الاثنين، 27 أغسطس 2012

ثرَثرة ..



كل شيء يتغير حتى عناقيد الغضب
تتحول مع الأيام إلى عناقيد عُنب
حتى السماء من بعد الزرٌقة
تهرب من خشية الليل وسواده الحالك
كل شيء يسير حسب ماهيأ الله له من مُسير
حاولت أن أقاسي وأجاري " واسيني الأعرج "
في كثير من كلماته
إلا أنه يسُرني
فكتبت في فترات مضَت
مجاراة كثيرة
بعضها لـ واسيني
وبعُضها لي
فما أتعسني بجانبه
حقا أه
الجمـال نداء خادع .. وأنا مُدمن على صوته

..

عندما نصر على النوم بعينين مفتوحتين،نتعب كثيراً
لا أكتب إلاّ عندما تحتاجني حالة ألم شفافة.

نحن الفقراء لا نملك الشيء الكثير سوى كنز الكلمات الذي نورّثه لأصدقائنا وأحبّتنا.نتذكرهم به،ويتذكروننا به،أما الحكام ،هؤلاء الذين يملأون الشوارع بنصبهم التذكارية ،والتلفزات بوجوههم ،سيندثرون،من يتذكر اليوم طغاة الدنيا منذ بدء الخليقة،لكن من ينسى اليوم:شكسبير،الحلاج،فلوبير،بشار بن برد،سرفانتس،عمر الخيام،هؤلاء هم ذاكرتنا وذاكرة الدنيا التي تعيشنا ونعيشها.


هناك وجوه تنطفئ داخل الذاكرة بسرعة،وهناك وجوه لاننساها أبداً،وجوه الناس الذين نحبّهم لأول مرة بصدق ويؤذوننا بعمق.


الموسيقى ياصاحبي خيط من النور إمّا أن نلمسه بعمق فيعمق إنسانيتنا،وإمّا أن نمرّ بجانبه بغباء ،فنتحمل الظلمة التي يورثها بعد ذلك.


لماذا نجد متعة كبيرة في تدمير مايمكن أن نملكه من سعادة ولو كان ذلك للحظة؟


الدنيا هكذا ثابتها الوحيد هو الحزن والألم،الإستثنائي فيها هو الفرح. ولهذا أتساءل أحيانا،عندما يأتينا هذا الإستثناء نلزمه بالقاعدة الأولى.شيء فينا يأبى حالات الفرح




لا شيء سوى البحر الذي يفتح عينيه بتثاقل،يرفض أن تـُسحب منه تفاصيل نومه،أو ربما كان مثلي ،يرفض أحياناً أن ينام ،ماجدوى النوم إذا كان ملجأ للخوف والموت والكوابيس،مع ذلك يظل اللون الوحيد الذي يربطنا بالحياة داخل هذا الرماد


أينما تعش الذاكرة ،تنسحب الحياة


اقرأ بعض الكتب في غيابك أملاً في ملء هذا الخواء،الذي يقهرني دائماً،ومن قال أن الخواء سهل،إنه الفترة الوحيدة التي نسمع فيها تكسر كلّ الأشياء الثمينة في دواخلنا.

كيف تعرّف الحب إذن؟ لم أكن معها،ولكنّي كنت فيها،قلت هو إغفاءة إمّا أن نقبض عليها بعنفوان وفي الوقت المناسب وإمّا أن نتركها تمضي بغباء


التعب يوسع من ثقوب الذاكرة ويزيد في بياضاتها التي تتنامى كلما كان الحزن كبيراً

يجب أن نكتب لكي نجعل من جنوننا أمراً ممكناً خارج أجسادنا التي لم تعد قادرة على تحمّل كل هذه القساوة. حتى لا نجنّ حقيقة ولا ننتحر

الماء هو ذاكرتي أو بعضاً منها ذاكرة جيلي الذي ينقرض الآن داخل البشاعة والسرعة المذهلة والصمت المطبق،ذنبه الوحيد أنه تعلّم وتيقّن أنه لا بديل عن النور سوى النور, في زمن قاتم نزلت ظلمته على الصدور لتستأصل الذاكرة قبل أن تطمس العيون
هو مجرد صرخة من أعماق الظلام ضد الظلام، ومن داخل البشاعة ضد البشاعة. ونشيد مكسور للنور وهو يسير بخطى حثيثة , لندخل زمناً لا شيء فيه ينتمي إلى الزمن الذي نعيشه .

يبدو لي أني خسرت موعدي مع الحياة وأشعر اليوم كأنّ هذا منتهاي الذي عليَّ أن أقبل به .


عندما نريد أن ننسى دفعة واحدة علينا أن نتعلم كيف نتفادى النظر إلى الخلف حتى لا نُجر إلى نقطة البدء،كل التفاتة هي محاولة يائسة للبقاء


الكذب في بلادنا ليس استثناء،ولكنه من فرط التكرار صار يشبه الحقيقة،شهوة تستيقظ فينا كلما شعرنا بالحاجة لراحة البال الوهمية.

الدنيا لا تمنحنا الشيء الكثير ولهذا نحن في حاجة إلى منح أنفسنا مانشتهي بواسطة الخيال

نحن لا ننسى عندما نريد ولكننا ننسى عندما تشتهي الذاكرة،والذاكرة عندما تشرّع نوافذها للتخلص من الجراحات لا تستأذن أحداً

الجسد يموت،ويبقى الصوت فينا يُذكرنا في كل زوايا المدينة والحارات بمن نحب كلما نسينا،صوتك يتبعني كالشبهة

نخطئ طريق الحياة ولهذا نتشبث بالفن فهو طريقنا المتبقي للتحمل .

عندما نفقد حبيباً،نبحث عن أي سبب ينزع عنّا عقدة الذنب التي نشعر بها عميقاً

كلما حاولنا أن ننسى بالغياب،ازددنا تشبثاً بمن نحب.

وراء الحب المستحيل دائماً اللحظات الأكثر متعة والأكثر قساوة

كأنك عندما تحب تضع أول خطوة في القبر ثم تمضي بقية العمر تحاول أن تحذر من الانزلاق نحو الحفرة بالرجل المتبقية

الصدفة تسير أحياناً بتوقيت القلوب

نحن هكذا لا نترك وطناً إلا لنتزوج قبراً في المنفى

عندما تنغلق السبل،تنفتح أبواب الموت بشهية

موت المنفى أهون من النسيان القاتل في الوطن

المدن هكذا إمّا أن تُحب دفعة واحدة،أو ترفض جملة وتفصيلاً
المدن والمرأة تتشابهان،تغويك،وعندما تصير فيها تتخلى عنك ،أو بكل بساطة تضعك في خانة المضمونين،وقد يأخذك سحرها فتنسيك حذرك اليومي،فيصبح لا شيء فيها يعزيك في قساوة الفقدان
المدينة ليست حجارة هي التباس اللذة المسروقة بشيء غامض من الصعب فك سرّه،والشيء الوحيد المؤكد في هذه المعادلة هو أن المدينة والمرأة لا تقبلان مطلقاً بأنصاف الحلول التي نحافظ بها عادة على نفاقاتنا الداخلية الصغيرة.

قلوبنا لا تعرف التواطؤ ،عندما تتعب تصمت وتنسحب

لا أدري من الذي قال : لا نستطيع أن ننسى إلا إذا فتحنا الجروح القديمة واستمعنا إلى أنينها الداخلي …أجرب الآن


عندما نعشق بكلّنا نصبح قاب قوسين أو أدنى من الجنون ،أو الكراهية ..الكراهية الكبرى

عندما يكون الشك مرادفاً للحب،ويكون الحب مرادفاً للصدفة،الأجدى لنا أن ننسحب قبل أن يدركنا قبح الأشياء

الألم عندما يصل إلى منتهاه يموت الجسد،ويتضاءل الخوف من الموت ،بل يصبح الموت أمنية مستحيلة.

لماذا الناس هكذا كلما أحببناهم ازدادوا ضرواة وتنكراً؟هل عليّ أن أكره لأزداد قرباً من الآخرين

مرآة النرجسي عمياء،وعماؤها لا يُداوى.


يبدو أن حالة الحب الملتبسة حالة دائمة الفشل، أجمل شيء فيها أننا نقضي مطلع العمر كله في ترميم الكسورات المترتبة عن هذه الهشاشة. عندما انتابتني غفلة الحياة ضيعت المنعطف الصغير الذي لا يرى بسهولة، وظننت أني لم أراه مطلقاً. إننا نذبل مثل النباتات التي تحيط ببيوتنا الصغيرة، ونموت مثلما تموت بعيداً عن الشمس في بلاد لا شيء فيها سوى الشمس، كل ممتلكاتي تنام الآن في قلبي المتعب.

الحب هو أن نتقن فن اللعب في الوقت المناسب.
هو أن تتعلم كيف لا تخسر،في حالة محكوم عليها زمنياً بالتآكل الحتمي والخسران.

كم أتمنى أن أفتح عينيّ عن آخرهما وأجد نفسي خارج مرض الذاكرة،لماذا لم يفكر لنا في أخصائيين لا لاستعادة الذاكرة ولكن لإطفاء شعلاتها المتقدة والتخلص من أثقالها التي لا تدفع إلاّ إلى مزيد من الشطط والعزلة؟

أجمل حالة موت هي تلك التي تأخذنا على حين غفلة ولا تترك لنا فرصة السؤال والخوف

نعمل لا لننسى ولكن لكي لا نقف عند حدود الألم

الذي لا يجرب،لا يعرف لذة الخطأ

ياسين ياخويّا العزيز لازم تتعلم،عندما تُحب لا تُحب بُكلّك وإلا تموت مغبوناً،خل دايماً شويه ليك،حتى تقدر توقف على رجليك.

مثلما جاءت ذهبت زليخا،بدون ضجيج،تاركة فيّ جرحاً عميقاً وخوفاً ،لأني عندما كانت بالقرب مني لم أعرف كيف أُحبّها؟
لا أدري لماذا ندرك أشواقنا الحقيقية دائماً متأخرين؟

المدن التي لا بحر فيها ينتابها الموت بسرعة

وحده الفنان يملك هذا الحظ وهذه الهشاشة التي لا توصله إلا إلى مزيد من الهبل

صرنا نكتفي بالافراح الصغيرة لمواجهة الأوجاع التي تحرقنا من الداخل كالحطب اليابس .. من فرط اصرارنا على الحياة مازلنا نتخيل أننا نملك القدرة على الحب وعندما يضيق القلب نوسّعه قليلا ً مثل حقيبة الغريب ولو أدى بنا ذلك الى تمزيقه بعض الشيء ليستوعب قدرا آخر ومزيدا من الاوهام …

عندما نظن أننا تخلصنا من التفاصيل وتناسيناها نجدها ازدادت توغلاً فينا

عندما نحب بصدق نستطيع أن ندعو من نشاء من الموتى لوليمة الفرح

يمكن أن تُجن الصدفة وتترك فرصة للمستحيل

الحب عندما يتضاءل بين شخصين يحتاج إلى شيئين حادّين إمّا هزة عنيفة تعيد له وهجه الكبير أو إلى بتر شجاع للعلاقة يقبل فيها الطرف الأكثر حساسية التنحي من المشهد وتحمل القدر الأكبر من الخسارة .



عندما نُحب تتقلص كل المسافات وتنفتح أمامنا كل المعابر الضيقة التي من المستحيل المرور عبرها في الحالات العادية .


أحياناً عندما نسدل الستائر لا لكي لا يرانا الآخرون ولكنّنا نفعل ذلك لكي نشعر بأنفسنا أن لنا حياة غير التي نتقاسمها مع جميع البشر.


تم

أشعر بالتعب فلم يعد
بإمكاني المواصلة على الكتابة فرأسي يؤلمني
حاولت جاهداً أن أتي بكل شيء ويفيد
فعذراً على رداءة ذاكرتي المحُملة بكثيراً من الأدب
الذي أعيشه خيالاً ولا أراه واقعاً
أصفح عني ياصديقي القارئ
فكلما ما تقرأه الأن ياصاحبي هي
مجرد أيام مضت على ظلَ زائل
بقيت تلك الكلمات
إن أصبت فمن الله .
وأن أخطئت فمن الشيطان ،
والله غفوراً رحيم

..
الأحد الثاني عشر من أغُسطس
الساعة 5:32 عصراً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق