الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

الطريق إلى أصفهان



عندما وصلني الكتاب كُنت لا أعرف مابداخله فقط أخذته على حيُن غره وهو أخر كتاب أتاني كهدية
ولكننِي وضعته في المكتبة ولم يكُن هناك وقتاً للقراءة ، كانت أيام الأختبارات أنذاك
وذات يوم ، أحسستُ بظمأ للقراءة
.
وقررت أن أقرأ فذهبت إلى المكتبة بأخر البيت
بعد الأستئذان من والدي
.
فإذا بي أجد كتاباً على الرف أسمه الطريق إلى أصفهان
يتكلم عن حياة إبن سينا ، كُنت مستغرباً من إقتناء والدي هذه الكتُب
فذهبت إليه وقال بعبارة واحدة " كتاب الملحد هذا ، أتتَ به شياطينك "
فعلمت أنه لي وتذكرت الهدية فقررت أن أقرا


الشكل الخارجي :


مغلف ومحشو بالمتعة والفائدة .. وأيضا ..الدهشة !! ..هو رحلة ماتعة في حياة واحد من أكبر العلماء المسلمين .. الذي لا أعلم …هل حقا ربما كان الجهل بفصول من حياته خيرا من العلم بها ؟!! كما هو أيضا تصوير لبذخ الملوك ونزواتهم الذي تنقل بينهم ابن سينا ومن معه ..سواء كنت تفضل القراءة في التاريخ .. أوالكتب العلمية ..أو الروايات ذات الحبكة القصصية المشوقة .. او حتى شيء من الفلسفة فالكتاب يحوي هذا كله !!


تعريف الناشر عن الكتاب :


ابن سينا واحد من بين قلة من نوابغ العصور السالفة الذين وصلتنا أهم مؤلفاتهم، إضافة إلى صورة واضحة عن حياتهم الشخصية، وذلك من خلال الصفحات التي تركها لنا تلميذه وتابعه أبو عبيد الجوزجاني الذي صاحبه في حله وترحاله، والذي وصف لنا في قرابة العشرين صفحة ما تعرض إليه معلمه من ظلم الملوك وسطوة الأمراء وتعب الجسد في مرام النفس الكبيرة. ويبدو ابن سينا من خلال “سيرة الجوزجاني” شخصية مأساوية جاهزة للتنفيذ الروائي، بما تتضمنه من تفاصيل وتقلبات وتشويق ونهاية يتعارض فيها القدر مع الإرادة وفقاً لشروط المأساة الإغريقية.
وقد استغل جيلبرت سينويه هذه السيرة القصيرة لإنجاز عمله الضخم، فأجرى نص هذه الرواية على لسان أبي عبيد الجوزجاني، وأورد عدداً من الحواشي ذيلها باسم هذا التابع الوفي الذي رافق ابن سينا طيلة خمسة وعشرين عاماً، وأردفها بحواشي أخرى ذيلها بإمضاء “المترجم” وذلك لإحكام الإيهام بنسبة هذا النص إلى تلميذ ابن سينا وكاتب سيرته المعروف، ولمزيد الإقناع (إقناع القارئ) بأن المؤلف (الفرنسي) ليس أكثر من مترجم لسيرة ابن سينا كما كتبها الجوزجاني، وهذا يعني أيضاً أنه ليس سوى ناقل أمين لنص كتب في الأصل بالعربية.
ولما كان ذلك من جوهر “لعبة” السرد المتوخاة في هذا العمل، فقد رأينا أن نحترم قواعد اللعبة أثناء الترجمة، مذيلين حواشينا الخاصة بإمضاء “المعرب”، وكأننا لا نترجم نصاً، بل نعيده إلى لغته الأم. وقد تطلب منا هذا الأمر أن نعود إلى نص رسالة أبي عبيد، وأن نرجع إلى مؤلفات ابن سينا نفسه: خاصة كتاب القانون وكتاب الشفاء والأرجوزة الطبية، وأن نثبت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأمثال والأبيات الشعرية، للدنو قدر المستطاع من “نص أصلي”، هو أقرب إلى الحقيقة الافتراضية منه إلى أي شيء آخر.
هكذا يجد القارئ نفسه أمام لعبتين: لعبة الكتابة باعتبارها ترجمة، ثم لعبة الترجمة باعتبارها عودة بالنص إلى أصل ما. كان ذلك أول الأسباب التي أغرتنا بترجمة هذه الرواية.
يسند جيلبرت سينويه إلى أبي عبيد الجوزجاني دوراً مزدوجاً أو لنقل دورين متعاضدين في عملية السرد: دور “الراوي المعلن” المعتمد على ضمير المتكلم، الذي يصف الأحداث من زاوية نظرة الشخصية، ودور “الراوي المستتر” الذي يتقمص دور المؤلف ويدعي “الحياد”
بتقديم نفسه ضمن سائر الشخصيات المتحركة داخل دائرة الأحداث المروية.


بعض المقتطفات من الكتاب :


التحقوا بابن سينا مسرعين ، وتوقّفوا عند سرير المريض الذي اختاره الشيخ الرئيس.كان طفلاً في العاشرة من عمره،ممتقع الوجه،مخلدا إلى النوم.
أصغوا إليّ جيّداً،لقد فحصت بنفسي هذا المريض أوّل أمس وهاهي الأعراض التي سجّلتها:حمى شديدة،هذيان،نفس سريع وغير منتظم،كمالاحظن تشنّجات عامّة وغير محددة بموقع،نومه متقلب تصاحبه كوابيس،والمريض كثير الصراخ لا يتحمّل النور.والآن من منكم يشخص لي هذا المرض؟ خيّم الصمت،وتحلّق الطلبة بعفويّة في شكل هلال حول السرير. قال أحدهم بصوت مترددّ،وكان أكبرهم سناً:أظنّ أيّها الشيخ الرئيس،أنّها علامات شلل وجهي.-وهل تعرف حقًّا أعراض هذا المرض؟ إنّها ماذكرتُ تحديداً أيّها الشيخ الرئيس تشنّجات موضعية وشاملة،و.. -هل تثبّت إن كان جفنه الأسفل خفيضاً؟ هل تيقّنت من زيادة اللعاب لديه؟ هل رأيت إن كانت إحدى وجنتيه قد ارتخت؟أنا ..يبدو لي..-أجبني،هل لاحظت هذه الأعراض؟كلاّ أيها الشيخ الرئيس ولكن…-إذن فأنت مخطئ ياأخي نكس الرجل رأسه تحت نظرات السخرية التي تبادلها الزملاء،فيما واصل ابن سينا قائلاًً:-والآن، أما من أحد قادر على تشخيص حالة هذا الطفل؟ ربما كان يشكو من حمّى انفجاريّة. جاء الاقتراح هذه المرّة من فتى مدورّ القسمات،ذي لحية خفيفة لم تفارق خضرتها بعد. -خطؤك مقبول ياهذا، ففي بعض حالات المرض الذي تذكره ثمّة أيضاً صداع حاد،ونوم متقلّب مصحوبان بالحمّى،ولكن لو شكا هذا الطفل من العلة التي ذكرتها،لدمعت عيناه واحمرّتا،ولعسر عليه التنفّس وبحّ الصوت،وهي أعراض لم أذكرها،أمّا من ناحية أخرى..-أعرف ممّ يشكو هذا الصبيالتفت أبو علي إلى المتكلم،إنه ذو القفار،الرجل نفسه الذي اقترح منذ لحظات الشلل الوجهي.أحدّ ابن سينا بصره في الطالب المتهور قائلاً: -أنا مصغٍ إليك يا أخي-إنها الأفتيسيا-هذا جميل،بل هو رائع،لاشك،أنك تملك موهبة التنجيم،يالها من موهبة تستحق الإعجاب.شعّ وجه الرجل بابتسامة عريضة ونفخ صدره بزهو،فواصل ابن سينا قائلاً:- إنّها موهبة تثير الإعجاب حقًّا،لكن العلم المتقن الذي هو الطب لا حاجة به إلى مثل هذه المواهب،الطبيب ليس منجماً،ولاهو خيميائي ، إنه عالم.-نطق بالكلمة الأخيرة كمن يصرخ،عاصفاً بقسمات تلميذه.-عن طريق أي سحر أمكن لك أن ترى التهاباً في الطحال انتقل إلى الرئة ؟ انكفأ الرجل الخمسيني على نفسه وهو على حافة الإغماء، وكأنّه ورقة لامستها النار،ثمّ صرخ منقضّا على يد ابن سينا محاولاً تقبيلها:الرحمة أيها الشيخ الرئيس،الرحمة،ولكن لابدّ من إجازتي،فلديّ امرأة وستة عيال.قال المسيحي معلّقًا على ماحدث:صحّ قول أبوقراط:”العمر قصير لكنّ الفنّ طويل،والصدفة عابرة،والتجربة خطرة،والحكم صعب”-كلامك من ذهب يا أبا سهل،لنعد إلى مريضنا،هل أعيد عليكم الأعراض؟-لاضرورة إلى ذلك أيّها الشيخ الرئيس،فأظنّ أنّي عرفت العلة.التفت ابن سينا مصغياً إلى ابن زيلة.-أظن أنه يشكو من التهاب في أغلفة الدماغ،وعلى الصدغين تحديداً.-سكت دهراً لكنّك تكلّمت دراً يا ابن زيلة ، نحن حقاً أمام سرسام حاد،حمى دماغية،فهل تعرف إن كانت العلّة في آخر مراحلها؟فكّر ابن زيلة قبل أن يسأل:- هل شُلّ اللسان؟-كلاّ-هل فقد الحساسية بالكامل؟هزّ ابن سينا رأسه بالنفي-هل ابتردت الأطراف؟ -لا شيء من هذا-في هذه الحال،بالإمكان القول أيّها الشيخ الرئيس إنّ المرض لم يصل بعد نقطة اللارجعةشبك ابن سينا يديه ورمق تلميذه بنظرة رضا.- اقتدوا بتحليل هذا الفتى،فهذه طريقة رجل العلم: الملاحظة ،فالتأمل،فالاستنتاج،وذاك مايجب أن تسيروا عليه مدى حياتكم،إن كنتم ترغبون يوماً في إتقان هذا الفن الكامل الذي هو الطب. ٌ




كلمات من الكتاب تُنسب لـ إبن سنيا :
أعرف من أمور السياسة مايكفي كي أتذكر دائماً أنه إذا كان لي من العمر اثنان وثلاثون عاماً،فإنّ الله تعالى لم يمنحني اثنين وثلاثين عمراً

ثمة يومان يجب أن تحرص على أن لايساورك في أمرهما أيّ قلق، اليوم الذي لم يجئ بعد واليوم الذي فات

بأي المعالجات نبتدئ أيّها الشيخ الرئيس إذا اجتمعت أمراض في وقت واحد؟ وماهي المقاييس التي على أساسها نخصّ هذا أو ذاك من الأمراض بالأولوية في العلاج؟إذا اجتمعت أمراضٌ فإنّ الواجب أن نبتدئ أولاً بالمرض الذي لا بُرْء للثاني دون برئه،مثل الورم والقرحة إذا اجتمعا،فإنّا نعالج الورم حتى يزول سوءُ المزاج الذي يصحبه والذي لا يمكن أن تبرأ معه القرحة،ثمّ نعالج القرحة،وعلينا ثانياً أن ننظر إذا كنّا أمام مرضين إن كان أحدهما هو السبب في الثاني،مثل إنّه إذا عرضت سدَّةٌ وحمّى عالجنا السدّة أولاً ثمّ الحمّى،لأن الحمّى يستحيل أن تزول وسببها باقٍ،ثمّ علينا أخيراً أن ننظر إن كان أحد المرضين أشدّ اهتماماً وأقرب إلى البرء من الثاني الميئوس منه)ثمّ ختم الشيخ كلامة بحكمة ماهي إلاّ خاتمة الكتاب الأوّل من القانون:“وأمّا إذا اجتمع المرض والعرض،فإنّا نبدأ بعلاج المرض إلاّ أن يغلبه العرض،فحينئذ نفصد فصد العرض ولانلتفت إلى المرض”

وهل لك نصائح بخصوص الجمال أيها الشيخ الرئيس؟البشرة مرآة الجمال،فاحرصي عليها من هذه العناصر الثلاثة:الشمس،لأنّ نفعها لا يمنع ضررها،والريح والبرد.

إذا صفعت الحماقةُ العقلَ فإنّ من حقّ العقل أن يتصرّف بحماقة.
صحيح أننا نظن أننا نحب, والحقيقة أن كلا منا لا يحب إلا نفسه




أخيراً


لي عُتب واحد على جمال هذا الكتاب وهو الصورة التي جعلٌ منها الكاتب الفرنسي أبن سينا في وصف حياته الخاصة وحياته الشهوانية من زواج وعلاقات .
مهما تكن حياته الخاصة كان يكفي الإشارة إليها دون تضخيمها وجعلها الثيمة الرئيسية للرواية , أيضاً مما ساعد على عدم تقبلي لها هو الصورة المثالية التي نحتفظ بها للشخصيات المؤثرة مهما يكن هذا أو تلك أنا ضد تقديم أي رمز بهذه الصورة , إشارة بسيطة تكفي , المغالطات الدينية واحتساب بعض النصوص على القرآن أمر مزعج جداً جداً , ويتبقى أيضاً مانرده عليه وعلى الفارابي من فلسفة العقل الفعال والوحي .

في النهاية أتركُك أنت من يقرر لكن الكتاب يستحق القراءة ، دون الأخذ في المماطلة في حياة إبن سينا الخاصة
.
إن سرَ كتاباتي لها الأن هو تصفح والدي التلفاز بقربي ، وإذ بفلم أيراني على قناة فارسية
يتكلم عن حياة إبن سينا ،ـ فأبتسم لي والدي وقال صديقك : )
رغم رداءة جودة الفلم وقدمه إلا أنه كان شاملاً
لحياة إبن سينا ولم يتطرق لأمور تطرق لها الكاتب كالأمور الخاصة .


..
لتحميل الكتاب
هُنا


http://www.4shared.com/office/OCfceU6F/___liilascom.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق