الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

قراءُت في السينما


عندما ينظر الأنسان في مختلف الوجهات والمنطلقات الادبية وتقدم الدول من ناحية الفكر والثقافة العامة
وتأثير الغرب بالفكر العربي والأستقراء الداخلي للدواخل الخارجية على الأعلام العربي

سيتذكر الفن المحرم المُستحب
ألا وهو السينما .
وتعتبر السينما من أهم العوامل الأدبية التي أثرت في مجتمعات وثقافات وهي أهم النواقل والروابط

مابين الأعراق البشرية المختلفة فكرياً ومنهجياً .
تأتي في المركز الثاني بعد الكتُب والروايات في القرون الوسطى
أما في القرن العشرين ، والواحد والعشرين

تأتي مناصفة مع الأعلام ، بالمركز الأول




حبُّ السينما، فريد من نوعه،لا يشبه قراءة رواية،أو نظرفي لوحة،ولا يُقاس إلاّ بعمر ما يربِّي فيك ذلك الصغير المندهش،ويرعاه إلى أن يصل به إلى ذلك الكهل المتأمل.
هذا التأرجح الزمني في المراحل العمرية على عتبة زمنية واحدة،وهذه الثقافة البصرية التي تبهرك،وتُشبع جميع حواسك فكراً،وفنّاً،وجمالاً.
ألا تستحق هذا الافتتان كله؟


خالد ربيع السيد في كتابه الفانوس السحري ليس بالمؤرخ، لا، ولا الناقد بل محب خَبِر عن ما يستهويه الكثير,وهل يوجد أبدع من أن يكتب الإنسان عن ما يُحب ويخبر؟ بعينٍ تُصغي قبل أن ترى، وعقل ينقد قبل أن ينقل؟
العنوان الحل كان (قراءات في السينما) , قراءة أنقذته من بحر التصنيف , وأبقته هاوياً متذوقاً, يتحرك ويكتب مايريد بحرية تامة.

يقول محمد العباس :
السينما هي الوعاء الأكثر استيعاباً للعلاقة بين الطفرات التكنولوجية وما يقابلها من قفزات فكرية.

السينما من أقدر الخطابات الجمالية على تجسيد تطور الصلة بين الوعي البشري والمنتج المادي،فكل المخترعات المادية وحتى الأفكار كانت ولا زالت في خدمة هذا الخطاب الاستحواذي الذي استطاعت بموجبه الصورة كتعبير شعري عن الحقيقة،وبكل تجلياتها التكنوثقافية أن تكون أهم من الواقع نفسه.
السينما هي طريقة للاتصال بالواقع،أي التعلم والتذوق،وليست فرصة للفرار الحالم إلى ماورائه.

الأفلام لاتقل عن الكتب أهمية في تشكيل الوعي والإحساس،فالولع بالفن والسينما خصوصاً،هو سمة الشخصية التي لا زالت تحتفظ بقدر غير يسير من دهشة الطفولة،ولا تتصور نفسها خارج هذا المدار.
يأتي الكتاب في ثلاثة أبواب : مفاهيم وقضايا سينمائية , تجارب سينمائية, والسينما العربية : بدايات مستمرة
يوثق فيها بطرق سردية يوسِّعها جمالياً بذوقه لتحمل ذائقتنا معها , ويبعدها عن رتابة السرد القاتلة.
رحبةٌ هي عوالم السيد السينمائية , وممتعة تنقلك مابين سينما شعرية , وسينما الحرب , والسينما الفقيرة.وبين ضوء ,وصوت ,وصورة.

يؤرخ:
إرهاصات السينما تعود إلى مادوّنه ليوناردو دافينشي،حيث ذُكِرت له ملاحظة بأن الإنسان إذا جلس في حجرة تامة الظلام،بينما تكون الشمس ساطعة خارجها،وكان في أحد جوانبها ثقب صغير جداً في حجم رأس الدبوس،فإن الجالس في الحجرة المظلمة،يمكنه أن يرى على الحائط الذي في مواجهة هذا الثقب الصغير ظلالاً أو خيالات لما هو خارج الحجرة،مثل الأشجار،أو الإنسان الذي يعبر الطريق،نتيجة شعاع من الضوء ينفذ من الثقب الصغير.

قراءتَ السينمآ tumblr_le1fnfYPL01qbee3f.jpg



والبداية الحقيقية لميلاد صناعة السينما،تعود إلى عام ١٨٩٥م،فقد سجل الأخوان أوجست ولويس لوميير اختراعهما لأول جهاز يُمكِّن من عرض الصور المتحركة على الشاشة ،وقد شاهد الجمهور أول عرض سينماتوغرافي في قبو الغراند كافيه،الواقع في شارع الكابوسين بباريس، ومن ذلك الوقت أصبحت السينما واقعاً ملموساً.
يقسم الكتاب المراحل التي مرَّ بها تطور الفيلم السينمائي إلى العصور التالية:
  • عصر الريادة ١٨٩٥-١٩١٠:
في هذا العصر بدأت صناعة الفيلم،الكاميرا الأولى،الممثل الأول،المخرجون الأوائل وكانت التقنية جديدة تماماً،ولم تكن هناك أصوات على الإطلاق،ومعظم الأفلام كانت وثائقية،خبرية.

  • عصر الأفلام الصامتة ١٩١١-١٩٢٦:
لم تكن هذه المرحلة صامتة بالكامل،فقد كانت هناك استخدامات لطرق ومؤثرات صوتية خاصة بينما لم يكن هناك حوار على الإطلاق،فاختلف الشكل،واختفت التسجيلات المسرحية لتحل محلها الدراما الروائية.ضمت هذه المرحلة أسماء شهيرة مثل:شارلي شابلن،ديفيد جريفيث.
  • عصر ماقبل الحرب العالمية الثانية ١٩٢٧-١٩٤٠:
يتميز بأنه عصر الكلام والصوت ،حيث أنتج أول فيلم ناطق بعنوان”مغني الجاز”
وشهدت أفلام الثلاثينيات استخداماً أكثر للألوان،وبدأت الرسوم المتحركة،وظهرت العروض النهارية للأفلام،وبدأت تتنامى في المسارح مع موجة الكوميديا.
ضمَّت هذه المرحلة أسماء مثل كلارك غايبل،فرانك كابرا،جون فورد،والممثلان اللذان استمرا إلى المرحلة الناطقة:ستان لوريل،و أوليفر هاردي.
في هذه المرحلة،بدأت نوعية الأفلام تزداد أهميتهما مع ظهور جوائز الأوسكار.
  • العصر الذهبي للفيلم ١٩٤١-١٩٥٤:
أحدثت الحرب العالمية الثانية كل أنواع التغيرات في صناعة الفيلم فخلال وبعد الحرب ازدهرت الكوميديا بشكل ملحوظ،وترَّبعت الأفلام الموسيقية على عرش السينما،كما انتشرت أفلام الرعب. وظهرت الأفلام الجماهيرية التي يمكن تصنيفها إلى أفلام استخبارات،أفلام غابات،والأفلام الاستغلالية. أما أفلام الخيال العلمي فقد ظهرت حوالي عام ١٩٥٠. والأسماء الكبيرة التي ظهرت في هذه المرحلة: كاري غرانت،همفري بوغارت،أودي هيبورن،هنري فوندا،فريد أستير.

  • العصر الانتقالي للفيلم ١٩٥٥-١٩٦٦:
تُسمى المرحلة بالعصر الانتقالي،لأنه يمثل الوقت الذي بدأ فيه الفيلم ينضج بشكل حقيقي،فقد ظهرت في هذا العصر التجهيزات الفنية المتطورة للفيلم من موسيقى وديكور،وغير ذلك. وظهر لصناعة الفيلم عدو جديد يسمى التلفزيون،مما أبرز المنافسة حول نوعية المنتج وجودته.وبدأت السينما تقتحم موضوعات اجتماعية أكثر نضجاً،وانتشرت الأفلام الملونة،وضمت الأسماء الكبيرة : ألفريد هتشكوك،مارلين مونرو،إليزابيث تايلور.
  • العصر الفضي للفيلم ١٩٦٧-١٩٧٩:
يرى البعض أن هذه الفترة هي مرحلة الفيلم الحديث،ظهرت أنظمة جديدة للرقابة وتكوَّنت الأسماء الشهيرة أمثال فرانسيس كوبولا،وداستن هوفمان،ومارلون براندو،وأصبحت هوليود تعرف حقاً كيف تصنع أفلاماً.
  • العصر الحديث للفيلم ١٩٨٠-١٩٩٥:
بدأ هذا العصر عندما أنتج فيلم “حروب النجوم”،الذي يُعد أول إسهام للكمبيوتر والتقنية الحديثة في تصميم المؤثرات الخاصة.
  • عصر التكنولوجيا الحديثة:
بدأت العلاقة بين السينما والإنترنت،بشكل تقليدي،حيث استغلت السينما الشبكة الوليدة كوسيلة للنشر العلمي والتقني،ونشر الناقد الأمريكي إليوت ستاس المقال النقدي الأول على الإنترنت حول فيلم غاندي.وفي عام ١٩٩٠ أطلق كيول نيدهام قاعدة بيانات السينما على الإنترنت التي أصبحت مصدراً مهماً حول السينما.
وفي شتاء ١٩٩٨،أنتج فيلم You have got mail بطولة ميغ رايان،وتوم هانكس،حيث يقع البطلان في الحب بفضل البريد الإلكتروني لشركة أمريكا أون لاين.
  • السينما المصرية:
كانت مصر من أوائل بلاد العالم التي عرفت الفن السينمائي عام ١٨٩٦،بالإسكندرية،وفي هذا العام قُدم أول عرض سينمائي في حديقة الأزبكية بالقاهرة.وقد أرسلت دار لوميير الفرنسية عام ١٨٩٧ مبعوثاً لها إلى مصر ليقوم بتصوير أول شرائط سينمائية عن بعض المناظر في الإسكندرية ،والقاهرة،والمناطق الأثرية على نهر النيل،وبلغ عدد الشرائط ٣٥ شريطاً عرضت في جميع دول العالم.
وأقيم أول عرض سينمائي في مصر عام ١٨٩٧،بالإسكندرية.أما في القاهرة فلم يبدأ عرض الأفلام السينمائية إلا في عام ١٩٠٠ في صالة قهوة سانتي.
وبدأ أول تصوير سينمائي مصري قامت به محلات عزرا ودرويس بالإسكندرية عام ١٩٠٧
وتم إنتاج أول فيلم روائي طويل في ١٩٢٣،وهو فيلم “في بلاد توت عنخ آمون” وكان تنفيذه وتصويره في مصر،وعرض بالخارج.
وشهدت الثمانينيات انتعاشاً في السينما المصرية،واستمر حتى منتصف التسعينيات،وبعد ذلك حدث انخفاض في عدد الأفلام المنتجة،نتيجة لارتفاع أجور الفنانين،ومنافسة التلفزيون،ثم الفيديو،وأخيرا القنوات الفضائية،الأمر الذي انعكس على الإنتاج السينمائي.
وخلال التسعينيات فاز المخرج يوسف شاهين عام ١٩٩٧،بجائزة اليوبيل الذهبي لمجمل أعماله في كان
  • السينما التونسية:
مع قيام أحد معاوني الأخوة لوميير بتصوير اثني عشر فيلماً تسجيلياً عن تونس في العام ١٨٩٦ بدأت السينما التونسية. وهيأ هذا الحدث لتونس معرفة السينما قبل غيرها من البلاد العربية. ولكنها منذ تلك البداية المبكرة كانت معرفة مؤسسة على مفهوم يفضي بأن السينما هي وسيلة المجتمع الحديثة التي سيطرح من خلالها همومه المتعلقة بالخبز والسياسة ومشاكله الإجتماعية،هكذا فهم التونسيون السينما،وهكذا استمروا في مسيرة لا تحيز عن هذا الإطار،قصة بدأت ولازالت مستمرة،لتروي حكاية ولادة السينما التونسية وتطورها عبر إعلاء الشأن المتعلق بثنائية الخبز والأيديولوجيا كواحدة من أقوى الثيمات التي تناولتها.
  • سينما بوليوود:
يرجع تاريخ السينما الهندية إلى عام ١٨٩٦،عندما عرض الأخوة لوميير،٦أفلام قصيرة صامتة،أما أول فيلم طويل صامت فقد أُنتج في عام ١٩١٣ ووضع أساس صناعة سينما هندية. مايمنح الشعبية،والنجاح للفيلم الهندي،تكوينه والمقادير المضبوطة لكل واحد من مكوناته التي لا تصنع كل شيء لوحدها. هذه المقادير تتلخص فيما يلي: أولاً،وقبل كل شيء،يجب الاعتماد على قصة حب (معقدة بمشاكل اجتماعية،مثل الفوارق الطبقية)بين فتاةٍ جميلة،وبطل جذاب لايفهمه أحد. وأكثر من هذا،يلزم بعض التشويش السياسي،أو البوليسي مطعماً بالتشويق،ومعارك ضارية،ومشاهد غنائية حتى ولو لم تكن لها أي أهمية درامية،يجب أن تكون حاضرة.
  • السينما الإيرانية:
هنا إشارة للتقرير الرائع الذي أعدّه الناقد السينمائي الفاروق عبدالعزيز عن السينما الإيرانية, المنشور في مجلة العربي العدد /530
لماذا أحببت عرض التقرير, بالرغم من أن الكتاب لم يتطرق للسينما الإيرانية؟ ويختلف عن السرد التاريخي الذي يقوم عليه الكتاب؟ لأني أتساءل بعد مشاهدة أي فيلم إيراني , أو إحدى حلقات مسلسل معين :
  • ما حقيقة الرسالة الدينية التي تحملها السينما الإيرانية, و تمثيلها للرموز الإسلامية ؟
  • ما الروح التي جذبت إليها أنظار العالم كله لتتابع, تنقد , ترشح, وتفوز بالجوائز؟
أعتقد أن هذه الأسئلة تبرز لذهن كل متابع لما تقدمه هذه السينما. يقول : ( (كيف؟) هي الفن وليس بالضرورة (ماذا؟) ) أشاركهم الانبهار بالكيفية التي تُصنع بها الأفلام الإيرانية الجديدة التي تتميز ببساطة معجزة،لكنها خادعة لأنها تبدو بسيطة سهلة التنفيذ.غير أن الحقيقة هي أن بساطتها مركبة على نحو يوهم المشاهد والمتذوق معاً بأنها أفلام بسيطة التشكيل سهلة الوصول إلى القلوب وهذا موطن جاذبيتها الآسرة.


مذاق الكرز هو مذاق السينما الإيرانية.جديد وطازج وغير مألوف للعين.لقد أثبتت هذه السينما أنها لا تحتاج إلى أي من توابل الإثارة،وأن حريتها الحقيقية في صدقها.
ويذكر أن :كوين تاماس ناقد(لوس أنجلوس تايمز) يقول :السينما الإيرانية هي اليوم أكثر سينمات العالم حيوية وإثارة للاهتمام. ويبرر:
لم لا ..وعباس كياروستامي يفوز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان عام ١٩٩٧ عن فيلمه مذاق الكرز.في الوقت الذي فاز فيه جعفر باناهي بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا عن فيلم الدائرة , ولذات المخرج أيضاً فيلم البالون الأبيض الذي فاز بأوسكار أفضل فيلم أجنبي. (صادفني وقت البحث والكتابة خبر مضمونه أنه اليوم (الثلاثاء) أصدرت المحكمة الإيرانية حكمها ضده بالسجن لمدة ستة سنوات , ومنعه من إخراج أو كتابة سيناريو أي فيلم لمدة عشرون عاماً , بالإضافه إلى منعه من السفر إلى الخارج ومنعه من التعامل مع أي من وسائل الإعلام الأجنبية طوال هذه الفترة , وقد كان من المقرر أن يكون من ضمن أفراد لجنة التحكيم في مهرجان كان عام 2010 , لكن احتجازه منعه من ذلك) , بينما فازت المخرجة مرضية مشكيني بجائزة اليونسيسيف عام 200 عن فيلمها يوم أصبحت امرأة , و توجت سميرة مخلباف في كان عن فيلمها السبورة , وفي فينسيا عن فيلمها التفاحة, وجائزة مونتريال السينمائي التي فاز بها مجيد مجيدي عن فيلمه صبغة الله أو (لون الجنة) الذي عرض عامي 1999و2000, وفيلمه الذي رشح لجائزة أفضل أوسكار أجنبي (أطفال السماء), كما أثار فيلمه الأول بادوك اهتماما ملحوظا في مهرجان كان عام 1992 ويتحدث عن صبغة الله :
عنوان الفيلم ( صبغة الله ) ذو رنين ديني مباشر من الآية 138 من سورة البقرة في القران الكريم ( صبغة الله و من أحسن من الله صبغة و نحن له عابدون ) .
هذا الإحساس الديني جعل الناقد روجر إبيرت يعلق على أفتتاح الفيلم بالبسملة و على رسالة الفيلم بوجه عام قائلا : ( انه ما من شك في أن المخرج مجيد مجيدي كاتب و مخرج ( صبغة الله ) ، يشعر في أعماقه بأن عمله هو تقرب صادق الى الله . على عكس كثير مما عرف ( بالفن الديني) الذي لا يستهدف سوى الدعاية لوجه نظر واحدة فوق وجهات النظر الأخرى . إن فيلمه يتطلع الى أعلى و ليس الى ذات اليمين و ذات اليسار ) .
و في إتجاه مماثل لما كتبه إيبرت علق أحد نقاد الـ نيويورك تايمز ، و هو ستيفن هولدن في 25 سيتمبر عام 1999 يقول : ( بمقدار ما يستطيع أي فيلم في درجة الوضوح ، أن يصل الى إليه ، فإن الفيلم ذو رسالة دينية ، و لكنه يهبنا خبرة عميقية الرؤية في تأمل العالم الطبيعي .. ) ، و ينتهي ستيفن الى القول : ( إن فيلم صبغة الله ، جوهرة أخرى تأتي إلينا من منبع واحد من أكثر السينمات القومية في العالم حيوية ) .أعتقد أن النقاد الغربيين قد عثروا في السينما الإيرانية الجديدة على معين روحي مفقود في سينما الغرب ، و من هنا أحتفلوا بالرسائل الدينية و الروحية المبطنة في أفلام هذة السينما .
ونشرت سيسلي ديكستر رسالة على الإنترنت تقول فيها : ابذلوا أقصى جهد لمشاهدة هذا الفيلم .. إنني أحثكم على مشاهدته ، فالتمثيل رائع و طبيعي الى حد مذهل و لا أذكر انني شاهدت طفلا ممثلا بهذا الإمتياز الذي أدى به محمد دوره و لم يحدث للحظة أن أعترض تمثيله مجرى القصة .. التصوير يخطف الأنفاس ، و أنا واثقة من أن من لم يذهب الى إيران من قبل سيفاجأ بكل هذا الجمال . الفيلم محمل بكثير من الرمزية من وجهة نظر معينة و هو ما يجعله مثيرا للأهتمام ، و بالرغم من أنه يحمل رسالة دينية من منظور إسلامي ، فإنه بوسعكم أن تجدوا في هذا الفيام ( صبغتكم ) الروحية الخاصة بكم ، أو ربما تكتشفون أنكم في حاجة ماسة الى صبغة روحية إذا كان يعنيكم الأمر أنني نيويوركيية نموذجية ، شكاكة و ساخرة و متخمة بكل شئ ، و لكنني مع ابنتي الشابة التي لم تصبها التخمة بعد - عشقنا الفيلم و نأمل أن نراه مرة أخرى ، لذا أهيب بكم أن تشاهدوه لكي يرتفع معدل نجاحه التجاري ، و بهذا نحصل على أفلام أخرى مثله للعرض هنا ) .
يسأل :ما سر المعجزة في السينما الإيرانية ؟
ويجيب:السر يكمن في طلاق الأيدلوجيات وصراعاتها وفي الإخلاص للفن المعبر عن الشعب. وبصراحة إذا كان الطلاق يمنحنا كل هذا الجمال, فأنا معه. ولخالد السيد رأي في علاقة الأيديولوجيا بالفن :
تتفاوت قوة استخدام الفن كأيديولوجيا بحسب الفئة ومدى توفر الإمكانات لديها. وباعتبار أن الفنون، وخصوصاً السينما تعد من أهم المؤثرات في تحويل الآراء وتثبيت القناعات،فإنها كانت ولا زالت وسيلة فعالة.

ويجيب مجيد مجيدي في حوار قديم له :
لهذا الأمر أسباب عديدة، في السينما الإيرانية تلعب عناصر مثل الأخلاق والإنسانية والعلاقات بين الناس دورا كبيرا، وهي أشياء لها جذورها في الثقافة الإيرانية. كما أنه بإمكان المرء أن يستشف الكثير من علامات وبصمات الهندسة المعمارية في نجاح السينما الإيرانية.إن شريطا سينمائيا لا يمكنه أن يكون عالميا إلا إذا ما استطاع أن يخاطب جمهورا واسعا ويجذبه. والأمر كذلك بالنسبة للأدب أو الرياضة. لماذا تمثل كرة القدم رياضة عالمية وليس الغولف ؟ لأنها تخاطب الجمهور العريض وتشده إليها. لا ينبغي علينا أن نتغافل عما يحرك البشر في العالم كله.



الريح سوف تحملنا” .. سينما إيرانية شعرية فاتنةمن إيحاء حياة الشاعرة الإيرانية فروغ فرخزاد وقصيدتها
هنا يكتب خالد ربيع السيد مراجعته لهذا الفيلم،ويكتب عن المخرج عباس كيارستمي في سين الإلكترونية
للمخرج الإيراني العالمي عباس كيارستمي إحساس حاد بالتراكيب البصرية الصوتية، إذ يستغني عن الموسيقى المصاحبة والمؤثرات الصوتية بالأصوات الطبيعية المنبعثة من البيئة المصوَرة، فما يراه المتفرج في الكادر وما يسمع من خارج الكادر، يُشعر المشاهد على نحو حميمي بالمكان، لدرجة أن تلك التقنية توحي بأن ما يراه المتفرج إنما هو فيلم تسجيلي، بحس طبيعي خالص وليس للدراما أي دور فيه..هكذا يبدو أسلوب الشاعر والمخرج والمصور الفوتوغرافي كيارستمي في فيلمه (The Wind Will Carry Us / الريح ستحملنا)
كثير من مشاهد الفيلم موغلة في الحيرة ولا يمكن تفسيرها على وجه الدقة، لكنها في ذات اللحظة بالغة في جماليتها البصرية.
لم يشأ كيارستمي أن يضع توضيحات لكثير من التساؤلات، بل ترك المشاهد يبحث عنها، فلسفته الشعرية تبدو هنا في أوج ازدهارها، خصوصاً إن تذكرتا فيلم (طعم الكرز/Taste of Cherry ) والأجمل أنه لا يصرح بأي شيء من خيوط الحكاية وإنما يدع المشاهد ينظم حبات متفرقة ليستمتع بتوليف عقد جميل .من جانب آخر، يمكن النظر إلى الفيلم بوصفه لوحة لمكان آسر يعتني كيارستمي كثيرا في رسمه عبر لقطاته العامة والطويلة، حيث الدروب المتعرجة في التلال والحقول الخلابة. وكما هي عادة كيارستمي في معظم أفلامه فإنه لا يهتم كثيرا بتصوير المواقع الداخلية أو استخدام الإضاءة الاصطناعية، قدر تكريس اهتمامه بالمواقع الخارجية والمناظر المفتوحة والإضاءة الطبيعية وكذلك الأصوات الطبيعية لحفيف الأشجار وزقزقة العصافير.. بقبقات الدجاج وصياحات الديوك ومواءات القطط وعوائات الكلاب ..وفوق كل ذلك صوت الريح التي ستحمل كل هذا الوجود الى النهاية ، الموت المنتظر أبداً ، مع الريح التي ستحملهم.(الريح ستحملنا) قصيدة للشاعرة والسينمائية الإيرانية الراحلة “فروغ فرخزاد” إعتمد عليها كياروستمي لنسج شاعرية الفيلم المستوحاة من حياة هذه الشاعرة الجميلة الموغلة في الإجحاف والعزلة التي تعرضت إليها في حياتها القصيرة التي لم تتجاوز إثنتين وثلاثين سنة.إن بهزاد يبدو أشبه بعالم أنثروبولوجي متنكر، مع أسئلته التي لا تنتهي والتي يوجهها إلى كل من يلتقيه من القرويين، وهو يسعى إلى الكشف عن هذا المكان النائي، وعن هؤلاء الناس الخامدون المعزولون الأحياء وكأنهم أموات.حتى نهاية الفيلم تظل كثيرا من مشاهد الفيلم مبهمة، شاعرية، تلامس بشفافية ولا تتعمق، تاركة للمتفرج مساحة واسعة من التأويل والتحليل والتأمل. مع الإبقاء على شخوص الفيلم حالة الإختفاء لا يظهر في معظم مشاهد الفيلم سوى البطل والطفل الصغير، وبكثير من الإنتباه يمكن تلمس قصة الصبي. لكن يظل المكان بكل ما يحوي من فضاء شاسع وحقول وقبور بالية وبيوت ومساكن قد تكون متداخلة إلى أقصى حد كحال اصحابها حتى تبدو أنها عبارة عن منزل واحد كبير تم تقسيمه إلى غرفات صغيرة يسكنها أفراد قليلون يتنقلون من بين الأسطح والممرات الضيقة .. تتجانس الصورة عند كيارستمي وتتداخل ما بين البيوت/القبور والحقول، أو ما بين الحياة والموت،هذا التناقض الغريب وهذا الزائر الذي ينتظره الجميع (الموت) .
يقول عباس كياروستميأثناء التصوير، اكتشفت إلى أي حد الشعر قريب من موضوعي، وقد أضفت ذلك إلى السيناريو. أظن أن هذا النص، بطريقة ما، هو نصي السينمائي. إن نصي قريب حقاً من كل ما كتبته فروخزاد من شعر. الفيلم يبدأ بقصيدة لعمر الخيام والتي، على نحو رمزي، تحمل معنى للموت في حياتنا.. يوماً ما سوف تسقط الشجرة. هذا هو سبب اختياري لهذه القصيدة.


وقد أفرد السيد فصلاً كاملاً في كتابه أسماه (إحياء السينما الشعرية)
وينقل فيه عن حميد العقبي السينما الشعرية لا تعني أبداً أن نعالج قصيدة شعرية سينمائياً فقد تتم معالجة إحدى القصائد الشعرية،وقد لا يكون الفيلم فيلماً شعرياً.السينما الشعرية هذا المصطلح الصعب الذي أطلقه المخرج الإيطالي بازوليني وأكد أن السينما الشعرية سينما تتعمق في الوضع الإجتماعي بطريقة تحليلية فلسفية نقدية،وأكثر السينمائيون الشعراء يمزجون بين أفكارهم الشخصية الذاتية وفلسفتهم الخاصة وأحاسيسهم مع الفلسفات والأساطير.)
  • السينما السعودية:
أنا أقول دائماً السينما في السعودية بين مقصلتين بين الانفتاح،والخوف من الانفتاح.
نظرة على الوضع :

د. العودة يقول في إحدى حلقات الحياة كلمة :

مجتمعاتنا العربية والإسلامية «بحاجة إلى الانتقال من سياسة المنع إلى ثقافة المناعة». وتساءل «عن الفرق بين السينما وبين الشاشة، أو بين التلفاز ذاته؟!»… وأجاب عن سؤاله بقوله: «المسألة من وجهة نظري تتعلق بأمرين هما: المحتوى المعروض أو المادة المُقدمة، وهل هذه المادة مادة أخلاقية تربوية، تبني نفوس الشباب وعقولهم، وتصنع منهم رجالاً للمستقبل، وتهيئهم، وتبني خبراتهم، أم هي مادة هدامة، تحاول أن تلهيهم بالمتع الرخيصة عن بناء الحياة؟ وأما الأمر الثاني فهي الضوابط، فكل شيء له ضوابط ولم يعد الامر خياراً (أن تفعل أو لا تفعل)، فهذه الأشياء موجودة وقائمة، شئنا أم أبينا، لكن عندما يكون موقفنا هو موقف الرفض والسلب، مثل موقفنا السالب من التلفزيون، والذي كان موقفاً فيه الكثير من الرفض والصرامة، لم يصمد أمام التغيرات الواقعية الهائلة الكبيرة، لكنه انعكس سلباً علينا». وتابع: «هذا الموقف السلبي أخر كثيراً من مشاركتنا، وأوجد حالاً كبيرة من التردد، ربما إلى اليوم عند بعض الناس، الذي يريد أن يكون منسجماً مع ماضيه، ومن هنا نجد تأخراً كبيراً في المشاركة الإعلامية اليوم… ولذا فإن علينا أن ندرك أننا عندما نأخذ بمبدأ المنع والرفض المطلق، فإن هذا الجدار المانع الرافض قد يتهدم بلحظة أو بأخرى، وفي الوقت ذاته يبقى الناس، لأنهم منطلقون من دائرة الرفض والمنع والتخوف بعيدين عنه، وبالتالي لا تكون هناك مشاركة إيجابية».
ولفت إلى أن في البلاد الغربية صناعة ضخمة للسينما، «حيث يكون هناك نوع من الإغراء على شباك التذاكر، حتى يتم تعويض الكثير من قيمة الفيلم التي تبلغ أحياناً مئات الملايين من الدولارات، لكن وجود هذه الشاشة في المنزل، جعل الحديث عن السينما ربما، متأخراً إلى درجة كبيرة». واستطرد: «عندما يكون هناك موقف رفض مطلق، وحينما ينكسر الجدار، ويفرض هذا الأمر واقعاً قائماً، سيكون انتصاراً لفئة على أخرى، لكن حينما يكون هناك حوار اجتماعي، في التعامل مع هذه الأشياء المستجدة، وكيف يمكن أن نقدمها بطريقة مُرضية للناس، لا تستفز مشاعرهم ولا تستفز عقولهم، ولا تدعوهم إلى الرفض، وتحاول أن تهدأ من مخاوفهم، فإن الأمر يصبح مختلفاً، لأن الناس في النهاية، عندهم خوف، وهذا الخوف قد يكون مشروعاً، وقد يكون طبيعياً على أقل تقدير، فالحاجة ماسة إلى أن يكون هناك حراك اجتماعي، بصدد التفاهم بين مكونات المجتمع، سواء كانت رسمية أم شعبية أم اتجاهاً أم آخر… وأن يكون هناك نوع من الطمأنة التي تسمح للمجتمع أن يتعاطى مع المستجدات التقنية بشكل إيجابي».

وفي رأي آخر ببحث للشيخ إبراهيم الحقيل :

وهذا الكلام من فضيلة الشيخ فيه من التهوين والتسويغ للسينما ما لا يخفى، كما أنه يفت في عضد المنكرين لها، المحتسبين على أهلها، ويقوي أهل الباطل عليهم، وأظن أن هذا التبسيط المخل للموضوع نابع من عدم إدراكٍ حقيقي للفرق بين عرض الأفلام في صالة السينما وبين عرضه في شبكات التلفزة؛ إذ سوّى الشيخ بينهما، على أن انتشار التلفزة والفضائيات في أكثر البيوت لا يدل على رضا الممانعين بها، وإذا كانت الفضائيات قد تجاوزت في اختراقها للبيوت ممانعتهم سابقاً فعلى الأقل هم سجلوا مواقفهم الرافضة لهذا المنكر؛ براءة للذمة، وإعذارا للأمة، وفتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى المشهورة شاهدة على ذلك.وفي ظني أن الشيخ سلمان حفظه الله تعالى قد أخطأ حين حجر الدعاة أمام المنكرات ليضعهم بين طريقين لا ثالث لهما: إما المشاركة في المنكر وعدم رفضه ومحاولة تعديله، وإما القدرة على منعه كما هو مؤدى كلامه..ولا سيما أنه يعلم أن السينما منذ صنعت إلى يومنا هذا وهي مرتع الرذائل، ومستنقع الفواحش، وأن من حاولوا تحويلها عن مرادها لتحمل أفكاراً تنفع الناس من الوطنيين والقوميين والإسلاميين قد فشلوا فشلا ذريعاً؛ لأن القائمين عليها والممولين لها في العالم لا يريدون ذلك؛ ولأنها لا تنجح إلا بالإثارة والإغراء، والذي لا تقيده قيود الشريعة سيكون أكثر إثارة وسيطرة على الجمهور من المقيد بقيود الشريعة، وسأذكر لاحقاً بعض النقول عن جملة من أهل الوسط الفني تدل على ذلك.

وللدكتور مجدي علي سعيد قراءة في كتاب محمد وليد جداع في كتابه الموقف من سينما إسلامية شبيهة بوضع العالم العربي ككل والسعودي على وجه الخصوص
بعنوان السينما الإسلامية هل هي ممكنة؟
يذكر فيه الموقف الإسلامي من السينما
* أولها موقف الأستاذ محمد قطب الذي يرى فيه أن السينما هي آخر مجال يمكن أن يدخل في نطاق الفن الإسلامي، مبررا ذلك بأنها بصورتها الحالية بعيدة جدا عن الجو الإسلامي.

ويقدم من منظوره ماهية الفن الإسلامي قائلاً : بأن “الفن الإسلامي ليس بالضرورة هو الفن الذي يتحدث عن الإسلام،إنما هو الفن الذي يرسم صورة الوجود من زاوية التصور الإسلامي لهذا الوجود،هو التعبير الجميل عن الكون والحياة والإنسان”


* ثانيها موقف مجلة الدعوة الصادرة من النمسا والذي ورد في أكثر من مقال لها ينحو باللائمة على المواقف السلبية للإسلاميين من السينما، ويعتبر ذلك الموقف أحد أسباب تخلف السينما العربية عن الاهتمام بالقضايا الإسلامية، كما يدعو الإسلاميين إلى الاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة لإيصال دعوتهم إلى الناس.

* ثالثها موقف الناقد السينمائي الأردني حسان أبو غنيمة ويرى فيه أن السينما كفن من الفنون لا بد أن تأخذ دورها في خدمة المفاهيم والحضارة الإسلامية.

* أما رابعها فعبر عنه الفنان والمخرج جلال الشرقاوي حيث يرى أن الفنون يمكنها أن تفعل ما لا تفعله المدارس ولا الجوامع في أن تكون وسيلة لحب الإسلام، وأن السينما هي لغة الفن الأسهل إدراكا والأقوى حجة للإقناع؛ ومن ثم فإنها يمكن أن تكون مساعدة للإسلام في متابعة رسالته.
دور السينما :
  • في الماضي:
يذكر خالد ربيع السيد في مقدمة الكتاب عن دار سينما النادي العسكري،وهي كما يصفها معاصروها ومرتادوها في الخمسينيات دار حديثة وراقية،بناها الأمريكان على أحدث الطرز وقتها،وأنها ظلت كذلك إلى أن تمّ حرقها على يد فاعل مجهول عام ١٩٦٣م.

وأنشئت بعد ذلك في حي البخارية،سينما الششة،سينما أبو الروس،سينما حوش اليماني،وسينما عكاظ.
  • حالياً:
…………………..
لاشيء يٌذكر .



  • في المستقبل:
يجيب طارق الخواجي عن إشكالية هل السعودية مهيأة لافتتاح دار سينما أم لا؟

هل طارق الخواجي متفائل بقدوم دور السينما للمملكة وإنشائها قريباً؟- لست مهتماً في هذا الموضوع بشكل كبير، لأن هناك كثيرا من دول العالم يوجد بها إنتاج سينمائي قوي بغض النظر عن دور السينما الموجودة فيها . لكني أطرح سؤالا مهما ضمن هذا السياق وهو: أين يعرض الشباب السعودي أفلامهم السينمائية؟ أظن هذه هي المشكلة.
* لو تم إنشاء دور للسينما في المملكة، هل ترى بأن المجتمع السعودي مهيأ لهذه الخطوة؟- من خلال مشاهداتي لبعض دور السينما في دول خليجية مجاورة للمملكة لا يزال هناك إشكال في مفهوم مشاهدة فيلم سينمائي بمكان عام كدور السينما، مثل احترام الوقت والمكان والجو المحيط أثناء مشاهدة الفيلم، فبناءً على مشاهداتي أرى أننا غير مؤهلين بشكل تام لقدوم السينما للمملكة
نعود للكتاب و قراءة خالد ربيع السيد: يعنوّن بدايات السينما السعودية:المضامين تسبق التقنيات
ثمة مايلفت الانتباه إلى الأفلام السعودية القليلة التي أنتجت في غضون الثلاث سنوات الأخيرة والتي تبشر بازدهار هذه الصناعة وتناميها،خصوصاً وأن المشتغلين على إنتاجها ينطلقون بحماسة وخلفية ثقافية جيدة،وإن كانت هذه الخلفية قاصرة على المستوى النظري ولم تتجاوزها إلى التراكم التجريبي العملي. غير أن بداياتها،بدأت مدركة لمحدودية إمكاناتها،مماجعلها تتجه لسينما التسجيل والتوثيق والسرد الروائي القصير.
بدأت بمحاولات منفردة ومتقطعة منذ عام ١٩٧٧م ،وكان أولها قيام المخرج عبدالله المحيسن بتقديم فيلم اغتيال مدينة في مهرجان القاهرة السينمائي وحصوله على جائزة أحسن فيلم قصير عنه.
وفي عام ١٩٨٣ قدم المحيسن فيلم (الإسلام جسر المستقبل)،وظهر الفيلم بمجمله كدعوة إلى الوحدة العربية الإسلامية البعيدة عن الإيديولوجيا الغربية أو الشرقية،وإن كان الفيلم سقط بكامله في بئر الأفكار الموجهة.واستمر في عزفه المنفرد والنائي عن الجماهير والمخلص للأفكار.
وفي عام ٢٠٠٦ قدم ظلال الصمت أول فيلم روائي طويل لمخرج سعودي. والمتأمل لأفلامه وسينماه يستطيع أن يطلق عليها:سينما الرسالة الأيدلوجية،في حين أن مجموعة الأفلام التي أنتجها مخرجون شبان فيما بعد ٢٠٠٢ تناولت موضوعات أخرى،تُعنى بالشأن الداخلي والإنساني.فظهر أولاً اسم المخرجة هيفاء المنصور،فقدمت أول ماقدمت فيلمي من؟ ، والرحيل المر.
ولم تتغير الاتجاهات في المحاولات السينمائية التجربية التي بدأت من السنة ٢٠٠٤ وماتلاها،إذ ظهرت عدة أعمال قصيرة،لعدد من الشبان المتحمسين تتراوح بين السرد الروائي القصير والتسجيل والتوثيق.
قدم أولاً عبدالله العياف فيلمه ٥٠٠كلم ،بإشارة في عنوانه إلى المسافة التي يجب على المواطن السعودي أن يقطعها ليشاهد فيلماً في أقرب صالة له في البحرين،واكب ظهور هذا الفيلم فيلم آخر بعنوان القطعة الأخيرة للشاب محمد بازيد.
وحتى عام ٢٠٠٦ أنتجت عدة أفلام بمستويات متفاوتة الجودة،وتأرجحت موضوعاتها بين الوعظ والرعب والتأمل.
وفي بادرة مؤسساتية أنتجت روتانا الفيلم الذي حاول انتزاع لقب أول فيلم جماهيري سعودي كيف الحال.
وبعد أن ينتهي سرد الكتاب لابد أن أشير لفيلم عايش من إخراج عبدالله العياف الذي فاز بجائزة أفضل فيلم روائي قصير بمهرجان الخليج السينمائي، ومهرجان بيروت السينمائي الدولي.
عايش وخالد ربيع السيد هنا.
  • حكاية موسيقى السينما
بدأت السينما صامتة،وحتى منتصف العشرينيات ظلت السينماتوغراف لا تطلق الصوت البشري أو المؤثرات الصوتية.
وأجرى رجل الصناعة السينمائية الألماني أوسكار ميستر أولى التجارب لإنتاج أفلام ناطقة في عام ١٩٠٨.
وظهرت أفلام شارلي شابلن بشكل أكثر ذكاءً في تلك المرحلة،فكان في الفيلم موسيقى بسيطة تعتمد على آلة البيانو فقط، تتخللها بعض الجمل المنطوقة باقتضاب بالغ.
مايجدر ذكره هنا،أنه قبل تلك المرحلة كانت الموسيقى تُعزف داخل صالة السينما وعلى الهواء المباشرة،أي إن المؤلف الموسيقي ومن معه من مايسترو وعازفين يقفون بجانب الجمهور ويتابعون الأحداث المعروضة أمامهم وعند مشاهدة أحداث معينة يقومون بعزف المقطوعات.
وفي أواخر العشرينات أدخل الصوت إلى الأفلام وصارت الأفلام ناطقة ،ولم تعد الموسيقى حرة و وحيدة في النطاق المسموع بل يشاركها حوار الممثلين والأصوات الطبيعية المرافقة . الأمر الذي أحدث تغييرا في سلوك الموسيقى،إن صح القول،فأصبحت تتوقف لتوجه اهتمام المشاهد نحو الممثل ومايقوله من عبارات هامة في سياق الفيلم،ثم إنها تتصاعد أو تهدأ أو تنفعل أو تحزن أو تمرح أو تكون مجرد خلفية مسالمة لكسر جمود العرض.
ومع الثلاثينيات،أحدث المؤلف الموسيقي (ماكس ستينز) نقلة كبيرة في التأليف الموسيقي السينمائي.ساهم ستينز في تشكيل وتأسيس الموسيقى التصويرية المؤثرة التي نعرفها اليوم ، وقد استثمرت شركة والت ديزني جهوده وأنتجت أفلاماً كرتونية خاصة بوحي من مقطوعاته المرحة (الفأرة ميكي).ومن أهم ما ألّفه موسيقى فيلم كازابلانكا،وذهب مع الريح.
ثم يعرج على موسيقى الحرب،وموسيقى الخيال العلمي،الموسيقى وعصر الإلكترونيات.
ومن يذكر بالتأكيد لن يغفل هانز زيمر الذي مازال متألقاً منذ انطلاقته مع فرقة البقلز،حتى يومنا الراهن. وسار على نهجه هوارد شور ،كذلك لا يمكن إغفال الموسيقي الكندي جيمس هورنر.


تّم




في النهاية
هل أنت مؤيد للسينما وماهي الأفلام والأنتاجات التي تريدها ، وكيف نحقق ذلك ، ولماذا ، وأين ؟

أطرح هذا السؤال على نفسكَ وقرر في داخلك لأن داخلك عالماً لايملكه إلا أنت فيحق لك التعبير بكل الأراء
والعبارات والمقترحات التي ستضل داخلك في هذهّ الأرض الصفراء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق