السبت، 1 سبتمبر 2012

الأرواح المتُمردة



قلبُ بين يدي قلبَ
يد الله كل قلُب ..
عيُن ترعى عينا ،
وعين الله ترعّى
كلمة طيبة صدقة ،
تبسَمك لأخيك ، صدقه
كل معروف ، صدقة ..

..
سآمي يوسف

،،


مدُخل :
بالأمس كنت عاكفاً على قراءتَ أشياء من الماضي ، فإذا بي أجد كُتاباً منزوع الغلاف ، عندما قرأت البداية
أدركت أن هذا الكتاب أو الرواية لـ جبران خليل جبران .. بعنون الأرواح المتمرّدة ..


رؤُية وتمهيد :

"منذ ابتداء الدهر إلى أيامنا هذه والفئة المتمسكة بالشرف الموروث تتحالف وتتفق مع الكهان ورؤساء الأديان على الشعب هي علة مزمنة قابضة بأظفارها على عنق الجامعة البشرية ولن تزول الا بزوال الغباوة من هذا العالم عندما يصير عقل كل رجل ملكا ويصبح قلب كل امرأة كاهنا"

كانت تلك العبارة في مقدمة الكتاب أحسست إنها تمثل الواقع الآن بما يحمله من إسهال ديني بدون وجود ورع الدين بذاته في قلوب الناس أو في معاملاتهم
جبران خليل جبران سمعت عنه كثيرا ولكنه أول تصادم بيني وبينه رجل عانى في حياته كالعادة مع معظم الكتاب وكأن الكآبة والشقاء تعتبر مصدر الإلهام العالمي للكُتاب ، حياته مأساة وحتى مماته تجعلك تتوقع ان تحمل حكاياته نفس القدر من المعاناة وقد صدق الرجل ولم يكذب خبراً .
نظرَة عن كثب :


داية الأرواح المتمردة قصة قد تقرأها في جريدة في صفحة الحوادث أو تسمعها على القهاوي تشعر أن زمن حدوثها الأن وكذلك في باقي الحكايات رجل ثري يشتري امرأة بفلوسه ولكن المرأة تجد حب تهرب إليه تاركة كل ما تشتهيه النفس وراءها سعيا للحب لو كانت الحكاية بتلك البساطة لما استحق الرجل أن ينشر كتابا واحدا ولكنه يضعك في صراع فيأتي برواية الزوج أولا فتكره الانثي أيما كره على مكرها وخديعتها وعدم استحقاقها تلك الحياة الكريمة ثم يذهب لها ويعطيها فرصة التحدث ليجعلك تنقلب مرة اخرى ليس على الرجل ولكن على نفسك لظنك السيء بها ولكن هنا يرجع الحكم لك تجد صراع بين القلب وما يملكه من عاطفة والعقل بما يملكه من حكمة وتقدير للأمور ف جبران قد أصدر حكمه وأعلن أنه يميل للعاطفة وأعطاها البراءة اما انا فأجد نفسي اصدر عليها احكاما قاسية أقلها أنها زانية ولا يوجد ما يبرر فعلتها ..

الأرواح المتمـردة..أتذكر تاريخ قراءته جيداً..رغم مرور الأعوام..وتتابع السنين..لأنه شكل لي علامة فاصله,وفارقه في حياتي ..ربما ليس محتواه..ولكن تلك الأيام الماضية نفسها كانت ولادة أخري لي شكلتها المعاناه..وحاكهاالألم .حقاً كتاب يستحق القراءة ليس فقط لأنه من أبداعات الشاعر جبران خليل جبران..لكن لأنه يحكي أحداث واقعية حدثت بالفعل...ولا يوجد روايات أروع من تلك التي تسطرها الحياة ..ويحكيها لنا الواقع.

وأخيراً..لقد عشت عمري الماضي كله مثل تلك اللأرواح التي لا تهدأ..فقراءته لا تشكل لي غربة..لكن أوقات أعيشها بين أشخاص..أشعر أني آلفهم تماماً .



مقتطفات :

“..عرفت أن سعادة المرأة ليست بمجد الرجل وسؤدده، ولا بكرمه وحلمه، بل بالحب الذي يضم روحها إلى روحه، ويسكب عواطفها في كبده، ويجعلها ويجعله عضواً واحداً من جسم الحياة..”


“إن العواصف والثلوج تفني الزهور ولكنها لا تميت بذورها”


"أن الله لا يريد أن يكون معبوداً من الجاهل الذي يقلد غيره”


"إذا كنتم أفضل من الناس السائرين في موكب الحياة عليكم أن تذهبوا إليهم وتعلموهم وإن كانوا أفضل منكم امتزجوا بهم وتعلموا”



“اسمعينا أيتها الحرية، ارحمينا يا ابنة أثينا، انقذينا يا أخت رومة، خلصينا يا رفيقة موسى، أسعفينا يا حبيبة محمد، علمينا يا عروسة يسوع، قوي قلوبنا لنحيى أو شددي سواعد أعدائنا علينا فنفنى وننقرض ونرتاح”


“ويقولون لك أكثر من ذلك لأن أشباح جدودهم مازالت حيةً في أجسادهم فهم مثل كهوف الأودية الخالية يُرجِعون صدى أصوات ولا يفهمون معناها.”


“منذ ابتداء الدهر إلى أيامنا هذه والفئة المتمسكة بالشرف الموروث تتحالف وتتفق مع الكهان ورؤساء الأديان على الشعب هي علة مزمنة قابضة بأظفارها على عنق الجامعة البشرية ولن تزول الا بزوال الغباوة من هذا العالم عندما يصير عقل كل رجل ملكا ويصبح قلب كل امرأة كاهنا "


“وقد حاولتُ وباطلاً حاولت أن أتعلم محبته فلم أتعلم. لأن المحبة هي قوةٌ تبتدع قلوبنا، وقلوبنا لا تقدر أن تبتدعها”


"ابن الشرف الموروث يبني قصره من أجساد الفقراء الضعفاء. والكاهن يقيم الهيكل على قبور المؤمنين المستسلمين. الأمير يقبض على ذراعي الفلاح المسكين والكاهن يمد يده إلى جيبه. الحاكم ينظر إلى أبناء الحقول عابساً والمطران يلتفت نحوهم مبتسماً. وبين عبوسة المنر واتسامة الذئب يفنى القطيع. الحاكم يدعي تمثيل الشريعة والكاهن يدعي تمثيل الدين، وبين الاثنين تفنى الأجساد وتضمحل الأرواح.”


في النهايةُ :

كان جبران ملماً باللغة إلماماً يجعل القاريء يسبَح في خيالاُت الهوى معه
لدرجة أنه يعيش مع الأخرين هُناك ويتجسد أحداث الرواية ، ويقيسهاً على ذاته
وعلى مجتمعه ، بأختلاف الاعراق والأجناس ، والتصانيف البشرية والألوان ..
حقاً إن جبران يفهمنا .. ويفهم طريقة العيٌش هنا في الشرق ..
هنا حيث اللاشيء في الشيء .
لتحميل الرواية :

http://www.4shared.com/office/RnuVR1NA/___.html


شُكراً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق