقل للنفس
وخيانة المرء لقلبه ، فالمرء سر ووجه المرء يكتمهُ ... يحتار هل عرفوا أم بعد ماعرفوا !؟
فحتى يوم الولادة ولدنا ونحن خؤونةَ فلم ندرك أن البكاء هو الفرح ، وأن الحزن هو الحياة وأن الأنسان هو الدمع .

(د)

دع عنك لومَي فأن اللوم إغراءُ ... وداوني بالتي كانت هي الداءُ !

(ذ)

ذ .. هذا الحرف ليس مميزاً في نطقه ، بل مميز لأنه بعيد عن بقية الأحرف .
ربما أتشبه به .. لأني أعيش بعيدا عن صراعات الحياة البشرية ، من حديث وصمت .
فهو وحيداً مستقلاً .. وأنا ، لست إلا كمقلداً له ، لأبقى مستقراً مستقلا .

(ر)

رياح التغيير لاتحمل في طيأتها في داخلها إلا الكذب والجور .
لأن الحقيقة القابلة للتصوير في أذهان البشرية ، سر البقاء ليس الضعف إنما القوة .
وسر الثبات ليس الاتزان ، إنما الجاذبية . فالتتغير لا يأتي بالمثير ولا الجديد إنما.
خلق نفس أخرى وقتل روح كانت تعيش سلفاً ، فأن تغيرت فأعلم أنك قتلت نفسك فيما مضى ، وولدت الآن .

(ز)

زمُزم . زمُزم ، زمُزم .. لست بـ هاجر ولست كـ إسماعيل ، عليهما السلام .
ولكن أحاول أن أستجمع بعضاً من أفكاري القتيلة والمشتتة فلم أدفٌن بعد .. لأنني مازلت أكتب
إذا أنا حيًا حُرياً .

(س)

سراب يتخلله الضمور .. ضياء و وميضّ .. نيران تشتعل في أفئدة المُحبين . وبروداَ يختجلَه صمت أصوات أرواحاً لم تُعد تنظر إلينا ولم تهتّم .

(ش)

شواطيء النسيان ، قد هاجروا من كانوا يرسون هناك ولم تبقى إلا سفينة واحدة هناك تتزود من المرفأ بالمؤونة . هل تعرف من هي تلك السفينة .
إنها سفينتك الخرّدة ، عد إلينا ولنكن لك سفينة وبحراً وشاطيء ومؤونة .

(ص)

صوتك وأنت تبكي .. يُغني الجميع عن كلمة "حزن".. وصوتك وأنت تضحك ، تجعل الأخرين يدركون معنى كلمة "الحياة"َ .

(ض)

ضريبة الصبر ربما نتجرعهاَ سروراً . ولكن ضريبة الهوان سنتجرعها مذلٌة . فشتان مابين صبر الهوان والموت ، وصبر الولادة والأمل !

(ط)

طائر الوداع . يلوح للمسافرين يوم الخروج . فهناك من سافر ولاننتظر عودته لأننا عرفنا مستقرة .
وهناك من سافر وعلقنا الحنين والأمل والأنتظار ، عندما آستهل أول خطوة ليبدأ طريقه الطويل البعيَد .

(ظ)

ظروف .. ! هي أهون كلمة يقولها شخص ناسي ، لشخص مشتاق ويسأل بلهفة وحُرقة وصبراً تجرعه علقما .

(ع)

عيوب الولاية متفاقمة ، والمقتضى الأول والجاني هو البلد والشعب ، بعد رحيل نايف أصبح الشعب في حالة من الهيجان
فالكل أصبح سياسياً ويتحدث ويتقهقه وكأن الله يوحي إليه بذلك ، ويقول الحرب قادمة.
إلهي لاتدع شراً يمسي بلدي وبلدهم ، فلم أنتصر بعد فهناك حروب وصراعات داخلية لازالت قائمة بين جسدي وقلبي ونفسي وذاتي
وليس لدي القدرة الكافية للدخول إلى حرب لاتعرف إلا الدم و تكفر بـ غصن الزيتون .

(غ)

غريباً زارناً وودع . وقريباً زارناً وتشنُع ، ياغريب شكر الله لك ، وياقريب كفانا الله شرك بما شاء .

(ف)

فاجر ، فاسق ، ملحد . كلمات كثيرة تقال لمجموعه من البشر فاقوا البقية في القدرة الأدراكية والتصويرية وخالفوا الجميع
فأصبحوا فجُرة كفُرة . لماذا ؟ لأنهم لم يوافقوا على أقوال الأخرين فأصبحوا خوارج .
عزيزي العربي ، : من لايقبل النقّد لايفهم القصد . فأصمت جزاك الله خير .

(ق)

قلب . ورياح .. وبرّود .. صمتَاً ونظراً للسماء .. ألماً يصلي للأمل . وأملاً بالأياتَ يُحتمل . ضياع وصخب .. هو جزئي الغائب يا من تقرأ
فهل أدركت أجزائي .

(ك)

كل الطرق تؤدي إلى روما ، فلنفترض أنك روما وأنا شتُى الطرق ، فأخبرني كيف لايعرفك الناس وأنا الأحرف التي تؤدي إليك
وأنت روما السطور التي لازالت تتُجسد في الحنايا قبل الأوراق .

(ل)

لأنك عربي يجب أن تموت . ليس الأمر رغبة مني . ولكن واقعك يحتم عليك ذلك " لاتنطق ، لاتكتب ، لاتقبل ، لاترفض "
وإن مت . سنبكي عليك ليلتين والثالثة نقسم لك ، والرابعة نضعك في مقبرة النسيان ، لتزورك بعضاَ من الأحرف .

(م)

مرني مسرعاً يريد مني الذهاب معه ، فقلت أمهلني لأفرغ من الكتابة . قال وهو يبتسم : لازلت تكُتب !.
نظرت إليه ، وقلت : هل تستطيع التنفس بلا أوكسجين . قال لا ، قلت إذاَ أنا أعيش هنا بين محبُرة وريشة و ورقة
أتنفس الكتابة والأحرف تتنفسي ، مابين زفير وشهيق .

(ن)

نعلم جيداً لماذا خلٌقنا . ولكن نجهل كثيراً قيمة الحياة التي بين إيدينا
فالبكاء حتمي والفرح حتمي . نبتسم في أول لقاء ، يوم الولادة .
ونبكي في يوم الوداع والرحيل و الممات .

(ه)

هأنا أقترب من النهاية . لا أعلم حقاً إن كنت أريد الأنتهاء أو متى بدأت !
فالطرق بدأت بالتقاطع والشفق الأحمر بدأ بالغياب ، وكلُ مضى نحو وجهُته وبقيت ممسُك قلمي أنتظر متى يتوقف نُزيفه .

(و)

وديعاً لطيفاً زكياً عبقاَ .. فكيف لرجل ولد بقلب نقي أن يتنفس أنفاس غيرك يافتاة ، فكل الأنفاس أنتي .
كان يقول تلك العبارة وهي مغلقة عينيها لتشعر بما يقول .وكانت عيُنه " ترمق فتاة تسير بالقرب منهما " .

(ي)

يامن تعلم كل خافية وترى كل صغيرة وأدق . وترحم كل قوي وضعيفَ وأشق ،
أرحمني وأعفو عني وحقق قليميآت أحلامي ، وأغفر لي وجميع المسلمين
وأدخلني مدخلاً حسناً ، وأحسن خآتمتي .


كتبتهآ في 21 يونيو 2012
الساعة : 2:17 ليلاً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق