الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

خان الخليلي


مدخُل :

كان يوماً غامُضاً
تدخل الشمس إلى عاداتُها كسُلى
رماد معُدني يملأ الشرق ..
وكان الماء في أوردة الغٌيم
وفي كل أنابيب البيوُت
يابساً ..

محُمود درويش





نبّّذة :

ولد في 11 ديسمبر 1911. حصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة عام 1934. أمضى طفولته في حي الجمالية حيث ولد، ثم انتقل إلى العباسية والحسين والغورية، وهي أحياء القاهرة القديمة التي أثارت اهتمامه في أعماله الأدبية وفي حايته الخاصة. حصل على إجازة في الفلسفة عام 1934 وأثناء إعداده لرسالة الماجستير وقع فريسة لصراع حاد بين متابعة دراسة الفلسفة وميله إلى الأدب الذي نما في السنوات الأخيرة لتخصصه بعد قراءة العقاد وطه حسين. تقلد منذ عام 1959 حتى إحالته على المعاش عام 1971 عدة مناصب حيث عمل مديراً للرقابة على المصنفات الفنية ثم مديراً لمؤسسة دعم السينما ورئيساً لمجلس إدارتها ثم رئيساً لمؤسسة السينما ثم مستشاراً لوزير الثقافة لشئون السينما.

بدأ كتابة القصة القصيرة عام 1936 وانصرف إلى العمل الأدبي بصورة شبه دائمة بعد التحاقه في الوظيفة العامة. عمل في عدد من الوظائف الرسمية ونشر رواياته الأولى عن التاريخ الفرعوني. ولكن موهبته ستتجلى في ثلاثيته الشهيرة (بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية) التي انتهى من كتابتها عام 1952 ولم يتسن له نشرها قبل العام 1956 نظرا لضخامة حجمها. نقل نجيب محفوظ في أعماله حياة الطبقة المتوسطة في أحياء القاهرة، فعبر عن همومها وأحلامها، وعكس قلقها وتوجساتها حيال القضايا المصيرية. كما صور حياة الأسرة المصرية في علاقاتها الداخلية وامتداد هذه العلاقات في المجتمع. ولكن هذه الأعمال التي اتسمت بالواقعية الحية لم تلبث أن اتخذت طابعا رمزيا كما في رواياته "أولاد حارتنا" و"الحرافيش" و"رحلة ابن فطومة".

بين عامي 1952 و1959 كتب عددا من السيناريوهات للسينما، ولم تكن هذه السيناريوهات تتصل بأعماله الروائية التي سيتحول عدد منها إلى الشاشة في فترة متأخرة ومن هذه الأعمال "بداية ونهاية" و"الثلاثية" و"ثرثرة فوق النيل" و"اللص والكلاب" و"الطريق". صدر له ما يقرب من الخمسين مؤلفا من الروايات والمجموعات القصصية. ترجمت معظم أعماله إلي أكثر من ثلاثين لغة.



خآن الخليليَ "رؤية" :

مجددا نجيب محفوظ يثبت بأنه روائي أكثر منه كاتب للقصص القصيرة

الرواية رائعة بحق
و ان كانت مملة بعض الشئ ببدايتها يمكن ان يعود ذلك للدقة الشديدة في الوصف و كثرته
أو ربما بسبب شخصية أحمد الكارهة للحياة
فقد كان وصف شخصيته مذهلا

بدأت أتحمس للرواية منذ عودة الأخ الأصغر
هنا بدأ الوصف يشدني أكثر للقرائة

و النهاية كانت مذهلةو واقعية
تجعل القارئ يتسأل عن التغيير و ان كان دائما للأحسن.
بأختصار الرواية لم تخيب ظني أبدا
كما لم تخيب ظني اي رواية لنجيب محفوظ
..
مايُميز هذه الرواية حقاً هو أمرين
الأول : عندما تقرأها لأول مرهُ ستجزم بأن هذا الشخص هو أنا لأنها متعايشة داخل كل رجل وُإمراءة عرُبية .

الثانية :تجسيد المفهوم الحسي وقوة البصيرة لـ نجيب ، في وصفهَ لحياة الأخرين بدقة لامتنُاهية .




السُرد :


تدور أحداث هذه الرواية مع الحرب العالمية الثانية ،،
بطل الرواية "أحمد عاكف" ينتقل من حي السكاكيني لحي خان الخليلي هرباً من الغارات الألمانية على القاهرة ،،

هذه هي الرواية الثالثة لنجيب محفوظ والتي استقبلها "سيد قطب" بترحاب كبير ،،
فقد كتب عنها مقالاً جاء فيه : ولكن هذه القصة الثالثة هي التي تستحق أن تفرد لها صفحة خاصة في سجل القصة المصرية الحديثة.
إنما تستحق هذه الصفحة، لأنها تسجل خطوة حاسمة في طريقنا إلى أدب قومي واضح السمات متميز المعالم، ذي روح مصرية خالصة من تأثير الشوائب الأجنبية مع انتفاعه بها نستطيع أن نقدمه مع قوميته الخاصة على المائدة العالمية. فلا يدغم فيها، ولا يفقد طابعه وعنوانه، في الوقت الذي يؤدى رسالته الإنسانية، ويحمل الطابع الإنساني العام، ويساير نظائره في الآداب الأخرى.

الرواية تتحدث بشكل أو بأخر
عن طيش الشباب وشغفه بالحياة
واللا مسؤلية
وكيف تكون نقطة الإنقلاب أو الصحوة عامل تغيير في حياة الفرد
ومحيطه
وخصوصا عندما أصيب ذلك الشاب اليافع
بمرض السكري

والرواية تكثر من تكرار الصفات ومحاولة تفصيل ملامح الشخصيات وتكرارها

..
ولكن لها سحر في نقل المشاهد الخلفية للمكان المعاش
حتى أنني تمنيت السفر الى مصرّ لزيارة خان الخليلي فقط .!




مقتطفات :


“الكتب تهييء للإنسان الحياة التي يهواها.”


“إن سعادتنا بأحبائنا اليوم مرتهنة بالدموع التي نسكبها على فراقهم غداً.”



"قديما حارب الرق الأحرار لا العبيد”


"وصار دأبه بعد ذلك ذم النساء ورميهن بكل نقيصة، فهن حيوانات ماكرة ومكرهن سيء قوامه الطمع والكذب والتفاهة، إنهن أجساد بلا روح، إنهن مصدر الآم الإنسان وويلات البشرية، وما أخذن بظاهر العلم والفن إلا خدعة يختفين وراءها ريثما يوقعن في شباكهن الضحايا، ولولا شهوة خبيثة ألقيت في غرائزنا ما ظفرن برجاء ولا مودة"



"لم يجئهم الموت كما أوهمهم .. أراهم وجهه ولكن لم يذقهم طعمه !”




"سعادة عجماوات .. سعادة الجهل و الايمان الأعمى, السعادة التى يعيش الطغاة بفضل تملكها رقاب البلهاء . و من المضحك ان تجد هذه السعادة الحمقاء من يأسى عليها بين الحكماء!! فتش عن السعادة الحقة على ضوء العلم و العرفان . فاذا وجدت مكانها قلقا و سخطا و شقاء فتلك آيات الحياة الانسانية الفاضلة الحقيقية بتطهير المجتمع من نقائصه و النفس من أوهامها , الحقيقية ببلوغ السعادة الحقة."




“المؤكد فقط أن اليقظة التى نحبها و نستزيد منها بالقهوة و الشاى يمقتها هذا الرجل و كثيرون أمثاله: و تراه اذا أجبر بسبب ما على البقاء فيه مدة متثائبا, دامع العينين, شرس الخلق و لا تسكن ثائرته, و يصفو مزاجه حتى يغيب عن الوجود, و يهيم فى عوالم الذهول.. أهى لذة عصبية تكتسب بالعادة؟! .. أم سعادة وهمية تهرب اليها النفس من شقاء الواقع! علم هذا عند المعلم نفسه!”





تُم


..

في النهاية :

قبل إن أقراهاُ كان هُناك شيء غرُيب أتوق إليه .. أوُد الحُزن .. والهم .. فوجدت ضالتيَ
كأنني في حاجة إلى رواية مثلاً ليتم دفعي للاكتئاب. رواية -رغم روعتها فهي ببساطة للكبير الذي أتعصّب له نوعاً- إلا أنها تقذف بك إلى هوة سحيقة من الحزن والغم والكآبة. هنا ستجد الحياة بدون طائل، والعبث واللهو بلا جدوى، والحب بلا رجاء، ستتعرف على القنوط واليأس والمرض، وستتقرب أيضاً من المجتمع المصري في فترة الأربعينات، وما كان دائراً من حرب وقتئذ .



لتحميل الرواية :

http://www.4shared.com/office/NGBA4-US/__-__.html

هناك تعليق واحد:

  1. لتذكارات من حى خان الخليلي ، تمتع بزيارته من خلال اقامتك فى فندق انتركونتيننتال سميراميس ، الفندق الذى يميز نزلاؤه بمتنوع مرافق الترفيه
    للحجز : 00201009228491
    http://grandmagiceg.com/hotel/intercontinental-cairo-semiramis/

    ردحذف