الاثنين، 27 أغسطس 2012

وجُد وفقّد

في كل صباح أناديك بصوت فيروز
بـ زفرآت صوت مارسيلّ الشجُي ..
..
أستعجل قهوتنا . . وأضع فنجانك كما تحُب خالياً من السكُر ..
أجلس قٌرب النافذة و طقوسك تحيطني... فأنتظر ولا أرشف من الفنجانَ حتى تأتي . لا أنسىَ تلك الجديلهَ من شعركَ وذاك المبُسم الذي يعانقَ ضوء القمر الراحل ، وشروق الشمسَ المبتهـج
وذاك البحر الهائج في عينيكَ
وتلك الجبال الشامخة . من خلف الغيوم التي تعُلو هامتك.
..

فإذ بـ طيفك يأتي بعد كل هذه الخيالات يأتي بوجُه شاحب
بوجه الغياب المُر .. بوجهِ يملؤه الضجر
أناديك فلا ُتجيب .. فأبتسم لك بعتاب فتفيق
تنظر إليّ بشفقة ورأفة ثم سرعان ماتتغير تلك النظرات الحارة .
وتسألني ، يا أيها الصّب : لازلت مبحراً في شواطيء الأمل الكاذب ..
فأجيبك .. بل أنا الأمل الكاذب . وأنت الأبحار ، والافق .
..

لكن. سرعان ما أفيق . مما أنا فيه وأنتظركِ ..
أنتـظر
وأنتظر


ويطول إنتـظاري ولا أزال مسافراً بلا زاد في ذكرياتك المليئة بالأحداث ، كالسراب نراك وُلإنشرب منك !
..
تعانق الشمس كبد السماء . وتسطع بأشعتها على الأرض وتمتد
حتى تصيبَ أطرافي ، وتعكس جوهرًَ ماتصقله عيّنيا . رغم شُدة برودهمَا
.. أدرك إنكِ لن تأتي.

ثم أنهّض وأنا مدركا ًإنك لن تأتي مره أخرى . فتضيق بِي الأرض ذرعاً ..
وأعود وأسكب القهوه الباردة . وأغسل فنجاني . وفنجآإْنك .. وأنا أتحسّس ملامس يديكِ فيه ..
.

أنا مُدركاً مستقرك . ومدرك أين هو مكانك .. ولكن ( أعلل النفس بالأمال أرقبها - ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ ) .

أنتظرك فهل تسمع ندآئي . هل تسمع صرخة محبّرتي ، وجفاف أوراقي .. وتُنحب ريشَتي وإنكسارها ..

ياراحلاً عن الدنيا وساكناً في أضلعي ، هل تسمعون توجعي ، وتوّجع الدُنيا معي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق