الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

مذكرات الأرقش


قبل البُدء هناك ..
مزأج أريد أن أعُلنه

..

لتُنام ، لتُنامَ ، و تنام ..
نمشي حامليُن إليك صفصافَ الكُرى ..
لتُنامَ بالأصرار .. حراً مطمئناً كالحقول ..
على بساطُ الفجرَ .
نمُشي بإتجاهك ..
بقوة الألأم ، بإتجاهك
ونمَشي بقوة الألامُ نمشي ، بإتجاهك
تطردَ خوفنا ، منا وتطُرد ضعفنا
.

..
مقطوعُة بسيطُة من ترُنمية
الذكريات لـ : مارسيل خليفة

مُذكرات الأرقش 4.gif


-

تعُريف :


ميخائيل نعيمة 1889 - 1988 مفكر عربي كبير وهو واحد من ذلك الجيل الذي قاد النهضة الفكرية والثقافية وأحدث اليقظة وقاد إلى التجديد واقتسمت له المكتبة العربية مكاناً كبيراً لما كتبه وما كتب حوله. فهو شاعر وقاص ومسرحي وناقد متفهم وكاتب مقال متبصر ومتفلسف في الحياة والنفس الانسانية وقد أهدى إلينا آثاره بالعربية والانجليزية والروسية وهي كتابات تشهد له بالامتياز وتحفظ له المنزلة السامية.

ميخائيل نعيمة ولد في بسكنتا في جبل صنّين في لبنان في شهر تشرين الأول من عام 1889 وأنهى دراسته المدرسية في مدرسة الجمعية الفلسطينية فيها، تبعها بخمس سنوات جامعية في بولتافيا الأوكرانية بين عامي 1905 و 1911 حيث تسنى له الاضطلاع على مؤلفات الأدب الروسي، ثم اكمل دراسة الحقوق في الولايات المتحدة الأمريكية (منذ كانون الأول عام 1911) وحصل على الجنسية الأمريكية. انضم إلى الرابطة القلمية التي أسسها أدباء عرب في المهجر وكان نائبا لجبران خليل جبران فيها.

عاد إلى بسكنتا عام 1932 واتسع نشاطه الأدبي . لقب بناسك الشخروب، توفي عام 1988 عن عمر يناهز المئة سنة. وتعود جذور ميخائل نعيمه إلى بلدة النعيمة في محافظة اربد في المملكة الاردنية الهاشميه وهذا ما ذكره ميخائيل النعيمه في حوار مع الكاتب الاردني والمؤرخ روكس بن زائد العزيزي .


مدَخل :

إذا كان لكل أمة أن تزدهي بكتابها وشعرائها، وأن تباهي بعباقرتها وفلاسفتها ومفكريها، فقد حق لنا نحن أبناء الأمة العربية أن نضع ميخائيل نعيمة في رأس مفاخرنا الروحية والأدبية في هذا العصر.
إن ميخائيل نعيمة مدرسة إنسانية فريدة ومذهب مضيء من أنبل مذاهب الفكر الإنساني العربي والعالمي.
"مذكرات الأرقش" رجل غريب الأطوار يخدم صامتاً في مقهى ويطل على الناس وحياتهم، لا من حدقة العين بل من كوة الخيال الطلق والروح الصافي. فيدوّن هذه المذكرات العجيبة بأسلوب يفعل بالقارئ فعل السحر، ويفتح له آفاقاً بعيدة وعوالم جديدة ما كان تخطر له في بال من قبل.
مذكرات تنضح بالتفكير العميق، وتعبر عن خبرة المؤلف وآرائه في الحياة والناس والأشياء .


رغم أنّ الأرقش إنسان إلاّ أنه ترك الإنسانية جانبًا وتعالى عليها بقوة الحق ، قوة الصمت ..
لم يكن يعلم من دُنياه إلاّ أنّ من حوله لقبوه بالأرقش ..
هوَ عالم بذاته وبصميمها ، فكانت مذكراته خالصة جدًا لدرجة كافية بأن تشعرك أنّك فوق بساط الريح ، في بلاد لاتعرف الوطنية ولا الجنسُية والعنصرية ..

"ذبحتُ حبّي بيدي لأنّه فوقَ ما يحتمله جَسَدي ، ودون ما تشتاقه روحي"

السوداوية بمفهومنا كانت غالبة على فكره وحُبه وخيالاته ، لكنّها ليست سوداوية بمفهومه بل شفافية وعمق وتجلّد في قول الحق .



نُظرة شخصية ، و وصف :

استخدم نعيمة شخصية الأرقش للتعبير عن فلسفته الصوفية في الحياة. الكتاب هو عبارة عن مذكرات وجدت في إحدى المقاهي العربية في نيويورك حيث عاش الأرقش لمدة 3 سنوات.
شخص غريب الأطوار ، لا أحد يعرف اسمه ولا أصله ، يتكلم العديد من اللغات الحية و لا يعرف كيف تعلمها. لقب بالأرقش نظراً للندوب الواضحة في وجهه من أثر الجدري.

يقول هو عن ذاته : " أنا لا أعرف لذاتي إسماً ولا أرضى أن أعرف باسم واحد . لأنني أولد ولادة جديدة كلما تولد في رأسي فكر جديد .
وأفكاري تتولد بسرعة البرق . إن أكن الآن داود فأنا بعد طرفة عين سليمان وبعد طرفة أخرى لست سليمان بل شمشون . فأنا بما أفكّر قبل أن أكون بما أعمل وبما يظهر مني . والفكر لا يستقر على حال . فهو كالريح تهب فوق فوق المروج فتشتم منها رائحة المروج . وعلى المزابل فتأتيك برائحة المزابل . وما دمت فكراً متجسداً لا جسداً مفكراً فأنا في كل لحظة ، أو أقل منها ، إنسان جديد " ..


الأرقش ..
إنسان صامت يراقب كل ما حوله خصوصاً في تلك القهوة التي إمتلأت بالنماذج البشرية المختلفة فيراقب طبائع النفس البشرية و يجلدها. ويطل على الناس وحياتهم، من كوة الخيال الطلق والروح الصافي , فيدوّن هذه الأفكار الإنسانية من خلال مذكراته الخاصة ، التي تنضح بالتفكير العميق، وتعبر عن خبرة المؤلف وآرائه في الحياة والناس والأشياء.


يقول ميخائيل نعيمة : " خلقت الأرقش من خيالي فلم يلبث أن أصبح في حياتي أكثر من شيء ، أو واقعَ ألتُمسه و أتعايشًُه ويتعايشَه غيري ويرأه .



مقتطفات :


"أدركتُ حلاوة السكوت ولم يدرك المتكلمون مرارة الكلام, لذا سكتّ و الناس يتكلمون”


“ما من مصيبة إلا الجهل. فالمصيبة تثقل على قدر جهلنا مصدرها ومعناها، وتخف على قدر فهمنا معناها ومصدرها”



"ما أسرع الناس في خلق أسباب الشقاق، وما أبطأهم في خلق أسباب الوفاق!”


"كثرة الكلام ملهاة للفكر. والبشر يهربون من السكوت والتأمل. فأنّى لهم أن يدركوا الله؟”


“أيّها الكمال ما أدناك ومأقصاك , وما أمرّك وأحلاك!
أيّها الكمال لا تحصِ عليّ عثراتي.
أيّها الكمال ليكن شوقي إليك شفيعاَ بي لديك "


"ذبحت حبي بيدي , لأنه فوق ما يتحمله جسدي ودون ماتشتاقه روحي.”


"ما سمعتُ بطالبِ كمال إلا تمنيتُ أن أجعلَ من قلبي بساطًا لرجليه, ومن روحي سياجًا لقلبه..فاكتمالُ إنسانٍ واحد هو الكفيل باكتمالي واكتمال كل الناس"



"كما يكون الإنسان تكون الطبيعة من حوله. فمن جملتْ حياته وصفَت أفكاره رأى الطبيعة جميلة وصافية. ومن قبحت حياته وتشوّشت أفكاره رأى الطبيعة قبيحة ومشوشة.
لذلك فمفتاح الطبيعة ليس في الطبيعة عينها بل في الإنسان نفسه. وذلك المفتاح هو المعرفة. من شاء أن يعرف الطبيعة فليعرف نفسه اولاً. ومن شاء أن يكون سيد الطبيعة فليكن سيّد نفسه.”


“الكلام مزيج من الصدق والكذب. أما السكوت فصدق لا غش فيه.
لذلك أسكت ودع الناس يتكلمون "


“فالوطن ليس أكثر من عادة. والبشر عبيد عاداتهم. ولأنهم عبيد عاداتهم تراهم قسموا الأرض إلى مناطق صغيرة يدعونها أوطانهم.”



"ليس أبغض على الناس من أن يروا إنسانًا يفلت من أقفاصهم ويحلق بعيدًا عنهم. ولا أحب إليهم من أن يصعق ذلك الإنسان فيخر صريعًا.”


تَم


في النهُايةُ
هذّه الرواية إهداء إلى " وائل صاحب الصورُة الجميلة
فهُو من حرضني إلى فعل ذلك ..
وأيضا إلى جُميع الزوار والأعضاء .
..
حُب ميخائيل وفلسَفته شيء يناقضَني دائَما
لطالماّ هذا الغربال .. يُسعدني بكتاباتُه
حتى إننيَ أتخذتُه لقباً ذات يوم ..
كيفَ لا وهو يقول " اللهم نجُني من صديقاً يدعي أنُه يحبنُي أكثر من نفسه "

..
كُتبت هذه الرواية بتحريضَ من أخّي الذي أحُبه ، وأخالف ميخائيل في ذلك
.. مزاجي كان جيداً ،وكيف لايكون جيداً وأنا أستمع لـ مارسيلُ خليفة .
وأشرب الشُاي بالنعناع ., وأكتب في قوماً يريدُون مني أن أكتبَ ولو طلاسُما عرفية من الأثر الفرعوني .. فـ شكرًا أسرة ظمأ على هذّا التقدير والأحترام
ونُكن مافي القلوب لكم وأمثلُ
.. أنا أكتب ولازال قلمي يُِشدو
إذاً أنا أتنفس .


لتحميل الروايُة

http://www.4shared.com/office/R48SpARJ/___.html


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق