الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

الحُب في زمن الكوليرا


المشاعر والأحاسيس
 تنقسم عند البشر من حيث قابليتهاَ للحديث أو للكلمات أو للأفعال وردودها
فهناك نوع من البّشر وجدُ ليعيش الأخرين على ماينقشه على الأوراق ، أو ماينقشه في قلوب الناس
من كلمات تذّهل اللُب قبل العقل فتغوص في أفكارها وتخيلاتها مع تلك الأحرف المنسوجة بعناية فائقة وينبي من الأحلام التي يتصورها كلما قرأ فقرة أو سطراً دمُعت له عيناه أو إبتسمَت شفتآه
فالأنسان على جبلّته الأساسية وهي الشغف الدائمَ والعطُش الهائمَ فالغريزة لاتختلف من شخص لأخر ، فقط في المدركات والمسميات لذلك البشرية بجميع أنواعها مازالت تطلب الجديد والمزيد
فالأدب أو الفّن في الأيحاءات أو حتى في طريقة ترتيب الأحرف لأظهار نسق مختلف يصل لكثير من الأعراق البشرية التي تؤمنَ بقوة الكلمة ، لذلك نحن نؤمن بالأحرف أكثر من إيماننا بما يخبَئه القدر لنا
.
اليوم نتحدث عن رواية عظيمة بقيت لأجيال كثيرة ، دُرست وتدرسَت وتدرجت في مختلف الأداب في شتى بقاع هذه المعمورة ، حتى أن بعض الأدباء في العصر الحديث ،
قام بدراستها لعشر سنوات ووُضعت رمزاً لدولة هذا الكاتبَ .

.
الحُب في زمن الكوليراَ
من روائع الأدب الكولومبي للعملاق غابريل ماركيز
أو كما يسميه أصدقاءه بـ جآبو .
وتعني المبدع الصغيرَ .



يقول " خوسيه كارثيا نيثيو الشاعر وعضو الأكاديمية الملكية الاسبانية :
( ربما يكون أهم ما في رواية الحب في زمن الكوليرا هو تلك الحيرة التي نجد أنفسنا غارقين فيها منذ بداية الرواية حتى آخرها ، وان الدهشة التي أصابتنا في رواية مائة عام من العزلة لكفاءتها العالية تصيبنا عند قراءة هذه الرواية غير إنها قادمة من طرق أخرى ، هنا كل شيء ممكن ، كل شيء يتحرك الى الممكن ، ويظهر بعد معرفة الأحداث بأنه لم يكن بالإمكان حدوثها بشكل آخر )

..
حقيقة أدهشتني هذه الرواية كثيراً بداية من عنوانها اللافت للنظر والذي لا يدع لك فرصة لتجاهله على الإطلاق . فالكاتب هنا يتحدث عن الحب في زمن مرض الكوليرا ، وكما هو معروف فهو مرض قاتل إذ لا علاج له في ذلك الزمن ونحن هنا نتحدث عن القرن الثامن عشر حيث تدور أحداث الرواية . العنوان يجعل القارئ في شوق لمعرفة ما يميز هذا الحب في فترة المرض وفي الوقت الذي من المفترض بديهياً أن يشتغل أُناسه بالهروب من مناطق الوباء وبالبحث عن دواء له .طريقة السرد متقنة جداً وتتشعب بطريقة أكثر إتقاناً ، حيث تبدء من فترة زواج الدكتور خوفينال أوربينو بـ فيرمينا داثا ، ويمضي الكاتب بسرد الأحداث بطريقة الفلاش باك. بداية بحدث ثانوي وهو انتحار أحد الأشخاص وحضور الدكتور خوفينال لمعاينة حالة الإنتحار، فيظنه القارئ لوهلة أنه الخيط الذي عليه الإمساك به لإكمال الرواية في حين أنه حدث ثانوي ، ومن ثم وفاة الدكتور أوربينو في نفس اليوم . يعود الراوي بذاكرة الشخوص لنصف قرن في الوقت الذي كان فيه بطل الرواية فلورينتينو أريثا المراهق العاشق في علاقة حب مع فيرمينا داثا . المفارقة المدهشة أن علاقة الحب والتي استمرت قرابة الثلاث سنوات تنتهي بقرار فردي مباغت من فيرمينا حين اقترب منها فلورينتينو وهي تتسوق ذات يوم ، فيذهلها طيفه الخالي من أية ملامح قد تُعجب فتاة كهي. تمضي الأحداث ويغوص بك الكاتب الى أعماق التحولات التي طرأت في منطقة الكاريبي ، والتغيرات التي طرأت على حياة الإثنين فلورينتينو وفيرمينا . ففي الوقت الذي كان فيه البطل يصارع ويكابد للحفاظ على عهده بإسترداد الحب كانت البطلة في عمق زواجها السعيد ظاهرياً بالدكتور الشهير من العائلة المعروفة خوفينال أوربينو .لستُ هنا بصدد شرح احداث الرواية لكنني أُقدم صورة مبسطة عنها للقارئ ويبقى عليه أن يبحث عن الرواية ويقراءها بنفسه فهي تستحق ذلك فعلاً . وبشكل عام فإن الرواية قدمت صورة عامة عن الحياة في منطقة الكاريبي ، وللتطورات في الجوانب الإجتماعية والإقتصادية والسياسية الى حد ما ، الى جانب الأبعاد الإنسانية التي تمتلئ بها الرواية .

قد لا تبدو الرواية في البداية بتلك المتعة لكنه مع تقدم الأحداث ، والغوص في الأوراق ستأخذك بعيداً عن العالم المحيط بك ، وذلك يعود لقدرة الكاتب الفذة في وصف الواقع ونقله بصورة مشوقة للقارئ بعيداً عن أي تكلف واصطناع . جابرييل قدم صورة ممتازة عن الأدب اللاتيني ، ولا أُبالغ إن قلت أنه فتح بروايته الشهيرة مائة عام من العزلة نافذة واسعة من العالم على أدب أميركا اللاتينية ، لكنه بروايته الحب في زمن الكوليرا قد شرّع الأبواب كُلها . هذه الرواية قادمة من طرق أخرى !
جدير بالذكر أن الرواية قد تم تحويلها الى فيلم سينمائي لاقى قبولاً واسعاً كما كان قبول الرواية .

مقتطفات من الرواية :

لسنا نحن معشر الرجال سوى عبيد مساكين للوهم . أما حين تقرر امرأة مضاجعة أحد الرجال ، فليس هناك من حاجز إلا وتجتازه ، ولا حصن إلا وتحطمه ، ولا اعتبار أخلاقي إلا وتكون مستعدة لخرقه من أساسه : وليس ثمة رب ينفع

..

الى متى تظن بأننا سنستطيع الاستمرار في هذا الذهاب والإياب الملعون ؟كان الجواب جاهزاً لدى فلورينتينو اريثا منذ ثلاث وخمسين سنة وستة شهور وأحد عشر يوماً بلياليها . فقال :- مدى الحياة .

..


" إن هذا الحب في كل زمان ،وفي كل مكان ، لكنه يشتد كثافة كلما اقترب من الموت "



تمَ



عُندما تحصل ماركيز على جائزة نوبل للأداب عن طريق هذه الرواية ورواية أخرى أسمها
مائة عام من العزلة .
قال في الحفل : أنه لعار حقاً أني أحصل على جائزة نوبل وفي فلسطين تُرتكب المجازرَ أشعر بالأهانة .
.
كرأي شخصي . عن رواية الحب في زمن الكوليرا .
أرى أنه للحرب وجه واحد هو الكوليرا..
وللحب وجه واحد هو الربيع الدائم

لتحميل الرواية

هُنا
http://www.4shared.com/office/VX6AJLQy/___.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق