الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

مذلون ، مهآنون




مدخل

يعتبر ديستوفيسكي من أعظم كتُاب الروايات ، فأعماله تتميُز بقدرة على السرد تشد القارئ ، وبتعبيرها القوي
عن دواخل النفس الأنسانية ، وقد عبر عن ذلك في عناوين رواياته التي تصف الأنسان في شتى مواقفه وتصرفاته : المقامر ، المراهق ، مذلون مهانون ، الجريمة والعقاب ، الأبله ... إلخ .
رواية مذلون مهانون . كانت مدخل متاهة ديستوفيسكي إلى المكبوت عند الأنسان ، عر فيها عن ذلك الخضوع غير المحدود ، والأستعداد لتقبل الذل والمهانة ، بل التمتع بذلك الذل وتلك المهانة حتى يظن المرء أن شخصيات هذه الرواية هم مجموعة مرضى ، أو مجانين ، والحقيقة أنهم ما لانجرؤ أن نكُونه ، إن ديستوفيسكي يظهر إلى النور ما نكتُبة نحن في ظلمات أنفسنُا.
إن كل شخصية في هذه الرواية قد نرى فيها قديساً أو مصاباً بالهيستيريا ، إبنا باراً محبا ، أو جاحداً ، ولايهمه مايسببه من بؤس وشقاء ، وهو يريد بذلك التعبير عن الصراع الروحي والشعوري الذي يدفع المرء إلى التضحية دونما تُردد ، وهذا مانجده في هذا الحب الغريب الذي تحمله ناتاشا ، وكاتيا كلتاهما ، وهما الغريمتان للشاب الطائش الخفيف ، أليوشا .
كيف أمكن أن تفٌتن ناتاشا المليئة طهارة وحرارة وعقلاً . بشاب مثل أليوشا مليء تفاهة وفراغاً وتردداً وضعفاً ، كيف أمكن لناتاشا وحيدة والديها المحُبه لهما حباً لانظير له ، أن ترميها في البؤس .
ذلك مايقدمه لنا ديستوفيسكي في هذه الرواية بعبارات عنيفة قوية تعبر عما يتصف به الحب الجارف من إلتباس وتناقضات .


رؤُية عن كثب

الانانية هي المحور الاخلاقي الذي كان دوستويفسكي يسعى جاهدآ الى معالجتها عن طريق نقد التبرير الفردي للذات وطموحاتها المغرضة.
تقدم بشكل مؤثر روح الحب والاخوة والاثرة لدى المذلين المهانين اللذين يمقتون المسيئين اليهم ولكنهم يفيضون حبآ وحنانآ لمن هم مثلهم.
وعلى الرغم من النزعة الانسانية والصمود في العذاب لدى “المذلين المهانين” في وجه الانانية واللامبالاة الا ان الواقع العملي ينتهي بأنتصار قوى الشر بالرغم من انتصار المذلين المهانين خلقيآ.
تتركز جميع اعماله على الالم الانساني ومثله الاعلى الذي استقر في روحه ” على كل انسان ان يكون أنسانآ وينظر الى الاخرين نظرة انسان لانسان”




ركائز رئيسية في الرواية :


ترسم البؤس والفقر والشقاء الذي كان يعاني منه المجتمع الروسي على الاخص والاوربي على العموم.


تم نشر هذه الرواية عام 1861م حيث كان للدين مكانة واضحة في حياة الناس وموازنة اعمالهم بما يرضي الرب والاخرة حسٌب طريقة تفكيرهمَ في الدين أنذاك وعقيدتهم .



للشرف قيمة عالية في الاسرة والعبث بها اهانة لاتغتفر.


الحب والايثار لدرجة الخيال.




رؤية شخصية :


أن الفقراء والمظلومين هم المذلون المهانون في كل مكان من العالم …. ولكن في عالمنا العربي والشرقي على العموم فأننا نتساوى في الذل والاهانة، الفقير والغني .. الوضيع والشريف .. الظالم والمظلوم .. الجاهل والمثقف .. الغافل والمؤمن، كلنا مذلون مهانون بدون استثناء.






لمُحة بسيطة عن الرواية :


تبدا هذه الرواية في ازقة سانت بطرسبرغ, حيث يقوم ايفان بتروفتش بملاحقة عجوز طاعن في السن حيث يكتشف بان هذا العجوز الإنكليزي الاصل سمث يعيش في شقة رطبة ولديه حفيدة ذاقت جميع الوان الشقاء وهي صغيرة. ثم يرجع الراوي (ايفان بتروفتش) في الزمن إلى الوراء حيث يذكر كيف كان يعيش مع اسرة نيكولاي اخمينيف في قريتهم اخمينيفكا مع زوجتهة انا اندرييفنا وابنته ناتاشا التي يحبها ايفان من كل قلبه, وكيف جاء اليهم الامير فالكوفسكي طالبا من العجوز اخمينيف ان يدير قريته, حيث يقوم بالاحتيال عليهم بعد عشر سنين مدعيا بان اخمينيف كان يسرق من ماله وان ابنته ناتاشا اغرت ابنه (ابن الامير) اليوشا(الامير الكسي)الذي يتصرف كالاطفال بسذاجته. خلال هذه الفترة كان ايفان في سانت بطرسبرغ لاكمال دراسته.بعد ذلك ينتقل اخمينيف مع عائلته إلى سانت بطرسبرغ من اجل الدعوى القضائية التي رفعها ضده الامير فالكوفسكي.وفي هذه الفترة تقرر ناتاشا الهرب مع اليوشا والعيش في شقة في إحدى ضواحي سانت بطرسبرغ. فيقرر أبوها انه متبرء منها. خلال ذلك قام ايفان بتبني ايلينا حفيدة العجوز سمث. ثم يقوم الامير فالكوفسكي بلحؤول دون أن يتم الزواج بين ناتاشا واليوشا فيعرف اليوشا على الاميرة الغنية كاترينا، فيقع اليوشا في غرام كاترينا ويقرر ترك ناتاشا. في نفس الفترة هذه يتبنى اخمينيف ايلينا كابنة له, فتقص عليه قصة حياتها وكيف هربت امها من ابيها (سمث) مع الامير فالكوفسكي وكيف هجرها هي وابنتها بعد أن اخذ جميع اموال ابيها. فيرق قلب العجوز اخمينيف على ابنته ويسامحها. وفي النهاية تموت ايلينا بسبب المرض.




تحمُيل الرواية

http://www.4shared.com/office/kg6E0eOl/_-__.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق