الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

العبرات ..


العبرات هي مجموعة من روايات قصيرة بعضها موضوع من المؤلف وبعضها مترجم .
أنها فعلا عبرات ، فلا تكاد تنتقل من قصة حتى تكون الأخرى أشد حزنا و أكبر شقاءً ، جميع القصص عبارة عن مأساه ، تشترك في أغلبها بلوعة المحبين وشقاء المساكين ، وحسرة المظلومين وعذاب المفجوعين .
يقول مصطفى لطفي المنفلوطي وهو مؤلف " العبرات " : إهداء .
الأشقياء في الدنيا كثير وليس في إستطاعة بائس مثلي أن يمحو شيئاً
من بؤسهم وشقائهم فلا أقل من أن أسُكب بين أيديهم هذه العبرات
علّهم يجدون في بكائي عليهم تعزُية وسلوّى .


مقتطفآت



"هذبوا رجالكم قبل أن تهذبوا نسائكم فإن عجزتم عن الرجال فأنتم عن النساء أعجز"


"إنكم تكلفون المرأة ما تعلمون إنكم تعجزون عنه، وتطلبون عندها ما لا تعرفونه عن أنفسكم ، فأنتم تخاطرون بها في معركة الحياة مخاطرة لا تعلمون أتربحوها أم تخسروها وما أحسبكم إلا خاسرون"



"إن الله بعيد في علياء سمائه على أن تتناوله أنظارنا، وتتصل به حواسنا، ولا سبيل لنا أن نراه إلا في جمال مصنوعاته وبدائع آياته فلا بد لنا من أن نراها ونحبها لنستطيع أن نراه ونحبه"




"السرور نهار الحياة والحزن ليلها، ولا يلبث النهار الساطع ان يعقبه الليل القاتم"



"السعادة سماء والشقاء أرض والنزول إلى الأرض أسهل من الصعود إلى السماء"



"إن الحب نبات ظلي تقتله شمس الشقاء الحارة، وكل سعادة في العالم غير مستمدة من سعادة المال أو لاجئة إلى ظلاله فهي كاذبة لا وجود لها إلا في سوانح الخيال"



"كما أن النار لا تطفئ النار، وشارب السم لا يداوى بشربه مرة أخرى، وكما أن مقطوع اليد اليمنى لا يعالج بقطع اليد اليسرى ، كذلك الشر لا يعالج بالشر ولا يُمحى الشقاء في هذه الدنيا بشقاء"



رؤية شخصية

ربما كانت أكثر القصص حزناً وإيلاماً هي ” الضحية ” وما يتبعها ” مذكرات مرغريت ” و ” بقية المذكرات ” ، يليها ” اليتيم ” و ” الذكرى ” و ” الشهداء ” ، لقد أبدع الأديب السيد محمد لطفي المنفلوطي في الوصول إلى القلوب و تحريكها ، و استنفار مدامعنا للبكاء على هذه المآسي العظيمة ، والخطب الجليلة ، وربما كان عنوان الكتاب ” العبرات “ أبلغ من كل ما يمكن وصفه عن الروايات .
أعجبني هذا المقطع في قصة ” الشهداء ” لأم فاقده ابنها تنشد تقول : ” ما أسعد الأمهات اللواتي يسبقن أولادهن إلى القبور ، وما أشقى الأمهات اللواتي يسبقهن أولادهن إليها ، وأشقى منهن تلك الأم المسكينة التي تدب إلى الموت دبيباً ، وهي لاتعلم هل تركت ولدها وراءها ، أم انها ستجده أمامها ؟


تمّ


لتحميل الرواية

هُنا
http://www.4shared.com/office/QipjW_07/__online.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق